Chapters
Comments
- 9 2025-09-10
- 8 2025-09-10
- 7 - المُهلة. 2025-09-10
- 6 2025-08-23
- 5 2025-08-23
- 4 2025-08-23
- 3 2025-08-22
- 2 2025-08-22
- 1 - العودة. 2025-08-16
- 0 - الذكرى. 2025-08-16
“لو كنتِ لا تريدين رؤية هذا المشهد، كان يجب أن تقتليني. لمنعني من تدمير العالم.”
كانت الرّقبة النّحيلة صغيرةً بما يكفي لتُحيط بها يد طفلةٍ في الرّابعة عشرة.
“لذلك، كلّ هذا ذنبكِ لأنّكِ لم تقطعي أنفاسي.”
في اللحظة التي أردتُ فيها أن أضغط بيدي.
…رأيتُ جرحًا متفجّرًا عند زاوية فمه.
ما إن لاحظتُ الجرح حتّى بدأت أرى، واحدًا تلو الآخر، جروحًا أخرى متناثرةً على وجهه الصّغير: على جبينه، حول عينيه، عند صدغه، تحت رقبته… في لحظة التردّد أمام هذه الجروح المثيرة للشّفقة، شعرتُ بدفءٍ فاترٍ ينتقل إليّ من الجلد الذي لامسته يدي.
“…آه.”
تحت الجلد الذي أمسكتُه، كان نبض الشّريان يعلن الحياة بوضوحٍ.
‘كلا، يجب أن يموت الآن…’
ارتجفت يدي التي تمسك برقبته.
في خضمّ ضربات القلب التي دوّت كأنّها ستبتلع أذنيّ.
وقفتُ مشلولةً، غير قادرةٍ على رفع يدي أو الضّغط بها، ثمّ خرجتُ راكضةً من الغرفة.
في النّهاية، كان خياري هذه المرّة أيضًا الهروب.
***
كما ذكرتُ سابقًا، كانت “أسيل”، صاحبة هذا الجسد، خادمةً في القصر المنعزل التابع لقصر آهيدن الملكيّ.
بالطّبع، هناك سرٌّ حول مولدها، لكن ما لم يحدث شيءٌ استثنائيّ، فإنّ هذا السّر لن يُكشف إلّا لاحقًا، وبالتّالي، كانت حتّى ذلك الحين مجرّد خادمةٍ من عامّة الشّعب.
كانت مهمتها الرّسميّة هي خدمة سيّد القصر المنعزل، لكن في الواقع، كانت واجباتها أوسع بكثير.
تنظيف القصر المنعزل، مساعدة المطبخ، الغسيل، وغيرها. كانت الأعمال تتدفّق يوميًّا، وكنتُ من الأكثر انشغالًا.
‘خلال الأيّام القليلة الماضية، بينما كنتُ مشوّشةً بسبب العودة المفاجئة، ساعدني الخدم الآخرون…’
لكن الآن، يجب أن أفعل ذلك بنفسي.
في السّاعة الثّانية بعد الظّهر، تحت أشعّة الشّمس الدّافئة، كنتُ أنظّف الرّواق مع كاسي.
بينما كنتُ أحرّك منفضة الغبار بشرودٍ، سمعتُ صوتًا من جانبي.
“أسيل… هل أنتِ متضايقةٌ مؤخرًا؟”
سألت كاسي، التي كانت تمسح خزانة الزّينة في الرّواق، بوجهٍ قلقٍ.
انتفضتُ واستعدتُ تركيزي، ثمّ ابتسمتُ بتكلّفٍ وهززتُ رأسي.
“كلا، أنا بخير.”
“لكنّ وجهكِ شاحبٌ منذ أيّام.
إذا كنتِ مريضةً، سأساعدكِ، فاذهبي وخذي قسط من الراحة.”
كان عطفها الطّبيعيّ لطيفًا.
موقفٌ مختلفٌ تمامًا عن معاملتها للأمير غير الشّرعيّ.
ابتسمتُ بتكلّفٍ مرّةً أخرى ورفضتُ عرضها قائلةً إنّني بخير، ثمّ واصلتُ تنظيف الرّواق مع الحرص على تعابير وجهي.
بعد أيّامٍ من عودتي إلى سن الرّابعة عشرة، لم أزل قادرةً على قتل الشّرير.
كانت الفرص كثيرةً.
كنتُ، “أنا”، خادمةً ودودةً اكتسبتُ ثقة الخدم الآخرين، بينما كان الأمير غير الشّرعيّ منبوذًا من الجميع.
لم يكن من الصّعب أن أضع سمًّا في طعامه، أو أدّعي خدمته ثمّ أغرقه في الماء.
بالطّبع، إذا مات، سيُساق الخدم إلى العقاب، لكن إذا وجّهتُ الأمور لتكشف عن هويّتي، يمكنني إنقاذ الجميع، فلا داعي للقلق.
‘لكن…’
جسده الصّغير الذي قد يُظنّ أنّ عمره ثماني سنوات، الكدمات وبقع الدّم هنا وهناك، النّظرة الفارغة التي لا تحمل شيئًا.
هو الآن أمامي.
ليس شرّيرًا، بل طفلٌ ضعيفٌ يناسب دور الضّحيّة أكثر.
‘…لا أستطيع ان اجمع شجاعتي لاقتله.’
مهما حاولتُ استحضار ذكرى دمار الحياة السّابقة لتعزيز عزمي، كنتُ عند مواجهته غير قادرةٍ على تنفيذ الخطّة.
الآن، أصبحتُ أجد صعوبةً حتّى في مواجهته، فمنذ يومين، بدأتُ أتجنّبه تمامًا.
“ها… آه.”
تنهّدتُ دون وعيٍ، ثمّ أغلقتُ فمي بسرعةٍ.
نظرتُ إلى كاسي خلسةً، فكانت قد سمعت تنهيدتي، ووضعت خرقتها واستدارت نحوي.
“أسيل، هل هناك ما يزعجكِ؟ ”
“…”
“أخبريني.
سأستمع.”
تردّدتُ لحظةً، ثمّ فتحتُ فمي ببطءٍ.
“…افترضي أنّه…”
“نعم.”
“لو أصبحتِ شخصيّةً في كتابٍ، وتقابلتِ بالشّخص الذي سيقتلكِ في القصّة… ماذا ستفعلين؟”
كان سؤالًا غريبًا بالنّسبة إليها، لكنّ كاسي، لحسن الحظّ، تعاملت معه بجدّيّةٍ.
“ماذا أفعل؟ سأهرب منه بكلّ قوتي.”
“وإذا لم تستطيعي الهروب؟”
“سأحاول تغيير أحداث القصّة ليصبح غير قادرٍ على قتلي. ربّما أزيل سبب قتلي، أو شيءٌ من هذا القبيل؟”
لم يخطر ببالها حتّى خيار “أقتله قبل أن يقتلني”.
أضفتُ شرطًا آخر.
“لقد حاولتِ بكلّ جهدكِ، لكنّه قتلكِ في النّهاية. وفي لحظة موتكِ، عدتِ إلى الماضي بمعجزةٍ. في مثل هذه الحالة، إذا قابلتِ ذلك الشّخص وهو طفلٌ…”
توقّفتُ لحظةً وابتلعتُ ريقي.
“…هل ستقتلينه؟”
ساد الصّمت.
نظرتُ إلى كاسي بهدوءٍ وهي تفكّر.
فركت كاسي ذقنها، فكّرت مليًّا، عبست، ثمّ تنهّدت وهزّت رأسها.
“هم… لا، على أيّ حال.”
“…لماذا؟”
“من يقتلني هو ذلك الشّخص في المستقبل، أليس كذلك؟ الطّفل لم يفعل شيئًا بعد.
قتل طفلٍ كهذا سيجعلني أشعر بالنّدم.”
“لكن، إذا تركتِه يعيش، قد يقتلكِ لاحقًا.”
“هذا… آه، لا أعرف.
سأفكّر في الأمر لاحقًا. ربّما أضايقه، لكن قتل طفلٍ يعيش بسلام… أووه، لا أريد ذلك.
سأرى كوابيس ليلاً.”
“ألا تخافين من أن تعرفي متى سيقتلكِ؟”
“على أيّ حال، لن يقتلني وهو طفلٌ، أليس كذلك؟ ربّما تكون هذه الحياة مختلفةً.”
“…”
“هم، إذا كنتُ قلقةً جدًّا، سأستأجر قاتلًا محترفًا عندما يصل إلى العمر الذي قتلني فيه.”
هزّت كاسي كتفيها ونظرت إليّ.
“إذن، ماذا ستفعلين أنتِ، يا أسيل؟”
“ماذا؟”
“هل ستقتلينه؟ هم، لا أستطيع تخيّلكِ تقتلين أحدًا، لكنّني أفهم. إذا استطعتِ فعل ذلك دون تأثّر، فقتله مسبقًا هو الحلّ الأنظف والأفضل.”
كلماتها الخفيفة ضغطت على صدري كحجرٍ ثقيلٍ.
“إذن، ماذا ستفعلين، يا أسيل؟”
“أنا…”
بينما كنتُ أحرّك شفتيّ بشرودٍ، سمعتُ صوتًا.
“كاسي، أسيل! لقد حدثت كارثة!”
“ما الخطب، يا ميلا؟ ماذا حدث؟”
“ها، ها، الأمر أنّ…”
توقّفت ميلا، التي جاءت راكضةً، لتلتقط أنفاسها، ثمّ رفعت رأسها.
“الأمير فيردين والأمير إدوين يؤدّبان الابن غير الشّرعيّ الآن… لكن عندما ضربوه على رأسه، سُمع صّوتا غريبًا. يبدو أنّه أصيب في مكانٍ خطير .”
فجأة، شعرتُ كأنّ قلبي سقط.
تجمّدت حركاتي، وسمع صوت ميلا يتردّد في أذنيّ.
“لكنّ الأميرين لا يتوقّفان عن ركله… ربّما، إذا استمرّ الأمر هكذا، قد يموت… مه، أسيل؟”
“أسيل، إلى أين تذهبين؟ أسيل!”
سمعتُ صوت كاسي وميلا يناديانني من الخلف، لكنّني لم أكن في حالةٍ تمكّنني من الرّد.
كان عقلي الأبيض من الصّدمة ممتلئًا بفكرةٍ واحدة:
يجب ألّا أبقى هنا.
“ها، ها…”
كانت وجهتي مكانًا لم أزره قطّ في حياتي السّابقة.
ركضتُ واستمررتُ بالرّكض.
لم أشعر بالإرهاق، وفجأة، عانقتني ذراعان.
“توقّفي.”
“أعلني عن هويّتكِ.”
شعرتُ بنظرتين باردتين من خادمين يحرسان المدخل.
نظمتُ أنفاسي المتقطّعة ورفعتُ رأسي ببطءٍ.
قصر إيبيليون.
القصر الأقرب إلى قصر الملك ضمن الحصن الدّاخليّ، ومكان إقامة الشّخص الوحيد القادر على إنقاذ الأمير غير الشّرعيّ الآن.
“…أنا أسيل، خادمةٌ من القصر المنعزل.
جئتُ لأمرٍ عاجلٍ للغاية أريد إبلاغه لجلالتها.”
“ماذا؟ خادمةٌ من القصر المنعزل؟”
ما إن ذُكر “القصر المنعزل” حتّى برَدت أعينهما.
بدت وكأنّهما سيقولان “اخرجي الآن”، فجثوتُ على ركبتيّ على الفور.
“لديّ أمرٌ عاجلٌ ومهمٌّ جدًّا لجلالتها! أتيتُ متجاوزةً الحدود لأهمّيته، أرجوكما، دعاني أقابلها مرّةً واحدةً فقط!”
“ما هذا الهراء؟ أخرجي فورًا! ”
أمسك الخادمان ذراعيّ وجذباني بعنفٍ.
إذا طُردتُ من هنا، فإنّ الفتى الصّغير في القصر المنعزل سيموت بالتّأكيد.
يُداس ويُسحق ويُمزّق ويُركل حتّى الموت.
سيُقتل هكذا.
‘…على الأقلّ، لا يمكنني أن أدعه يموت هكذا.’
مهما كان الشّرير الذي دمّر العالم في الحياة السّابقة، فهو الآن مجرّد طفلٌ لم يفعل شيئًا بعد.
بل إنّ حياته حتّى الآن لم تكن سوى سلسلةٍ من الاحتقار والتّعذيب، طفلٌ صغيرٌ ضعيفٌ.
يجب أن يموت العدوّ الذي سيدمّر العالم.
لكن، ليس بهذه الطّريقة المروّعة، أن يُداس تحت أقدام أحدهم حتّى الموت.
‘طفلٌ عاش حياته كلّها في الألم.’
أن يُصبح حتّى موته ملطّخًا بالاحتقار والتّعذيب…
هذا قاسٍ جدًّا.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 3"