I Shall Master This Family - 27
لقد شعرتُ أنّ وقت بعد الظّهيرة كان بلا نهاية.
لقد أكلتُ وجباتٍ خفيفة كانتْ موزّعة على الطّاولة مع التّوأم.
يبدو أن جيليو و مايرون قد غطّا في النّوم ، فقد سمعتُ صوت شخير من كلا جانبيّ.
وضعتُ يدي على خدّي و ذراعي على الطّاولة الصّلبة ، ثمّ نظرتُ إلى السّماء التّي كانتْ صافية جدًّا ، حيث لم يكن هناك أثر لأيّ سحابة.
“كيف يمكنني التّغلّب على المخاطر التّي ستواجهني من الآن فصاعدًا؟”
لحسن الحظّ ، لقد قمتُ بتسليم الدّواء بأمان إلى الأمير الثّاني.
في الواقع ، وضعتُ خطّة بديلة بطريقة ما لمنحة التّرياق إذا لم أتمكّن من العثور على القصر الذّي يعيش فيه بيريز.
على أيّ حال ، هذه البطاقة التّي لم أستخدمها هذه المرّة ستكون أكثر فائدة في المرّة القادمة.
“آآه ، أشعر بالكسل.”
مددتُ ذراعيّ مرّة واحدة و تثاءبتُ فاتحةً فمي.
هل تعتقدون أنّني غبيّة و أنّني قد نسيتُ تلك الأشياء التّي رأيتُها؟
هناك العديد من الخطط التّي تجول في رأسي تحتاج أن تُنفّذ ، لكنّ هذا الجسد يرفض فعل أيّ شيء.
هذه الأيّام ، لا أستطيع رؤية والدي كثيرًا ، حيث أصبح أكثر انشغالاً ممّا كان عليه أيّام عمله في تجارة المنسوجات.
في بعض الأحيان ، نتناول الفطور معًا ، و لكن حتّى في ذلك الحين ، لا أستطع أتكلّم كثيرًا ، لأنّني دائمًا ما أفكّر في شيء ما.
و بسبب انشغال والدي ، أصبحتُ عالقةً مع التّوأم هذه الأيّام.
“ووو….”
عندما بدأ جيليو في التّحرك أثناء نومه ، سقطتْ البطانيّة التّي كانتْ تغطّيه على الأرض.
عندها ، شعرتُ بالانزعاج للحظة.
أدرتُ رأسي نحو النّافذة ، متظاهرةً بعدم رؤيته.
بدأت الأفكار العديدة التّي تجول في رأسي لإيجاد ما يجب القيام به بعد ذلك في الاختفاء عندما بدأ النّعاس يغلبني.
“هاام ، أعني ، حسنًا. الآن عليّ إيجاد حلّ لمشكلة إستيرا”.
تستطيع استيرا بنفسها توفير المال والذّهاب إلى الأكاديميّة الإمبراطوريّة.
ولكن بالنّسبة لي ، فأنا مستعجلة للغاية.
يقتصر عملي على مساعدتها للذّهاب إلى الأكاديميّة في أقرب وقت ممكن حتّى تتمكّن من التّركيز على أبحاثها.
“عليّ أن أبقى مستيقظة ، متى هو الموعد النّهائيّ لتسجيلات الأكاديميّة هذا العام ..”
حككتُ أذني بأصبع واحد و تمتمتُ.
انتهى موسم الأمطار الشّهر الماضي، و نحن الآن في الرّبيع.
في اللّحظة التّي جمعتُ فيها شتات أفكاري ، كانتْ هناك مفاجأة صاعقة تنتظرني ، و قد أصابتْني كمطرقة طرقتْ على رأسي.
“إنّه في نهاية هذا الشّهر!”
لحسن الحظّ، نحن لا نزال في بداية الشّهر، و لكن لا يجب علي التّقاعس هكذا و أن أبدأ في العمل الجادّ.
نهضتُ من مقعدي و اتّجهتُ نحو الباب.
“ووو ، تيا ، أين أنتِ ذاهبة؟”
سأل مايرون و هو يفرك عينيْه نعسانًا.
“إلى الحمّام.”
“حسنا .. عودي بسرعة. هااام”.
لو قلتُ شيئًا غير ذلك ، لقال أنّه يريد الذّهاب معي.
لحسن الحظّ ، لم يستطع مايرون التّغلب على النّعاس و أغلق عينيْه مرّة أخرى.
أغلقتُ الباب بهدوء و أنا أشاهده يغطّ في النّوم مرّة أخرى.
******
جلس مالك دوراك في الجانب المقابل و حدّق في غالاهان و هو يقلّب الوثائق.
بصرف النّظر عن كونه ابن رولاك لامباردي ، لقد كان رجلاً وسيمًا جدًّا.
خصوصاً مظهره.
في هذه الأيّام ، أصبحتْ النّساء يفضّلن النّوع اللّطيف و الجميل من الرجال بدلاً من النّوع الرّثّ ، و قد كان غالاهان ينتمي إلى النّوع الأوّل بامتياز.
إنّه طويل القامة و نحيف ، كما أنّه يمتلك ذوقًا رفيعًا في اختيار ملابسه ، و أهمّ من ذلك ، ابتسامته اللّطيفة التّي يصنعها أحيانا محبوبة من طرف الجميع.
على سبيل المثال ، بين الموظّفات النّساء في قمّة دوراك ، كانتْ شعبيّة غالاهان ساحقة.
و مع ذلك، هذا ليس هو السّبب الذّي يجعل مالك دوراك ينظر إلى غالاهان الآن.
لقد كان فم مالك دوراك ، الذّي سعل بدون سبب ، جافًّا.
‘عليْكَ أن تعرف ماهو المشروع الجديد الذّي يخطّط له غالاهان لومباردي.’
لقد كانتْ تعليمةً جديدةً من الإمبراطورة.
لقد كان قصر الإمبراطورة ، الذّي زاره لتحيّتها ، يمتلك جوًّا باردًا كما لو أنّ الثّلج يتساقط فيه.
هو لا يعرف لماذا، لكنّه يظنّ أنّ الأمر له علاقة بجاهلان.
‘مالذّي فعلتَه لتلفتَ انتباهها بهذه الطّريقة … ‘
عندما كان يفكّر بالإمبراطورة ، عضّ لسانه بدون قصد ، إذ كان يخاف منها كثيرًا.
لافيني أنجيناس هي امرأة مثابرة تستخدم كلّ الطّرق و الوسائل مهما كانتْ قذرة و ملتوية لتحصل على ما تريد.
صحيح أنّه قد شعر بالنّدم بشدّة لأنّه من قام بتعريفه إلى الإمبراطورة ، لكن ما بيده حيلة ، عليْه أن ينفّذ أوامرها ليضمن نجاته ، لذلك ، فتح مالك دوراك فمه.
“غالاهان، ألن…”
“نعم؟”
رفع غالاهان، الذّي كان ينظر إلى تقرير يبيّن حالة مبيعات منسوجات قطن الكوروي هذا الأسبوع ، رأسه عندما ناداه المالك.
“العمل الشخصيّ الذّي تريد القيام به ، ألن تحدّثني عن المزيد من التّفاصيل؟”
قال المالك مع ابتسامة لطيفة و أكثر وديّة متعمّدًا.
“لـ-لم أضع الخطّة بعد ، لا أزال أفكّر في كيفيّة بدأها”.
كانتْ كلمات غالاهان تدلّ على أنّه في ورطة ، و هنا ، لمعتْ عينا مالك دوراك.
لقد وجد ثغرة يستطيع الحفر فيها.
“أنا أكبر منكَ سنًّا ، لذلك لديّ خبرة أكبر في الحياة ممّا لديكَ أنتَ ، لذلك أخبرني عن عملكَ قليلاً ، قد أتمكّن من مساعدتكَ.”
لقد قال ذلك الكلام بنبرة جعلتْه يبدو منطقيًّا ، و لكن في الواقع ، هو يخطّط لشيء مختلف.
أيّ نوع من رجال الأعمال الأغبياء هو الذّي يشارك أفكاره مع الآخرين؟
على الرّغم من أنّ مالك دوراك ينتمي إلى أنجيناس ، و يعتبر أيضًا عضوًا غير كفء في العائلة ، غالاهان ، الذّي يعتقد أنّه شخص جيّد ، و الذّي أعلن عن خروجه من تجارة المنسوجات و بالتّالي قطع علاقاته العمليّة مع قمّة دوراك ، رمش بارتباك .
بغضّ النّظر عن أنّه مبتدئ و غير كفء ، يبدو أنّه ليس على اطّلاع كافٍ بالأخلاق و الآداب ، و إلّا ، ما هو سبب هذا التّحديق المفاجئ المثير للرّيبة في وجهه؟
“همم.”
سعل غالاهان عمدًا ليخفيَ شعوره بعدم الرّاحة.
لم يكن عليه حتّى أن يفكّر طويلاً.
إنّه ما يزال يتذكّر عينيْ الإمبراطورة و هي تنظر إليه ببرود على طاولة العشاء في ذلك اليوم ، كما لو أنّ ذلك قد حصل البارحة.
‘ أنا لا أعرف إذا كنتَ تحاول العثور على معلومات يمكن أن تفيد الإمبراطورة و عائلة أنجيناس ، أو أنّكَ تريد أن تضع يدكَ على هذا العمل مثلما فعلتَ مع عمل تجارة نسيج قطن الكوروي.’
قال غالاهان ، و هو يهزّ كتفيْه.
“حسنا، لا أعتقد أّنه قد حان الوقت المناسب لأخبر الآخرين عنه بعد”.
“حسنا ، و لكن …”
شعر غالاهان أنّ محاولاته مضحكة قليلاً.
من الواضح أنّ الإمبراطورة من أمرتْه بفعل هذا ، و لكن ، للأسف، لم يكن مالك دوراك جيّدًا في فهم نوايا الآخرين.
عندما رفض غالاهان ، كاد مالك دوراك أن يبكي.
هذا إثبات أنّه لا توجد مواهب تستحقّ الذّكر إلى جانب الإمبراطورة.
وأضاف غالاهان كلمة مع تلك الابتسامة التّي يُعتقد بأنّها ‘لطيفة’.
“لكن هناك شيء واحد عليكَ أن تتيقّن منه ، إذا نجحتُ ، فإن عملي هذا سيقلب الإمبراطوريّة رأسًا على عقب “.
ربّما ، ستكون ردّة فعل الإمبراطورة عندما تسمع هذا الكلام ستكون أفضل بالنّسبة لغالاهان من ردّة فعل مالك دوراك.
ضحك غالاهان بلطف أكثر ، في محاولة منه لجعل الإمبراطورة تدفع الثّمن على جعل تيا خائفة في ذلك اليوم.
*******
خرجتُ من إقامة شانانيت و التّوأم ، و اتّجهتُ مباشرةً إلى كليريفان.
لحسن الحظّ ، كليريفان ، الذّي كان جالسًا في مكتبه ، فتح الباب لي و الحيرة بادية عليه.
“ماذا تفعلين هنا؟”
“لديّ سؤال.”
و هو ينظر إلى وجههي ، رفع كليريفان حاجبيْه و وضع الأوراق التّي كانتْ تشكّل برجًا على المكتب جانبًا.
يبدو أنّه يشعر بالفضول.
“كيف يمكن الدّخول إلى الأكاديميّة الإمبراطوريّة، يا سيّدي؟”
“الأكاديميّة … هل تعنين الأكاديميّة الإمبراطوريّة؟”
يبدو أنّ كليريفان قد أصابه الارتباك.
سأل كليريفان وهو ينزع نظاراته التّي لا يحيطها إطار و التّي دائمًا مايرتديها.
“أتريدين الدّخول إلى الأكاديميّة؟”
حتّى أنّه قد عبس.
“نظام الأكاديميّة الإمبراطوريّة ينصّ على الدّراسة لمدّة ستّ سنوات ، و بمجرّد دخولها ، لا يمكنكِ الخروج إلاّ في عطلة تُعطى مرّة واحدة كلّ عام ، كما أنّها …”
“لا! ليس لي!”
لقد كنتُ أشعر و كأنّه كان يرهبني من الأكاديميّة ، على الرّغم من أنّه كان يتظاهر بإعطائي نصائح ، كما أنّه كان يتحدّث بسرعة لدرجة أنّني ظننتُ أنّه لن يتوقّف.
“إنّه شخص آخر ، يريد أن يذهب إلى الأكاديميّة الإمبراطوريّة.”
“آها.”
فجأة ، تلطّفتْ نظرات كليريفان الحادّة.
سألني كليريفان ، الذّي أحنى ظهره على كرسيّه و جلس بوضعيّة مريحة أكثر ، بفضول.
“سيّدتي تسألني عن كيفيّة إدخال شخص ما إلى الأكاديميّة ، و أتساءل من هو؟”
لم أكن أريد الإفصاح عن هويّتها ، لكنّني أجبتُ لأنّني لا أستطيع الهروب من أسئلة كليريفان.
“إنّها إستيرا ، لقد قالتْ أنّها تريد الدّخول إلى الأكاديميّة و دراسة الطّبّ بشكل أعمق.”
“أأنتِ تتحدّثين عن إستيرا ، أصغر تلميذة للدّكتور أومالي.”
سرعان ما أومأ كليريفان ، الذّي كان يبدو أنّه يقوم بحسابات عديدة داخل رأسه.
“إذا كانتْ هي ، فقد تكون قادرة على الدّخول ربّما. إذا أخبرتُ السّيّد الأعلى ، سيتمّ تسديد رسوم التّسجيل و الرّسوم الدّراسيّة بسهولة. الشّيء الوحيد المتبقّى هو امتحان الدّخول ، لكنّه امتحان بسيط جدًّا…”
“إستيرا ليستْ طالبة ، و لكنّها باحثة. لذلك هل يمكنها الدّخول؟”
عندما سمع كلماتي الحازمة ، أمال كليريفان رأسه.
أوبس ، تحدّثتُ بصرامة أكثر من اللاّزم.
حاولتُ تغيير نبرتي بسرعة.
“لقد قالتْ إستيرا أنّها تريد أن تدخل إليها!”
“همم.”
قال كليريفان، الذّي نظر لي بشبهة لحظة.
“إذا كانتْ تريد الدّخول كباحثة بدلاً من طالبة جديدة، فالقصّة مختلفة قليلاً ، كما أنّ هناك شروطًا متطلّبة أكثر.”
هذا صحيح. في النّهاية ، لا يمكن أن يكون الدّخول سهلاّ لأنّها الأكاديميّة الإمبراطوريّة.
إلى جانب ذلك ، إستيرا ليس خرّيجة من أيّ معهد تعليميّ.
ابتلعتُ ريقي و شحذتُ أذنيّ.
“أوّلاً ، يدفع الباحث مالاً أكثر من الطّالب، لأنه سيدفع معظم المال الذّي سيُصرف للقيام بأبحاثه الشّخصيّة”.
“و ماذا أيضًا؟”
“كما أنّه يحتاج إلى رسالة توصية”.
“رسالة توصية؟”
قد يكون بإمكاني تدبير أمر المال ، و لكن رسالة التّوصية ليستْ شيئًا يمكنني كتابته.
“من الذّي عليه كتابتها؟”
“لا أعرف ، لكن أظنّ أن توصية من الدّكتور أومالي، الذّي علّم إستيرا ، هي الأسهل.”
أومئتُ و أنا أتذكّر وجه الدّكتور أومالي، حيث يبدو أنّه ليس من الصّعب جدًّا إرضاءه.
“الدّكتور أومالي هو طبيب لومباردي الأساسيّ ، لذلك ، إذا تلقّتْ إستيرا توصية و قدّمتْ طلبًا للقبول بصفتها باحثة من لومباردي ، سوف تعطيها الأكاديميّة الإذن على الفور.”
بعد كلّ شيء ، لومباردي هي الأفضل.
لا يوجد مكان لا يمكن لنفوذها الوصول إليه.
واصل كليريفان شرحه لي، و هو يفكّر أنّه يجب عليه حماية هذه العائلة مهما حدث.
“في الواقع ، أفضل طريقة هي توصية من السّيّد الأعلى أو من بروكل ، الذي كان يعمل كنائب لرئيس الأكاديميّة ، و لكنّها ستكون صعبة لأنّهما صارمان جدًّا في ما يتعلّق بالتّوصيات”.
الدّكتور أومالي هو الذّي علّم إستيرا مباشرة.
كما أنّه يعرف مدى ذكائها و شغفها لطبّ الأعشاب ، لذلك ، الحصول على رسالة توصية منه لن يكون صعبًا.
لقد اعتقدتُ ذلك.
“شكرًا لكَ على إخباري! إذن ، سأذهب لإيصال هذه الأخبار إلى استيرا يا سيّدي!”
أحنيتُ رأسي و غادرتُ مكتب كليريفان.
“عليكِ أن تسرعي”.
عندما وصلت إلى مكتب الدّكتور أومالي، فهمتُ على الفور معنى ابتسامة كليريفان ، التّي كانتْ تبدو مشؤومة بطريقة ما.
“شكرًا لكَ يا سيّدي!”
“هاها. اذهب و ابذل جهدكَ رجاءً”.
ما الذّي يجري هنا؟
واقفةً في المدخل ، تصلّبتُ لبرهة.
كان رجل تشعّ منه الدّهون ، من الرّأس إلى أخمص القدمين ، كما لو أنّ شخصًا ما قد صبّ عليه قنينة زيت ، يحيّي الدّكتور أومالي بابتسامة عنيفة.
“نعم، سأذهب و أدرس بجدّ حتّى لا أسيء إلى سمعتكَ!”
خلف هذان الشّخصان اللّذان يبدوان كالأصدقاء ، كانتْ إستيرا واقفة تشاهد هذين الاثنين.
بابتسامة مريرة.
و بينما أحاول استيعاب الموقف ، قال ذلك الشّخص بصوت عال كما لو أنّه قد صرخ في أذني.
“شكرًا جزيلاً على كتابة رسالة التّوصية!”