I Shall Master This Family - 26
لقد قابلتُ لافيني بضع مرّات.
بالطّبع ، ليس الآن ، و لكن في حياتي السّابقة.
في ذلك الوقت ، كانتْ تتمتّع بجمال مذهل نُحتَ بدقّة ، كما أنّ الإمبراطورة مازالتْ في سنوات شبابها. إنّها امرأة جميلة بعيون مفتوحة على نطاق واسع.
لكن في الوقت نفسه ، يمكن الشّعور بجانب بارد ينبعث منها.
“أنتَ السّيّد غالاهان لومباردي ، أليس كذلك؟”
مدّتْ لافيني يدها إلى والدي ببطء.
بالنّسبة للنّساء ، فالتّحيّة في الآداب الإمبراطوريّة هي ما مارستُه مع شانانيت في المرّة الأخيرة ، أمّا بالنّسبة للرّجال ، فهناك طريقتان للتّحيّة.
الأولى هي وضع أيديهم على مكان قلبهم و الانحناء ، و الثّانية هي وضع يد أحد أفراد العائلة الإمبراطوريّة على جبهاتهم ، كما فعل والدي الآن.
بالطبع ، كانتْ الطّريقة الثّانية أكثر تهذيبًا.
إنّها تحيّة نادرًا ما تُستخدم في هذه الأيّام.
لم تسحب الإمبراطورة يدها لتحافظ على كبريائها ، فنظر والدي إليها للحظة ثمّ وضع يدها على جبهته.
قمتُ أنا بدوري بتحيّتها كوالدي ، لكنّ الإمبراطورة لم تكن تنظر إليّ.
بدتْ و كأنّها تشعر بإحساس غريب بالنّصر و هي تنظر إلى والدي و هو يخفض عينيْه قليلاً.
“لماذا حصل هذا لعربة الضّيوف التّي أتيتُ بها لتناول العشاء؟”
نظرتْ الإمبراطورة إلى الفارسان و قالتْ.
“حسنًا ، هذا..”
بالطّبع ، بدا الفارسان محرجيْن.
أجبرتْهم الإمبراطورة على فحص عربتنا ، و ضبطتْهم يعتذرون على ذلك.
كانتْ عينا لافيني النّاظرتان إليهما باردتيْن بشكل خاصّ.
“دعنا لا نتكلّم عن هذا هنا ، فلنذهب إلى الدّاخل. ليس من الأدب إبقاء الضّيوف في الخارج.”
الإمبراطورة ، التّي قالتْ ذلك ، استدارتْ أوّلاً و بدأتْ تمشي.
فتبعها ما يقدّر بخمس أو ستّ من الخادمات.
نظر والدي إليها بوجه متصلّب لبعض الوقت ، إلى أن لاحظ نظراتي إليه فنظر إلى الوراء.
“هلاّ ذهبنا نحن أيضًا يا تيا؟”
أنا متأكّدة من أنّ رأسكَ مليء بالكثير من الأفكار.
مدّ والدي يده و ابتسم لي.
******
كان المكان الذّي قادتْنا إليه الإمبراطورة هو قاعة الطّعام ، الذّي تم بناؤه خصّيصًا لتناول العشاء ، موجودًا في قصر الإمبراطورة.
تستدعي لافيني حوالي عشرة ضيوف كل شهر لتوطيد علاقاتها ، و غالبًا ما يحضر الإمبراطور أيضًا ، لذلك كان عشاء الإمبراطورة حدثًا مهمًّا بين النّبلاء ، و سيرغبون بالتأكيد بالحضور فيه.
لكن عندما دخلتُ أنا و والدي إلى الدّاخل ، أدركنا أن عشاء اليوم مختلف عمّا سمعناه.
أُعدّتْ الطّاولة الطّويلة لخمسة أشخاص فقط.
“اليوم ، دعوتُ فقط السّيّد لومباردي و الآنسة الصّغيرة بشكل خاصّ. لدينا شيء نحتفل به ، أليس كذلك؟”
ابتسمتْ الإمبراطورة و هي تثني عينيْها الكبيرتيْن برفق.
لقد كانتْ تبدو جميلة جدًّا ، لكنّني لم أشعر بهذا الجمال على الإطلاق.
على العكس من ذلك تمامًا ، لم يتبادر إلى ذهني شيء سوى المظهر الحقير للأمير الثّاني ، ممّا جعلني أشعر بعدم الارتياح.
“…إنّه لشرف.”
حيّى والدي الإمبراطورة بأدب وجلس على الكرسيّ الذّي أشارتْ إليه الإمبراطورة.
و في التّي جلسنا فيها ، فُتح باب قاعة الطعام من جديد كما لو كان ينتظر حصول ذلك ، و دخل الأمير الأوّل.
“والدتي.”
“أهلاً بكَ ، أستانا. صديقة أستانا موجودة هنا اليوم.”
“نعم…”
نظر أستانا إليّ و أجابها بأدب.
هذا الصّبيّ و أنا صديقان؟
أردتُ أن أنفجر بالضّحك ، لكن عليّ أن أتحمّل ذلك لأنّني أمام الإمبراطورة في قصرها.
“مرحبا بكَ ، أيّها السّيّد لومباردي.”
“مرحبًا ، سموّ الأمير الأوّل.”
بعد أن تلقّى تحيّة والدي ، جلس الأمير الأوّل بجوار الإمبراطورة.
لقد كان مقعده أمامي.
أوه ، يبدو أنّني سأفقد شهيّتي.
“أودّ أن أخبركِ بشيء لم أقله من قبل ، أيّتها الإمبراطورة.”
فتح والدي ، الذّي كان هادئًا ، فمه.
توقّفتْ الإمبراطورة عن شرب الماء و صنعتْ وجهًا مبتسمًا.
“…أخبرني.”
“في طريقي إلى القصر الإمبراطوريّ اليوم ، أراد فارسان من فرسان الإمبراطوريّة تفتيش عربتنا”.
“أوه ، يا إلهي”.
بدتْ الإمبراطورة مندهشة ، لكن بالنّسبة لي ، فقد كانتْ تبتسم.
عادةً ، إذا أردتَ التّظاهر بالاندهاش من موقف هكذا ، فلن يكون لديكَ شيء لتقوله.
لا أعلم إن كنتُ أتخيّل ، لكنّها بدتْ لي سعيدة بهذا الموقف.
و مع ذلك ، واصل والدي حديثه بوجه صارم.
“في القصر الإمبراطوريّ ، من الممنوع إيقاف عربة تحمل شعار لومباردي أو تفتيشها. أليس هذا هو القانون؟”
كان احتجاج والدي قانونيًّا.
“نعم ، إنّه كذلك. هذا أمر غريب.”
لكن الإمبراطورة ضحكتْ من كلام والدي.
“لماذا لومباردي هي الوحيدة التّي تمتلك استثناءات كثيرة؟ يتمّ تفتيش العائلات الأخرى التّي تدخل القصر بدقّة.”
كانتْ نبرة الإمبراطورة ملتوية للغاية.
لكن بطريقة ما ، لا يبدو أنّها متعمّدة.
لقد كانتْ مشاعرها السّلبيّة تجاه لومباردي قويّة جدًا لدرجة أنّ كلامها كان قريبًا من السّخرية دون أن تدرك ذلك.
سرعان ما ضحكتْ الإمبراطورة عندما أدركتْ هذا الخطأ.
“بالطّبع ، لأنّ لومباردي عائلة استثنائيّة من نواحٍ كثيرة.”
ردّ والدي بإجابة قصيرة.
وجّه والدي نظره إلى الإمبراطورة و لم يزح عينيْه عنها و لو لثانية واحدة.
عندما فُتح باب قاعة الطّعام مرّةً أخرى ، تغيّر الجو بشكل كبير.
“هاها! جالاهان!”
لقد كان الإمبراطور ، جوفانيس ، الذّي دخل ينادي اسم والدي بصوتٍ عالٍ.
مثل الأمير الثّاني ، لقد كان رجلاً بشعر أسود.
نهضتُ من مقعده كوالدي و قمت بتحيته وفقًا للآداب الإمبراطوريّة.
“لقد مرّ وقت طويل منذ أن رأيتكَ آخر مرّة! كيف حالكَ؟”
“أنا سعيد أنّ صاحب الجلالة يتمتّع بصحّة جيّدة”.
“أنا هكذا دائمًا!”
في الواقع ، والدي و الإمبراطور في نفس العمر و يبدو أنّهما كانتْ تربطهما علاقة وثيقة عندما كانا صغيريْن.
بلغتني نظرة الإمبراطور ، الذّي كان يربّت على كتف والدي بيده الغليظة.
“هو ، أنتِ هي فلورينتيا.”
“فلورينتيا لومباردي تحيّي جلالة الإمبراطور.”
تساءلتُ من قبل ما إذا كنت من النّوع الواثق في المواقف العمليّة ، لكن لحسن الحظّ ، لم أرتكب أيّ أخطاء هذه المرّة.
نظر إليّ الإمبراطور و هو يضحك.
“نعم ، نعم. أنتِ طفلة جميلة جدًّا.”
“شكرا لكَ يا صاحب الجلالة”.
“يبدو أنّ لديكَ ابنة ذكيّة مثلكَ!”
يبدو أنّ الإمبراطور ماهر في مدح الآخرين.
“هيًّا ، اجلسا!”
بمجرّد أن جلس الإمبراطور على المقعد الرّئيسيّ للطّاولة ، بدأ العشاء عندما وضع الخدم الطعام الذّي يحملونه على الطّاولة.
ومع ذلك ، فإنّ الإمبراطور ، الذّي جاء إلى قاعة الطّعام ، لم يلق عينيْه على الأمير الأوّل.
بدا أنّ أستانا معتاد على هذا و يلق بالاً لهذا.
“إذن ، ما الذّي كنتما تتحدّثان عنه قبل مجيئي؟”
“كنتُ فقط أرحّب بهما دون قول الكثير”.
نظرتْ الإمبراطورة حولها بوجهها المبتسم.
حدّق والدي في الإمبراطورة.
“لا أعتقد أنّ هذا كلّ شيء يا جالاهان؟”
تناوب الإمبراطور على النّظر بين والدي و الإمبراطورة و قال.
“إذا كان هناك أيّ شيء يزعجكَ ، يمكنكَ أن تقوله دون إذن.”
لكنّ كلمات الإمبراطور لم تكن صادقة بل كانتْ جوفاء.
بدتْ الإمبراطورة و كأنّها لا تحاول حتّى تتظاهر بأن تتساءل حول ما يريد والدي أن يقوله ، و لم تعتقد أنّ والدي سيقول أيّ شيء خاصّ أمام الإمبراطور.
لقد كانتْ تحتسي نبيذ الفاكهة الذّي سكبه الخادم بارتياح.
لقد كنتُ غاضبةً.
كان والدي يُستخفّ به من قبل شخصيْن ينتقيان كلّ كلمة يقولانه بحذر أمام جدّي.
لكن ، في الوقت نفسه ، كان هدوء الإمبراطورة معقولاً.
أنا أيضًا اعتقدتُ أنّ والدي لن يقول أيّ شيء.
و مع ذلك.
“كنتُ أتحدّث مع الإمبراطورة حول ما حدث في الطّريق لتناول العشاء اليوم.”
لقد كان هذا مذهلاً.
والدي لم يتراجع حتّى أمام الإمبراطور.
توقّف الإمبراطور و الإمبراطورة للحظة و هما يبتسمان ، كما لو أنّهما لم يتوقّعا أبدًا أن يصل والدي إلى هذا الحدّ.
“ماذا حدث؟”
سأله الإمبراطور و هو يحكّ لحيته.
“تمّ تفتيش عربتنا من قبل فرسان الإمبراطورية.”
“هممم.”
بدا الإمبراطور مندهشًا جدًّا. ثمّ ، ألقى نظرة خاطفة على الإمبراطورة.
“هاه ، هذا ما حدث إذن.”
يبدو أنّه قد فهم بالفعل ما حدث تقريبًا.
ربّما لم نكن الوحيديْن الذّيْن تمّ معاملتهما بهذه الطّريقة.
لديّ شعور قويّ بأنّ فيزي تعرّض لنفس هذا الموقف.
أخفضتْ الإمبراطورة عينيْها و لم تُظهر وجهها.
“مستحيل … يبدو أنّه قد حدث سوء فهم.”
قال الإمبراطور ، الذّي كان الانفعال باديًا عليه لفترة.
“لقد أوقفوا عربة تحمل شعار لومباردي. لا يبدو أنّ هذا سوء فهم يا صاحب الجلالة.”
“…جلاهان ، أنتَ تبدو غاضبًا جدًّا.”
من الواضح أنّ هذا الكلام الحازم جدًّا و الوجه المتصلّب لا يتوافقان مع شخصيّة والدي المعتادة.
إنّه يمتلك شخصيّة خجولة جدًّا لدرجة أنه لا يستطيع التّحدّث بشكل سيّء إلى موظّف ، فما بالكَ بالإمبراطور.
“لقد فزعتْ ابنتي من هذا للغاية”.
أجاب والدي بصوت منخفض.
عندها فقط استطعتُ أن أفهم سبب تصرّف والدي هكذا.
والدي غاضب لأنّه كان يظنّ أنّني كنتُ خائفة من الفرسان ، و ليس لأنّه تعرّض للإهانة.
للحظة ، شعرتُ و كأنّ رياحًا باردةً كانتْ تهبّ على الطّاولة.
“هاها! أنا آسف على هذا!”
انفجر ضاحكًا ، لكنّ الإمبراطور اضطرّ في النّهاية إلى الاعتذار.
و أيضًا ، لا شيء خاصًّا قد تغيّر في الإمبراطورة.
“أرجو أن تتفهّم روح الولاء للفرسان. لا يستطيع البعض قبول العلاقة الخاصّة بين العائلة الإمبراطوريّة و لومباردي فيما يتعلّق بولائهم.”
في النّهاية ، أُلقيَ اللّوم على الفرسان.
الإمبراطورة ، التّي أمرتْ بفعل كلّ هذا ، تتراجع عن خطّتها و تعتبرها خطأ من الفرسان الّذين لم يفعلوا شيئًا سوى اتّباع أوامر سيّدتهم.
كان والدي يعلم بهذا ، فتنهّد و أومأ برأسه.
“آمل فقط ألاّ يحدث شيء من هذا القبيل في المستقبل.”
“بالطّبع ، بالطّبع. لن يحدث شيء كهذا في المستقبل! هيّا ، اشرب!”
هزّ الإمبراطور صدره كما لو كان يتنفّس الصّعداء ، و سكب الكحول على كأس والدي.
نظرتُ إلى وجه الإمبراطورة ، متظاهرةً بشرب العصير.
و عندئذٍ ، أصبتُ بالقشعريرة.
وجهها الجميل لا يزال يبتسم ، لكنّ عيناها كانتا تحدّقان في والدي بتركيز شديد.
في كلّ مرّة أتذكّر فيها أنّها تحاول قتل الأمير الثّاني الطّفل الصّغير بكلّ برود ، أدرك كم أنّها شخص مرعب.
بدأتْ مأدبة العشاء ، و أصبحتْ أطباق الطّعام تخرج واحدةً تلو الأخرى.
بالطّبع ، لقد كانتْ أطباق رائعة لأنّها تقدّم في حدث تنظّمه الإمبراطورة بنفسها ، لكنّها ليستْ جيّدةً مثل التّي تقدّم إلى جدّي. و عندما كنتُ أقوم بإجراء هذا التّقييم الموضوعيّ ،
فجأة ، سأل الإمبراطور ، الذّي كان يجرب محادثات مختلفة مع والدي ، أسئلة حول التّجارة.
“صحيح ، سمعتُ أنّ العمل الذّي قدتَه حقّق نجاحًا مذهلاً؟”
الإمبراطورة ، التّي لم تقل الكثير منذ أن قدّم والدي شكواه للإمبراطور ، أظهرتْ اهتمامها هذه المّرة.
“من الجيّد رؤية أنجيناس و لومباردي ، الرّكيزتان الأساسيّتان للإمبراطوريّة ، يعملان معًا!”
“.. أنتَ تبالغ”.
منذ متى كانتْ أنجيناس ركيزة أساسيّة للإمبراطوريّة؟
الإمبراطور يشيد بعائلة زوجته ، أنجيناس ، على أنّها في نفس الكفّة مع لومباردي ، بطريقة غير مباشرة.
في الواقع ، الإمبراطور جوفانيس يحاول استخدام أنجيناس لكبح هيمنة لومباردي.
وهذا هو السّبب أيضًا في أنّه يغضّ بصره ، متظاهرًا بأنّه لا يعرف ما تفعله الإمبراطورة لابنه الأمير الثّاني.
في النّهابة ، بعد حوالي ثلاث سنوات ، سيثير تهرّب أنجيناس الضّريبيّ السّخيف غضب الإمبراطور ، ممّا سيجعله يُنهي شراكته مع الإمبراطورة.
“رجاءً استمرّ في مساعدة قمّة دوراك ، أيّها السّيّد لومباردي. هذه هي بدايتهم ، لذا فهم ليسوا جيّدين “.
قالتْ الإمبراطورة لوالدي بابتسامة ودودة.
لكن إجابته لم تكن ودودة للغاية.
“كما سبق لي أن أخبرتُ رئيس قمّة دوراك ، سوف أخرج من تجارة المنسوجات قريبًا ، أيّتها الإمبراطورة.”
“…ماذا؟”
لم أسمع من قبل بحدوث هذا ، لكنّ وجه الإمبراطورة الخالي من التّعابير قد دمّر أخيرًا.
يبدو أنّها تعتقد أنّها ستواجه اخفاقًا في العمل إذا غادر والدي ، الذّي يعتبر محوره.
إنّه مصدر المال للرّشاوي من أجل جعل الأمير الأوّل وليّ العهد ، لكنّه سيكون كارثة إذا فشل.
“أفكّر في البدأ بتجارة أخرى تخصّني أنا شخصيًّا.”
“هذا .. هذا سريع. أليس هذا قرارًا متعجّلاً؟ آمل أن تتمكّن من مساعدة قمّة دوراك أكثر بقليل.”
“أنا آسف ، لكننّي أخشى من أنّني لا أستطيع فعل ذلك.”
على الرغم من أنّ الإمبراطورة المحرجة حاولت إقناعه بطريقة ما ، إلاّ أنّ موقف والدي لم يتزحزح.
“لن تتمكّن قمّة لومباردي من مساعدة قمّة دوراك دائمًا.”
باختصار ، إنّه يقول أنّه يجب أن تفعلوا ذلك بأنفسكم يا رفاق.
ارتجفتْ شفتا الإمبراطورة التّي أدركتْ المعنى الصّحيح.
تغيّرتْ عينا الإمبراطورة.
قبل فترة ، كانتْ تفكّر في كيفيّة جعل هذا الشّخص الذّي يبدو سهل الإنقياد يفعل ما تريده هي ، ولكن الآن ، يبدو أنّ كل الطّرق لفعل ذلك قد أُغلقتْ بالكامل.
“…سيّد جالاهان ، أنتَ مختلف تمامًا عمّا كنتُ أعتقده.”
“لا أعرف ما الذّي كانتْ تفكّر فيه الإمبراطورة حولي ، لكنّني أعتذر لأنني لم أستطع الوصول إلى توقّعاتكِ.”
في الأصل ، والدي ليس من نوع الأشخاص الذّين يتحدّثون بحزم.
ربّما لم يكن والدي مرتاحًا جدًّا بتواجد الإمبراطورة.
و أنا كذلك أيضًا.
ما تفعله للأمير الثّاني ، و طريقة معاملتها للومباردي.
إنّها شخص فظيع من نواحٍ عديدة.
بعد العشاء ، لم أعرف إذا كان الطّعام قد دخل من فمي أم من أنفي.
حتّى في طريق العودة إلى قصر لومباردي بالعربة ، كان والدي هادئًا.
لقد كان وقت النّوم قد انقضى بالفعل ، لذلك فقد استلقيتُ على ساقي والدي الذّي قام بملامسة جبهتي ، ممّا جعلني أغطّ في النّوم سريعًا.
‘لأنّني لا أملك القوّة الكافية ..’
تمتم والدي بذلك و هو ينظر خارج النّافذة.
******
غرفة مظلمة بها شمعة واحدة مضاءة.
لقد كان قصرًا صغيرًا ، لكنّه كان كبيرًا جدًّا وخاليًا بالنّسبة لطفل يبلغ من العمر أحد عشر عامًا تُرك بمفرده.
و هو جالس في زاوية السّرير كما لو كان مختبئًا ، أخرج بيريز من جيبه شيئًا.
ثم تناول جرعةً من الدّواء الذهبي في رشفة واحدة ، تمامًا كما قالتْ فلورينتيا.
لقد كان دواء مرًّا ، لكن بيريز لم يظهر أنّه كذلك.
حتى لو أظهر ذلك ، لا يوجد أيّ شخص ينظر إليه الآن.
أخرج بيريز ، الذّي أغلق غطاء القارورة ، حلوى دائرية من جيبه ، و وضعها في فمه.
انتفخ خدّه الأبيض متناسبًا مع شكل الحلوى.
“….حلو.”
تمتم بيريز بصوت بالكاد يُسمع.
أصبح الطّعم المر مملاًّ له عندما اعتاد عليه ، لكنّ هذه الحلاوة لم تكن كذلك.
لقد كانتْ شيئًا غريبًا ومربكًا.
دحرج بيريز الحلوى بلسانه في فمه بطريقة عشوائية.
كان ذلك لأنّه شعر بالتّحسن شيئًا فشيئًا.
هل الطّعم الحلو يجعل قلب الشّخص ينبض؟
أو…
عبث بيريز بحافّة الكيس النّاعم.
لقد تذكّر وجه فلورينتيا التّي التقى بها خلال النّهار.
بالنّسبة له ، وجهها كان لطيفًا لدرجة أنّه قد تساءل عمّا إذا كانتْ جنية تعيش في الغابة.
على وجه الخصوص ، كانت عيناها الخضراء الكبيرة المستديرة ، و اللّتان تمتلكان نفس لون أوراق الشّجر النّاضجة ، قد نُقشتا في ذهنه.
و لقد قالتْ ،
“نعم. أتمنّى أن تعيش. لا ، أعتقد أنّه عليكَ أن تعيش.”
أمسك بيريز بزجاجة الدّواء بكلتا يديه بإحكام، كما لو أنّه لن يسمح لها أن تُؤخَذ أبدًا.
تدحرج.
تدحرجتْ الحلوى في فمه مرّة أخرى.
“…حلو.”
تمتم بيريز و هو ينظر إلى ضوء الشّمعة.