Chapters
Comments
- 9 2025-09-10
- 8 2025-09-10
- 7 - المُهلة. 2025-09-10
- 6 2025-08-23
- 5 2025-08-23
- 4 2025-08-23
- 3 2025-08-22
- 2 2025-08-22
- 1 - العودة. 2025-08-16
- 0 - الذكرى. 2025-08-16
اندفعت أشعَّة الشمس الوضّاءة عبر السّتائر المشرَّعة، لتغمر المكان دفئًا ونورًا.
وعند حافة النّافذة، كان نسيم الرّبيع يحمل معه عبيرًا منعشًا، فيما ازدانت أركان الغرفة بباقةٍ متنوّعة من أزهارٍ متفتّحةٍ بألوانٍ زاهية.
امتلأت غرفة النّوم بجوٍّ دافئٍ مبهج، فارتسمت على وجهي ابتسامةٌ عفويّة.
“همم، هممم.”
وضعتُ آخر غصنٍ من زهر اللّيلك في المزهرية على الرّف، بينما كان الفتى يراقبني بصمتٍ قبل أن يسأل:
“مَنْ تكونين؟”
“…….”
تردّدت لحظة، ثم التفتُّ إليه قائلة:
“أنا اسمي آسيل.”
“آسيل……؟”
“نعم.”
كرّر الاسم مرّاتٍ عدّة، وكأنّه يسمعه لأوّل مرة ويحاول ترسيخه في ذهنه.
وبينما أراقبه، ضيّقتُ حاجبي بتفكيرٍ مفاجئ.
‘مهلًا، ما كان اسمُ ذاك الظلّ المجهول؟’
لم أستطع التذكّر.
صحيح أنّه في هذه الفترة بلا اسم، لكنّي أعلم أنّه حين أصبح إمبراطورًا، لا بد أنّ له اسمًا.
فهو لم يكن مجهول الاسم إلّا قبل أن يُمنَح رسميًّا لقب الأمير.
‘……لعلّني محوتُه من ذاكرتي.’
قد يكون هول نهاية العالم ما دفعني لنسيانه عمدًا.
وبينما كنتُ أفكّر، أعدتُ نظري إلى الفتى.
إنه الآن بلا اسم.
لكن لا يمكن أن يستمرّ على هذا الحال.
وفيما كنتُ حائرة، قطع حبل أفكاري بقوله:
“آسيل، ألستِ فضوليّة؟”
“هاه؟”
“بخصوص اسمي.”
قالها بوجهٍ هادئٍ مطمئن.
نظرتُ إليه متفاجئةً قبل أن أسأله ببطء:
“……وما اسمك إذن؟”
“شايان.”
“شايان……؟”
“نعم، شايان.”
أجاب بخفّةٍ وثقة، دون أثرٍ لأيّ تردّد، وكأنّ هذا الاسم ليس وليد اللحظة.
كنتُ أعلم أنّ أحدًا لم يمنحه اسمًا، إذ لم يهتمّ أحدٌ بذلك.
لذا، كان واضحًا أنّ “شايان” اسمٌ اختاره بنفسه منذ زمن بعيد.
اسمٌ التصق به تمامًا، يخرج من فمه دون تفكير كلّما سُئل عنه.
‘……ومع ذلك لم أكن أعلم بهذا.’
في الماضي، حين سكنتُ جسد “آسيل” للمرّة الأولى، كنتُ في الرابعة عشرة، وكان هو في الثانية عشرة.
أي بنفس العمرين الآن.
فكيف لم أنتبه إلى أنّه منح نفسه اسمًا؟
‘……آه.’
وما إن طرأ التساؤل في ذهني حتى هاجمني صداعٌ حادّ.
وضعتُ يدي على صدغي بتأفّف، فناداني الفتى ـ شايان ـ باستفهام:
“آسيل؟”
“……لا بأس. أنا بخير.”
حاول أن ينهض على عجل، لكنني أوقفته.
ورغم تطميني، ظلّ القلق مرسومًا على وجهه.
فجمعتُ بقايا زهر اللّيلك من على الرّف وتقدّمتُ نحوه.
“شايان، مدّ يدك.”
“……؟”
مدّ يده متردّدًا، فسكبتُ فوقها زهرات صغيرة بنفسجيّة فاتحة.
“إنّه اللّيلك، رائحته رائعة.”
“…….”
أمعن النظر في كفّه المليء بالزهور، ثم قرّب أنفه منها بهدوء.
وما إن استنشق عطرها حتّى اتّسعت عيناه الحمراء بدهشةٍ صافية.
ثمّ أغمض جفنيه مستمتعًا بالرّائحة.
ابتسمتُ بخفّةٍ وأنا أراه، وقد تلاشى الصّداع من رأسي تمامًا.
—
في الآونة الأخيرة، تغيّرت آسيل.
قبل شهرٍ فقط، كانت لا تكاد تحتمل مجرّد رؤية الأمير اللّقيط.
هي أوّل من اقترحت فكرة “الطعام الخاص”، وكانت الأكثر امتعاضًا منه.
“هناك من يتسوّل بائسًا بعد أن تخلّى عنه والداه، فلماذا هو، رغم أنّهما تركاه، يُعامَل وكأنّه أمير مدلّل؟”
“هذا مثير للغيظ. نصف أصله من العبيد…….”
لم تمدّ يدها لضربه يومًا، لكنّها كانت دائمًا تزدريه وتكرهه.
‘فما الذي تغير بها الآن……؟’
بحيرةٍ واضحة، حدّقت كاسي بالحديقة.
في الحديقة المضيئة تحت أشعة الشمس، كانت آسيل تسير جنبًا إلى جنب مع الأمير اللّقيط.
“هذا الأصفر اسمه بريمروز.”
“بريمروز…….”
“والذي بجانبه يُسمّى ديزي. أليس جميلاً؟”
“ديزي……. والذي يليه؟”
“ذاك يُعرف بالياقوتيّة. رائحته زكيّة، أليس كذلك؟”
“نعم.”
مالت آسيل بالسّاق نحوه ليسهل استنشاقها، فأغمض عينيه وهو يتنفّس بعمق.
ثمّ مدّت يدها برفق، لتُبعد خصلة شعرٍ عن أذنه.
‘……هذا غير منطقي.’
أن تُحضر الأميرة الكبرى لإنقاذه، أو أن تُلقي بنفسك في البركة، كان أمرًا مفهومًا إلى حدٍّ ما.
فحياتهم جميعًا مرتبطة ببقائه، وإن هلك، هلكوا معه.
لكن ماذا عن هذه الابتسامة الرقيقة؟ ولماذا هذا اللطف المبالغ فيه……؟
‘مهلًا.’
توقّفت كاسي، وعبست حاجباها.
……هل كانت آسيل تعرف الأزهار بهذا القدر أصلًا؟
خطر التساؤل في ذهنها فجأة.
“……لا بد أنني أتوهم، أليس كذلك؟”
ظهر كال فجأة بوجهٍ محتقنٍ وسأل:
“هل ترين ما أرى؟ آسيل تتمشّى مع ذاك اللّقيط الحقير؟ أليس كذلك؟”
أجابت كاسي متأفّفة، وهي تضغط على جبينها:
“……ليتني كنتُ مخطئة، لكن عيني ترى ما تراه عيناك.”
“اللعنة!”
ضرب كال الشجرة بقبضته، فلم يحصد سوى الألم.
هزّت كاسي رأسها بضيق، واسترجعت ما جرى البارحة.
“لقد جمعتكم اليوم لطلب أمر واحد.”
كان ذلك بعد انتهاء الأعمال مساءً.
حين التفتت آسيل إلى خدم القصر قائلة:
“من الآن، كفّوا عن مضايقة سيّدي الشبح.”
“ماذا؟ آسيل، ما الذي تقولينه…….”
“رأيتم العاقبة بأنفسكم. لقد كاد أن يفارق الحياة.”
أتدرون أن موته يعني نهايتنا جميعًا؟
عمّ الصمت المكان، وتجنّب الجميع النظر إليها.
فكلّهم تذكّروا.
حين كان قاب قوسين من الموت بسبب الأميرين الرابع والخامس، وحين دفعته مضايقات الخدم إلى السقوط في البركة.
ذاك الشعور بالفزع حين خيّل لهم أنّ الموت وشيك.
“لذلك فلنُنهِ الأمر هنا، حسنًا؟”
ابتسامتها الرقيقة وكلماتها اللينة جعلتهم يذعنون.
لكن لم يتصوّر أحدٌ أنّ الأمر سينتهي بهذا المشهد.
“……اللعنة، ما الذي فعله اللّقيط لتعامله آسيل بهذه المودّة؟”
زمجر كال، وحدّق بالفتى الذي كان يُداعب برفق زهرة البريمروز خلف أذنه.
‘……حتى أنا لم تحظَني بمثل هذا.’
قبض كال أسنانه بغضبٍ ممزوجٍ بالغيرة.
تلاطمت مشاعره المضطربة في داخله.
وفي تلك اللحظة، التفتت آسيل إلى الفتى قائلة:
“لقد اقترب موعد الغداء. لنعد إلى الغرفة، سأجلب لك طعامًا شهيًّا.”
“حسنًا.”
أومأ الفتى بابتسامةٍ خفيفة.
ابتسمت آسيل بدورها وسارت بجواره إلى داخل القصر.
“كال، هيا بنا. لا بد أن نتناول الغداء نحن أيضًا.”
“……حسنًا.”
تبعها وهو يقبض كفّه بإحكام.
لا يمكن أن يترك مثل هذا الحقير إلى جانب آسيل.
لن يهم لو كان غيره الى جانبها، لكن اذا كان هذا اللقيط
بالذات……
أبدًا.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"