After the ending, I saved the villain with money - 56
مرَّ عشرة أيام بالفعل منذ أن انتهى حفل الزفاف الملكي بنجاح ..
“روميو شرب السم؟ مجددًا؟”
أنزلت دافني قائمة مواد التوريد والعقود الخاصة بالفندق على المكتب ، بدا ميشا الذي نقل الخبر ، في حيرة أيضًا ..
“فتشوا الخدم الذين أحضروا الكؤوس ، ولم يجدوا شيئًا ، أما سمو ولي العهد فهو بخير ..”
وفقًا لما تم نقله ، فقد شرب روميو رودريغيز السم مجددًا أثناء جولته في المناطق الحدودية لسيكراديون بعد حفل الزفاف الملكي …
‘هذا الشخص يجب أن يموت ولو مرة واحدة على الأقل ، أليس كذلك؟ أو على الأقل ينقل إلى المستشفى!’
يبدو أن روميو قد لاحظ وجود شيء غريب بمجرد أن احتفظ بالخمر في فمه ، لكنه لم يرغب في بصقه أمام الناس ، لذا اكتفى بابتلاع رشفة واحدة ..
‘مجنون ..’
ثم ترددت قصة أخرى تقول إنه ألقى بالكأس التي كانت ستشرب منها سايكي ..
“لدي فضول؛ إذا كان سمو ولي العهد قد انهار فعلًا ، فهل كانت ستُصرف أموال التأمين؟”
“لا أعرف ، على أي حال…”
أبطال الروايات!
تخيلت دافني شعره الأسود الأملس وعينيه الذهبيتين ، فشعرت بالاشمئزاز ، نقرت بلسانها ثم أمسكت القلم مرة أخرى ووقعت على العقد بخط سريع ، كان ذلك العقد يتعلق بتغيير أصناف وماركات مستلزمات الفندق ، وهو طلب قدمته خادمة مبتدئة بتوسل شديد ..
“لكن ‘مجددًا’؟ هل تعنين أن سمو ولي العهد قد شرب السم من قبل؟”
“في ذلك الوقت…”
كانت تنوي الرد بأن ذلك حدث مؤخرًا مرة واحدة ، لكنها أغلقت فمها ، لأنها أرادت إبقاء الأمر سريًا قدر الإمكان في حفل سايكي ، ولم يكن ميشا حاضرًا آنذاك على أي حال ..
‘لأنه الابن الوحيد للملك ، أليس كذلك ..’
روميو الذي جرب المئات ، وربما الآلاف من أنواع السموم مباشرة ..
تذكرت دافني والدته ، روز ، أو خالتها ..
كانت آخر مرة رأتها فيها عندما كانت تبلغ من العمر 15 عامًا ، في القصر الفرعي ، وجه هزيل ، وعينان غائرتان ، لكن عينيها الذهبيتين كانتا تحملان نظرة من الجنون ..
‘كانت هي من قادت تدريبات شرب السم ..’
نشأ روميو تحت حماية مفرطة وصلت حد الإساءة ، ومع ذلك ، بدا وكأنه يحب روز حبًا كبيرًا ، لدرجة أنه حلق شعره وتطوع في الحرب فور وفاتها ..
‘لكن ماذا كان ذنبي؟ ..’
حتى أمبر ، التي أرادت حماية ابنتها من كل المخاطر ، جعلت دافني تشارك في الأمر ..
هزت دافني رأسها مرة واحدة ..
“كنت أضع السم في كأسه كثيرًا عندما كنت صغيرة ، وكان يفعل الأمر ذاته معي ..”
كان ذلك جزءًا من الماضي بالنسبة لها ، وتحدثت عنه بسلاسة ، أما مساعدها ، فلم يضحك أو يستهزئ ، بل اكتفى بعبوس طفيف وخفض صوته ..
“الغريب أن المجتمع بدأ بالاهتمام بكِ بسبب هذا الأمر ، خاصة زملاؤكِ من أكاديمية فيريتاس ، يقولون إن دعوتكِ لشخص متمرد على سيكراديون إلى حفل زفاف ملكي لم تتم دعوتكِ إليه ، قد يؤثر على الآخرين ليحذوا حذوه في التمرد …”
“يا للسخافة ، هل يظنون أنني امرأة مجنونة مستعدة لقتل أقاربها من أجل رجل؟”
“لكن من الواضح أنكِ كنتِ على وشك قتل سايكي ..”
“لكني لم أفعل في النهاية ، كما أن سايكي دنفر كانت تستمتع بذلك على أي حال …”
كانت تلك ملاحظة غير منطقية تمامًا ، رمقها ميشا بنظرة جانبية ..
“تحدثي بمنطق ..”
“من الذي قد رآه؟”
“أينما ذهبتِ ، تجذبين الأنظار دائمًا ، سيدتي.”
“هل أنا بهذا الجمال؟”
لم يجب ميشا ، بل تمتم وهو ينتقل إلى البند التالي من جدول الأعمال ، كان يقترح إضافة طاهٍ آخر لتحسين وجبة الإفطار في الفندق ، التي وُصفت بأنها عادية ، أو إعادة تصميم ديكور البهو استعدادًا للموسم المقبل ..
كانت دافني تستمع بتراخي ، غارقة في أفكارها ، لم تصل إلى قاعة الزفاف إلا عند المدخل مع سيليستيان ، ولم تصادف إلا بضعة أشخاص عند العتبة ..
‘هل رأوه على السطح؟ لكن لم يكن هناك سوى الأجانب ، والفتيات..’
بدأت دافني تحك جبينها بإبهامها ، لم يكن هناك حاجة للتفكير كثيرًا ، فقد كان من الواضح من الذي نشر هذه الشائعات ..
‘لابد أنها إييل ..’
إيل، على الأرجح ، تحدثت دون نية سيئة ، فقط ذكرت الحقائق ، لكن المصيبة أن زملاءها كانوا من أبرز الشخصيات المهووسة بالمجلات الصفراء ، ودافني نفسها كانت موضوعًا مفضلًا لهم ، حيث ظهرت ست مرات من كل عشر في تلك المجلات ..
“… وأيضًا ، هل سمعتِ عن الحادث الذي وقع للأمير السادس؟”
هزت دافني رأسها ، فانخفض صوت ميشا وهو يهمس مجددًا بالشائعات المنتشرة
” بعد حفل الزفاف الملكي ، عادت العربة التي كانت تقل الأميرة فقط إلى الإمبراطورية ، وتبع ذلك شائعات بأنه تخلى عن جميع حقوقه وقام بتغيير جنسيته خلال أيام قليلة …”
“حادث أم اغتيال؟”
“الأرجح أنه الأخير ، أظن أن الأمير الرابع والأميرة قد تعاونا ، ربما عرضا عليها الحرية مقابل التخلص من بعض القمامة ..”
تألقت عينا ميشا الرماديتان للحظة قبل أن يتنهّد ، ضحكت دافني بصوت عالٍ ، متذكرة والدتها أمبر التي كانت تعبس طوال الأسبوع بعد حفل الزفاف ..
أكثر من ذلك ، أمبر، المعروفة بـ”الشريرة الأصلية المهووسة بالمال”، تركت جميع أعمالها وسافرت إلى منتجع لقضاء عطلة ، كان من السهل على دافني أن تدرك مدى إحباط والدتها ..
‘لماذا تحتاج أمي كل هذا المال؟ لديها كل شيء بالفعل ..’
ابتسمت دافني بمرح ، لكن سرعان ما اتخذت ابتسامتها طابعًا ساخرًا وهي تنفض آخر صفحة في يدها ، وضعت مرفقيها على المكتب وأسندت ذقنها بيدها وهي تنظر حول مكتبها ، المزين بالكامل باللون الأخضر ..
“أشتاق إلى سيليستيان.”
تمتمت دافني كفتاة عاشقة ، مما أصاب ميشا بالذهول ، بدأ يخطو جيئة وذهابًا بقلق وهو يعقد ذراعيه ، حتى أن وجهه الأسمر الشاحب بدا شاحبًا أكثر ..
“سيدتي ، لا تثقي في الدوق كثيرًا.”
“لماذا؟”
لم يجب ميشا ، فهزت دافني كتفيها ، ثم لاحظت بعض الشعر الأبيض في رأسه وضحكت بخفة ..
“ألست منزعج؟ قص شعرك واصبغه ، لم تعد مضطرًا لذلك الآن …”
لم يُجب ميشا مجددًا ، واكتفى بحك مؤخرة عنقه قبل أن يواصل طرح البنود التالية ..
“يا لها من أخبار كثيرة اليوم ..”
“تم ملء منصب ولية العهد الشاغر منذ فترة طويلة ، لذا أصبح الوضع صاخبًا في العاصمة وخارجها ، يُقال إنهم سيعيدون التحقيق في سبب احتراق دنفر …”
“إنه عمل سيليستيان ، أليس كذلك؟”
كان هذا من القيل والقال المعروف للجميع ..
“نعم ، ربما ، لكنني أظن أن هذه الأخبار مترابطة بطريقة ما ..”
رفعت دافني حاجبها متسائلة ..
“تحقيق في قضية عمرها ثلاث سنوات الآن؟”
“يبدو أن الأمور المتعلقة بسمو ولية العهد معقدة قليلاً ، ربما يحاولون ترتيبها ..”
لم يكن روميو من النوع الذي ينبش القضايا القديمة ويخلق المشاكل ، لذا لابد أن هذا كان من صلاحيات العائلة الملكية …
تذكرت دافني القصر الملكي ، المزخرف بالسجاد الأزرق والسقف برسومات السماء ، وأفراد العائلة الملكية المتجمعين كإطار صورة على المنصة ..
“منذ متى صاروا يهتمون بهذا القدر بسايكي؟ إنهم صداع مزمن …”
قبل ثلاث سنوات ، تم تدمير دنفر بالكامل في حريق هائل ، ولم يُذكر الخبر في الصحف اليومية إلا بشكل هامشي ، حتى الوعد بالبحث عن الجاني كان مجرد سطر شكلي ..
“من غيره؟”
ضغطت دافني بالقلم الذهبي على سطح المكتب للحظة ، في ذلك الحين ، كانت لا تزال تجهل أنها داخل كتاب ، وحتى لو أدركت ذلك ، فقد فات الأوان لتغيير أي شيء ..
“سيليستيان تيريوسا ، بالطبع.”
أخرجت دافني ملفًا من الدرج السفلي للمكتب ، فتحت خريطة المملكة المطوية بعناية ونظرت عشوائيًا إلى الجزء الشمالي الغربي منها ، لتجد بسرعة اسم “دنفر”. لم تكن قد فكرت سابقًا في البحث عنه ، لكنها فوجئت أنها كانت قد زارت المكان من قبل ..
وبينما كانت تحدق بتمعن وتقطب جبينها ، تمتمت:
“ماذا؟ دنفر وتينزين كانتا متجاورتين؟”
على الخريطة ، بدا كأنهما جزء واحد متصل ..
توقفت يد ميشا ، الذي كان منهمك في ترتيب الأوراق التي وقّعت عليها دافني ، دارت عيناه الرماديتان نحو السقف ، ثم مدّ يده لينزل الخريطة التي كانت تحملها دافني …
“أحرقيها.”
“أحرق الأرض؟ مجددًا؟”
“لا ، بل هذه الخريطة.”
مرّر ميشا يده على شعره وكأنه يائس من الموقف ..
“آه~ أتذكر عندما كنتَ فظًا ولطيفًا في الوقت نفسه ، ميشا.”
“أوه.”
رغم أنه تذمر وشدّ شفتيه بضيق ، استمرت دافني في التحديق بينما تسترجع ذكريات تعود إلى ثلاث سنوات مضت ..
❖ ❖ ❖
آنذاك ، كانت دافني لم تدرك بعد أنها قد انتقلت إلى داخل الرواية ..
كان ذلك بعد وفاة عرابها بفترة قصيرة ، وقبل أن تلتقي بسيليستيان رسميًا ، كان يومًا عاديًا عندما عادت إلى المنزل الرئيسي ، وبينما كانت تستريح من عناء السفر وتقرأ رواية رومانسية وهي ممددة على ظهرها ، قررت فجأة أن تسأل ناريد، التي كانت مشغولًة بتنظيف الغرفة من حولها:
“ناريد ، أنا أميرة ، أليس كذلك؟”
“أميرة فوضى الكلام؟”
“همف ، المهم ، الأميرة تحتاج إلى فارس يحميها ، أليس كذلك؟”
“فارس؟ تعنين فارسًا يحمل سيفًا ، وليس سائقًا؟”
اتخذت ناريد لوهلة نظرة غريبة وكأنها تتساءل: “ما الذي تخططين له الآن؟” لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها وأومأت برأسها ..
“مع انتهاء الحرب ، أعتقد أن هناك جنودًا عاطلين عن العمل …”
“هممم ، الجنود لا يعجبونني ، أسلحتهم النارية غير جذابة ، لا بد أن يكون فارسًا يستخدم السيف والجسد فقط ، لا شيء آخر …”
“ما رأيكِ أن تستشيري السيدة غرين؟”
“بدون علم والدتي ، أنا بحاجة إلى رجلي الخاص …”
فهمت ناريد ما تعنيه على الفور وأومأت موافقًة ، ثم خرجت بسرعة من الغرفة ، لتعود بعد فترة قصيرة ومعها صحيفة ممزقة ، دخلت مع نسمات الهواء من الخارج ..
“ما هذا؟”
“إحدى الصحف التي جمعها الكونت سيريناد ..”
كادت دافني تسأل عن سبب احتفاظ الكونت بهذه الصحف ، لكنها قررت أن تتجاهل ذلك ،
فقد كانت ناريد غريبة الأطوار ، تمامًا مثلها ، مولعًة بالتنظيف إلى درجة أنها حلمت بامتلاك شركة تنظيف ، وتنفق راتبها بالكامل على الحلويات وأدوات التنظيف ..
لهذا السبب ، لم تكلف نفسها عناء السؤال ، بل ضيّقت عينيها وركّزت على الصحيفة الممزقة.
في الصورة بالأبيض والأسود ، كان يقف رجلان ..
“الفائز هو هذا الرجل؟”
أشارت دافني إلى أحدهما بإصبعها ، اقتربت ناريد أكثر لتلقي نظرة …
ترجمة ، فتافيت …