خفايا القصر المؤلم - 24
فصل : إشراقه الصباح
بعد مرور أسبوع من بدء تعليم إيثان القراءة والكتابة، لاحظت إيلينا تطورًا مذهلًا في قدراته.
كان يتعلم بسرعة، وكأن شيئًا غير مرئي يساعده على فهم الكلمات بشكل أسرع مما توقعت.
كانت كل لحظة مع إيثان مليئة بالتحدي والأمل، وأصبح قلب إيلينا ينبض بشدة كلما شاهدته يحقق تقدمًا.
استفاقت إيلينا في فجر اليوم، كما اعتادت، والنور الخفيف ينساب عبر النوافذ الصغيرة.
ظل القمر في السماء، يراقب الليل بهدوء، بينما كان الضوء يتسلل ببطء ليعلن عن بداية يوم جديد.
لم تهدر وقتًا.
تحركت بسرعة، فشلت في أخذ قسط من الراحة بعد النوم العميق، وعادت إلى القبو حيث كان إيثان ينتظرها.
(دخلت إيلينا القبو بهدوء، فالتفت إليها إيثان على الفور بعينيه البنفسجيتين اللامعتين، بدا وكأنه يتوقعها كل لحظة.)
إيلينا: (ابتسمت بلطف) اليوم سنتعلم أكثر، هل أنت مستعد؟
إيثان: (هز رأسه برغبة حقيقية بالحماس) نعم، أنا مستعد.
قضيا ساعات في القراءة والكتابة، وكانت إيلينا تشرح له بعناية وتوجيهات دائمة.
كان قلبها يملؤه الفخر مع كل تقدم يحققه إيثان.
ثم بعد أن أكملوا الجلسة، شعرت بالتعب، وقررت العودة إلى غرفتها لاستراحة قصيرة.
استفاقت إيلينا بعد فترة قصيرة من النوم العميق، وشعرت برغبة ملحة في تناول فطائر لذيذة.
كانت الرائحة الشهية للفطائر تغمر المكان، مما جعلها تفكر في الذهاب إلى المطعم المحلي.
فطائر مع شاي دافئ، كانت أول شيء على قائمتها.
غسلت وجهها بسرعة، وتركت شعرها الوردي الفاتح يتساقط بحرية، ثم ارتدت ملابسها التي كانت تفضلها. كانت تفكر في ديمتري وتساءلت إن كان قد جاء لزيارتها صباحًا.
كما هو معتاد، كان في معظم الأيام يزور القصر في الصباح الباكر.
توجهت إيلينا إلى المطعم حيث كانت قد قررت أن تبدأ يومها، بينما كان ديمتري في الطريق.
وصل ديمتري إلى القصر، وتوجه بسرعة إلى الداخل ليسأل الخدم عن إيلينا.
أخبروه بأنها خرجت لتناول الفطور في المطعم، مما جعله يسرع خطواته للانضمام إليها.
(دخل ديمتري إلى المطعم ليجدها جالسة عند الطاولة، كانت تبتسم له بلطف عندما رآته.)
إيلينا: (رفعت عينيها وابتسمت له) لقد أتيت أخيرًا.
ديمتري: (جلس بجانبها، ابتسم بخجل) كنت أتمنى أن أشاركك الفطور.
أمضيا الوقت معًا، يضحكان ويتبادلان الأحاديث العفوية.
وفي وسط الحديث، قال ديمتري فجأة:
ديمتري: في الواقع، عيد ميلادي قريب جدًا. بعد أسبوعين، بالتحديد مع بداية الشتاء.
إيلينا: (تبتسم بدهشة) حقًا؟
ديمتري: (يهز رأسه) نعم، كان الوقت يمر بسرعة، أليس كذلك؟
ابتسمت إيلينا، لكنها لم تقل شيئًا أكثر.
كان هناك شيء غامض في عيني ديمتري، شيء لم تتمكن من تفسيره تمامًا.
بعد تناول الطعام، دخل الطعام الساخن إلى الطاولة، مما جعل إيلينا تشعر بالشبع.
كانت ساعات الفطور قد مرت بسرعة، لكن إيلينا شعرت بأنها بحاجة لإنهاء الحديث.
إيلينا: (بابتسامة واعتذار) آسفة، ديمتري، لكنني مشغولة الآن. لا أستطيع أن أكمل معك. لدي بعض الأمور التي يجب علي الانتهاء منها.
ديمتري: (خجل وأثر في صوته) لا بأس. لا تقلقي.
غادرت إيلينا بسرعة وذهبت لتكمل يومها، لكن كان في ذهنها شيء مهم جدًا.
كان عيد ميلاد ديمتري قد اقترب، وكانت تعلم أنها بحاجة لإيجاد هدية مميزة له.
شعرت بأن عيد ميلاده يجب أن يكون شيئًا خاصًا، شيء يعبر عن ما يعنيه بالنسبة لها.
توجهت إلى متجر راقٍ للملابس، وأخذت وقتها في اختيار بدلة أنيقة لديمتري، بدلة تناسبه تمامًا
وعندما كانت على وشك المغادرة، لفت نظرها شيء آخر. كانت هناك أزرار أكمام أنيقة بلون رمادي، يشبه لون عيني ديمتري.
شعرت أن هذا هو الخيار المثالي له.
لكن هناك هدية أخرى لم تنسَها.
ذهب إلى متجر المجوهرات، حيث اختارت قلادة صغيرة بها حجر زفير بنفسجي، كما لون عيني إيثان، كرمز للحظة الخاصة بينهما.
كان هذا الحجر هو نفسه الذي فكر فيه قبل أيام، وكان القرار يبدو مثاليًا.
بينما كانت تخرج من المتجر، حملت الهدايا في يدها، وابتسمت بخجل، حيث كانت تلك اللحظات كلها مليئة بالقرارات الصعبة، لكنها كانت تؤمن بأنها تعكس مشاعرها بشكل واضح.
يتبع….
مرحبًا أعزائي القرّاء! ✨🌙
بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، سأخذ إجازة من نشر الفصول خلال هذا الشهر الكريم، فهو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله. أتمنى لكم رمضانًا مليئًا بالطاعات والبركات، وكل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة يا رب. ❤️🌸
نراكم بعد رمضان بإذن الله!