Murdered the Male Protagonist - 5
بعد المرور بالحديقةِ الطويلةِ، دخل آمون سبينسر والبقية إلى مبنى الهيكل.
لم يكن الجزء الداخلي للمبنى، المصنوع من الحجر الرمادي، مزخرفًا مثل الجزء الخارجي ولكن كان لا يزال يتمتعُ بالفخامةِ.
“هل أنتَ هنا أيها القائد سبينسر؟”
ألقت امرأة ذات شعر أسود نفاث مربوط وترتدي زي الفرسان التحية وجاءت إلى أمامِ آمون.
كانت إلويز بيتي هي الثانية بالقيادةِ ونائبة قائد الفرسان الزرق.
“إلويز!”
إلا أن الشخص الذي أجابها لم يكن آمون سبينسر؛ بل كارلايل الذي كان يسير بجوارهِ وعلى وجههِ نظرةٌ حزينة.
ولوح بيدهِ أمام إلويز وكأنهُ يريد جذب انتباهها.
لكن عيناها كانتا مثبتتين على آمون.
تحدث آمون أخيرًا.
“ماذا لديكِ لقولهِ؟”
“لدي شيء لأخبركَ به عن حادثةِ الحريق المتعمد التي وقعت في المتجرِ العام.”
حدق بها آمون ثم ابتعد.
“دعينا نذهب للتحدثِ.”
دخلوا إلى إحدى الغرفِ الطويلة التي تشبه الممر.
كانت غرفة ضيقة، لم يكن بها سوى نافذة واحدة صغيرة جدًا في السقفِ، تستخدم بشكل أساسي للحديثِ عن أشياء لا ينبغي للآخرين سماعها.
“لذا؟”
بمجرد إغلاق الباب، تحدثت إلويز كما لو كانت تنتظر.
“سمعتُ أنكَ أطلقت سراح المشتبه به الرئيسي. ماهو السبب؟”
أعطى آمون إجابة غير مبالية.
“لأننا لم نتمكن من العثورِ على الأدلةِ للقبضِ عليه.”
“لقد رآه أحدهم وهو يهرب. لقد كان هو بالتأكيد! علاوةً على ذلك، فإن تصرفاته وقت وقوع الحادث كانت أيضًا-“
“هل يمكنكِ التأكد من عدمِ وجود مشاكل شخصية بينهم؟”
فجأة قاطع آمون إلويز التي كانت منفعلةً للغايةِ.
“ماذا؟”
“هل يمكنكِ التأكد من أنه الجاني، ومن ثم ان الشاهد لم يلفق أي شيء؟”
“هذا…”
“تم الكشف عن وجود علاقة قديمة بين الشاهد والمشتبه به. وهذا يعني أنني لم أعد أستطيع أن أصدق تمامًا ما يقال.”
اغلقت إلويز شفتيها.
لم تكلف نفسها عناء إخفاء تعبيرها الغير راضي، لكن آمون لم يمانع.
“سنحقق مرةً أخرى من البدايةِ. مع الحقائقِ المرئيةِ فقط. هل تفهمين؟”
“…نعم.”
“لا يمكن اتهام أي شخص بأنهُ مجرم ما لم تكن هناك أدلة واضحة. الأدلة تسبق الأفكار، هذه هي أيديولوجية الفرسان الزرق. ضعيها بوضوحٍ في رأسكِ.”
“أيديولوجية الفرسان الزرق…”
( ملاحظة: تُعرّف الأيديولوجيا على أنّها مجموعةٌ من الأفكارِ والمعتقداتِ والقيم والمشاعر المؤثّرة في آرائنا ونظرتنا لما يُحيط بن، فمن خلال الأيديولوجيا يَتّضح كلّ شيءٍ خاليًا من الشّوائبِ( ملاحظة: تُعرّف الأيديولوجيا على أنّها مجموعةٌ من الأفكارِ والمعتقداتِ والقيم والمشاعر المؤثّرة في آرائنا ونظرتنا لما يُحيط بنا، فمن خلال الأيديولوجيا يَتّضح كلّ شيءٍ خاليًا من الشّوائبِ. )
سخرت إلويز قائلةً.
“هل هي أيديولوجية الفرسان حقًا؟ أليست هذه أيديولوجية القائد؟”
كانت النظرة التي في عينيها وهي تحدق في آمون مليئةً بالعداءِ.
كانت إلويز في الأصل شخصًا متسرعًا وتتصرفُ دون تفكيرٍ مسبق.
لم يكن من الممكن أن تحبَ أساليب آمون، الذي كان معاكسًا لها تمامًا، وكان آمون يعرفُ ذلكَ أيضًا.
حدق آمون بهدوءٍ في عيونِ إلويز الحمراء.
لم يقل شيئًا، لكن المعنى كان واضحًا.
وبعد لحظةٍ من الصمتِ، خفضت إلويز رأسها.
“…آسفة. لقد كان افتراضًا. سأذهبُ إلى مكانِ الحادث على الفور.”
وسرعان ما نظمَ آمون، الذي مر بجانبِ إلويز وهي تنحني، أفكاره.
في الأصل، كانت قضية الحريق المتعمد ضمن اختصاص آمون، ولكن عندما حدث مقتل الدوق بوليف، تُرك الأمر لإلويز.
‘ربما مررتُ الأمر بسهولةٍ كبيرة.’
لا يمكن أن ينظر إليه على أنه موقف محترم من نائبةِ القائد.
نظرًا لأن آمون كان مشاركًا في مثل هذا الموضوع وطريقة التحقيق، فقد كان ذلك كافيًا لجعلِ إلويز تشعرُ بالسوءِ.
أدار آمون خطواته نحو المكتب.
المكان الذي وصل إليهِ سريعًا كان الغرفة المجاورة لغرفةِ الاجتماعات.
وكانت هذه الغرفة هي المكان الذي يقضي فيه أعضاء الفرسان الزرق معظم وقتهم، وحيث يتبادلون القصص المختلفة، من المناقشات البسيطة المتعلقة بالعملِ إلى النكاتِ التافهة.
كما لو أن الأمر لا يزال كما هو الآن، يمكن سماع ضحكات الأعضاء من باب الغرفة النصف مفتوح.
– طَرق، طَرق.
وقف آمون عند الباب وطرقه.
عيون الأعضاء كلها أتجهت إليه.
“هل أنتَ هنا أيها القائد؟”
قفز الجميع من كراسيهم وألقوا التحية.
وأشار آمون إلى الصبي الذي وقف منتصبًا بين الفرسان.
“مارفين، تعال إليّ للحظةٍ.”
اقترب مارفين، الذي كان يضحكُ بصوتٍ أعلى من أي شخصٍ آخر في غرفةِ الاستراحة حتى الآن، بوجهٍ متصلب.
“هل ناديتني أيها القائد؟”
“يمكن للبقيةِ إكمال ماكانوا يفعلوه.”
أغلق آمون باب غرفةِ الاستراحة قليلاً ودعا مارفين نحو الردهةِ.
“هل تعلم بحادثةِ الحريق المتعمد التي وقعت في المتجرِ العام؟”
“نعم بالطبع!”
“استعد على الفور واذهب إلى مكانِ الحادث.”
“هل تقصدني أنا؟”
توسعت عينا مارفين.
لقد أصبح مؤخرًا فارسًا رسميًا، ولم يسبق له الذهاب إلى موقعِ الحادث مطلقًا، ناهيك عن تكليفهِ بقضيةٍ ما.
“ألم تقل أنك تريد الخروج إلى موقعِ الحادثِ ورؤيته؟”
“بالطبع..ولكن… هل أنا بحاجةٍ للذهابِ إلى مكان الحادث؟ سمعت أنه تم بالفعل تحديد هوية المشتبه به.”
“لقد قررنا بدء التحقيق مرةً أخرى من البدايةِ. ستكون إلويز موجودة هناك، لذا يرجى تقديم الدعمِ.”
أومأ مارفين برأسهِ على الرغمِ من تعبيرهِ المرتبك.
“حسنًا.”
“أحسنت.”
أومأ آمون برأسهِ وأدار ظهره.
على الرغمِ من أن مارفين كان أصغر عضو من الفرسانِ، إلا أنه كان يتمتعُ بقوةٍ بدنية كبيرة وكان مليئًا بالشغفِ.
سيكون رفقًة جيدًة لإلويز.
‘يمكنهُ استغلال هذهِ الفرصة لإكتساب الخبرةِ.’
صعد الدرج بسرعةٍ ووصل إلى الطابقِ العلوي، وتوجه مباشرًة إلى مكتبهِ دون حتى أن يغير ملابسه.
الآن بعد أن قمتُ بتعيينِ مارفين في هذهِ القضيةِ، يمكنني الآن التركيز على قضيةِ الدوق بوليف براحةِ بالٍ.
وفي الواقع، سواء كانت الضحية من عامةِ الشعب أو أحد النبلاء، بالنسبةِ لآمون، كانت الحادثة مجرد حادثة.
ومع ذلك، فكر مجلس الشيوخ بشكلٍ مختلف.
كان من الواضحِ أنه إذا لم يتم القبض بسرعةٍ على مرتكبِ جريمة القتل التي وقعت في عائلة دوقية نبيلة رفيعة المستوى، فسيكون الأمر مزعجًا من نواحٍ عديدة.
‘نعم، هذا هو السبب الوحيد.’
برر آمون سبب تركيزهِ على قضيةِ بوليف بنفسهِ.
ليس بسبب مشاعر شخصية، بل فقط لإسكاتِ مجلس الشيوخِ.
وعلمَ انه كان عذرًا سخيفًا بالنظرِ إلى شخصيتهِ.
آمون، الذي كان يحاول دون وعيّ إدارة مقبض باب مكتبهِ، توقف للحظةٍ.
شعر بإحساسٍ غريب بعدمِ الراحةِ من المكتب والممر.
من الواضحِ أنه لم يتغير شيء عند النظرِ بالعينِ المجردةِ، لكن حدسه، الذي تطور خلال مسيرتهِ الطويلة كفارس، أخبرهُ أن هنالكَ شيئًا غريبًا.
وعلى الرغمِ من ظنهِ أن هذا لا أساس له من الصحةِ، إلا أن آمون سحبَ سيفهُ من خصرهِ.
– تنهد.
دخل المكتب ببطءٍ.
نظر حولهُ سريعًا، لكن كل ما رآه كان مشهدًا لا يختلفُ عن المعتادِ، بما في ذلك أرفف الكتب المحيطة بالحائطِ، والمكتب ذو النوافذِ خلفه، والمستندات فوقه.
في تلكَ اللحظةِ.
مع صوت إغلاقِ الباب، لمس شيء حاد ظهر آمون.
“لا تتحرك.”
‘أمراة؟’
عبس آمون بسبب الصوت القادمِ من خلفهِ.
“ليس لدي أي نية لإيذاءكَ. أريد فقط أن نتحدث.”
الصوت الذي قال ذلك كان يرتجفُ قليلاً.
أدرك آمون الوضع بسرعةٍ.
كان من الواضح أن الشخص الآخر لم يكن معتادًا على هذا النوع من الأشياءِ.
كان الملمس على خصري حادًا، لكن إذا كان الخصم مبتدئً، لحظة واحدة ستكون كافيًة لإخضاعهِ.
المنطقة التي تم توجيه النصل إليها لم تكن الرقبة، بل الظهر، وبالحكمِ من حيثِ المسافة، كان خنجرًا.
إذا تراجعتُ سريعًا وقمتُ بهجومٍ مضاد، فإن الخنجر ذو المدى القصير سينتهي به الأمر ملقى على الأرضِ دون أن يتم أرجحته بشكلٍ صحيح.
“عن ماذا نتحدث؟”
لكن آمون أنزل سيفه ببطء.
اعتقد إنه من الغريب لشخصٍ لم يكن قاتلًا محترفًا أن يتسلل إلى هنا لخبرهُ شيئًا.
“أنا…”
أخذت المرأة لحظة لإلتقاطِ أنفاسها وتحدثت.
“لدي معلومات حول مقتل راسيل بوليف.”
تجعد حاجبا آمون.
كانت جريمة القتل التي وقعت في دوقيةِ بوليف سريًة للغايةِ.
الوحيدون الذين كانوا على علمٍ بهذا الأمر هم عدد قليل من فرسان الهيكل وعدد قليل من أفراد عائلة الدوق.
“مات راسيل بوليف في غرفةِ نومه. كان مفتوح العينين وهو ينظرُ إلى السقفِ، ولا بد أن يكون هناك الكثير من الدماءِ على الأرضِ. ستكون سيكون هناك جروح أيضًا سببتها طعناتُ خنجرٍ.”
ووصفت الوضع بالتفصيلِ وكأنها تأكدُ كلامها.
بدأ قلب آمون ينبضُ بسرعةٍ.
لم يعرف كيف، لكن كان من الواضحِ أن المرأة كانت تعرف شيئًا عن الحادثةِ.
“لكن لم يكن سبب وفاة راسيل بوليف هو ذلك الجرح. لقد كان ميتًا بالفعلِ عندما طعنَ بالخنجرِ.”
“نحن نعرف ذلك. المشكلة هي-“
“ثم السؤال هو، كيف مات فعلاً؟”
“أنتِ على حق.”
واصلت المرأة الحديث كما لو كانت تنتظر.
“إنه سمٌ. لا يمكن اكتشافهُ بسهولةٍ، لذلك يبدو وكأنه نوبة قلبية من الخارجِ.”
‘نوبة قلبية؟’
في اللحظةِ التي كان فيها آمون على وشكِ أن يدير رأسه، اخترقت لمسة حادة عمق ظهره.
“لا تتحرك! إذا تحركت، فلن أقول أي شيء.”
كان واضحًا أنها مبتدئٌة في تهديدِ الناس، لكن صوتها كان مليئًا بالصدقِ.
فكر آمون لفترةٍ وجيزة.
‘إذا كان الجاني هو نفس الشخص الذي أبحث عنه منذ ذلكَ الوقتِ، وهذه المرأة هي الدليل الوحيد للقبضِ عليه…’
ولم يكن من الممكنِ أن تقضي لحظة واحدة على عشراتِ السنينِ من الجهدِ وتذهب سدى.
رفع آمون يديهِ وأعرب عن عدمِ نيته للهجومِ.
أول شيء ينبغي فعله هو تهدئة المرأة.
“حسنًا. من فضلكِ أخبريني بما تريدين. ماذا تعرفين أكثر؟”
“غدًا…تعال إلى النافورةِ في ساحةِ التسوق عند غروب الشمس.”
“لماذا-“
“سأخبركَ بكل شيء بعد ذلك. يجب أن تأتي بمفردكَ. هل تفهم؟”
وقبل أن يتمكن آمون من الإجابةِ، تحدثت المرأة مرة أخرى.
“من الآن فصاعدًا، سأغادر مبنى الفرسان. وفي هذه الأثناءِ، فقط انظر للأمامِ مباشرة. من الأفضل أن لا تحاول الإمساك بيّ. أنت تعرف ما أعنيه صحيح؟”
كان ذلك يعني أنه حتى لو حاول إجبارها، فإنها لم تكن لديها أي نية لفتحِ فمها.
فكر آمون للحظةٍ.
‘ماذا لو اختفت هذه الإمرأة هكذا ولم تظهر مرًة أخرى؟’
كان من الممكن أن يضيع الشخص الذي لديه معلومات عن الجاني إلى الأبدِ.
لكن المرأة جاءت من تلقاء نفسها وفتحت فمها.
إذا كانت ستهربُ بهذهِ الطريقةِ، فلن يكون هناك سبب لمجيئها.
وبعد التفكير بعددٍ من الإحتمالاتِ لفترةٍ قصيرة، أومأ آمون أخيرًا.
وما إن فعل ذلك حتى اختفى الإحساس الحاد في ظهرهِ، وسرعان ما أنغلقَ البابُ خلف ظهرهِ.