كان الرجل يُشبه ذئبًا مكلومًا، مغطى بالجروح.
غاص السيف الحاد في جلد العنق الرقيق، فتألقت قطرة دم صغيرة على حافته.
عينان متّقدتان بالحمرة واجهتا كاسيوس بنظرات صلبة لا تتزعزع.
“تتساءل عن سبب وجودي هنا؟”
على الرغم من قرب النصل من رقبتها، خرج صوتها نقيًا، متزنًا.
روزالين… المرأة التي لا تُضاهى.
وعيناها كمحيطٍ هادئ السطح، متلاطم الأعماق.
في نظر كاسيوس، بدت ككائنٍ شامخ، يحمي أرضه من غريب دخيل.
جسدها ملوث بالدماء، لكنها ظلّت صامدة، كرمزٍ لا ينحني.
يا للأسى.
ومع ذلك، لم يكن وقوفها أمام سيفه مدفوعًا بالشفقة.
“إن قلت إنني أسعى لمساعدتك…
هل ستؤمن بكلامي؟”
اشتد لمعان عينيه الزرقاوتان عمقًا.
“سخافة.”
كلمة مقتضبة نطقها بنبرة مفعمة بالازدراء.
ومع ذلك، رأت روزالين أن رده له ما يبرره.
فمساعدته، مهما تأملت، تبدو نوعًا من التهور… لو فقط عرفت سره.
لكنها لم تقوَ على تحويل نظرها عنه، فهي تقف حيث يمكن لسيفه أن يقطع خيط الحياة في لحظة، ومع ذلك تصرّ على مد يدها إليه.
“أنت تدرك جيدًا طبيعة عملي، أليس كذلك؟”
سالت قطرة دم على حافة النصل.
ورغم جرأة موقفها، لم تتزلزل ملامحها أو ترتعش جفناها.
خطر كهذا لا يمكن أن يهز امرأة ألفت ترويض أعتى النبلاء.
إنها روزالين هايز، العقل المدبر وراء أضخم شبكة معلومات عرفتها الإمبراطورية.
“هايز.”
إشاعات الأسواق، أسرار النبلاء، والحقائق القاتلة التي تهدد بإسقاط بيوت بأكملها…
كلها كانت في قبضتها، وهي من شيّدتها من لا شيء حتى صارت إمبراطورية معلومات لا تُقهر.
امرأة سيطرت على النبلاء بقوة لا تُرد، حتى بات أقواهم يتجنب مواجهتها.
تعمّقت نظرات كاسيوس وهو يراقبها، كأنه وحش يزن خصمه قبل أن يقرر الانقضاض أو التراجع.
ثم نطق بصوت متمهل:
“وما هو الثمن؟”
حوّلت بصرها إلى صدره، حيث برز عقد فضي عتيق من بين ثيابه الممزقة.
ذلك العقد…
هو الدافع وراء سيفه الموجه إلى عنقها، وهو أيضًا سبب وجودها في غرفته هذه الليلة.
“ليس أنني لا أرغب في امتلاكه.”
لمع بريق عينيها وهي تنظر إليه، ثم أطلقت زفرة خفيفة مشوبة بالحزن.
تجاهل نقطة ضعف كهذه يناقض أساسيات التجارة.
ومع أنها تملك مفاتيح انهيار كل نبيل، رفضت استغلال ضعفه.
لأجل سبب واحد.
“الحقيقة التي تطاردها.”
ضغط النصل أكثر على عنقها الناصع، لكن ملامحها ظلت ساكنة، خالية من الخوف.
اكتسبت عيناها الحمراوان جدية مفاجئة، كأن شعلة خامدة استيقظت فيهما فجأة.
قالت بنبرة مشبعة بالقوة الكامنة:
“سأمنحك إياها.”
مدت يدها وأمسكت بحد السيف البارد.
حتى حين سال دمها، لم تتزحزح.
وببطء، انسحب النصل من على رقبتها.
“امسك يدي.”
سقط السيف على الأرض، ومدت يدها الملطخة بالدم نحوه.
“كاسيوس آيندهارت؟ كلا…”
تألق العقد الفضي تحت ضوء القمر، وفي نهايته شارة قديمة متصدعة، لكنها صمدت رغم السنين.
ذلك الرمز لا يحمله إلا عائلة واحدة في الإمبراطورية.
“بل الوريث الوحيد لدوقية ليفرون.”
اسم العائلة المحظورة، التي يُعد ذكرها جريمة، خرج من شفتيها بجلاء:
“كاسيوس ليفرون.”
انتفخت عروق يده التي تتشبث بمقبض السيف.
“الشخص الوحيد القادر على إنقاذك…
هو أنا.”
ورغم أنها قبضت على أعمق أسراره، لم تكن تنوي استغلاله.
لأجل سبب واحد.
روزالين هايز، أو بالأحرى بارك سوهْيُون، كانت قد لقيت حتفها في حياة سابقة، وحيدة وهي تجوب وراء الحقيقة.
والآن، حان وقت الكشف.
فذلك الرجل الذي أثار استياءها وقلقها دومًا…
لم يكن سوى انعكاسًا لنفسها في الماضي.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"