Chapters
Comments
- 5 منذ 3 ساعات
- 4 منذ 9 ساعات
- 3 منذ 9 ساعات
- 2 2025-09-26
- 1 - خَبر الخطوبة. منذ يوم واحد
عرض المزيد
الفصل الرابع: سارق الترتيب الأكاديمي
بدأت إيميلين تتعرّف حقاً إلى زينون ترانسيوم قبل أربع سنوات في الأكاديمية.
كانت الأكاديمية في السابق مكاناً يخص الطلاب الذكور فقط، لكن منذ أن وصفت الملكة السابقة، مارسيلّا، الأكاديمية بأنها “دائرة اجتماعية مصغّرة”، صار من الشائع بين النبلاء إرسال بناتهم إليها للاستعداد لحياة المجتمع.
وبالنسبة لإيميلين، التي تعشق الدراسة، كانت تلك فرصة ثمينة، خطوة مهمة نحو حلمٍ كبير لطالما رغبت في تحقيقه.
قبل أن يجمعهما المكان نفسه، لم تكن بينها وبين زينون أي علاقة تُذكر. كانت تراه أحياناً في تجمعات بسيطة ترافق فيها والديها، بصفته ابن المركيز، لكنهما لم يتبادلا كلمة واحدة. ربما نظرة عابرة… مرتين أو ثلاث.
كل ما تعرفه عنه كان من كلام الآخرين.
“يا له من أحمق. بدلاً من انتقاد الآخرين، فليُصلح ابنه أولاً. ذلك الصبي يفضح النبلاء كل مرة.”
“تتحدث عن مركيز ترانسيوم؟”
“نعم. ابنه الثاني يدرس معكم، أليس كذلك؟ كان يجب أن يتخرج منذ زمن، لكنه يرسب حتى صار الأمر عادة.”
“المركيز يدلل ابنه الأصغر كثيراً… النتيجة واضحة.”
“الأصل لا يختفي. حتى لو صار ابن المال غنياً، تبقى طبيعته كما هي. يغتر، وينسى مكانه، ويثير المشاكل.”
كانت إيميلين تستمع بصمت وهي ترتشف الشاي.
كان والدها، دوق ديلزايير، على خلاف دائم مع المركيز ترانسيوم، للأسباب السياسية أغلب الوقت… والباقي بسبب تنافسهم في الفن ورعايته.
لكن السبب الذي يعكر قلب والدها أكثر من غيره كان أصل المركيز.
فهو لم يولد في طبقة النبلاء، بل صعد بجهده وماله، ثم تزوّج من عائلة كونت مفلسة، وحل كل شيء بالمال.
لهذا كان الكثيرون ينظرون إليه باحتقار.
حتى في الأكاديمية، لم يختلف الكلام كثيراً.
“سمعت أن المركيز أخذ المغنّية التي كانت زوجته ترعاها وجعلها عشيقته.”
“يا للمسكينة…”
“والابن؟ مشاكله لا تُعد.”
ثم تحوّل الحديث من الأب إلى الابن.
“يقولون إنه في نفس سنتنا… لكن لم نره يوماً! أليس هذا خطيراً؟”
“مع ذلك… أتمنى لقاءه مرة واحدة.”
“نفس الشيء! لا بد أنه وسيم جداً ليستدرج كل تلك الفتيات.”
“سمعت أن ليدي بيتين كانت تلاحقه بجنون.”
ضحكن النبيلات وتنهّدن، ثم عادت اللمعة الغريبة في أعينهن. الفضول… الشغف… والثرثرة التي لا تنتهي.
إيميلين فقط كانت تبتسم بصمت.
“ليدي ديلزايير، ما رأيك بابن المركيز؟” سألت لاريسا بحذر.
سادت لحظة صمت مشدود.
إيميلين كانت مركز هذا التجمع، نجمة مستقبلية للمجتمع الراقي. كلمة منها تكفي لتغيير اتجاه آرائهن بالكامل.
بعد لحظة قصيرة، ابتسمت ابتسامة هادئة وقالت:
“تصرفاته مبتذلة. يخجل المرء من أن يرى شخصاً لا يحاول حتى إخفاء عيوبه. لا ذرة رقي فيه.”
وفوراً اندفعت الفتيات يتكلمن بحماس.
من الخارج كانت إيميلين مشرقة وهادئة.
وفي الداخل… فقط تفكر:
“…كم هو ممل.”
لم تهتم بزينون حقاً. وربما كانت تنظر إليه بعين والدها لا بعينها. أحكام جاهزة، بلا معرفة حقيقية.
كانت حياتها كلها ظلاً طويلاً لرأي والدها. كأنها تُسحب مع التيار بلا إرادة.
ربما لهذا بدا لها زينون أحياناً كأنه من عالم آخر… شخص يعيش بلا قيود ولا حسابات.
مزعج… لكنه حر.
“كرك.”
صوت خطوة خلفها. التفتت، لم تجد أحداً.
“هل هناك شيء يا ليدي ديلزايير؟”
“…لا، لا شيء.”
عادت إلى حديث لا يهمها.
—
بعد أيام، قالت أنجل من آل لاريسا بلهفة:
“نتائج الاختبار ظهرت!”
رافقت إيميلين نحو لوحة النتائج.
كان اختبار لغة أجنبية، وكانت أنجل متأكدة من أن إيميلين الأولى كالعادة.
إيميلين مضت بثقة هادئة، لكن قلبها نبض بسرعة صغيرة، تلك التي تأتي قبل أن يرى المرء جهده متجسداً على الورق.
اقتربت من اللوحة.
نظرت.
تجمدت.
المركز الأول…
ليس اسمها.
في المكان الذي اعتادت أن ترى خلفه اسمها، وجدت اسماً آخر:
المركز الأول: زينون ترانسيوم
بدأت الهمهمات حولها:
“ليدي ديلزايير ليست الأولى؟”
“زينون ترانسيوم؟ ابن المركيز؟”
“هل هناك خطأ؟”
لكن إيميلين لم تسمع شيئاً.
كانت تحدّق فقط في ذلك الاسم الذي اقتحم عالمها لأول مرة…
ليس كفضيحة
ولا كقصة عشيقات
ولا كشائعة.
بل كـ سارقٍ للمرتبة التي لم يُزحزحها أحد من قبل.
كان ذلك اليوم بداية شيء… لم تكن تعرف بعد إن كان نعمة… أم لعنة.
المترجمة سيران💮.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 4"