After the ending, I saved the villain with money - 6
على السرير ، يتقلبان معاً …
“أين المسدس…؟”
هناك بعض الأشخاص ، عند وصولهم لحد معين من الغضب ، يصبحون هادئين بشكل غريب ، كانت دافني واحدة من هؤلاء ..
لا يوجد في قصر عائلتها أي عمل فني رخيص ، ولكن هذه اللوحة ، تحديداً ، كانت ذات قيمة خاصة لأنها هدية من والدتها …
قد قيل إنها رسمت بحرفية على قماش خاص أُعد بعناية ، وبألوان اختيرت بعد عدة أشهر من التحضير ، ومزجت بدقة وإتقان ..
عندما اكتملت اللوحة ، والتي كانت بحجم يعادل ضعف طول دافني ، عُلّقت في القاعة الرئيسية لمدة نصف عام ، مما يثبت قيمتها المثالية ..
دافني ضغطت على صدغها بإصبعها بهدوء ، زافرة نفساً طويلاً بصمت ، لحسن الحظ ، كان الأمير خلفها ، ولم يلاحظ اضطرابها ..
لو كانت نظرت إلى وجهه الوسيم وهي بهذا المزاج المتوتر ، كانت بالتأكيد ستخسر أمامه ..
‘هل أطلق رصاصة واحدة؟ حتى لو على ساقه مثلاً …’
كانت دافني تميل قليلاً إلى التهور ..
‘لا، ليس هكذا ..’
لكن بسبب اهتمامها الكبير بصورتها الاجتماعية ، كانت تتحلى بصبرٍ عظيم كذلك
رفعت رأسها مجدداً لتنظر إلى المرأة ذات الشعر الأحمر في اللوحة ، والتي تشوهت بسبب آثار الرصاص ..
حسب ما تعرفه دافني ، هذا النوع من الروايات يُصنَّف كـ”رومانسية مظلمة”، لكن مجرد النظر إلى هذه اللوحة يجعله أشبه برعب مظلم …
“صحيح …”
تمتمت دافني ، بينما سمعت صوت حركة الأمير خلفها ، حيث أحدثت الأغطية صوت خشخشة خفيفة ..
“سيلستيان.”
“لا تغضبي ، كنت أشعر بالملل …”
أجاب بصوت وكأنه يدللها ..
‘ذلك الملل اللعين! ..’
‘هل عائلة رودريغيز بأكملها تتصرف بهذه الطريقة عندما تشعر بالملل؟ الأب مغرم بالقمار لدرجة أنه يغرق في الديون التي لا يستطيع تحملها ، الأخ المجنون فجّر حديقة الزهور ، أما الأخ الأكبر… أحمق بامتياز ..’
بدأت تشعر بأن اللوم يقع عليها لسماحها لهم بالتمادي في التعامل معهم بلطف ..
‘إذن ، يعتبر هذا دفاعاً عن النفس.’
خطت بضع خطوات وضغطت بطرف قدمها أسفل إطار اللوحة ، فانفتح صندوق سري بصوت طقطقة خفيف ، أخرجت دافني صندوقاً طويلاً وجلست ، وبدأت تحرك يديها بسرعة ..
سمع صوت احتكاك المعدن مريحاً للأذن ..
“بوكاتور …”
بدا الأمير متعجب من عدم اكتراث دافني ، رغم فوضى الغرفة ، يبدو أنه ، خلال يومين فقط ، قد اعتاد على الضرب والتهديد ، لدرجة أن العنف البسيط لم يعد يثير دهشته …
“ماذا ، سيل؟”
عند ندائها ، وقفت دافني واستدارت نحوه ، حاملة سلاحاً ثقيلاً بذراعها اليسرى ، وأدخلت سدادات في أذنيها …
“أوه …”
جلس سيلستيان على حافة السرير متأملاً بمظهر وسيم الطلعة ، بشعره الذهبي المبعثر وقميصه الممزق ، رفعت دافني قبضة يدها إلى ذقنها ، تدرس منظره بهدوء من رأسه حتى أخمص قدميه ..
كان سيلستيان ، بألوانه الفاتحة ، يبدو مهيباً تحت أشعة الشمس المتناثرة على زجاج النوافذ المتشققة كالخيوط …
“ما هذا؟”
سأل متأملاً البندقية في يدها ..
“ماذا تظن؟ إنه سلاح.”
كانت البندقية ، سوداء كالسبج ، وتحمل نقوشاً ذهبية لرأس أسد على المقبض ، مما يشير إلى أنها تعود لروميو رودريغيز ..
“ربحتها في إحدى جولات الصيد ، كنت أرغب في الحصول عليها منذ زمن ..”
وضعت دافني خدها على ماسورة البندقية بفخر ، ثم اتخذت وضعية إطلاق النار ، محدقة في ملامحه الجميلة التي أخذت تنكمش قليلاً قبل أن يرتخي تعبيره ليطلق ضحكة خفيفة ..
“ألم تخف؟”
رغم كونه أحمق ، إلا أن الأمير يمتلك شجاعة تُحسد ..
“أتعرفين كيفية إطلاق النار؟”
شعرت دافني وكأن نبرة “فتاةٌ مثلكِ” كانت تتردد في كلامه ، لكنها تجاهلت ذلك وأجابت بالفعل ، حيث سحبت الذراع للأسفل بمهارة لتمدد الطلقة ، ثم استدارت وأطلقت نحو النافذة ، وسرعان ما جهزت طلقة أخرى وأطلقتها نحو سقف الغرفة ..
النافذة المتشققة أصلاً تحطمت بصوتٍ رنان كالموسيقى ، متساقطة إلى الأرض كالأمواج ، كاشفة عن مشهدٍ صافٍ لنهر أنجيل الطويل ، وأشعة غروبٍ دافئة بلونٍ أحمر تتسلل إلى الغرفة مع نسيمٍ لطيف …
“آنسة!”
أسرع الخدم المذعورون إلى اقتحام الغرفة بعد سماعهم صوت الرصاص ، وضعت دافني البندقية على الكرسي ، واضعة يديها خلف ظهرها بتكبر ، حدّق الخدم في الفوضى المذهلة في الغرفة بأفواه مفتوحة ، ولكنهم تراجعوا بخوف بمجرد إيماءة واحدة من دافني ، كانت ملامح وجه ميشا ، التي تقاطعت مع نظرتها للحظة ، تبدو وكأنها على وشك البكاء ..
“هل أصابكِ مكروه؟”
“كما ترون ، بخير.”
لكن في المقابل ، لم تكن دافني في اللوحة بخير ..
“هل تغلقون الباب؟ لدي أمر أريد مناقشته مع حبيبي ..”
تردد الإخوة قليلاً ، وهم يعرضون المساعدة بتكرار ، ولكن قبل أن تتنهد دافني بانزعاج ، تقدمت نارد وأغلقت الباب بإحكام ..
‘نارد تستحق مكافأة.’
بخطواتها المثقلة ، واصلت دافني طريقها فوق شظايا الزجاج المتناثرة على الأرض ، متجهة نحو السرير ، لم يكن الأمير ، الذي كان يجلس بغطرسة قبل لحظات ، في أي مكان تراه؛ بل كان مختبئاً تحت الأغطية البيضاء ، محاولاً إخفاء رأسه …
نظرت دافني إلى ظهره العريض الذي يرتفع وينخفض بسرعة ، ثم حكّت طرف أنفها قليلاً
“يا صاحب السمو.”
لم تتلقَ جواباً.
“سيلستيان؟”
كانت الأميرة تيريوسا قد قُتلت ببندقية مشابهة تماماً لبندقية دافني ، بعد أن اخترقت رصاصتان صدرها وخصرها دون رحمة ..
لقد كان هذا من فعل المحافظين المتعصبين الذين يدعمون النقاء الملكي ، وللأسف ، كان على الأمير الصغير ، الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره ، أن يشهد مقتل والدته بوحشية أمام عينيه ..
مدت دافني يدها لتمسك بالغطاء وتسحبه ، لكن في تلك اللحظة ، أمسك الأمير سريعاً بمعصمها وجذبها ليشل حركتها ، غطت خصلات شعر دافني الاحمر مجال رؤيتها الذي
انقلبت زواياه ، ولم تستطع رؤية ملامح وجه
الأمير الذي كان يقف أمام النافذة ..
على أي حال ، السرير الوحيد الذي لم يصبه شيء ، هل كانت هذه إشارة لرغبتك في النوم معي ولم فهمها ؟ كم أنا بطيئة!”
شعرت بوخز في معصمها من شدة قبضته ، فمدت يدها الأخرى لترفع شعرها عن وجهها وتعيد ترتيبه.
“سيل ، أخبرتك ألا تنظر إلي من فوق، أليس
كذلك؟ يا لك من…”
همت بإعطائه ملاحظة مهذبة ، لكنه رفع مسدساً ووضع فوهته على جبينها ، في تلك اللحظة ، بدأت دافني بحساب عدد الرصاصات المتبقية في المسدس ..
”هل يجب أن أقتلكِ فقط؟ ..”
كنت أتوقع أن يتلعثم قليلاً على الأقل ..
المسدس عادةً ما يحتوي على سبع رصاصات وسبع ثقوب كانت في اللوحة ، واحدة منها في الأنف وواحدة في النافذة؛ لذا ، كان هذا مسدساً فارغاً ، لذلك تلاشى خوفها ..
“إذا كنت ستقتلني ، فافعلها بسرعة …”
لم تكن تهتم كثيراً بالتهديدات الفارغة ،
” سيل حتى لو قتلتني الآن وتغلبت على كل الخدم في الغرفة ، إلى أين ستهرب بعد ذلك؟”
” لن يكون هناك ما بعد …”
“ماذا؟”
“… سأطلب العون من سايكي ..”
حتى في هذا الوضع ، لم يستطع التوقف عن ذكر سايكي ، كتمت دافني ضحكتها ورفعت حاجباً بسخرية.
“قبل أن تذهب إلى سايكي ، كيف ستتجاوز
المحافظين الذين يقفون بالخارج؟ وماذا عن
روميو؟”
قرر الأمير التزام الصمت ، وعندما لاحظت ذلك ، رغبت في معانقته بقوة ، لكنها بدلاً من ذلك وضعت يدها على فوهة المسدس وسحبتها نحو فمها ، أثار إعجابها سيل ، الذي حرك الذراع ليفرغ المسدس بيده الأخرى
“إذا أردت التأكد من قتلي بطلقة واحدة ، فعليك أن تصوب نحو الفم بدلاً من الجبهة هيا، أطلق …”
فتحت فمها فشهق الأمير قليلاً مندهشاً ، وازداد ضيقها بسبب الإضاءة الخلفية التي جعلت من الصعب عليها رؤية ملامحه ..
“… يا لكِ من مجنونة ..”
“لماذا؟ ألست أنت من جعل الأمور تتصاعد ؟”
“قدري حياتكِ قليلاً ..”
هو من يخاطر بحياته الثمينة من أجل الإمساك
بالبطلة ، وها هو يثير التمرد لأجلها …”
كانت كلماته التقليدية ، بينما يحمل المسدس ، تثير شعوراً من الشفقة ..
“لماذا؟ لا أعتقد أن الموت على يد من أحب
هو أمر سيئ ..”
“لكنَّكِ لا تحبّينني …”
فقطَّبت دافني حاجبيها أكثر لتتمكن من رؤية تعبيراته بوضوح ..
“أوه ، بحق السماء ، أنا أحبك ، وهذه المرة السادسة والتسعين التي اقولها ، وأحتاج أربع مرات أخرى لأصل إلى المئة ، لو كنت قد أطلقت الرصاص بدلاً من الكلام لكان بإمكانك إطلاقه مئة مرة ، ألا تريد أن تطلق؟ هل تريدني أن أطلق نيابةً عنك؟”
حينها لاحظت أن سيلستيان لم يضع حتى إصبعه على الزناد ، عيناه الخضراوان كانتا تنظران إليها بهدوء شديد ، وبدت عليه طمأنينة تامة ..
‘يا له من شعور مزعج ..’
دفعت دافني كتفَي سيلستيان بكل قوتها ، ثم جلست فوق خصره ، لتتمكن أخيراً من رؤية وجهه المرتبك وعضلات صدره المنحوتة ..
لعقت شفتيها بإغراء ، ثم أدخلت سبابتها في فتحة الزناد ..
“بوكاتور …”
تلاقى نظراتهما ، سحب سيلستيان المسدس نحوه ، بينما حاولت دافني باستمرار سحب الزناد لها ..
“اتركيه …”
“لا ، دعني أفعل ذلك بدلاً عنك ..”
“قلت لكِ أن تتركيه!”
“لماذا ترتبك هكذا؟ على أي حال ، هذا مسدس فارغ …”
دوّي صوت إطلاق النار!
مع صوت الرصاصة اشتعل وميض من النار البرتقالية ، أمسكت دافني بأذنيها وخديها ، ثم سقطت على الأرض بجانب السرير بطريقة غير مهيبة ، وبدأت ترمش بعينيها المندهشتين عدة مرات ، الرصاصة التي مرت بجوار أذنها اخترقت قبة السرير واستقرت في السقف ، لو لم يضربها سيلستيان ليسقطها ، لكانت تلك الرصاصة قد اخترقت عينها مباشرة ، ساد الصمت بين دافني وسيلستيان ، بينما نظر الأمير إليها بتعابير ممتزجة بين الدهشة والاستغراب ، وهي ملقاة على الأرض ..
“من أين أتيتِ بهذه الجرأة لمهاجمة رجل يحمل سلاحاً؟”
“أعني ، المسدسات عادةً تكون بسبع طلقات.”
“لقد كان معبأ بسبع طلقات بالفعل ، إنه ملك ماريل ، ألم تعرفي ؟”
وضعت دافني يدها على صدرها المصدوم في
محاولة لتهدئة نبضات قلبها ..
” كيف لي أن أعرف أن خادمي يقوم بتعبئة
المسدس بالكامل في المنزل؟”
“لقد كنت على وشك الموت حقاً ..”
كان من المفترض أن يكون سيلستيان سعيداً بموت دافني فالقصر بالقرب من الميناء ، مما يسهل هروبه إلى الخارج ، لماذا يبدو متوتراً هكذا؟ لكن ما كان يظهر في عينيه الخضراوين كان مزيجاً من القلق والارتباك ، وأمام بريق عينيه المرتبكتين ، كانت دافني تزداد ارتباكاً
” أنت من صوب المسدس نحوي وعبأه ، فلماذا
توبخني الآن؟”
ربتت على خدها ، الذي بدأ يؤلمها بعد صفعة الأمير ، ضغطت بظهر يدها على وجنتها للتعبير عن ضيقها ، بدا أن هناك شظايا زجاجية عالقة في كفها ، مما سبب لها وخزاً ..
“لم أكن أنوي إطلاق النار ..”
“حقاً؟ لماذا ؟”
“لأنكِ لو متِ …”
نهض ونفض شظايا الزجاج العالقة على سرواله بينما كان يحرك شفتيه وكأنه متردد فيما سيقوله وكأن حديثه بلا داع يطول .
. “أنا أستمع ، قلها ..”
على إثر إلحاحها ، تمتم سیلستيان بهدوء
“لأن سايكي ستحزن ..”
ترجمة ، فتافيت …