After the ending, I saved the villain with money - 8
اشتاقت دافني لرؤية سايكي ، كانت تعلم أن سايكي تَعضُّ شفتيها وتنظر بعيدًا كنوع من الاحتجاج ، وهذا يعني أن لقاء نظراتهما لم يكن مجرد صدفة ، بل ربما كانت سايكي تبحث عنها طوال الوقت ، كانت سايكي متضايقة حقًا من انقطاع الاتصال لفترة طويلة ..
‘بما أننا سنلتقي بهذه الطريقة على أي حال ، فلماذا كل هذا العناء؟ فقط هدر للورق والجهد …’
ارتدى روميو بدلة زرقاء مخططة بخطوط بيضاء ناعمة ، وزيّن ربطة عنقه بدبوس ياقوتي بلون عيني سايكي ، سايكي ، التي اختبأت خلفه ، ارتدت فستانًا بدون أكتاف من نفس القماش ، وزينت عنقها بقلادة من التوباز
ربطت شعرها الأشقر الشبيه بالحرير بشريط كبير ، مما جعل مظهرها أكثر أناقة ، مع لمسات متلألئة تتمايل مع كل حركة من أسفل الفستان ..
‘من يمكن أن يصدق أنها جاءت من قرية بسيطة؟ ..’
عندما دُمرت القرية التي عاشت فيها مع عائلتها ، تجاوزت سايكي اليأس في غضون يومين فقط ، وتتبعت روميو في الفندق الذي كان يقيم فيه ، حيث عرضت عليه الزواج مباشرة ، كانت الشروط مثيرة للدهشة: تلبية أي طلب يرغب به ، وعدد لا محدود من الليالي؛ حتى الزواج والإنجاب ، ولكن مع شرط واحد: لن تقع في حبه أبدًا ، وعدت بأنها لن تشعر بأي ألم من أي تصرف يقوم به خارج العلاقة ، طالبة منه حمايتها فقط من الأمير المجنون ..
حتى دافني تعرف جيدًا أن هذا الأمير المجنون هو نفسه الشخص الذي يقف
الآن في غرفتها ..
ابتسمت سايكي ببهاء للجموع التي حيتها ، مستمرة في أداء دورها كبطلة لهذه الليلة ..
وبعد قليل ، انسحبت مع ستيلا إلى خارج القاعة ..
“لماذا لم تأت ميشا؟”
لم تلتفت سايكي ولو لمرة ، بعد تنهيدة خفيفة ، قامت بتقويم ظهرها ببطء
“أن تتركين مديرتكِ الشهيرة بحبها للرفقة وحيدًة كل هذا الوقت؟ ربما سأجعلها تعمل ساعات إضافية بدون أجر …”
كان من الوارد أن ميشا ستسخط عليها إذا سمعت هذه الفكرة ، وتصفها بالمديرة المجنونة ، تراجعت دافني بخطوات للخلف لتجلس ، وفي ذهنها خطة للانصراف بسرعة بحجة أنها تشعر بتوعك ..
“أوه ، اللعنة!”
تفاجأت بإحساس حذاء صلب تحت كعبها ، لتطلق لعنة فورًا ، شعرت للحظة وكأنها قد داست على قدم شبح طويل القامة دون أن تدرك أحدًا خلفها ..
“ما هذا؟ من أين تعلمتِ هذه الكلمات؟”
استدارت بسرعة للاعتذار ، ليقوم “الشبح” بوضع يده على خصرها ورفعها بخفة لتجلس على فخذه ..
“اتركني!”
عند رؤيته ، عبست ، كان روميو رودريغيز ..
“لقد مضى وقت طويل ، يا شريرتي ..”
“شريرتك؟ هل جننت؟”
“اشتقتُ إليكِ ..”
كان هذا أول لقاء لهما عن قرب منذ آخر مرة تظاهرا فيها بالود ، لم يكن اللقاء مرحبًا به على الإطلاق ، شعره الأسود وعيونه الصفراء الباردة جعلتها تتمنى لو بإمكانها التخلص منه …
“هل فقدت عقلك؟”
“يا قريبتي ، هل تنوين الابتعاد؟”
رغم أن روميو كان جميلًا لدرجة مرعبة ، إلا أن برودة ملامحه لم تختفِ ، حتى مع محاولته إظهار الأسى بابتسامة خفيفة ..
“روميو رودريغيز ، ولي العهد ، هلّا تركتني؟ هناك عيون كثيرة ترانا ..”
نظرت حولها بحذر ، إلى الأمام والخلف والجوانب ، لعلها تلتقط شيئًا ، فابتسم روميو بتهكم ..
“هذا مكان مخفي تمامًا ، لن يرونا هنا إلا إذا نظروا بدقة …”
“لماذا تفعل هذا؟ اتفقنا على ألا نلتقي مجددًا ، حتى نموت …”
“وأنا ، على الرغم من كل شيء ، كنت أتمنى ذلك أيضًا …”
لم تكن دافني ترغب في الاقتراب من صدر أي رجل آخر غير سيليستيان ، فدفعت إصبعيها برفق على ترقوة روميو محاولة إبعاده ، ونزلت إحدى قدميها على الأرض ..
حين حاولت الإفلات برفع نفسها ، شد روميو خصرها مجددًا إليه بابتسامة جانبية ساخرة.
“هل فقدتِ عقلكِ؟”
خلال ارتباكها ، همس بصوت منخفض في أذنها ..
“سمعت أنك قمتِ بأعمال ممتعة أثناء غيابي ، يا دافني ..”
لم تكن قد فعلت شيئًا خاطئًا ، لكن إحساس الرعب في عمودها الفقري كان مشابهًا لما شعرت به حينما قبض والدها عليها وهي تسرق وثائق ملكية من خزائنه عندما كانت طفلة ..
❖ ❖ ❖
دافني وجدت نفسها تجلس على الشرفة لحوار غير مريح مع ابن عمها ، جلست مستندة على درابزين حجري أبيض ، متقاطعة الذراعين بوجه هادئ ..
جلس روميو إلى يسارها ، مرتبًا بزته وكأنه متضايق من تلامسه معها ، على الرغم من أنه هو من بادر بالاحتضان ..
“متى استحوذتِ على جريدة الدوقية؟”
دخل في صلب الموضوع ، ذلك الوغد ..
قالت دافني في نفسها ، محاولًة عدم إظهار تعابير الاشمئزاز على وجهها ..
“ما الذي لا يُشترى بالمال؟ حتى أخبار الشائعات من مستوى B أصبحت تحت سيطرتي ، ما رأيك بالرأي العام؟ هل سيتقبلون اللاجئين أيضًا؟”
كانت هاريبورن دوقية تتسم بالسخاء ، إذ كانت تستقبل اللاجئين المظلومين من البلدان المجاورة الذين تعرضوا للتهم الباطلة ..
‘علاوة على ذلك ، فإن الجرائم في هذا البلد تبقى جرائم هنا فقط …’
والأهم من ذلك ، أن الصحف كانت مليئة بكلمات تُثير الشفقة مثل “مظلوم”، “اتهم ظلمًا”، و”مهجور”.
“هل صحيح أن بوكاتور من سيكراديون قد أنقذت خائنًا لأنها ‘أحبته’؟”
التفت روميو وأطلق ضحكة سخرية قبل أن ينظر مباشرة إلى دافني ، كان يبتسم بسخرية في البداية ، ولكن الآن تحولت نظراته الباردة إلى إحباط ..
“وكأنك لم تكن تعرف …”
“لم أكن أظن أنكِ جادة.”
“حقًا؟ وأنا لم أظن أنك كنت جادًا بشأن سايكي إلى هذه الدرجة ..”
مد روميو يده ليمسك ذقن دافني بين إصبعيه
“وبخصوص خطتنا ، هل كان من المفترض أن نترك سيليستيان حيًا ، أليس كذلك؟”
“كان هذا قبل أن يرتكب أخي الخيانة …”
دفعت دافني يده بعيدًا ، مستاءة من طريقة معاملته الوقحة ..
“لماذا تقلق؟ لقد قطعتُ كلّ أذرعه وأرجله.”
في المحكمة ، باح سيليستيان بأسماء جميع العائلات التي تورطت في الخيانة ، حتى أن بعض الأسماء شُطبت من السجلات بشكل نهائي ..
‘أليس هذا كافيًا؟’
لم يتبقَ إلا شخص واحد فقط من أعداء المملكة ، الدوق ، الذي بات تحت رقابة دافني ، مما يجعل هروبه مستحيلاً ..
“أوه ، هذا النوع من الأذواق ..”
“أي نوع من الأذواق؟”
“بماذا قطعتهم؟ هل يمكنني رؤيتهم؟”
“ليس الأطراف الحقيقية ، أيها المجنون ، لديه حظر اقتراب يمتد لمئة كيلومتر حول منزلنا ..”
سيليستيان ، الذي كان نصف أخ لولي العهد ، روميو ، اعتاد على مناداة سيليستيان بالأخ ، بل وأحيانًا كان يلتقي دافني أسبوعيًا للعب البولونا أو السكواش ، أو حتى للمقامرة ..
“ما زلت تناديه بالأخ رغم كل شيء ..”
عرفت دافني أن سخريتها تحمل في طياتها السخرية الحقيقية ، فكلما تذكرت سيليستيان ، زاد شوقها لرؤية ذلك الأحمق ذو الشعر الذهبي ، فضربت وجنتها بإصبعها ..
“أناديه بالخائن؟ أم الأحمق سيكون أفضل؟”
شعرت دافني بانزعاج عندما كرر روميو كلمة “الأحمق” بوضوح ..
كان سيليستيان قد أصيب بالزكام بسبب نومه في غرفة باردة ، وكان وجهه وأنفه محمرين وهو يسقط في الممر أثناء توجهه لتناول الغداء ، الآن من المحتمل أنه يحتل الغرفة الثانية مريضًا ..
“لا يمكنني إنكار ذلك ، على أي حال ، لا تقلق ، لم يتبقَّ أحد حوله …”
ضحكت دافني وهي تحك وجنتها ..
“هل حقًا لا أحد حول أخي؟”
“نعم ..”
فكر روميو للحظة وهو يلمس ذقنه المغطى بالقفاز الأبيض ، ثم أطلق ضحكة خافتة ..
“لماذا تضحك؟”
“لأن ابنة عمي تتصرف وكأنها تعرف النهاية دائمًا ، ومع ذلك تختار الطريق الصعب
بدلًا من الأسهل …”
دافني بدت مشوشة ..
“هل هذا حقًا ما يجب أن تقوله؟”
كانت كلمة “الندم” مرتبطة دائمًا بـروميو ..
“لهذا نحن أقرباء ، يا ابنة عمي ، نتشابه بشكل خاص في هذه الجوانب …”
اقترب روميو منها ببطء وعيونه اللامعة تركز عليها ، مما جعل دافني تتراجع بسرعة نحو نافذة الشرفة ، كان لا يزال ينظر إليها مباشرة ، حتى في الظلام ، بريق عينيه الذهبيتين كان واضحًا ..
“ما هذا الهراء؟ أنا أكره ذلك ، اخفض نظرك ، أكره عينيك أكثر من أي شيء …”
“تذكركِ بنفسكِ ، أليس كذلك؟”
شعرت دافني بالقشعريرة وصمتت لوهلة ..
“هذا لطف منكِ ، ولكنني أكره شعركِ الأحمر بنفس القدر …”
“شكرًا على الإطراء …”
رفع روميو زاوية فمه بابتسامة وأخذ يهز كتفيه ..
“لا تقترب من الأمير بعد الآن ، إنه ملكي ..”
“منذ متى أصبحتِ معجبة به لهذا الحد؟ لم أفهم أبدًا كيف بدأتِ بوضع الذهب عليه …”
كان روميو يظن أنها تحبه بشكل معتدل فقط ، ولم يكن يتوقع أن دافني ستصل إلى حد بيع المناجم ، وشراء الصحف في الدول المجاورة ، واستئجار الأشخاص لإبادة عائلات ، وتزوير الأدلة ..
“ابنة عمي ، كنتِ ستحتاجين لفعل هذه الأمور على أي حال ، ولن ألومكِ كثيرًا ، لكن ، متى ستصالحين زوجتي؟”
“زوجتك؟ تقصد سايكي ..؟”
شعرت دافني بالاشمئزاز من الطريقة العاطفية التي نادى بها زوجته ، وكأنها تسمع أشياء غير متوقعة ..
“لحظة ، قلت زوجتي؟ لم تتزوجا بعد ، من يناديها هكذا؟ هذا مقزز …”
تساءلت دافني متى أصبح روميو عاجزًا عن رفض طلبات سايكي …
‘هل ستطيعها إذا طلبت منك أن تزحف؟’
إذا كان ذلك صحيحًا ، فقد كانت ترغب في تصوير ذلك وإرساله كإرث لعائلة رودريغيز لثلاثة أجيال ، لقد افتقدت تقنيات العالم الحديث التي كانت تعرفها في حياتها السابقة
“لم أتشاجر معها من قبل ، لكن اليوم ، ربما أتشاجر ، لقد أجلستني في الطابق الثاني …”
“كنت أنا من طلب من ستيلا ذلك ، فلا تسيء الفهم …”
“ماذا؟”
“أخبرتكِ ، لقد اشتقت إليكِ ..”
اختفى بريق عيون روميو الصفراء وهو يغلق عينيه بابتسامة هادئة ..
ترجمة ، فتافيت ..