To My Beloved Enemies - 1
المقدمة
كان الحانة تعج بالضجيج في زاوية مظلمة من المكان، جلس كاتب مسرحي وممثل ومغنية أوبرا وشاعر، أربعة فنانين يتبادلون أطراف الحديث حول مواضيع عميقة:
هل يوجد حب خالد حقًا؟ هل الإنسان هو بالفعل أكثر الكائنات قبحًا على وجه الأرض؟
كانت “كلوي”، إحدى الحاضرين وبطلة هذا اللقاء، تستمع إلى حديث أصدقائها بإمعان.
ثم تمتمت لنفسها:
“هؤلاء الفنانون المخجلون…”.
نظرت “كلوي” إلى الزبائن حولها، وغطت نصف وجهها بإحساس من الخجل لم يكن هذا غريبًا، إذ أن هذا الاجتماع كان مخصصًا لمواساتها وإدانة حبيبها السابق.
قبل أيام قليلة، كانت “كلوي” وأصدقاؤها قد اقتحموا موقعًا ضبطوه فيه وهو يخونها، وشهدوا الموقف بكل تفاصيله.
بدأ النقاش، الذي كان يحمل طابعًا راقيًا في البداية، يتحول تدريجيًا إلى محادثة مليئة بالبذاءة.
“كلوي، ألم أقل لكِ منذ البداية إن ذلك الحقير لا يبدو عليه الخير؟”
“أندريا”، إحدى صديقات “كلوي”، وضعت رأسها بين يديها وكأنها تعاني من ألم لا يطاق.
كانت “أندريا” ممثلة بارزة في فرقة مسرحية مشهورة، وهي التي لقنت حبيب “كلوي” السابق درسًا لن ينساه عندما ضربته على مؤخرة رأسه نيابة عنها.
كونها ممثلة موهوبة، كانت “أندريا” قادرة على استخدام تعابير وجهها وحتى أطراف أصابعها للتعبير عن مشاعرها.
وحتى في ضربها، كانت تمتلك مهارة تجعلك تشعر وكأنك تلقت لكمة عاطفية.
“كان يجب أن أقتله هناك في اللحظة ذاتها لقد كنت أعلم أن هناك شيئًا غريبًا في عينيه منذ أول مرة رأيته فيها.”
قاطعتها “كلوي” قائلة:
“لا، أندريا في الحقيقة، أنتِ قلتِ سابقًا إنه يبدو منفتحًا وودودًا.”
“متى قلت ذلك؟”
“أعلم أنكِ كنتِ ثملة، لكن هذا لا يعني أن تلفقي كلامًا لم يحدث.”
“جوليا”، مغنية الأوبرا في المجموعة، تدخلت لتصحيح الأمر رغم أنها كانت تحاول الحديث بنبرة خافتة، إلا أن صوتها الجهوري جعل كلماتها تتردد بوضوح.
كانت تُستدعى أحيانًا للغناء في البلاط الملكي، وكانت تمتلك قدرة خارقة على إيصال كلامها بوضوح مهما حاولت خفض صوتها.
على الطاولات المجاورة، بدأ الزبائن يلتفتون بنظرات فضولية نحوهم أما الممثلة التي باتت سكرانة، فقد أجهشت بالبكاء بحرقة وكأنها تؤدي دورًا مأساويًا في مسرحية:
“بأي قلب سمحت لنفسي أن أقبل به؟ كنت أعلم أن هذا سيحدث!”
“أندريا، موافقتكِ أو عدمها لم يكن له أي علاقة بما حدث. هذا مجرد شعور زائد بأهمية الذات لديكِ.”
حتى “بنجامين”، الشاعر الصامت عادة، قرر أن يشارك في النقاش كان أكثرهم سخرية وتهكمًا، ومع ذلك، كتب قصائد حب فقط، مما جعله مفارقة غريبة.
لكن الممثلة، وقد غمرتها مشاعرها تمامًا، استمرت في مناجاتها وكأنها تؤدي “مونولوجًا”:
[ المونولوج : هو حديث أو خطاب طويل يقدمه شخص واحد في سياق أدبي أو درامي يُستخدم عادة في المسرحيات أو الروايات حيث يعبر الشخصية عن أفكارها أو مشاعرها بشكل مباشر. ]
“ذلك الأحمق الذي عينيه لا ترى أبعد من قدميه! صحيح أن كلوي قد تكون باردة قليلاً، لكنها شخص رائع! هذه هي مشكلتك يا كلوي، أنكِ تختارين شركاءك بناءً على مظهرهم فقط.”
“أتفق معها.”
“وأنا أيضًا.”
نظرت “كلوي” إليهم بدهشة وقالت:
“ماذا؟”
لو كانت قد اختارت حبيبها السابق بناءً على مظهره فقط، لما شعرت بكل هذا الألم بعد الخيانة.
لكنها هزت رأسها بإصرار قائلة:
“هذا ليس صحيحًا إطلاقًا.”
لم تكن “كلوي” قد اختارت حبيبها بناءً على شكله لكنها لم تهتم كثيرًا بشخصيته أيضًا.
صمتت المجموعة للحظة، قبل أن تتوجه ست عيون نحو “كلوي”.
“جوليا” قطعت الصمت وقالت بحسم:
“كلوي.”
“نعم؟”
“أنتِ بالفعل اخترته بناءً على شكله.”
“…”.
“أنتِ أكثر من يهتم بالمظاهر بيننا.”
في النهاية، ضيقت كلوي عينيها وأمعنت النظر في أصدقائها الثلاثة رغم تعبيرها البارد الذي لم يتغير، إلا أن نظرتها الجليدية جعلت اثنين منهم يشيحان بوجهيهما بتوتر، بينما بقي بنجامين ثابتًا في مكانه بلا أي انزعاج.
“كلوي، تعبير وجهك الآن يشبه وجبة خفيفة جافة.”
“… ألم تدعونني إلى هنا لمواساتي؟”
“…”
“إذن، أنا ممتنة جدًا لكم، أليس كذلك؟”
“…”
“أعلم أن من يسخر منك مباشرةً أقل سوءًا من أولئك الذين يتظاهرون بالقلق وهم في الواقع يسخرون.”
في تلك اللحظة، فكرت كلوي أنها لا بد أن تترك هذا الجمع المشتت يومًا ما فقط حينها ستعيش حياة طبيعية تحت أشعة الشمس، مثل أي شخص عادي.
ومع ذلك، بينما كانت تراقبهم بعيون نصف مغلقة، ضحكت فجأة رفعت كأس الفودكا أمامها واصطدمت بها مع كؤوسهم واحدًا تلو الآخر على أي حال، الاستماع إلى أصدقائها كان أفضل بكثير من البقاء حبيسة في قبو عملها.
كلوي ليبرتا.
كانت تمر بفترة ركود صعبة للغاية مؤخرًا.
كلوي، كاتبة مسرحية، اعتادت كتابة مسرحيات موسيقية بأسلوب يشبه القصص الخيالية لم تكن يومًا شخصية بارزة، لكنها كانت معروفة إلى حد ما، يكفي لتغطية احتياجاتها المعيشية الأساسية.
ولكن في العام الماضي، وبعد فشل متتالٍ لمسرحياتها على خشبة المسرح، أصبحت عاجزة تمامًا عن الكتابة، ولم تتمكن من ملء صفحة واحدة أو كتابة نوتة موسيقية واحدة.
وكما لو أن ذلك لم يكن كافيًا، زاد الوضع سوءًا عندما خانها حبيبها السابق كانت حياتها الشخصية أيضًا في حالة من الفوضى.
لكن المشكلة الأكثر خطورة كانت تلك التي لم تخبر أصدقاءها عنها قبل فترة قصيرة، تعرضت مخطوطة كانت تكتبها بصعوبة للسرقة.
كان هناك مشتبه به رئيسي في هذه الحادثة؛ إذ إن الأشخاص الذين دخلوا إلى ورشة عملها كانوا اثنين فقط: حبيبها السابق وراعيها القديم ومع ذلك، قررت كلوي الاحتفاظ بهذا الأمر لنفسها.
“إن أخبرتهم، لن يبقوا هادئين بالتأكيد.”
كانت أندريا، بموهبتها التمثيلية، قادرة على تحويل أي موقف إلى مواجهة كانت جوليا، بصوتها الجهوري، قادرة على أن تجعل أذنيك تنزفان بمجرد الصراخ أما بنجامين، فكان شاعرًا يتقن توجيه كلمات لاذعة أشبه بسهام مسمومة.
كانت كلوي متأكدة من أن الحديث عن سرقة مخطوطتها لن يؤدي إلا إلى فوضى ومواجهة عنيفة.
“نعم، كل هذا خطئي. ماذا يمكنني أن أقول أكثر؟”
أخذت كلوي لحظة للتفكير في حياتها، مبدية تعبيرًا متعبًا تنهدت بهدوء بالكاد يسمع، بينما كان أصدقاؤها يراقبونها بحذر.
في تلك الأثناء، دخل صبي صغير إلى الحانة، لم يكن يجب أن يكون هناك بدا وكأنه يبحث عن شخص ما بعينيه القلقتين لاحظه بنجامين، وأشار إليه ليقترب.
كان الصبي يعمل في منزل بنجامين، الذي كان الأكثر ثراءً بينهم أعطاه بنجامين بعض العملات الفضية بسخاء، وأخذ منه ورقة مطوية.
تجمعت الأنظار على الورقة الصفراء بين يدي بنجامين، وعندما قرأوا ما كُتب عليها، تنهد الجميع بصوت عالٍ.
“في الساعات الأولى من يوم 13، وقعت معركة بين قوات المملكة وقوات فيتسمارك على الحدود أعلنت الدولتان الحرب رسميًا.”
سرعان ما بدأت الأخبار تنتشر بين الطاولات الأخرى كان الجو السعيد والمليء بالمرح في الحانة يتحول تدريجيًا إلى همهمات مليئة بالقلق والخوف.
لكن في أحد الزوايا، لم يبدُ الأمر مفاجئًا للبعض، وكأنهم توقعوا أن يحدث ذلك عاجلًا أو آجلًا.
كان من المعروف أن الدول المجاورة لا يمكن أن تكون في علاقة ودية طويلة الأمد، وخاصة إيدلين وفيتسمارك، حيث كان تاريخهما مليئًا بالعداوة لم تكن هناك حادثة كبيرة في تاريخ إيدلين إلا وذُكر اسم فيتسمارك فيها.
لكن كلوي كانت تنظر إلى الورقة بتركيز شديد منذ لحظة استلامها أصبحت ملامحها جادة أكثر فأكثر، حتى لاحظت أندريا ذلك وهمست في أذنها:
“كلوي، بماذا تفكرين؟ نظرتك الآن غريبة جدًا.”
“ماذا تعنين؟”
“أقصد، أن حبًا فاشلًا لا يعني أن حياتك كلها فاشلة…”
“حسنًا، فهمتِ. فقط اصمتي قليلًا، أحتاج إلى التفكير.”
“لدي شعور أنكِ لا يجب أن تفكري الآن…”
لكن كلوي لم تنطق بأي كلمة أخرى عيناها الزرقاوان بدأتا تلمعان تدريجيًا بنور غريب لاحظت أندريا ذلك، فبدأت الدموع تتساقط من عينيها.
“يا إلهي، كلوي صغيرتي، لقد فقدت عقلها تمامًا.”
كانت كلوي دائمًا تشير إلى أصدقائها الثلاثة على أنهم “توأم ثلاثي متماثل” وتتنهد في إحباط أحيانًا، كانت تشعر بإحراج بالغ لدرجة أنها تدعي أنهم ليسوا أصدقاءها أثناء السير معهم في الشارع.
لكن زملاء المهنة في الوسط الفني كانوا يعرفونهم جيدًا وكانوا يشيرون إلى المجموعة بأكملها، بما في ذلك كلوي، على أنهم “أربعة توائم”. في النهاية، كانت كلوي جزءًا لا يتجزأ من هذه المجموعة الغريبة التي تتسم بالأنانية ونقص العقلانية.
كانت الشمس الحارقة تلفح كل شيء، والرؤية أمامها بالكاد واضحة.
تطايرت غبار الرمال في كل مكان، ولا أثر لحياةٍ على الأرض، حتى عشب واحد لم يكن ينمو هنا.
لم يكن السبب أن هذه المنطقة صحراء تقع في نهاية القارة؛ بل إن القصف المتكرر والانفجارات المستمرة جعلت الأرض حول الجبهة قاحلة منذ زمن طويل.
في فترة هدوء مؤقتة، خرجت كلوي وبعض الأشخاص ليتحركوا بصمت، ولكن بسرعة واضحة كان عملهم يتمثل في البحث عن متعلقات القتلى، بهدف التعرف على هوياتهم وإبلاغ عائلاتهم وقادتهم العسكريين.
كانت كلوي تحدق في أحد الجثث، ثم قامت بقطع الاسم المطرز على زيه العسكري بسكينها بدا وكأنه تطريز يدوي في مكانٍ قريب، كان هناك من يساند الجرحى، لكن لم يكن لديهم القدرة على التعامل مع الجثث الباردة المتناثرة.
ثم حدث ذلك وضعت كلوي يدها على جبينها لتحجب الشمس الساطعة عن عينيها ما رأته لم يكن غريبًا عليها: جندي بزيٍ كاكيّ اللون، مغطى بالتراب، وهو الزي الرسمي لجنود فيتسمارك.
ولكن كان هناك أمرٌ غير عادي صدر الجندي الذي كان متكئًا على صخرة يرتفع وينخفض بالكاد، كما لو كان لا يزال يتنفس.
تقدمت كلوي نحوه بضع خطوات.
“…يا هذا.”
“…….”
“يبدو أنه فقد الوعي. لكنه لا يزال يتنفس.”
نظرت حولها لتبحث عن رأي أحدهم لكن الجميع كانوا منشغلين بالاستعداد للانسحاب السريع، ولم يكن لدى أحد وقت للنظر حوله.
أخيرًا، اقتربت كلوي بحذر ولوحت بيدها أمام وجه الجندي.
لكن قبل أن تلمس يدها أي شيء، فتح عينيه فجأة كادت أن تصرخ، لكنها كتمت صوتها بصعوبة.
في حركة سريعة ومفاجئة، أمسك بمعصمها وأجبرها على الجلوس وضع إصبعه على شفتيها، مشيرًا لها بالصمت.
كانت حركته حاسمة، كأنه كان يترقب هذه اللحظة نظراته التي أطلقها نحوها كانت مشتعلة مثل نيران زرقاء.
همست كلوي وهي تحاول التنفس بهدوء:
“هل من المنطقي أن تستخدم العنف مع مدنية من دولة عدوة هكذا…؟”
“…….”
“أين هو المنطق في ذلك؟”
“أنتِ لا تبدين كمدنية عادية.”
توجهت عينيه نحو الخنجر الذي كانت كلوي تحمله في يدها كانت نبرته ونظراته باردة لدرجة لا توحي أنه مصاب.
لكن عند النظر إلى جانب جسده، بدا واضحًا أن رصاصة قد مرت بالقرب منه؛ كانت تلك المنطقة أكثر قتامة من بقية ملابسه.
حاولت كلوي أن تشرح الموقف بتلعثم:
“هذا السلاح ليس لذلك الغرض…”
لكنه لم يستمع لكلماتها بل بدأ يتحسس جيوبها وجوانبها بتأنٍ، وكأنه يبحث عن شيء.
تراجعت كلوي قليلًا، لكنها لاحظت أن حركاته كانت عملية وجافة تمامًا، لا يوجد فيها أي نية سيئة.
تساقطت منها متعلقات مختلفة، بعضها أسلحة وبعضها أغراض أخرى حتى هي كانت ستشك في نفسها إذا رأت هذا المشهد.
“من أنتِ؟”
“هذه ليست أشيائي، أنا فقط…”
“تكلمي.”
همت بالكشف عن هويتها.
لكن في تلك اللحظة، ساد الاضطراب من جديد في المكان بعد هدوء دام لعدة أيام.
دوي صوت القصف والانفجارات المتتالية التي أطلقتها المدافع المتحركة، وكان الصوت يقترب بسرعة.
كان ذلك مفاجئًا.
نظر الجندي حوله بوجه صارم، ثم أمسك بكتفي كلوي بإحكام.
كانت كلوي متيبسة مثلما كان هو.
“انخفضي للأسفل!”
لم يكن هناك وقت للتفكير في لحظة غريزية، تشابكت أجسادهما وهما يلتصقان بالأرض ويتدحرجان معًا.
شعرت كلوي بوزنه الساحق عليها، الذي كاد يسحق أضلاعها مع كل حركة، لكنها ضغطت على أسنانها، تحاول الابتعاد عن منطقة القصف قدر الإمكان.
وفجأة، سطع وميض أبيض كأنه برق مزّق السماء، أعمى عينيها لوهلة.
توقف الاثنان في مكانهما، ينظران بصمت إلى بعضهما البعض.
شعرت كلوي بتوتره وهو يحدق في وجهها.
بعد لحظة من الصمت، أخذ نفسًا عميقًا وكأنه اتخذ قرارًا همس وهو يقترب منها:
“سدّي أذنيك. إن كنتِ لا تريدين أن تفقدي سمعك.”
“…….”
“لا وقت لدينا. بسرعة.”
“…….”
لم يكن ما سمعوه سابقًا مجرد قصف مدفعي عادي.
رغم سرية الأمر، كانت كلوي تعرف جيدًا عن الإشاعات التي تحدثت عن استخدام قوات فيتسمارك لأسلحة سحرية ذات طاقة هائلة.
سدت أذنيها وأغمضت عينيها بإحكام في تلك اللحظة، انحنى عليها الجندي، يغطيها تمامًا بجسده.
ثم دوى الانفجار.
كان الصوت هذه المرة أشد، كما لو أنه زلزل الأرض كان عاليًا لدرجة أن كلوي شعرت به يخترق كفيها ويصم أذنيها.
استغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى خفت الانفجار، وبدأت رائحة دخان وحريق تزكم الأنوف.
عضت كلوي على شفتها بشكل لا إرادي.
“هذه رائحة الموت… رائحة شخص أعرفه يتلاشى من الوجود.”
كان الجندي مستلقيًا فوقها، بينما كانت الرياح الحارة تمسح الرمال على ظهره.
انتظرا بصمت.
مرت الساعات، والشمس تغرب والنجوم تظهر، وهما لا يزالان هناك، متشابكين، في قلب الجبهة.
بعد أيام قليلة:
وصلت رسالة مستعجلة إلى قصر ملكي فيتسمارك:
“إلى جلالة الملك:
سري للغاية.
قائد العمليات السرية (A.F.F.) فُقد أثناء تأدية مهمة.”
في الوقت نفسه، كانت كلوي قد أكملت يومها المائة والثلاثة والثمانين في مخيم الإغاثة.
• نهـاية الفصل •
حسـابي انستـا [ I.n.w.4@ ].