Chapters
Comments
- 9 2025-09-10
- 8 2025-09-10
- 7 - المُهلة. 2025-09-10
- 6 2025-08-23
- 5 2025-08-23
- 4 2025-08-23
- 3 2025-08-22
- 2 2025-08-22
- 1 - العودة. 2025-08-16
- 0 - الذكرى. 2025-08-16
“استعملهُ أو ارمِه، الخيارُ عائدٌ إليكَ.”
بعد ان نطقت بتلك الجملة، غادرتُ الغرفة مباشرةً.
حتى إغلاق الباب، لم يحاول الفتى منعي.
—
انقضت بضعةُ أيامٍ هادئةٍ.
الأمير الرابع والأمير الخامس، اللذان وبختهما الأميرة الأولى على الفور، وكذلك خدم الجناح الجانبي الذين حضروا الموقف، صاروا يتحاشون الاقتراب من الأمير غير الشرعي بحذر.
لقد كانت زيارة الأميرة الأولى المفاجئة بمثابة صدمةٍ كبيرةٍ.
وبفضل ذلك، عاش الأمير غير الشرعي في تلك الفترة أيّامًا ساكنةً خاليةً من الاضطراب.
طرقت الباب بخفة، ثم فتحتُه دون أن أترقب جوابًا.
حين ولجتُ، التقت عيناي بعيني الفتى الجالس على سريره يحدق في النافذة بشرود.
أدرتُ بصري عنه كعادتي، وتوجهتُ نحو الطاولة قرب السرير لأضع الصينية.
بعد الزيارة المفاجئة للأميرة الأولى، أصبحتُ أنا المسؤولة عن إحضار طعام الأمير غير الشرعي.
السبب بسيط.
في خضم الروتين اليومي المألوف، هبطت الأميرة الأولى كالرعد.
ومن رهبة غضبها، تراجع الخدم الآخرون وتجنّبوا التعامل معه.
ولأن الفتى ذاك لم يكن هناك من يعتني به، آل أمر طعامه إلى الشخص الوحيد الذي يكترث لأمره: أنا.
رنّت الصينية بخفة حين وضعتها.
وبينما كنتُ أتهيأ للمغادرة فورًا، سمعت صوته.
“من تكونين؟”
كان السؤال مباغتًا من خلفي.
خلال الأيام الماضية، لم يطرح أي استفسار، كأن وجودي معدوم.
وصوته الآن، حين سأل عن هويتي، بدا هادئًا، كأن الفضول دفعه فعلًا.
ولهذا، لم أستطع إهماله.
توقفت، ترددت برهة، ثم التفتُّ إليه ببطء.
كان ينظر إليّ في سكينة، مترقبًا ردّي.
“…أنا،”
الفتى الذي أمامي يُعدّ “شخصًا بلا وجود.”
لذا، أجبت هكذا:
“أنا بدوري… ‘شخص بلا وجود’.”
فمن منظور شخص بلا وجود، أكون أنا أيضًا بلا وجود.
“…”
لم يرد الأمير الغير الشرعي.
فاستدرت وغادرت الغرفة.
وكما في المرات السابقة، لم يحاول إيقافي حتى أُغلق الباب.
—
ومنذ ذلك الحين، اعتاد الأمير غير الشرعي أن يسألني في كل مرة أحضر له الطعام: “من تكونين؟”
وكان جوابي يتكرر دومًا: “أنا شخص بلا وجود.”
كان ينبغي له أن يكتفي بتلك الإجابة الثابتة، لكنه لم يتخلَّ عن سؤاله قط.
“من تكونين؟”
في إحدى الأمسيات حين كانت الشمس تميل نحو المغيب، نظر إليّ بينما أحمل صينية العشاء، وسأل من جديد.
وضعت الصينية على الطاولة وأجبته كالعادة:
“أنا شخص بلا وجود.”
فقال: “ولماذا تعطيني هذا؟”
فأجبته: “لأنني شخص بلا وجود.”
“شخص بلا وجود…”
تمتم الفتى وهو يخفض نظره قليلًا.
أضاء وهج لؤلؤة الليل المعلّقة في الغرفة جانب وجهه المظلل، فآثرت أن أحول بصري عنه، ثم استدرت لأغادر من غير إضافة.
وهكذا استمرّت الأيام الرتيبة الهادئة.
سلام يتسرب إليّ شيئًا فشيئًا.
وفي ثنايا ذلك، كنت أمارس هروبًا متعمّدًا.
ذلك الأمير غير الشرعي سيغدو في المستقبل الشرير الذي يحطم العالم، لكنه لن يتحول غدًا.
وما دام الأمر لن يحدث غدًا، فلن يحدث بعد غد.
وبما أنه لن يحدث بعد غد، فلن يتغير شيء حتى بعد أسبوع.
وفي هذا الزمن البطيء، احتميت بسلام الحاضر.
لا أريد التفكير الآن.
أليس حسنًا أن أبقى على هذا الحال يومًا آخر؟
يوم واحد فقط… يوم آخر إضافي.
لم أستطع أن أهجر الأمير غير الشرعي، ولم أستطع أن أقترب منه كذلك.
ظللت عالقة في منطقةٍ وسطى، لا إلى هنا ولا إلى هناك.
وهكذا، انتهى يومي بسلام آخر.
من غير أن يخطر ببالي أنّ هذا “السلام” سينهار غدًا.
—
أشرق النهار، فغسلت الثياب.
هززت الأغطية الشتوية الثقيلة المبتلة، وعلّقتها بإحكام على الحبل، ثم فردتها حتى تستوي.
تلألأت قطرات الماء المتناثرة تحت ضوء الربيع المبكر.
بعد تعليق عدة أغطية، شعرت بظهري وذراعيّ يثقلان، فاستقمت وتمددت وتنشقت الهواء بعمق.
امتلأت رئتاي بعبير الربيع النقي.
“آن أوان الغداء…”
وبينما كنت أفكر في ما سيكون طعام اليوم، انكسر ذلك الصفاء في لحظة.
“آسيل…!”
جاءت ميلا، خادمة الحديقة، تركض مذعورة الوجه.
“مصيبة عظيمة!”
“ميلا؟ ما الذي وقع؟”
هل عاد الأمير الرابع والخامس إلى طيشهما بعد هدوئهما الأخير؟
سألتها بوجه متجهم، فاقتربت مني وهي تلهث:
“الأمير غير الشرعي… سقط في البحيرة!”
“…ماذا؟”
“قبل قليل كان يتمشى قرب البحيرة مع بعض الصغار… آه، آسيل؟”
كنت أعلم.
إن تُرك هكذا، سيغرق ذاك الشرير ويموت.
وللخدم أن يصفوا الأمر بأنه حادث عابر، ويمكنني بهويتي الحقيقية أن أنقذ حياتهم.
ولن يُكشف الأمر هذه المرة، لأنه ليس موتًا فادحًا كسابقه.
لكن…
حين رأيت موته المحتوم، الذي طالما فكرت به ببرود، يتجسد أمامي بوضوح، تحرك جسدي بلا وعي.
“آسيل؟”
“آسيل، انتظري…!”
“هذا خطر!”
تجاهلت صيحات الخدم المذعورين المحيطين بالبحيرة، وقفزت مباشرةً.
بلاش!
شققت الماء القاسي ونزلتُ إلى الأعماق، لأرى الفتى الفضي الشعر يغرق ببطء.
عيناه مغمضتان كفاقد الوعي، جسده ساكن، وفقاعات قليلة تتصاعد.
وفي تلك اللحظة، اجتاحتني المشاعر التي كنت أكبتها تحت وطأة الواجب، كأن سدًا انكسر.
مهما كان في حياته السابقة الشرير الذي قاد العالم إلى الهلاك، فقد كان قبل ذلك شخصًا قضيت إلى جواره سنوات.
لو أنكرت أنني تعلقت به، لكان كذبًا.
لم أستطع تحمّل ألم قلبي.
هبطت بسرعة، ضممته، وصعدت إلى السطح.
“ها!”
لم يكن ثمّة وقت للارتياح بأني تنفست.
سحبته إلى الضفة، مددته، وضغطت على صدره، ونفخت في أنفه.
“أرجوك… استفق…”
وسقطت دموعي بلا شعور على وجنتيه الباهتتين.
كررت المحاولة بيأس، حتى تقيأ الماء مصحوبًا بسعال عنيف.
“كح… كح!”
استمر السعال حتى بدأ يتنفس ببطء.
فتح عينيه الحمراوين شيئًا فشيئًا، وتفحص ما حوله، حتى توقفت نظراته عليّ.
“آه…”
وحين رآني غارقة مثله، تحركت شفتاه، فاحتضنته فجأة.
إنه حي.
عانقت جسده النحيل المبتل بقوة، وبكيت.
إنه حي.
لم يمت بعد.
شددت على الدفء الخفيف في حضني، وأسندت رأسي إلى عنقه.
كان ضعيفًا. ضئيلًا. خفيفًا.
جسد يبدو لطفل في الثامنة، مع أنه في الثانية عشرة.
طفل عاجز عن المقاومة، يغرق إذا دُفع وحسب.
“…نعم.”
لا أستطيع قتل هذا الصغير الآن.
سواء أكان دافعي الشعور بالذنب تجاه طفل مُعنَّف، أو الإثم لمحاولة إيذاء روح بريئة لم تقترف ذنبًا، فالنتيجة واحدة.
لا أستطيع قتله الآن.
وباعترافي ذاك، انقشع كل شيء.
“… “
أبعدته قليلًا عن حضني.
عيناه الحمراوان لم تفارقاني.
مددت يدي، مسحت وجنته. اندهش من دفء لمسته، فارتعشت عيناه.
“لا زال صغيرًا جدًا…”
تفتت قلبي.
عضضت شفتي، ثم جذبته إلى صدري من جديد.
لا حاجة لقتله الآن.
إن هلاكه للعالم سيأتي عندما يكبر.
وحتى يحين ذلك، لا ضرر من بقائه حيًا.
لذا، حتى يحين أجله، سأبقى بقربه، أراقبه.
وأمنحه حياة هادئة… أليس ذلك أفضل؟
“إن مات دون أن يذوق جمال هذا العالم ودفئه، فقط لأن مصيره الموت…”
فلن يكون أتعس من ذلك.
“عليّ أن أرعاه أكثر.”
أن أحتمل تعبًا أكبر، وأن أنشغل أكثر.
حينها، سيتمكن هذا الطفل بين يدي من أن يعيش أطول قليلًا.
ـ إذا كان ثمن بقائه أيامًا إضافية مجرد إزعاج لي،
فلا داعي للتردد، أليس كذلك؟
“…أنا.”
رفعت صوتي المبلل.
“من الآن فصاعدًا، سأبقى إلى جوارك.”
ارتعش جسده الصغير بين ذراعي.
“سأكون دومًا إلى جانبك.”
أحطته بقوة وهمست.
ربتّ على ظهره المتشنج برفق، فتردّد لحظة، ثم أسند رأسه ببطء إلى كتفي.
“… “
شعرت بثقله يستند كله، فتمتمت في داخلي:
سأبقى بالتأكيد إلى جوارك.
…حتى اللحظة التي أقتلك فيها.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"