“كحّم……احّم! على أي حال، سأحرص على معرفة المزيد عن أولئك الذين قاموا بتهديد الكاهن. لا تقلقي بشأن الأمر، يا زوجتي.”
“سأبحث في الأمر معكَ أيضًا، لا تحاول تحمل كل شيء وحدك.”
شعر داميان بوخزة من الذنب عند سماع كلماتها، إذ كان يحقق بالفعل في أمر فريدريك دون إخبارها.
لكنّه رأى أن الوقت لم يحن بعد ليخبرها بذلك، لذا حاول تغيير الموضوع مجددًا.
“على أي حال، يبدو أن الشوارع كانت مزدحمةً للغاية اليوم بسبب مهرجان تأسيس. لم يكن هناك حتى موطئ قدم وسط الحشود.”
“إنه أكبر مهرجان في الإمبراطورية. حتى الناس من الدول الأخرى يأتون لزيارته، لذا لا مفر من أن يكون مزدحماً دائماً.”
“أحقاً؟ لم يسبق لي أن شاركت في مهرجان تأسيس الدولة من قبل، لذا كانت هذه أول مرة أرى فيها هذا الحشد.”
اتسعت عينا أراسيلا بدهشة. فلا يوجد حدث يستمتع به جميع مواطني الإمبراطورية بقدر مهرجان تأسيس الدولة.
حتى أفراد العائلة الإمبراطورية، برغم مكانتهم الرفيعة ونبلهم، لا بد أنهم خرجوا مرةً واحدة على الأقل للاستمتاع بالمهرجان.
حتى أراسيلا، التي لا تحب الضوضاء كثيراً، اعتادت منذ طفولتها أن تحضر الحفلات مع عائلتها احتفالاً بهذا المهرجان أو تخرج للاستمتاع به.
إنه مهرجان تقليدي يحمل لكل مواطن من الإمبراطورية ذكريات خاصة، ومع ذلك، لم يشارك داميان فيه ولو لمرة واحدة!
ازدادت ملامح أراسيلا جديةً أكثر من أي وقت مضى.
“لا يمكنني قبول ذلك.”
“ماذا؟ ماذا تعنيين بأنه لا يمكنكِ؟…..”
أمسكت أراسيلا بيد داميان بحزم وبوجه جاد.
“لنذهب الى في مهرجان التأسيس هذا معاً.”
شعرت وكأنها بدأت تفهم السبب الذي جعل داميان لا يملك ذكريات عن الاحتفال بمهرجان تأسيس الدولة، لذا بدلاً من أن تسأله عن السبب بالتفصيل، أعلنت ذلك بشكل جاد.
“عندما فكرتُ في الأمر، من غير العدل أن نكون نحن فقط من يعمل بينما الآخرون يستمتعون.”
حتى الإمبراطور يوقف مهامه خلال فترة المهرجان ويأخذ قسطاً من الراحة. لكن أراسيلا وديميان لم يحظيا بأي راحة بسبب فحص المركبة الطائرة والمصابيح، وكانا يتجولان منذ الصباح دون توقف.
كان هذا غير عادل. من يدري متى سنقضي مهرجان ابتأسيس معاً مجدداً؟ يجب أن نفعل ذلك الآن!
بما أن فحص المركبة الطائرة والمصابيح قد انتهى بالفعل، كان بإمكانهما الآن قضاء بعض الوقت الخاص.
“لنستمتع معاً بمهرجان التأسيس كما يجب، داميان.”
لم يكن داميان قد طرح الفكرة بجدية مثل الأطفال الذين يلحون للذهاب إلى المهرجان، لذا شعر قليلاً بالدهشة.
و قلقاً من أنه قد يثقل كاهلها، تراجع خطوةً إلى الوراء.
“زوجتي، ليس من الضروري أن تفعلي ذلك من أجلي.”
“لماذا؟ ألا ترغب في اللعب معي؟ إذاً سأبحث عن صديق آخر وأذهب معه.”
ردت أراسيلا بلهجة متعجرفة.
وعندما سمعت كلمة “صديق”، جاء على بال داميان بشكل غريزي فريدريك، ففتح عينيه فجأة وأمسك بيدها بقوة.
لم يكن داميان مستعداً على الإطلاق لأن يتخلى عن أراسيلا لصالح فريدريك.
“لا، أريد أن ألعب معكِ. لذلك لا تبحثي عن شخص آخر.”
قال ذلك بصوتٍ حازم.
كان يريد أن يحتفظ بها لنفسه خلال فترة كونه زوجاً لها.
“حسناً، إذاً هل نذهب غداً؟”
“نعم، دعينا نفعل ذلك.”
ابتسمت أراسيلا ابتسامةً صغيرة بعد الإجابة الحاسمة.
وهكذا تم تحديد موعد لموعد المهرجان بشكل غير متوقع.
***
في شوارع مهرجان التأسيس، كان النبلاء والعامة مختلطين معاً. لذلك، عندما يظهر شخصيات مشهورة مثل أراسيلا أو داميان، كان من المحتمل أن تتجمع الأنظار عليهم بشكلٍ مبالغ فيه.
على الأقل، لا يمكن أن يخطئ معظم النبلاء في التعرف عليهما.
في الزحام، كان التسبب في جذب الانتباه أمراً مزعجاً جداً، خاصةً مع الحراس الشخصيين، لأنه سيجعل من الصعب الاستمتاع بمهرجان التأسيس.
لهذا السبب، قررت أراسيلا أن تبتعد عن الزخارف البراقة وأن تتزين بشكل بسيط قدر الإمكان.
ارتدت فستاناً باللونين الأزرق الداكن والأبيض، ورفعت شعرها عالياً على شكل تسريحة ذيل حصان. و حملت حقيبة يد صغيرة بتصميم بسيط.
ثم، عندما التقت بداميان عند مدخل القاعة، مدت يدها بما كانت قد أعدته.
كان ذلك قناعاً أبيض مزخرفاً بوردة وردية.
“ما هذا؟ ولماذا تعطينه لي؟”
“نحن بالفعل نلفت الأنظار، وإذا كنا معاً، سيبدو الأمر أكثر وضوحاً. أعتقد أنه من الأفضل أن نغطي وجوهنا قليلاً لتجنب أي مشاكل.”
“في رأيي، ارتداء شيء مثل هذا سيكون أكثر لفتاً للنظر.”
أظهر داميان ردة فعل مترددٍ قليلاً.
أصبح الأمر غير مريح بالنسبة له عند التفكير في ارتداء قناع مزخرف ومبهرج بهذا الشكل.
“هذا كلام غير دقيق. كم من الناس يرتدون ملابس غريبة في مهرجان التأسيس؟”
ردت أراسيلا بكل مرح، بينما كانت ترتدي قناعاً مزخرفاً بزهره زرقاء. و قد غطى القناع الأسود نصف وجهها الصغير.
“في الواقع، الأشخاص الذين يبرز وجههم مثلنا هم الذين سيلاحظهم الناس أكثر.”
“……فهمت.”
أخذ داميان القناع عن مضض. وعندما وضع القناع الزهري على شعره الفضي وعينيه الذهبيتين، بدا كما لو كان مصنوعاً له تماماً.
“وبما أن هناك من سيتعرف عليك إذا ناديتكَ باسمك، سأدعوكَ بلقب.”
“ما هو هذا اللقب؟”
سأل داميان بدهشة، فهو لم يسبق له أن كان له لقب من قبل.
ابتسمت أراسيلا بخبث،
“مي مي. سأدعوك بـ مي مي، هل يرضيكَ ذلك؟”
“لا، لا يعجبني.”
أجاب داميان على الفور برفض قاطع.
لم يكن مستعداً لتحمل لقب لطيف إضافةً إلى القناع الجذاب.
شعر أن كل من القناع واللقب لا يتناسبان معه بأي شكل.
“لماذا اخترتِ مي مي بالذات؟”
“لأنه يبدو لطيفاً.”
أوقفته الإجابة البسيطة والواضحة، فصمت للحظة.
عندما لاحظت أراسيلا تعبيره المزعج، تنهدت بخفة،
“إذا كان لديك لقب آخر تود أن تُنادى به، فقل لي. سأدعوك به، لكن يجب أن تخبرني بذلك خلال 10 ثوانٍ.”
“لا..…”
بدأت أراسيلا في عد الأرقام بيدها، حيث كانت تفتح أصابعها واحدة تلو الأخرى وتغلقها مع كل رقم.
حاول داميان بشدة التفكير في لقب آخر، لكنه لم يخطر له أي شيء مناسب.
وبمرور الـ 10 ثوانٍ دون أن يتوصل إلى جواب، ابتسمت أراسيلا.
“إذاً، مي مي.”
“……نعم.”
***
وصل الاثنان إلى مدخل الشارع التجاري ونزلا من العربة. و كان من المستحيل دخول المنطقة بالعربة بسبب الازدحام الكبير.
كما قالت أراسيلا، كان ارتداء القناع مع هذا الزي يعد من الأزياء المعتادة. ففي الشارع، كان هناك الكثير من الأشخاص الذين كانوا يرتدون ملابس أكثر جنوناً.
رجل يرتدي بدلةً بألوان قوس المطر، و امرأةٌ رسمت رسومات رائعة على بشرتها، و طفل متنكّر بزي حيوانات، و شيخ يرتدي بدلةً مزخرفة بالأزهار، وغيرهم.
كان الناس الذين عادةً ما يظهرون بمظهر عادي اليوم يتجولون بأشكال حرة وغير تقليدية.
“حقاً…..يبدو أن هذا لن يلفت الأنظار.”
همس داميان بكلمات تحتوي على مزيج من الدهشة والفضول. و كان القناع وحده يعكس شعوراً بالاحتشام والأدب.
“لقد دهشتُ بفتح الساحة، لذا كم سيكون الناس متحمسين! الجميع سيبدأ في إخراج الأشياء التي أعدوها لهذا اليوم.”
رفعت أراسيلا كتفيها، فهي معتادةٌ على مشهد الشوارع المزخرفة خلال مهرجان التأسيس.
و كانت عيون داميان تلمع كما لو كان طفلاً يشاهد سيركاً للمرة الأولى.
شعرت أراسيلا بأن وجهه كان يبدو لطيفاً بشكل ما، فابتسمت بخفة.
ثم، أمسكت بذراع داميان وسحبته،
“هيا، دعنا نذهب للاستمتاع. هناك العديد من الأشياء التي يمكننا فعلها في مهرجان التأسيس.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات