Never saved you - 23
لقد كانت ذاكرة السيرين أفضل بكثير من ذاكرة البشر ، لذلك استرجع سانتي بشكل مثالي المحادثة التي أجراها مع ألي في الماضي .
∆ ديان ، تبدو متعبًا هذه الأيام. هل هناك خطب ما ؟
__ تسبب ساحر جديد ذو مستوى عال يُدعى كورنيلي في وقوع حادث … ادى ذلك الى تحطم الزجاج الموجود داخل البرج بشكل تام .
∆ أليس هذا مدهشا ؟ ما الذي فعله ذلك الرجل؟
__ لقد انشأ صيغة تحول الرمل إلى زجاج ثم قام بتجربتها ، لكن المشكلة هي ، أنه لم يقم بتحديد المجال . وقد كانت كانت الصيغة غير جيدة بعض الشيء ، لذا فإن كل الزجاج …
– هل تغير كل شيء إلى رمل؟
-و ما الذي سيحدث غير ذلك…
حينها ، ضحك سانتي بشدة لدرجة البكاء. ثم سأل مرة أخرى وهو يمسح دموعه.
– يا له من رجل مجنون . حتى المبتدئين يعرفون انه يجب تحديد المجال أولاً ، أليس كذلك ؟ كيف يمكن لشخص مثل هذا أن يدخل البرج السحري ؟ مهلا ، هل انت تقوم بإدارة البرج بشكل صحيح ؟
– لا ، إنه جيد ، إنه جيد حقا . كورنيلي يستحق أن يكون ساحرا ذو رتبة عالية . هو يحتاج فقط إلى مزيد من التدريب .
– انا لا أصدق كلامك على الإطلاق . كيف يمكن للاحمق الذي لا يعرف حتى كيف يحدد النطاق أن يبرع في السحر ؟
– في الواقع ، إنه فقط مجرد أخرق ، لكن … لا يوجد مثيل له عندما يتعلق الأمر بالسحر .
وأضاف ألي في ذلك الوقت أن كورنيلي بامكانه أن يصبح اعظم مدير يافع في البرج.
والان فقد وجد ان هذا الرجل الذي يُدعى كورنيلي يبدو كشاب عادي .
هل هو نفسه؟
هذه المرة ، كان سانتي هو الذي أصيب بالارتباك.
لذا فكر في الأمر قليلا قبل أن يسأل.
∆ ” ايها البشري ، سمعت قبل بضع سنوات أن هناك احمقا حاول عن طريق الخطأ تحويل الرمل إلى زجاج ولكنه بدلًا من ذلك قام بتحويل كل الزجاج في البرج الى رمل .”
~ “آه ، هل سمعت بالامر ؟ أنا من فعلت ذلك.”
∆ “حقا؟”
ممتاز.
ارتسمت ابتسامة متصنعة على زوايا شفتي سانتي.
كانت تلك هي الابتسامة التي يظهرها سانتي عادة عندما يعلم أنه بصدد مشاهدة مشهد مثالي .
∆ ” فليستمع الجميع . هذا الذكر البشري يبدو شغوفا للغاية ، لماذا لا نرسله للتحقق من امر ديان؟ “
~ “أنا موافق على الامر !”
∆ ” الجميع موافقون على ذلك ، أليس كذلك؟ من لا يؤيد هذا الامر ،بامكانه ان يتفضل و يرافق هذا الذكر البشري بنفسه “.
اتفق الجميع مع كلماتي سانتي هذه المرة .
“أنا أتفق مع اقتراح سانتي.”
“أنا اتفق مع ذلك ايضا .”
“إذا ذهب نيلي ، فلا بأس بالامر .”
بالنظر الى ان السحرة كانوا مقربين لبعضهم البعض ، فان وثوقهم به لا يعد امرا مفاجئًا .
لكن كورنيلي يبدو حازماً و شجاعاً للغاية الان ، لربما لانه لم يكن مدركا للوضع الحقيقي على الإطلاق.
~ “يمكنني ان اذهب بمفردي ! اسمحوا لي أن أعيد ذلك الشخص! “
“إذا كنت ترغب بفعل ذلك لهذه الدرجة ، فلا يمكننا الرفض .”
عندما أومأ سانتي خفية ، أشرق وجه كورنيلي.
لكن كورنيلي كان يبدو كجرو حقيقي ، فقد خيل لسانتي كما لو ان ذيلًا يهتز خلفه.
و بفضل هذا الاخرق ، فان سانتي سيحظى بالكثير من المرح.
قبل ان ينهي الي حديثه تلك المرة ، قال شيئا اخر حول كورنيلي.
∆من الجيد أن يكون هناك عبقري مثله في البرج . ان ذلك عظيم.
__ نعم ، الامور تمضي بشكل جيد . لكن هناك مشكلة واحدة.
∆ماهي ؟
__ إنه … يحترمني كثيرًا. لا تضحك ، انا جاد.
بالتاكيد قام سانتي بالابتسام بشكل شرير وقال “ألم تصبح مغرورًا بنفسك كثيرا ؟”
ولكن الآن بعد أن التقى سانتي بكورنيلي بنفسه ، بدا له كما لو ان ألي قد قلل من شان ذلك سابقا .
‘ان ذلك لم يكن مجرد احترام ، يا ديان.’
ان هذا اكثر من الاحترام و التقدير … لم يكن سانتي مبالغا في اعتقاده أن كورنيلي كان على وشك عبادة ألي.
لذا فإن ٱرسال هذا الاحمق إلى ذلك الرجل ، سيجعل الامر ممتعًا للغاية .
أصبحت نظرة سانتي الماكرة أكثر بهجة عندما فكر في أوفيليا.
فقد قامت بشرية باثارة اهتمامه لاول مرة في حياته على الرغم من مرور وقت طويل على تواجده بين البشر .
تلك البشرية التي كانت نادرا ما تظهر مشاعرها ، على الرغم من قيامها بمختلف الامور .
‘هل ستتفاعل تلك الأنثى البشرية إذا أريتها عشي؟’
غالبا ما كان سانتي يلتقي بالبشر .
لكنه كان يمل و يسئم منهم بسرعة ، بسبب قيامهم بالامور التي تضايقه .
فإذا أخبرهم عن هويته ، فهم سيكونون إما خائفين ، أو راغبين بامتلاكه ، أو حاسدين له .
فقد كان البشر كشمعدان (حامل الشمعة ) يذوب فيه شغفه بعد فترة قصيرة من اشتعاله .
لم يكره سانتي تلك الصفة الشبيهة بالشمع التي يمتلكها البشر ، لكنه سئم من الجروح والامور المزعجة التي سببوها له.
لذا فأن فكرة إحضار أوفيليا إلى عشه لم تكن فكرة قد تخطر على باله .
‘هل ستثني علي بسبب العمل الذي قمت به بشكل جيد …؟”
لكن سانتي كان منغمسًا في أفكار مثيلة لهذه ، لذا فهو لم يلحظ مدى غرابته .
* * *
في تلك الليلة ، راود أوفيليا حلم … حلم غير اعتيادي .
كانت أوفيليا تعاني في اغلب الأوقات من ضغوطات في أحلامها ، وعادة ما كانت احلامها محصورة في نفس الأماكن.
فلطالما كانت تجد نفسها خلال نومها إما في قلعة رونين أو في الشاطئ الذي قابلت فيه إيان لأول مرة. و في بعض الأحيان ، كانت تحلم بانها في البرج الذي أقام فيه الي و الذي كان منفصلا عن قلعة رونين.
لكن أينما ذهبت ، كانت تشعر بالوحدة.
و قد كان هناك حلم يراودها عادة ، يكون فيه ايان برفقة امرأة ذات شعر أحمر ترتدي نفس فستانها ، و بينما يسير الاثنان في الحديقة.
تقوم تلك المرأة التي كانت أرييل بلومها قائلة .
” لقد قمت بافساد كل شيء! كان الجميع سيكونون سعداء لولا وجودك ! “
و عندما كانت تستيقظ من الحلم ، فهي تكون مدركة لحقيقة – أن السخط الذي القي عليها كان انعكاسا للذنب الذي كانت تشعر به .
فقد كانت أوفيليا تظن أنها قد دمرت كل شيء.
فإيان و آرييل كانا سيعيشان بسعادة لو انها لم تتدخل بينهما ، لكن اين العدل في ذلك.
فهل هناك اي اعتبار لسعادتها هي ؟
إذا كان الجميع سيكونون سعداء بدونها ، ألا يجب ان يشملها ذلك و ان يتم اعتبارها من “الجميع” ايضا ؟
و لم تكن لتستيقظ من حلمها الا بعد ان تشعر بالاختقان لأنها لم تستطع تحمل كل ذلك الارتياب والحقد والهلع الذي كان يلقى عليها .
في بعض الأحيان ، لم تكن أرييل هي من تقوم بالاعراب استيائها.
فمرة كان إيان هو من يقوم بذلك و مرة اخرى كان الي.
لكن في كل تلك المرات كان الذنب نفسه هو الذي يخنق أوفيليا.
لذا فقد عانت من الأرق ، لانها كانت تخشى ان تحلم بمثل هذه الامور خلال نومها .
لكن بعد العودة إلى الماضي ، فقد تغير كل شيء.
فقد أصبح نوم أوفيليا هادئًا وخاليا من الأحلام وقد استمر ذلك لعدة ليالٍ.
الى ان حلمت بهذا الحلم الغريب .
وقد كان حلمًا لم تره من قبل.
• “يا رفاق ، انظروا إلى هذا! قالت هذه الصغيرة (سمكة ) إنها تستطيع ان تحدث دوامة عن طريق دورانها ! “
• “بامكاني فعل ذلك أيضًا؟”
•”لا ، لا ، انظر إلى ذلك . ان هذه الصغيرة تسبح بشكل أفقي. انظر ، انظر!”
شعرت أن الماء الأزرق يلتف حول جسمها بالكامل ، وكلما تحركت احست بشعرها و هو يطفو حولها ، نازلا و صاعدا و هو يتمايل بينما كانت تسبح مع تيار البحر .
تسربت فقاعات الهواء بسبب الضحكات المرحة التي كانت تحيط بها , و قد بدت الشمس الساطعة بظلالها الخافتة المرسومة على الساحل كغطاء .
لم تكن قد شاهدت هذا المنظر من قبل ، لكن أوفيليا تمكنت من ادراك ما يحدث على الفور .
لقد كانت تحت البحر.
وقد كانت محاطة بالعديد من حوريات البحر .
دعت تلك الحوريات أوفيليا ب”أرييل” ، وعندما نظرت إلى جزئها السفلي ، وجدت ان أرجلها قد اختفت .
لكنها لم تمتلك وقتا كافيا لتتفاجأ بما راته .
• “انظروا بعناية يا رفاق!”
فقد بدأت سمكة المهرج (نوع من الاسماك ) ، التي كانت في راحة يد حورية البحر ذات الشعر الأزرق الداكن ، بالسباحة للأمام بسرعة كبيرة كالسهم المنطلق ،مخلفة وراءها مسارا حلزونيا.
قال الاشخاص في كيشينت أن الأقواس التي يرمونها ستشكل دوامة إذا تم إطلاقها تحت الماء. فهل ستبدو مثل المسار الذي شكلته هذه السمكة ؟
كانت فقاعات الهواء التي خلفها ذيل السمكة وهي تسبح تشبه الخرز ، و قد تمكنت أوفيليا بالشعور بالأمواج الصغيرة التي أحدثتها تلك السمكة فوق الماء.
سبحت سمكة المهرج بشكل جيد . مشكلة دوامة رائعة بينما كانت تنتقل بين الشعاب المرجانية ، ثم عادت بفخر إلى حوريات البحر و هي ترفرف بزعانفها .
ضحكت إحدى حورية البحر بصوت عالٍ ، بينما كانت تزيل العشب البحري العالق في شعرها .
• “انظروا إليها ! انها ترفرف بذيلها كثيرا ! “
•”لقد كانت تتدرب على هذا طوال اليوم لأنها كانت بحاجة إلى إظهار موهبة ما خلال المأدبة. فعيد ميلاد صغيرتنا بات قريبًا “.
حركت حورية البحر ذات الشعر الازرق الداكن ذيلها بسرور و هي تصفق لسمكة المهرج التي كانت تقترب.
ثم امسكت بسمكة المهرج و اخذتها إلى أوفيليا – إلى أرييل – وسألت.
• “ما رأيك يا أرييل؟”
^ “انها لطيفة جدا!”
تحركت شفتاها من تلقاء نفسها مصردة صوتا لم يكن خاصا أوفيليا كذلك .
فقد كان صوت ارييل.
ابتسمت أرييل على نطاق واسع وهي تدغدغ سمكة المهرج بأطراف أصابعها.
^”لقد تدربت بجد من اجل عيد ميلادي. لقد تأثرت بذلك حقا ! “
حركت سمكة المهرج جسمها المستدير و هي ترفرف بزعانفها.
فقد ارادت أن تظهر بشكل جيد للغاية امامهن.
بعد ذلك فتحت إحدى حورية البحر ، التي كانت تمشط شعرها الوردي الباهت و الذي كان شبيها بلون الفراولة ، شفتيها و قالت .
يتبع…..