[م. زوز: عفوًا عن الخطأ الذي وقع في الفصول السابقة لكن أسم بطلة القصة الأصلية إيرينا وليس يرينا سأصلحه غدًا ان شاء الله 💕.]
قراءة مُمتعة.
────────────୨ৎ────────────
وقفتُ خلف الدوق بخطوة واحدة، غارقةً في دوامة استرجاع أحداث القصة الأصلية، حتى إنّني لم ألحظ أنّ جميع الأنظار كانت مركّزة نحوي.
“!”
لم أفق من شرودي إلّا حين التفت ريكاردو نحوي بنظرة باردة، وعندها فقط أدركت أنّ العيون جميعها تتأملني، حتى الإمبراطور كان يتفحصني بفضول.
ابتسمت الإمبراطورة برصانة وقالت بلطفٍ دافئ:
“ستيلا، لا بدّ أنك متوترة، وهذا طبيعي تمامًا، فهي المرة الأولى التي تلتقين فيها بصاحب الجلالة.”
ثم التفتت إلى الإمبراطور بوجهٍ باسـم وكأنها تدعمني:
“صاحب الجلالة، هذه هي الفتاة التي حدّثتكم عنها من قبل، من سيُعقد قرانها على الأمير الثاني.”
وما إن أنهت حديثها حتى أسرعتُ بالانحناء احترامًا.
“يشرفني لقاء جلالتكم، أنا ستيلا إنريو.”
وبمحض المصادفة، وجدت نفسي واقفة إلى جوار ريكاردو، كما لو كنا زوجين بالفعل.
مرّر الإمبراطور يده على لحيته وقال بنبرة متأنية:
“سمعتُ أنّك على صلة وثيقة بالإمبراطورة. والآن وقد أصبحتِ جزءًا من العائلة، فاعتبري القصر بيتكِ، وزوريه متى شئتِ. ريكاردو نادرًا ما يزور والده، فهو دائم الانشغال بشؤونه الخاصة.”
أحدث كلامه جوًّا خفيفًا من التوتر، فبدت ملامح ريكاردو مشدودة، وارتسم على وجه الإمبراطورة ابتسامة مصطنعة.
“أعتذر يا صاحب الجلالة، سأحرص على زيارة القصر أكثر من الآن فصاعدًا.”
وما إن رفعتُ رأسي بعد حديثي، حتى التقت عيناي بعيني فتاة تقف مقابلي.
‘تلك المرأة…’
كانت في مثل عمري تقريبًا، غير أن نظرتها المتعالية جعلتها تبدو كملكة على عرشها.
شعرها الأسود وبشرتها الشاحبة وهيئتها الرشيقة الراقية منحتها حضورًا قويًا يوازي هيبة الإمبراطورة نفسها.
‘بانيا؟’
[أوه، أحقًا لم يبق في العالم اسمٌ آخر؟ 😭]
وفجأة تذكرت من تكون.
كيف لي أن أنساها؟ في القصة الأصلية كانت تعامل كايلا باحتقار وكأنها خادمتها—شخصية تثير الغيظ بامتياز.
بانيا زينكيس، زوجة الأمير الثالث إلين، وابنة عائلة تراجي النبيلة ذات النفوذ الواسع في الإمبراطورية.
لو صُنِّف الشرّ، لتربعت على عرشه؛ إذ كانت تتقن إظهار اللطف المصطنع بينما تطعن الآخرين بمهارة.
ومثل الإمبراطورة، كانت ترى زواج ريكاردو أكبر عقبة أمام طموحاتها وطموح زوجها، ولهذا رمقتني بنظرات حادة متغطرسة.
لكن بما أنّني كنت أعلم مسبقًا من القصة الأصلية كل حيلها الملتوية، لم تزعجني نظراتها كثيرًا. قابلت حدّتها بابتسامة، فعبست بدهشة وكأنها لم تتوقع هذا الردّ.
قال الإمبراطور بصوتٍ ثقيل:
“ريكاردو، أنت تدرك أنّ هناك من يراقب زواجك بنوايا خبيثة طمعًا بالسلطة، لذا اخترنا لك عروسًا مناسبة. حاول أن تفهم عمق نية والدتك.”
بدت كلماته حكيمة للسامعين، لكنها كانت تحمل سخرية خفية موجّهة نحونا.
وحين نظرتُ إلى ريكاردو، لاحظتُ ارتعاشة طفيفة عند زاوية فمه المتجهمة.
‘لا أستطيع أن ألومه.’
فبينما حظي بقية الأمراء بزيجات من بنات العائلات العريقة، وُضع هو مع فتاةٍ غير شرعية من أسرة متواضعة—كأنها خادمة.
“أشكر صاحبة الجلالة الإمبراطورة على لطفها.”
انحنيتُ بشكرٍ صادق، لكنّي سمعت طحن أسنانه بصوتٍ خافت من جانبي، وكأنّه يعلن تحدّيه للإمبراطورة بصمتٍ صارخ.
وبعد أن انتهى لقاؤنا القصير مع العائلة الإمبراطورية، خرجنا لنجد حشدًا من النبلاء عند قاعدة الدرج الكبير، يتهامسون فيما بينهم.
أفسحوا لنا الطريق بصمتٍ مهيب.
“يبدو أنّ الدوق ليس في مزاجٍ حسن.”
“هل هذه هي الفتاة التي أحضرتها الإمبراطورة؟”
“اصمت، قد يسمعونك.”
كانت همساتهم عالية بما يكفي لنسمعها، لكن حين مرّ ريكاردو تراجع الجميع، فكان المشهد مثيرًا للسخرية.
وفجأة، وسط الهمسات، سمعت صوت بكاءٍ خافت.
‘؟’
التفتُّ لأتأكد، وفعلاً لم أكن مخطئة.
في الخلف، رأيت فتاة نبيلة تمسح دموعها بمنديل، وخادمتها ترمقني بنظرة ناقمة.
‘هاه؟ لماذا؟’
كانت نظرات الحزن موجّهة نحو ريكاردو.
وقد لمحها للحظة وهو يسير أمامي، ثم أسرع في النزول من الدرج دون أن يتوقف.
لكن عينيها المتألقتين بالدموع تحوّلتا نحوي بعد ذلك.
وجهها ناعمٌ كبتلات الليلي، وشعرها الذهبي ينساب على كتفيها كأشعة الصباح.
عرفتُها على الفور—إنها إيرينا غوينيريو.
كانت أجمل مما تصورتها في خيالي.
من الواضح أنّها كانت تتألم لأنها لن تكون زوجة ريكاردو، وكان ظهور خطيبته أمامها كطعنةٍ موجعة.
ورغم أنّني كنت مضطرة للعيش في جسد ستيلا وخوض هذا الموقف، شعرتُ ببعض الأسف تجاهها.
‘آه… أكره هذا الوضع.’
همست في قلبي:
لا تحزني كثيرًا.
ريكاردو زينكيس مقدّر له أن يكون لك في النهاية.
أنا مجرد عروسٍ مؤقتة، وسأنسحب بهدوء حين يحين الوقت.
وبعد أيامٍ قليلة، أُقيم حفل زفاف الدوق في كنيسة العاصمة.
ولأنني امتلكت جسد كايلا قبل بداية القصة الأصلية، شعرت أنني قد عشت الكثير من فصولها مسبقًا، ومع ذلك أدركت أن الحكاية الحقيقية لم تبدأ بعد.
وبينما كانت الخادمات منهمكات حولي، فكرتُ فيما ينتظرني بعد الزفاف.
‘يجب أن أراجع أحداث القصة الأصلية قبل أن تتلاشى ذاكرتي.’
فالاستعداد المسبق كان دائمًا أقوى أسلحتي.
‘ما الذي جرى بعد الزفاف مباشرة؟’
استعدتُ ما تذكّرته من زواج ريكاردو وكايلا:
بعد مراسمٍ بسيطة، عادا إلى قصر الدوق، وهناك انتهى اليوم بهدوءٍ يشبه الكآبة.
بكت كايلا وحدها في تلك الليلة، إذ لم يزرها ريكاردو، حتى طلبت العودة إلى منزلها. كانت ستيلا من واساها آنذاك.
‘ليلة الزفاف…’
بالطبع، لم يكن هناك سبب ليزورني هذه الليلة أيضًا، ومع ذلك جعلت تلك الكلمة قلبي يخفق بطريقة غريبة.
“انتهى كل شيء.”
وفيما كنت غارقة في أفكاري، تراجعت الخادمات فجأة في آنٍ واحد.
‘هاه؟’
رفعتُ رأسي لأجد نفسي أمام المرآة.
الخادمات تبادلن النظرات الراضية وأومأن بفخرٍ ظاهر.
“أعتقد أننا أنجزنا عملًا رائعًا. ما رأيكِ؟”
الشخص المنعكس في المرآة بدا غريبًا عني تمامًا—امرأة فاتنة ترتدي فستانًا فخمًا وشعرها مصففٌ بأناقةٍ مبهرة.
“أهذه… أنا؟”
لقد أضفى فستان الزفاف على ستيلا سحرًا خاصًا كشف عن جمالها الحقيقي.
شعرها الأحمر الذي اعتدت رؤيته مضفرًا صار يتدفق على ظهرها بانسيابٍ مذهل تحت زينةٍ ذهبية، وعقد الياقوت يتلألأ على بشرتها النقية.
تحولت الخادمة الباهتة إلى امرأةٍ فاتنة ذات حضورٍ نبيل.
كنت أعلم أن ستيلا جميلة، لكنني لم أتخيل أن تبدو بهذا الجمال الأخّاذ.
حدقت في صورتي طويلاً حتى ضحكت إحدى الخادمات بخجل، وكأن العروس وقعت في حب انعكاسها.
ضحك الجميع بخفوت، ولم أملك سوى أن أشاركهم الضحك.
كان يُفترض أن تسود الجدية أجواء الغرفة، لكن أي شخصٍ رآنا كان سيظن أننا فقدنا صوابنا من الفرح.
كنتُ حمقاء حين شعرت بالأسى لكوني أعيش في جسد خادمة. لا بدّ أن هناك سببًا جعل القدر يضعني في جسد ستيلا بالذات.
ومهما كانت النهاية، خُيّل إليّ أنّ البطلة الحقيقية لهذه الحكاية لم تكن إيرينا… بل أنا.
من بين جميع من في الغرفة، بدت مولي الوحيدة التي لم تُخفِ انزعاجها.
“لو كانت السيدة هنا، لَوبّخت العروس على خفّة عقلها.”
تذمرت وهي تدير عينيها، فتلاشت الابتسامات من وجوه الخادمات.
عندها، دخل خادمٌ على عجل وقال:
“لقد حان الوقت. يجب أن تتوجهن إلى قاعة الاحتفال الآن.”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"