Express Contract Marriage Words - 60
أنهت نيرا كلامها بابتسامةٍ خفيفة.
وكما هو متوقع، كان هدفها من هذا الحديث توجيه انتقاد غير مباشر إلى أراسيلا، حيث أن زوجها تعرض لإهانة بينما هي استعادت سمعتها.
وقد أدركت السيدات هذا المغزى وسرعان ما بدأن يدعمن كلام نيرا، ووجهن الانتقادات بشكلٍ غير مباشر نحو أراسيلا.
“السيدة فاندرمير ليست من النوع الذي يهتم بآراء الآخرين، أليس كذلك؟ يبدو أنها تفعل دائمًا ما تريده.”
“بالفعل، إنها سيدةٌ موهوبة. مهما كان حال زوجها، هي لم تخسر شيئًا من هذا الموقف.”
“صحيح، الجميع يمتدحونها لأنها لم تتوقف حتى بعد انتهاء القضية، بل تعاونت مع فرسان الصقر الأحمر وأصرت على القبض على القاتل.”
“لو كنت أنا اللورد فاندرمير، لشعرت ببعض الضيق. فاللورد هو من سمح لها بالتعاون مع فرسانه، لكنها لم تذكر ذلك ولو بكلمةٍ واحدة.”
نظرت نيرا إلى السيدات اللواتي كن يوجهن الحديث بسلاسةٍ نحو الاتجاه الذي أرادته، مبتسمةً برضا.
الكلمات التي قيلت الآن كانت تجعل أراسيلا تبدو و كأنها شخص لا يهتم بزوجها، وإنما تهتم فقط بنفسها ومصلحتها.
وبالطبع، لم يعترض أحدٌ على ذلك، لأن هذا هو ما كانت نيرا تسعى إليه.
“حتى في مهرجان الصيد، بدت السيدة فاندرمير وكأنها لا تتنازل لزوجها أبدًا. الإنسان لا يجب أن يكون طماعًا إلى هذا الحد.”
“صحيح، والآن بعد الزواج، لا يبدو أنها تقدم أي دعمٍ حقيقي لزوجها اللورد فاندرمير. هل طموحها بأن تصبح رئيسة برج السحر هو كل ما يهمها؟”
“آه، إذا كانت تفكر في نفسها فقط بهذا الشكل، فلماذا تزوجت من الأساس؟ لقد كان زواج حب، ومع ذلك لا تظهر أي اعتبارٍ أساسي لشريكها.”
“عندما أفكر في الأمر، أجد أن الخلاف الذي حدث بين الدوقة الكبرى و السيدة فاندرمير لم يكن من فراغ. ربما كانت الدوقة الكبرى قلقةً للغاية على حفيدها، وهذا ما دفعها للتصرف هكذا.”
واصلت السيدات، مثل قطار جامح، تضخيم الصورة السلبية عن أراسيلا.
رفعت نيرا فنجان الشاي إلى شفتيها لتحجب الابتسامة التي كانت تكاد تظهر على وجهها.
‘حتى لو كانت أراسيلا لا تهتم بسمعتها الآن، فلن تستمر على هذا الحال إلى الأبد.’
كانت سيدات الطبقة الأرستقراطية يهتممن بسمعتهن أكثر بعد الزواج مقارنةً بما كن عليه قبل ذلك. فبعد الزواج، تزداد العلاقات الاجتماعية والتشابكات، مما يجعل أي زلةٍ صغيرة تحدث تأثيرًا كبيرًا.
لذلك، إذا انتشرت الكلمات التي قيلت في هذا المجلس ببطء عبر الأوساط الاجتماعية، فستتضرر سمعة أراسيلا بلا شك.
تذكرت نيرا كيف كانت أراسيلا دائمًا تتصرف بغطرسةٍ وكأنها بجعةٌ عالية المستوى، مما زاد من استيائها وهي تشد قبضتها على فنجان الشاي.
مهما كانت أراسيلا ساحرةً بارعة، فقد كانت نيرا متأكدة أن لها اليد العليا في المجتمع الراقي.
تصرفاتها المتعالية وكأنها الأفضل دائمًا، وتجاهلها للآخرين، سيعود عليها بالضرر هذه المرة.
وبثقةٍ تامة، فتحت نيرا فمها لتوجه الضربة القاضية الأخيرة بكل هدوء.
“السيدة الفاضلة يجب أن تدعم زوجها بحكمة، لكن السيدة فاندرمير تبدو مقصرةً بعض الشيء في هذا الجانب.”
وضعت نيرا فنجانها على الطاولة بصوتٍ مسموع، مما زاد من تركيز الجميع على حديثها، ثم أكملت.
“لكن هل يمكن بأنها تفعل ذلك عن قصد لإعاقة تقدم اللورد فاندرمير؟ لا أعتقد ذلك. ربما لأنها لا تزال في بداية زواجها، وتفتقر إلى الخبرة.”
كان الكلام يبدو في ظاهره وكأنه دفاعٌ عنها، لكن جميع الحاضرات كن يدركن أن الحقيقة عكس ذلك تمامًا.
بعد أيام قليلة، بدأت تنتشر في أوساط المجتمع الراقي شائعات خبيثة عن أراسيلا، تفيد بأنها لا تدعم زوجها كما ينبغي، بل و تتعمد إلى عرقلة طريقه.
***
امتدت يد كبيرة عبر الطاولة وقدمت دعوةً مختومة بشعار العائلة الإمبراطورية.
كانت أراسيلا على وشك تناول قطعةٍ صغيرة من النقانق مع الخضروات الورقية، لكنها وضعت شوكتها جانبًا وأخذت الدعوة.
فتحت الورقة بلا مبالاة، لكن تعابير وجهها سرعان ما تغيرت قليلاً وكأنها فوجئت.
“……إنها حفلة عودة الأمير؟”
كان للإمبراطور في إمبراطورية سيتيرون العديد من الأبناء، لكن المثير للدهشة أنه لم يكن هناك أي منهم يتشارك نفس الأم.
ذلك لأن الإمبراطور حرص على أن يكون له طفل واحد فقط من كل من الإمبراطورة وزوجاته الملكات.
من بين هؤلاء الأبناء، كان الأمير الأول لوكاس، ابن الملكة الأولى، هو الابن الأكبر للإمبراطور، حيث وُلد قبل فريدريك، ابن الإمبراطورة.
في سنوات مراهقته، غادر لوكاس البلاد للدراسة والعمل كمبعوثٍ في دولة أجنبية، وظل غائبًا لفترةٍ طويلة.
حتى بعد بلوغه سن الرشد، لم يعد لوكاس إلى وطنه، بل استمر في السفر إلى مختلف الدول كممثل للإمبراطورية، حيث كان يؤدي دورًا دبلوماسيًا.
“نعم، لقد عاد الآن بعد أن أبرم اتفاقيةَ سلام مع مملكة سيلين.”
“حقًا؟ لم أكن أعلم.”
كانت أراسيلا، المنشغلة مؤخرًا بعملها، قد فقدت الاهتمام بالشؤون الدولية، ولم تسمع عن عودة الأمير إلا الآن.
لكنها كانت تعلم أن مملكة سيلين كانت تهدد سواحل الإمبراطورية الشرقية، لذا اعتقدت أن إقامة حفلة استقبال من قبل العائلة الإمبراطورية كان أمرًا مستحقًا.
“إذن، هل سترافقينني إلى الحفلة؟”
“هممم……”
توقفت أراسيلا قليلاً لتفكر في سؤال داميان البسيط.
على الرغم من انتهاء قضية جون باتينسون، لم تصبح أراسيلا أقل انشغالًا. فقد كانت تركز الآن على اختراع أدوات سحرية جديدة بناءً على أبحاثها حول الأحجار العائمة.
في ظل هذا الانشغال، لم تكن ترغب في إضاعة وقتها بحضور حفلةٍ لا داعي لها.
كانت معروفةً بأنها نادرًا ما تشارك في الحفلات، حتى وإن كانت حفلات رقص تقيمها العائلة الإمبراطورية.
“هل يجب عليّ الحضور حقًا؟”
“ليس بالضرورة. غيابكِ لن يدفع جلالته إلى توجيه أي انتقاد.”
قال داميان ذلك بنبرةٍ واثقة على نحو غريب. و على الرغم من أنه لم يكن يبدو متكبراً، إلا أن ثقته بدت غير مألوفة.
لكن أراسيلا لم تفكر في الأمر كثيرًا.
“إذاً، دعني أعتذر عن الحضور بحجة المرض. أنا أستخدم هذا العذر كثيرًا، لذا لن يثير الأمر أي شكوك.”
“حسنًا.”
انتهى الحديث عند هذا الحد. في صمت لم يعد محرجًا كما كان في السابق، و أكمل الاثنان تناول طعامهما ثم افترقا كلٌّ إلى مكان عمله.
وكعادتها، اجتمعت أراسيلا اليوم مع متدربيها الشابين للتفكير في فكرةٍ جديدة لاختراع أداة سحرية.
في الحقيقة، كانت هناك العديد من الأفكار المطروحة سابقًا، لكن المشكلة أنها لم تجد أيًا منها مثيرًا للاهتمام بما يكفي.
جلست أراسيلا متكئةً على كرسيها وقد عقدت ذراعيها، ثم أرجعت رأسها للخلف تمامًا.
وفي رؤيتها المقلوبة، التقطت عيناها السماء الزرقاء الصافية من النافذة.
في تلك اللحظة، فكرت دون وعي.
‘همم، ماذا لو كانت هناك سفينة تحلق في السماء؟ سيكون ذلك ممتعًا……’
وسرعان ما تحولت هذه الفكرة العابرة إلى ومضة إلهام.
جلست أراسيلا فجأة في وضعٍ مستقيم وقالت لمتدربيها ما فكرت به مباشرة.
“ما رأيكم في اختراع سفينةٍ تطفو في السماء؟”
“ماذا……؟”
“لدينا العربات على الأرض، والسفن في البحر، ولكن لا يوجد شيءٌ في السماء. دعونا نصنع وسيلةَ تنقل تحلق في الهواء باستخدام الأحجار العائمة.”
لم تكن أراسيلا تريد أن تقتصر استخدامات الأحجار العائمة على رفع الأشياء في الهواء وحسب. فالأساس في أي اختراع هو مدى عمليته.
فحتى لو كان الابتكار مذهلًا، فإن الناس سيفقدون اهتمامهم به سريعًا إذا لم يكن له أي فائدة عملية، مما يؤدي إلى تراجع قيمة الابتكار والبحث المرتبط به.
وبسبب هذا، حرصت أراسيلا و متدربيها على التفكير مليًا في الفكرة والعمل عليها بجهد كبير.
“أوه، أعتقد أن هذه فكرةٌ رائعة!”
كانت سالي أول من أبدى موافقته، وتبعها رودي مؤيدًا بحماس.
“وأنا أيضًا أحب الفكرة! نحن نتحدث عن إنشاء وسيلة نقل جديدة. وإذا نجحنا، فقد نحقق نجاحًا تجاريًا أكبر من مختبر السيد ترافيس!”
كانت المنافسة بين الأساتذة تمتد بطبيعتها إلى المتدربين الذين يعملون تحت إشرافهم.
وكان كل من رودي وسالي متحمسين بقدر أراسيلا لهزيمة فريق ترافيس.
“بما أننا متفقون، دعونا نركز على هذا الاتجاه ونبدأ التطوير.”
“نعم، سينباي!”
***
“لقد أُرسلت هذه من قبل الدوقة فاندرمير.”
عند عودتها متأخرةً من العمل، تلقت أراسيلا رسالةً من رئيسة الخدم.
كانت المُرسلة عي شخص لا ترغب في التواصل معه، مما جعل تعبير وجهها يبدو غير راضٍ.
بينما كانت أراسيلا تصعد السلالم، قرأت الرسالة متجاوزةً أي كلماتِ مجاملة لا لزوم لها، باحثةً عن الجزء الأساسي من الرسالة.
وباختصار، كانت الرسالة المكونة من ورقتين مليئةً بالاتهامات والتهديدات، ويمكن تلخيص محتواها على النحو التالي:
<سمعت أن سمعتكِ في مجتمع العاصمة أصبحت سيئةً للغاية. ألا تدعمين داميان كما يجب؟ هل ترغبون في الطلاق؟>
أغلقت أراسيلا الرسالة بسرعة وأعطتها إلى أودري. لكن تعبير وجهها كان جادًا للغاية.
لم تكن سُمعتها السيئة في المجتمع الراقي أمرًا جديدًا عليها، لكن عندما بدأت دوقة فاندرمير تتحدث عن الطلاق، بدا أن الأمر ليس بسيطًا كما اعتقدت.
‘ما الكلام الذي يدور عني هذه الأيام؟’
كانت أراسيلا تشعر أن الحديث عن الطلاق كان أمرًا مبكرًا جدًا بالنسبة لها، لذا قررت أنها بحاجة إلى فهم الوضع في المجتمع الراقي بشكل أكثر دقة.
ومن أجل ذلك، قررت زيارة باولا في اليوم التالي.
على الرغم من أن أختها آيريس كانت أيضًا على دراية بالشائعات المنتشرة في المجتمع، إلا أن أراسيلا شعرت ببعض الخجل من سؤال عائلتها عن تلك الشائعات السلبية المتعلقة بها.
عندما رحبت باولا بأراسيلا وعانقتها بلطف، بدأت أراسيلا على الفور في طرح سؤالها.
“باولا، عندي سؤال.”
“نعم؟ ماذا هناك؟”
“هل سمعت عن سمعتي السيئة في المجتمع الراقي مؤخرًا؟”
فوجئت باولا قليلاً، التي كانت تبتسم بسعادةٍ عند رؤية صديقتها فجأة، وأخذت تنظر في اتجاهات مختلفة بحرج.
“يمكنكِ قول الحقيقة بصراحة. أنتِ تعلمين أنني لا أتأثر بمثل هذه الأمور.”
“……في الحقيقة، هناك بعض الأقاويل الغريبة التي تدور عنكِ.”
قالت باولا ذلك بعد تردد، فقد كانت تفكر إن كان يجب أن تخبر أراسيلا عن ذلك أم لا.
عادةً، بما أن أراسيلا لا تهتم بسمعتها كثيرًا، كانت باولا تميل إلى عدم نقل الأخبار السيئة المنتشرة في المجتمع الراقي إليها.
لكن هذه المرة، كانت الأمور تشمل زوجها داميان أيضًا، وهذا جعل باولا تشعر بالحيرة العميقة.
“أنتِ لستِ مثل ليكسي ليترسون، لكن……يقولون أنكِ تزوجتِ عمدًا لتعيقي طريق داميان فاندرمير.”
“ماذا؟”
“يقولون أن داميان يحبكِ لدرجة أنه يغض الطرف عن ذلك، أو أنه شخصٌ ساذج لا يعرف النساء وبالتالي تم خداعه.”
“ما هذا الهراء؟”
لم تستطع أراسيلا السيطرة على تعبير وجهها وعبست.
لم تكن تقف في طريق داميان، بل كانت تساعده، فكيف أصبحت هي الشريرة التي تخدع الرجل الساذج وتدمر حياته؟
كان الأمر مدهشًا إلى درجة لا تُصدق، لذلك شربت الشاي العشبي بسرعة وكأنها تشرب الكحول.
لكن كلمات باولا لم تنتهِ بعد.
“لفوزكِ على داميان في مسابقة الصيد، وأيضًا لكونكِ المسؤولة عن الحادث المؤسف في فرقة الصقر الأحمر……”
“…….”
“بكل هذه الأحداث، بدأ البعض يشكك في علاقتكما ويظن أن هناك مشكلة بينكما.”
كانت هذه الشائعات نتيجةً مباشرة لما نشرته نيرا في تجمعاتها الاجتماعية، مما أدى إلى تكاثرها مثل كرة الثلج.
وبفضل ذلك، أصبحت أراسيلا في موقفٍ صعب للغاية، لدرجة أنها أمسكت جانب رأسها لشعورها بالصداع.
“……حسنًا، فهمت، باولا. شكرًا لإخباري.”
“لا شكر على واجب. إذا كنت بحاجة إلى مساعدة، أخبريني في أي وقتٍ، أراسيلا.”
بعد مغادرتها قصر باولا، ذهبت أراسيلا مباشرةً للبحث عن داميان.
إذا تركت الأمور كما هي، فإن الشائعات في المجتمع الراقي ستزداد سوءًا، ولن تضعف أبدًا، لذا كان عليها إيقاف هذه الفضيحة قبل أن تتفاقم.
“أنا أيضًا سأذهب إلى هناك.”
وقالت ذلك بينما فتحت فجأة باب مكتب داميان ودخلت دون أي مقدمات.
“……هل تتحدثين عن اجتماع فرقة الفرسان؟”
كان داميان يقرأ الوثائق المتعلقة بالاجتماع الذي كان مقررًا صباح الغد، فسألها مرتبكًا.
“لا، ليس هذا. أتحدثُ عن حفلة عودة الأمير الأول.”
“ألم تقولي بأنكِ لن تذهبي؟”
“لقد غيرتُ رأيي. في الآونة الأخيرة، كنا نُظهر فقط مواقف متعارضةٍ بيننا، وأعتقد أن الوقت قد حان الآن لنُظهر علاقتنا كزوجين بشكلٍ جيد.”
كان من المتوقع أن يحضر الكثير من الناس حفلة عودة الأمير الأول، التي كانت تقريبًا بعد عشر سنوات من غيابه.
إذا أظهرت أراسيلا وزوجها داميان علاقةً محبة في تلك الحفلة، فإن الأقاويل والهمسات في المجتمع ستخف وتصبح أقل بكثير.
شرحت أراسيلا هذه الأسباب قليلاً ثم أمسكت برفقٍ بذراع داميان وسألته.
“داميان، هل تذكر عندما زارتنا والدتي آخر مره؟”
“نعم.”
“في هذه الحفلة، يجب أن نُظهر حبنا لبعضنا البعض أكثر من المرة السابقة. هكذا لن يستطيع الناس قول أشياء غريبةٍ عنا. فهمت؟”
نظر داميان إليها للحظة بنظرة غير واثقة، لكن بعد أن رأى تعبير أراسيلا الجاد، أومأ برأسه موافقًا.
_______________________
طلعوا لهم حبكم العميق الي يخليكم تتهاوشون اليوم الي بعده😘
باولا ذي محزن مليان بس ضحكت أراسيلا ماخذه اختها وخويتها مجلة كل مابغت راحت لهم شوي وطلعت يجننون😭
الدوق اذا شكت ريحة شي بالغلط: تبون تتطلقون؟؟؟ صحححح؟
Dana