Chapters
Comments
- 9 2025-09-10
- 8 2025-09-10
- 7 - المُهلة. 2025-09-10
- 6 2025-08-23
- 5 2025-08-23
- 4 2025-08-23
- 3 2025-08-22
- 2 2025-08-22
- 1 - العودة. 2025-08-16
- 0 - الذكرى. 2025-08-16
“— يا سموّ الأميرة!”
هتفتُ بعزمٍ وأنا أتماسك متشبِّثة، ثم ناديتُ سيّدة القصر بصوت عالٍ مرةً أخرى.
“لدي ما أخبرك به، أرجوكِ، أتضرع إليكِ أن تلتقي بي! يا صاحبة السمو، أرجوكِ، من فضلكِ!”
“أيها الجريئة! أتودّين فعلاً أن تُزهقي روحكِ…؟”
“ما هذا الصخب؟” فُتح البابُ المُحكم إغلاقه.
وإذا بفتاةٍ بديعة الجمال تظهر، لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها.
وما إن أطلت، حتى ركع الخادمان اللذان كانا يجرّانني بعنف.
“نُقدّم التحية لنور أهيدِن، الأميرة الكبرى، صاحبة السمو.”
“نُقدّم التحية لنور أهيدِن، الأميرة الكبرى، صاحبة السمو.”
سمعت تحيتهما المتناغمة كأنها ترنيمة، فرفعتُ بصري بخوف.
شَعرٌ بلون السماء الصافية ينساب كنسجٍ من نور، وعينان حمراوان تتلألآن كحبات ياقوت.
إنها الشخصية التي تُعدّ، إلى جانب الأمير الثاني، الأوفر حظاً لوراثة العرش—الأميرة الأولى لمملكة أهيدِن، إيلوسيان نيريلز إليسترا دي أهيدِن.
‘أنا، خادمة ضعيفة، لا أقوى على مواجهة الأمير الرابع أو الخامس.’
ولهذا كان خياري الوحيد أن أستدعي خصمَيهما.
فعدوّ العدوّ، حليفٌ لي، أليس كذلك؟
“تنحني الخادمة من القصر الجانبي إجلالاً لنور أهيدِن، الأميرة الأولى، صاحبة السمو!”
أخذت أتنفّس ببطء لأُهدّئ ارتجافي، وانحنيت برأسي أمامها.
لم تكن إيلوسيان، الأميرة الأولى، ذات طبيعةٍ لينة قط.
لكنني لم أقدم إليها طمعاً في شفقةٍ أو عفو.
“خادمة من القصر الجانبي… زائرة غير متوقعة.”
ضيّقت عينيها الحمراوين ببرود.
“لم يخطر ببالي أن يتجرّأ أحد على المجيء إليّ وهو يُخاطر بحياته. لا بد أنّ لديك سبباً جديراً باهتمامي، أليس كذلك؟”
معنى كلامها واضح: إن لم تُرضها حجّتي، فسأفقد حياتي.
‘إنها ليست مجرد كلمات للترهيب.’
إيلوسيان جادّة للغاية.
فعقلها البارد ونظرتها الحادّة يكرهان تضييع أي شيء هباءً—سواء وقت أو مال أو جهد.
ولهذا فهي الوحيدة القادرة على إنقاذ الأمير غير الشرعي في هذا الظرف، لأن ما سأقوله سيكون ثميناً لها.
سحبتُ نفساً عميقاً، ثم تكلّمت:
“الأمير الرابع والخامس دأبا على زيارة القصر الجانبي. وفي كل مرة يبحثان عن سيّد الأشباح، وهذا ما أقلقني، فأسرعت لإبلاغ سموّك.”
“أقلقكِ؟”
“سيّد الأشباح في القصر الجانبي ‘كيان غير موجود’، أليس كذلك، كما صرّح الملك بنفسه؟ فكيف يكون من الطبيعي أن يجيئا للبحث عن ‘شخص معدوم’ ويزعموا مواجهته؟”
“أليس طبيعياً…؟”
قهقهت إيلوسيان بسخرية، وأمالت رأسها، كأنها تقول: ‘تابعي حديثكِ.’
“واجبي أن أُخفي أمر سيد الأشباح كلياً عن الأنظار. وجوده لطخة في شرف العائلة الملكية. لكن استمرار الأميرين في التردّد عليه قد يجرّ كارثة لا مردّ لها—”
توقفت لبرهة، ثم رفعت بصري مجدداً، وتطلعت في عينيها قائلةً بوضوح:
“ألن يحين ذلك اليوم الذي ينكشف فيه عار العائلة المالكة أمام العالم؟”
كنتُ أقرأ بمهارة المشهد السياسي في القصر:
المرشحان الأبرز للعرش هما الأميرة الأولى إيلوسيان والأمير الثاني هيدوين.
وبقية الأمراء انقسموا بينهما تبعاً لمصالحهم. أما الأمير الرابع والخامس المسيئان للأمير غير الشرعي فهما من رجال الأمير الثاني.
ذلك الأمير غير الشرعي وصمة في الأسرة المالكة، ومع ذلك يُعد منطقة محايدة عصيّة على المساس. لم يُعترف به أميراً، لكنه يحمل دم السلالة.
أما نصفه الآخر فدنَس، إذ جاء من دم العبيد الأراذل.
وجوده بحد ذاته ذريعة للنبلاء المناوئين لانتقاد العرش.
فإن هلك، صار موته سلاحاً بأيديهم. وإن عاش، صار وجوده ذريعة أخرى.
فتى يُشوّه سمعة العائلة لمجرّد أنفاسه.
إن قُتل بيد الأميرين، ستُوصَم العائلة بعدم الرحمة، لأنها عذّبت ثم أجهزت على أحد أبنائها من دمها. وسيغدو ذلك باباً مفتوحاً لهجمات النبلاء.
“لكن هذا العيب لا يخصني، أليس كذلك؟ إنه خطأ إخوتي الطائشين، ولا شأن لي به.”
أعلنت إيلوسيان بوضوح أنها لا تتحمّل وزره.
خفضت بصري تجنباً لغضبها.
“بطبيعة الحال، الأمر ليس ذنب سموّك. لكن النبلاء سيلقون المسؤولية على الأسرة الملكية جمعاء، ومن هنا فتمييز سموّك بين الباطل والصواب هو السبيل لتجنيب نفسكِ التبعة مع الأميرين.”
‘لكنها مغامرة جسيمة، إذ قد يثير ذلك نقمة الملك.’
الملك الذي لا يريد سماع اسم الأمير غير الشرعي، حتى أنه حرمه من اسمٍ يخصه. مجرّد ذكره أمامه استفزاز مباشر لغضبه.
“لكن إن بادرتِ بالذهاب حالاً إلى القصر الجانبي ومنعتِ الأميرين، أفلا تُجنّبين نفسكِ كل هذا؟”
هكذا يمكن النيل من الأمير الثاني دون جلب سخط الملك. ما دام الأمير غير الشرعي حيّاً، لن يسمع الملك بالحادثة، لكن يمكن فضح إساءة الأميرين—أتباع الأمير الثاني—لدم ملكي، فيضعف موقفهم أمام النبلاء.
قد لا يكون الأثر عظيماً، لكنه خير من مجازفة تُغضب الملك.
“بكلامك هذا…”
ضيّقت إيلوسيان نظراتها.
“تقترحين أن أذهب إلى القصر الجانبي وأحول دون قتل الأمير الرابع والخامس للأمير غير الشرعي؟”
رمقتني بعينين باردتين تخترقان الصميم. فنظرتُ إليها بجرأة وأجبت:
“أنا لا أريد أن أفقد حياتي بعد، يا صاحبة السمو.”
فموت الأمير غير الشرعي سيجلب العقوبة على خدم القصر الجانبي أيضاً، لأنهم قصّروا في رعاية الدم الملكي، وهو ما يغضب الملك.
“صحيح.”
أمالت إيلوسيان رأسها بلا مبالاة.
“إذن أنتِ لا ترغبين في الموت، فجازفتِ بروحك لتقفِي أمامي بهذا القول.”
ثم سارت بخطواتها متجاوزةً إيّاي.
‘هل خبتُ؟’
عضضت شفتي وأحكمت قبضتي، أراقب خطواتها الحاسمة.
“ما بالكِ واقفة؟ تقدّمي!”
التفتت نحوي ببرود وقالت:
“أم ماذا تنتظرين؟”
“لا بد أن يكون الأمير غير الشرعي حيّاً حين نصل!”
“…!”
آه، لقد نجحتُ!
قفزت من مكاني مسرعة.
“أجل، سموّكِ، سأرشدكِ حالاً.”
—
ولم يستغرق وصولنا إلى القصر الجانبي طويلاً.
عند بوابته الأمامية، لمحتُ كاسي وميلا تترددان بارتباك، ثم أسرعتا نحوي.
“أسيل!”
“أسيل، أين كنتِ؟”
لكنّهما جمدتا حين أبصرتا إيلوسيان من خلفي، وشحب وجههما من هول المفاجأة.
“الأميرة…؟” “الأميرة الأولى بنفسها هنا… كيف…؟”
سألتُهما بهدوء وسط ذهولهما:
“أين الأميران الآن؟”
“فـ… في جناح الحديقة المركزي…”
“شكراً لإخباري. فلنذهب، يا صاحبة السمو.”
لم يكن لدينا متسع من الوقت.
أسرعت مع إيلوسيان صوب الجناح.
“هاه، ما هذا؟ ما هذه الخدعة الرخيصة؟”
سمعنا صفعة عنيفة قبل أن نصل.
“أتظنين أنني سأعفو عنكِ بمجرد أن تتظاهري بالموت؟”
لمحتُ قدماً غليظة بحذاء جلدي ترتفع.
وعندها وقع بصري على فتى ذي شعر فضّي ملقى أرضاً، فارتجف قلبي فزعاً.
“إن لم تنهضي قبل أن أعدّ إلى ثلاثة، سأحطّم رأسكِ. واحد… اثنان… ثلاثة―”
“قف!”
قبل أن يسحق الحذاء وجهه، اندفعتُ واقفة أمامه.
“ما الذي تفعله هذه؟ ابتعدي عن الطريق!”
زمجر الأمير الخامس غاضباً، واقترب الأمير الرابع عابساً.
“من تكونين لتتجرئي على التدخل؟ تنحّي حالاً!”
زأر مهدداً، لكنني لم أتزحزح، بل استقمت وواجهت نظرته مباشرة:
“هذا المكان ليس مِلك سموّك. أرجو أن تتراجع.”
“ها، تعلّميننا الأدب؟ وأنتِ مجرّد خادمة وضيعة—!”
رفع الأمير الخامس يده بحدة، وجهه يقطر غيظاً.
“إن لم تكوني مجرّد خادمة تافهة، فلتتهيّئي إذاً لتلقّي الأوامر!”
وفجأة، دوّى صوت بارد حاسم، فتجمّد الأمير الخامس في مكانه وهو يوشك أن صفعي…
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 4"