Never saved you - 46
الفصل السادس و الاربعون :
من المدهش انها لم تفعل ذلك سابقا (تعلم السحر )، على الرغم من أنها كانت تمتلك رغبة غريبة و واضحة تحثها على فعله.
‘ لربما هذا هو ما يعنيه امتلاك الشخص نظرة اوسع. ‘
+( اي ان نظرتها للحياة التي كانت محصورة على ايان فقط قد اصبحت اوسع بعد ان عادت الى الماضي)
فبينما كانت تعيش كدوقة كبرى لرونين ، حيث توجب عليها تحمل الامور الثابتة التي لم تكن لتتغير مهما حدث ( معاملة ايان و سكان رونين … الخ ) ، لم تكن لتعتقد ابدا ان بامكانها فعل شيء كهذا.
و لكن بعد ان احست بالسحر فقد شعرت كما لو انها قد اكتسبت حاسة اضافية لحواسها الخمس .
و قد تمكنت أوفيليا حينها من فهم ما تكلم عنه ألي وسانتي في وقت سابق.
لم يكن الأمر واضحًا بالنسبة لها ، لكنها شعرت بوجود شيء كامن في الجرف الغربي.
مثلما كانت عين الاعصار هي المكان الاكثر هدوءا به ، على الرغم من وجود اضطراب خفي متمركز داخل ذلك السكون. ( كانت تشبه الجرف بعين الاعصار الذي كان يبدو هادئا لكنه قد يحمل داخله اضطرابا سحريا هائلا )
+ عين الاعصار هي المنطقة الاكثر هدوءا به توجد في المركز و لها شكل شبه دائري يحيط بها يسمى بجدار و هو عبارة عن حلقة من العواصف الرعدية.
و قد كان احساسها ذاك نابعا غريزيا اكثر من كونه شعورا بالسحر.
-“هل هذا ما كنت تتحدث عنه؟”
∆ “صحيح.”
أجاب سانتي و هو ينزل على الارض. و قد حدق بأوفيليا كما لو كان ينظر إلى شيء غريب أو الى امر مثير للاهتمام.
∆ “هذا الخاتم ، هو الذي البستني اياه من قبل ، أليس كذلك؟ الخاتم الذي يوقف تدفق المانا “.
– “نعم. فانا بحاجة اليه لحبس سحر ارييل الذي يتدفق في داخلي “.
∆ “أعلم ذلك ، لكن الامر يبقى مثيرا للاهتمام. فمن غير الشائع الشعور بالسحر في مثل هذا المكان لمجرد إزالة تلك الكتلة السحرية “.
__ “العائلة الإمبراطورية لميليست تمتلك توافقا كبير مع المانا ، لذا فان هذا ممكن .”
قال الي ذلك و هو يصد سانتي عن الاقتراب من أوفيليا.
حول سانتي نظره إلى الي ، و قد اصبحت نظرته قاسية كما لو انه قد كان ينظر الى شيء يبغضه ، لكن ذلك لم يطل فسرعان ما ابتسم.
∆ “… نعم ، فانت تمتلك معرفة كبيرة عندما يتعلق الامر بالبشر ، أليس كذلك؟ ولكن بصرف النظر عن هذا الموضوع ، هل لاحظت ذلك الشيء؟ “
__ “ما الذي سالاحظه ؟”
بعد سماع سؤال الي ، أشار سانتي نحو الغرب.
∆ “يوجد هناك درع (سياج ) وقائي . لربما يكون الشخص الذي صنع هذا هو نفسه الذي شكل موجة المانا التي ظهرت في وقت سابق “.
__ “لم ألاحظ هذا لأنني لم أستخدم سحر الكشف ، ولكن أعتقد أن بامكان السيرين الشعور بهذا غريزيا ؟”
∆ “عندما يتعلق الامر بالكشف فنحن لسنا جيدين مثل حوريات البحر ، لكن بامكاننا الشعور بالمانا الى حد ما . و يبدو لي ان هناك شيئا مكبوتا ( محبوس ) هناك “.
شيء مكبوت – كان هذا بالضبط ما شعرت به أوفيليا.
‘لربما؟’
سارت أوفيليا نحو ذلك المكان كما لو كانت ممسوسة ، و قد كانت تساق الى هناك بإحساس غير نابع منها.
و قد شعرت و هي تتجه إلى هناك ، كما لو ان مئات الامواج قد كانت محبوسة داخل برميل . و قد احست بوجود تنافر غريب فعلى الرغم من الهدوء الذي كان يحيط بها فقد شعرت كذلك بان شيئا مكبوتا قد كان موجودا في مكان ما.
تاك. توقفت أوفيليا عن المشي. و عندما وصلت ، شعرت بوجود شيء محاصر في تلك المساحة على الرغم من كونها خالية.
( الترجمة تقبل ايضا : على الرغم من كونها شفافة ، لكن بدا لي ان الاولى اصح فلم يذكر اي وصف حول شفافية ذلك المكان )
لقد وجدته.
واثقة من ذلك ،استدارت أوفيليا لكي تنادي الي ، ولكن في تلك اللحظة –
__ “لا يجب عليك لمس درع وقائي بهذه الطريقة ، يا أوفيليا.”
عندما همس ألي لذلك في أذنها ، قالت أوفيليا ، “آه” ، لكن في اللحظة التي فعلت فيها ذلك ،
بانغ! (انفجار )
تطاير شيء ما ، بينما دَوَّى صوت يصم الاذان ، بسبب انفجار شيئ ما داخل الدرع . و في أعقاب ذلك (خلال ذلك ) ، أُلقيت أوفيليا بعيدًا.
لا في الواقع ، سيكون من الاصدق قول إنها كادت ان تقذف بعيدا.
__ “الغرض من الادرع الوقائية المماثلة لهذا هو منع الجرائم ، لذا ففي اللحظة التي تُلمس فيها ، فهي تؤدي الى حدوث انفجارات المانا.”
كانت اوفيليا تحلق في الهواء مثل الاشياء التي تطايرت من الدرع.
بل من الادق قول ، انها كانت بين ذراعي الي الذي كان يحوم في الهواء.
على عكس أوفيليا التي كانت مندهشة ، فقد كان الي هادئًا للغاية ، لا ، بل بدى كما لو انه قد كان غاضبًا بعض الشيء.
كان الي يبدي تعبيرا غاضبا (قاسي ) لم يُظْهِر مثله من قبل ، و قد كانت جبينه مقطبة قليلاً عندما مد يده.
__ “كان يجب علي أن أحذرك بعد ان لاحظت وجود درع. كل هذا خطأي.”
لم تمتلك اوفيليا وقتا كافيا للرد عليه ، فقد احاطها الي بيده ( او سحبها اليه ) .
أوس .. اوس (صوت العاصفة )
ارتجفت الأوراق القريبة وأصدرت صوتًا يشبه صوت العويل الذي يسببه حفيف السنابل داخل حقول القمح.
و في اللحظة التي اجتاحت فيها عاصفة كبيرة المنطقة ومرت ، فتحت أوفيليا عينيها دون وعي منها .
و حينها لمحت شيئًا كان خفيا قبل لحظة فقط.
سيرين يافعة مسحوقة على الأرض وامرأة ذات تعبير لاذع تقف امامها.
و قد عرفت أوفيليا من تكون.
– “أنت هنا أخيرًا”.
لقد كانت ينيت ساحرة قلعة رونين.
* * *
شعرت ينيت الساحرة غريبة الاطوار المقيمة بقلعة رونين ، والتي كانت تمتلك شعرا احمر قصيرا مجعدا ، بالحيرة من الرسالة التي تلقتها هذا الصباح.
و التي قد صودف انها كانت تمر ببعض الأمور الغريبة مؤخرًا.
أولها ، ان العديد من الأشخاص قد كانوا يبحثون عنها.
فقد جاءتها رسائل متتابعة بسرعة فائقة على مدار الأيام القليلة السابقة ، و قد كان هذا امرا غير اعتياديا حقا.
‘ كانت هناك اوقات لم يتواصل نعي احد فيها لمدة تقارب الشهرين. ‘
قدمت ينيت من البرج السحري ( اي ان اصلها من هناك ) . بمعنى آخر ، لم يكن هناك من يعرفها في قارة ماينارد.
في بعض الأحيان ، قد يجد بعض الأشخاص موقع البرج و قد يُسمح لهم في النهاية بدخوله و العيش فيه ، لكن الامر مختلفا بالنسبة لينيت فقد ولدت وترعرعت في البرج.
بالاحرى ، يمكن القول انها و بعد أن عاشت في بلد صغير منعزل يسمى بالبرج السحري ، فقد غادرت مسقط رأسها و توجهت إلى جزيرة غريبة عنها كليا.
بالطبع ، على الرغم من ان بعض الاشخاص من البرج قد كانوا في حالة مماثلة لها الا انهم قد قاموا في النهاية ببناء علاقات مع الأشخاص الجدد الذين قابلوهم ، لكن ينيت قد كانت نموذجا مثاليا يعبر عن الاشخاص الموجودين في البرج السحري.
+ اي هناك اشخاص غادروا البرج الذي ولدوا و كبروا فيه الا انهم قد اصبحوا اجتماعيين و شكلوا علاقات بعد ان خرجوا منه الا انها قد بقيت منعزلة مثل سكان البرج.
فقد كانت شخصًا لا يملك اي اهتمام بالعلاقات البشرية و قد كانت تحب فقط الانغماس في أبحاثها السحرية.
و يمكن القول انها كانت تمتلك تبادلا متكافئا بين مهارتها الاجتماعية و السحرية (اي ان قدرتها على تكوين علاقات اجتماعية كانت ضعيفة جدا لكن تم تعويض ضعفها ذاك في مهارتها على استعمال السحر) ، و قد كان يتم وصف الأشخاص امثالها ب ‘غريبي الاطوار ‘
+ الكلمة التي توصف بها هي nerd و التي تعني في الاصل الشخص الانطوائي جدا و الذي يحب الدراسة و يفتقر الى المهارات الاجتماعية و كذا الشخص المعقد و الذي تكون تصرفاته غريبة بالنسبة للآخرين.
و قد كانت يينيت تطابق ذلك الوصف.
‘ لم اكن مدركة لهذه الحقيقة الى ان غادرت البرج.’
و قد كان السبب بسيطًا – فالبرج كان يعج بغريبي الأطوار ، في الواقع و بالمقارنة معهم فقد كانت يينيت تنتمي نوعا ما إلى الأشخاص “الطبيعيين”.
و قد كان هذا بالطبع ، رأي يينيت الخاص.
جلست كالعادة أمام مكتبها ثم قامت بإشعال السيجارة المحصورة بين شفتيها بشمعة . ارتفع الدخان ، وخلف تلك النظارات المائلة ، حيث أصبحت العيون غير المبالية مغبشة ( مشوشة ) ، استحضرت ينيت طيف ذكرى قديمة .
أثناء حزم أمتعتها استعدادا لمغادرة البرج ، كانت هنالك محادثة أجرتها مع الشخص الوحيد الذي يمكنها اعتباره كصديق لها.
¢” ينيت ، ما الذي تخططين لفعله بقولك أنك ستغادرين البرج؟ فكما تعلمين ، ان كل هذا راجع لكونك قد عدت للتو من مهمة ( صفقة ، تجارة ) … يمكنك أخذ قسط من الراحة والتفكير في الأمر مرة أخرى. فهذا المكان هو مسقط رأسك “.
¥ “أوه ، حسنًا عندما عدت إلى هنا ، كل ما وجدته في استقبالي هو رائحة البحر و رائحة مساحيق حجار المانا اللطيفة و الخانقة ، لذا سأغادر الآن فقد انتهيت من شم كل ذلك .”
¢ “لكن لماذا؟ هل هناك مكان ترغبين في العيش فيه؟ “
¥ “لا ، ليس هناك شيء من هذا القبيل. لكن بمجرد خروجي ، أدركت مدى انغلاق البرج على نفسه . أعتقد أنني سأستقر في المكان الذي ذهبت اليه من اجل المهمة . فالهواء هناك لطيف وبارد “.
¢ “هل هذا حقا هو السبب الوحيد؟”
بدا صديق ينيت رقيقًا بشكل فظيع و اخرقا على نحو مميز ، لكن كانت تحيط به هالة غريبة ، فقد كان به جزء حاذق.
فتحت ينيت شفتيها لكي تتكلم و هي تنظر إلى صديقها الذي كان يحدق فيها بتعبير قاتم.
¥ “أعتقد أنك ستسيء فهم الامر إذا ابقيت فمي مطبقا ، لذا سأقول ذلك لك. لقد بدات بالشعور بالاختناق في البرج منذ مدة ، و لم اكن لأتطوع للخروج للقيام بالمهمة لولا ذلك “.
¢ “أنا أعرف ذلك ، لكن.”
¥ “العالم شاسع ، والأرض التي ليس لدينا معرفة بها واسعة أيضًا . فلو نظرت في ذلك المكان من النافذة ، لكان ما رايته هو اليابسة و ليس الماء . أليس ذلك امرا رائعًا؟ “
+ فالبرج محاط بالماء من كل الجهات لذا فهي تخبره انها سترى الارض و اليابسة اذا رحلت خارج البرج.
¢”أنا … لا أعرف. اولئك الناس لا يعرفون اي شيئ عن السحر. فبدل الاضطهاد الذي تشعرين به هنا ، فانت لن تكوني على معرفة بأي شخص بمجرد خروجك من هذا المكان. كما اننا لن نتمكن من الالتقاء والدراسة كما نفعل الآن “.
¥ “سمعت أن أليخاندرو قد نُفي أثناء غيابي.”
في لمح البصر ، اغلقت شفاه ذلك الصديق الثرثار ، كما ظهر التوتر في عيون ينيت.
¢ “…هذا صحيح. لقد كان قرار البرج السحري “.
¥ “أي منزل قد يطرد صاحبه؟ فبدون وجود اليخاندرو ، انا لست مهتمة بهذا المكان أيضًا “.
أليخاندرو ديارمويد.
على عكس ينيت وصديقها والعديد من الأشخاص الموجودين في البرج ، فقد كان عبقريًا لا مثيل له و قد كان معروفًا بكونه قد جاء من خارج البرج .
و بغض النظر عن رأي كبار السن به ، فقد احترمه شباب البرج جميعا.
فأليخاندرو لم يكن مجرد قائد جيد.
فقد كان يعامل أهل البرج بعدل و يتصرف معهم كزميل و منافس ، وفي نفس الوقت كمعلم و طالب.
كما ان الصيغ السحرية التي لا يستطيع صنعها سوى يدي أليخاندرو قد كانت مثالية للغاية.
بالاضافة الى انه قد قام بالفعل بتحسين عدد لا حصر له من الصيغ.
فقد كان يملك عينا فريدة عندما يتعلق الأمر بالصيغ ، كما ان قوته السحرية قد كانت هائلة بما يكفي لمقارنتها مع قوة السيرين.
زد على ذلك ان ، أليخاندرو لم يشعر ابدا بأن مشاركة أبحاثه مع الآخرين كانت مضيعة للوقت ، لذا فأولئك الذين شعروا بالغيرة منه في البداية أحنوا له رؤوسهم في النهاية بعد معرفتهم لمدى تميزه.
فبعد كل شيء ، يمكن الشعور بالغيرة فقط اذا كان بالامكان مقارنة نفسك مع الشخص المتفوق عليك.
+ اي انهم توقفوا عن الغيرة منه لانه لا يقارن بهم.
يتبع. …….