لم يبدو عليها أنها تفكر بإلغاء الزواج بسبب مشكلة المهر.
“يمكنني إعطاؤكم ما تشاؤون من المهر. على الرغم من أنه سيكلفني الكثير، لكن هذا لا يعني أنني لا أملك المال.”
نظرت إلى داميان الذي كان يحدق بها بصمت، ثم رفعت إصبعيها.
“هناك شيء آخر يزعجني.”
قامت أراسيلا بطي إصبع واحد.
“أولاً، هل من الضروري أن نعيش في قصر فانديرمير بعد الزواج؟ لنبحث عن قصرٍ جديد.”
“لا، هذا غير ممكن. لقد غبت عن أراضي الدوقية لفترة طويلة، وبالتالي تأثيري داخل العائلة ضعيف. على الأقل يجب أن أبقي قصر فانديرمير الموجود في العاصمة تحت نفوذي.”
لم يكن داميان متمسكًا بقصره الحالي عن حب أو رغبة. كان ذلك جزءًا من استراتيجيته للحفاظ على مكانته داخل العائلة.
على سبيل المثال، ألبرت، الذي يعمل حالياً كخادم لداميان، ينحدر من عائلة خدم في قصر فانديرمير لعقود.
وبعد أن يرث داميان لقب الدوق، كان الاشخاص مثل ألبرت هم من سيساعدونه أكثر من غيرهم.
“حسنًا، فهمت السبب. هذا منطقي. إذًا، ثانياً، إذا استجبت لكل مطالبهم بسهولة، سيعتبرونني شخصًا سهلاً. ما الذي تعتقده؟ إذا أعطيتهم المهر كاملاً، ماذا سيطلبون بعد ذلك؟”
حتى لو تم حل مسألة المهر بالمال، فإن الاستجابة بسلاسة لجميع الطلبات قد تجعلهم يستهينون بها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عائلة فانديرمير ليست فقيرة من الناحية المالية، مما يعني أنه بعد حل مسألة المهر سيأتي طلب آخر بالتأكيد.
“إضافة إلى ذلك، مسألة المهر وكل ما يتعلق بالزواج يجب أن أتعامل معها وحدي. إذا علمت عائلتي، سيعارضون تمامًا إرسالي إلى تلك العائلة لأنهم يحبونني كثيرًا.”
هذا الزواج لم يكن صفقة خاسرة بين عائلة الماركيز هوغو وأراسيلا. لم يكن هناك سبب لتزويج الابنة الثانية المحبوبة مع تحمل مطالب تتجاوز الحدود.
بالإضافة إلى ذلك، كانت عائلة أراسيلا قد تقبلت في الأصل موقفها الرافض للزواج. من المؤكد أنهم سيحاولون إقناعها بالبقاء عازبةً بدلاً من الخوض في هذا الزواج.
أراسيلا لم ترغب في مواجهة معارضة عائلتها بالإضافة إلى معارضة عائلة الدوق.
“جهزِ نصف قائمة المهر فقط، وسأتولى الباقي.”
تحدث داميان بصوتٍ هادئ فبعد لحظة من التفكير. لم يكن هناك خطأ في كلام أراسيلا.
لم يكن الطرف الآخر من النوع الذي يظهر الرحمة فقط لأنهم كانوا متعاونين. بل كانوا يستغلون ذلك لإلحاق المزيد من الأذى.
إذا كان يريد الحفاظ على هذا الزواج التعاقدي، فعليه حماية أراسيلا بشكل نشط.
“إذا ظهرت أي مشاكل في المستقبل، أخبريني على الفور. سأتولى حلها. لا تحتاجين إلى فعل أي شيء.”
أراد داميان التأكد من أن أراسيلا لن تغير رأيها.
لكنها أجابته بشكل غير متوقع وهي تستعد للمغادرة.
“لماذا تطلب مني البقاء بلا حراك؟ نحن الآن شركاء في هذا المركب، أليس كذلك؟ علينا حل المشاكل معًا.”
كانت كلماتها تبدو عابرة لكنها أثرت في قلب داميان الذي اعتاد القتال وحده طوال هذا الوقت.
عندما تردد دون قصد، فتحت أراسيلا فمها مرة أخرى.
“وأنا من النوع الذي لا يمكنها التلقي فقط. لا أرتاح حتى أعيد الصاع صاعين. لذا لا تحاول حرماني من متعة الانتقام.”
“لكن لا تقلق، فأنا لست من النوع الذي يهجم دون تمييز. سأبذل جهدًا للتعاون طالما كنتُ أستطيع التحمل.”
“ما هو مستوى التحمل لديك؟”
“لا أعرف، ربما عندما تكون غير محترم؟”
“يبدو أن صبرك محدود جدًا.”
“لما تجعل الامر وكأنه مشكلة؟. كيف ستعيش في هذا العالم بقلبك الرقيق هكذا؟”
تحدثت أراسيلا بلا تردد وبكل وقاحة، مما جعل داميان يضحك بشكل ساخر.
“سأذهب الآن. في المرة القادمة، تأكد من أن تكمم أفواه رجالك جيدًا، وانتبه لأذنيك أيضًا.”
أومأت أراسيلا برأسها وأغلقت الباب خلفها.
تمتم ديميان بصوت منخفض.
“حقًا، إنها ليست طبيعية.”
***
كان لدى الماركيزة هوغو أحلام رومانسية حول زواج ابنتها.
كانت تتخيل نفسها تختار الفستان والزينة مع ابنتها في أجواء مليئة بالسعادة، وتذهب معها لاختيار قاعة الزفاف، وتتناقش معها حول كيفية إقامة حفل الزفاف حتى في آخر ساعات الليل.
لكن ابنتها الثانية، التي كانت الأكثر طيشًا، هي التي ستتزوج أولًا، محطمة بذلك كل أحلام والدتها.
كانت مضطرة إلى الإسراع في التحضيرات كما لو كانت تطاردها الديون، وتوبيخ ابنتها التي لم تظهر أي حماس لحفل الزفاف.
“إنه زفافك، فكونِ أكثر اهتمامًا من فضلك.”
تنهدت الماركيزة وهي تأخذ أراسيلا إلى محل الملابس اليوم بعد أن كانت تتباطأ بسبب شعورها بالملل.
“إذا لم يكن كل شيء مثاليًا في حفل الزفاف، سيبدأ الناس في انتقادك.”
“إذن سأذهب وأعضهم بنفسي.”
جاء صوت أراسيلا من خلف الستار وهي ترتدي فستان الزفاف. وعندما ردت بهذه الطريقة الطفولية، وضعت والدتها يدها على مؤخرة عنقها وجلست على الأريكة.
‘يا إلهي، ماذا أفعل معها؟ كنت أعتقد أن من سيتزوج أولًا هي ايريس.’
نظرت بحسرة إلى ابنتها الكبرى، ايريس، التي كانت تجلس معها. كانت تخطط لتزويج آيريس الهادئة والرزنة أولًا، بينما كانت تنوي أن تبقي أراسيلا بجانبها.
لكن الآن الأمور تسير على عكس المتوقع، وهذا أيضًا كان يقلقها.
“أراسيلا تمزح فقط، لكنها ستفعل ما هو صحيح، أمي.”
“نعم، يجب أن أصدق ذلك. لكن الآن كل ما تبقى هو أن تتزوجي أنتِ. هل لديك شاب في بالك؟ أم أتصل بالسيدة كايلي؟”
السيدة كايلي كانت وسيطة زواج شهيرة في المجتمع الراقي بالعاصمة. الكثير من الأزواج قد نجحوا من خلال تدخلها.
توقفت ايريس قليلاً، ثم ابتسمت بلطف وهزت رأسها.
“سأبحث بنفسي على مهل. وإذا لم أجد الشخص المناسب، سأخبركِ.”
“نعم، نعم، ايريس، أنتِ دائمًا تفعلين ما هو صواب دون الحاجة إلى أن أخبرك.”
“أليس من المثير أن تعلن اختي عن العزوبية؟”
جاء صوت اراسيلا المليء بالمزاح، فحدقت الماركيزة اليها بعينين حادتين.
“أراسيلا، ألم أقل لكِ أن تختاري كلماتك؟ لا تتحدثي بطريقة تُفسد طريق أختك.”
بعد التحذير الجاد، ساد الصمت من خلف الستار.
أمسكت الأم بيد ابنتها الكبرى مرة أخرى.
“ايريس، أنتِ كل ما لدي. تعرفين ذلك، أليس كذلك؟ أعتمد عليكِ أكثر من أي شخص.”
“نعم، أعرف ذلك يا أمي. لا تقلقِ.”
“كم أنا محظوظة بوجودك، على الأقل.”
ابنها الأصغر ما زال صغيرًا جدًا، وابنتها الثانية لم تستمع إليها أبدًا منذ الصغر.
في مثل هذا الوضع، لو لم تكن ايريس الحكيمة والتي تفهم دائمًا قلبي والديها موجودة، لكان الوضع صعبًا للغاية على الماركيزة.
“أمي، توقفي عن تحميل أختي كل هذا العبء.”
ظهرت أراسيلا من خلف الستار وهي ترتدي فستان الزفاف. اقتربت منها الماركيزة بعينين ضيقتين.
“إذن، حاولي أن تكوني نصف ما هي عليه! أنت لا تستمعين لما أقول ولكنك تشتكين كثيرًا!”
“أوه، هذا مؤلم.”
ضربت الماركيزة أراسيلا على ظهرها، مما جعلها تعبس.
ثم أمسكت الماركيزة بكتفي ابنتها وضبطت وقفتها، وبدأت تفحص فستان الزفاف بعناية.
فستان الزفاف ذو خط العنق بدون حمالات كان مناسبًا تمامًا مع عنق أراسيلا الطويل والمستقيم.
قامت إحدى العاملات في متجر الملابس بتثبيت الجزء الفضفاض عند الخصر بمشبك.
“كل شيء جيد، لكن الجزء العلوي منخفض جدًا. يجب أن يكون فستان الزفاف محتشمًا ليبدو أجمل.”
“أنا لا أمانع.”
“أنا أمانع، لذا لا تناقشي. سأختار فستانًا آخر.”
ذهبت الماركيزة مع الموظفة لاختيار فستان جديد، تاركة الأختين وحدهما في غرفة القياس.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات