After the ending, I saved the villain with money - 55
كانت خصلات شعر دافني الحمراء تتمايل برفق مع النسيم العليل ..
أمسكت بمعصم روميو بقوة كما لو كان حبل النجاة ، وأمالت جسدها بأقصى مرونة إلى الخلف حتى التصقت بالسياج ..
“روميو رودريغيز ، لو كنت مكاني ، أما كنت ستشعر بالفضول؟ ألا يمكنك أن تترك الأمر؟”
“هل تريدين حقًا أن أترككِ؟”
“لا ، لا! لا! يا أخي! أرجوك!”
لأول مرة منذ وقت طويل ، رفعت دافني صوتها عاليًا ، كان صوتها المرتبك يخرج كصوت معدني بسبب التوتر ، كانت تدرك أن تركه ليدها يعني السقوط مباشرة إلى البحر ،
حاولت النظر في كل الاتجاهات بحثًا عن المساعدة ، لكنها سرعان ما أدركت أن ذلك بلا جدوى ..
ألقت نظرة خاطفة على البحر أسفلها ، لحسن الحظ ، كان هناك بعض المعدات مثل المراوح التي يبدو أنها تمنع التماسيح من الاقتراب ..
لكن الارتفاع كان كافيًا ليحطم جسدها بمجرد ملامستها لسطح الماء ..
‘ولكني أعاني من رهاب المرتفعات! ..’
أغمضت دافني عينيها بإحكام وبدأت تتحدث عشوائيًا ..
بدأت تعدد لروميو المجوهرات والأراضي التي راهن بها خلال حفلة العزوبية ، متعهدة بإعادتها له ، كما وعدته بإعطائه كل ما يريده ، باستثناء قسائم متجر “جيلا للأحذية” التي لم تذكرها عمدًا ..
لكن تعبير روميو لم يتغير ، وبدا غير راضٍ ..
“ما الذي يزعجك الآن؟”
“جيلا ..”
“سأعطيك إياها ، بالطبع! بالطبع يجب أن أقدمها لك!”
أمسكت دافني يده مرة أخرى وهزت رأسها بشدة ، فتحت عينيها ببطء ونظرت إليه ، لكنه كان ينظر إلى مكان آخر ..
“هيه!”
“أوه ، لقد وصل ..”
قبل أن تتمكن دافني من النظر ، تمتم روميو وهو يسحب ذراعه ، توقف الهواء البارد فجأة ، وشعرت دافني بجسدها يطفو ..
لم يكن إحساس التحذير من الموت ، بل الشعور بالأمان هو الذي غمرها أولًا؛ فقد كان هناك ذراع دافئ وقوي يدعم ظهرها ..
“سيل ..”
كان سيليستيان من أمسك بها ، حيث أحاط خصرها بقوة ورفعها بسهولة ..
كان يتنفس بصعوبة ، وكأنه أنقذ شخصًا من السقوط في اللحظة الأخيرة ..
بعد أن تأكد من أنها بأمان ، أنزلها برفق حتى لامست قدماها الأرض …
تعلقت بذراعه ، محاولةً الاتزان ، ورفعت رأسها لتنظر إلى وجهه ..
لم يكن على وجهه أي تعبير ، لكن صدره الذي كان يرتفع وينخفض بسرعة بدأ يهدأ تدريجيًا ..
“أنت ، يا من يفترض أنك وريث العرش ، وستصبح ملكًا قريبًا!”
“كنا نفعل هذا كثيرًا في الماضي ، مجرد استرجاع للذكريات …”
رفع روميو يديه كأنما لتوضيح أنه كان يمزح ، لكن سيليستيان استمر في التحديق به دون أن يتكلم ..
“خفف من تعابير وجهك ، يا أخي ، إنها مجرد مزحة ..”
بصمت ، أبعد سيليستيان ذراع دافني الملتف حوله ..
“ماذا؟”
كان تصرفًا بسيطًا بدا وكأنه مجرد محاولة للابتعاد ، لكنه ترك ثقلًا صغيرًا يهبط على قلب دافني ..
استدار سيليستيان ، تاركًا دافني خلفه ، وسار بخطوات حازمة نحو روميو ..
“دافني تقول إن الأمر غير ممتع.”
وجه لكمة إلى كتف روميو ..
كان الصوت قويًا ومكتومًا ، لكن روميو لم يفعل سوى أن عبس قليلاً ، نظر إلى مكان الضربة ، ثم نفضه بيده وهو يبتسم …
”دائمًا يتآمر على التمرد عند أول فرصة.”
قال روميو متظاهرًا بالتألم ، على غير عادته ، رفع سيليستيان إصبعه السبابة أمام شفتيه كأنه يطلب منه الصمت ، من الخلف كانت دافني تشاهد الموقف وهي تهمس بأسنان مشدودة:
” سیل اضربه مرة أخرى ، سأتحمل أنا المسؤولية …”
ضحك روميو بمرح وقال:
”هذا يعد جريمة قتل ضد أحد أفراد العائلة المالكة …”
ثم اقترب منها ، متجاوزا دافني بخطواته ، قبل أن يتوقف فجأة:
”اشعري بالامتنان ديدي …”
”على ماذا يجب أن أشعر بالامتنان….!”
“لأننا ، كما قلتِ ، بشر لا يجب أن نفكر أبدا.”
نقر روميو بإصبعه على جبهتها بخفة ، ثم ابتعد ببطء نحو سطح السفينة ..
“ذلك الوغد يجب أن أقتله حقا ، سيليستيان
دعني أذهب.”
“لم أمسك بكِ في المقام الأول ..”
رد سیلیستيان بنبرة هادئة ، مما زاد من غضب
دافني ، لم تجد وسيلة للتنفيس عن إحباطها سوى أن تمسك برأسها وتجلس على المقعد القريب وهي تهز قدميها بعصبية ..
“مؤلم … إنه مؤلم…”
رمشت بعينيها مرارًا لتخفف من الشعور بالحرقة بسبب الرياح المالحة ، لكنها لم تستطع منع دموعها من الانهمار …
اقترب سيليستيان وجثا على ركبتيه أمامها ، مطويا ساقيه الطويلتين ، مد يده وقدم لها منديلاً ، ثم انحنى قليلاً ليقابل نظرتها …
“هل تبكين؟”
“لا”
كانت نبرة صوته حنونة كما هي دائمًا ، رمشت دافني بعينيها أكثر لتزيل الدموع ، وعندما استعادت وضوح رؤيتها التقت ملامحه الجميلة التي أبهرتها ..
سعلت دافني بخفة ومدت يدها لتلمس خده ، لكنها غيرت رأيها وشدت يدها قليلاً ، لم يبدو أن هناك أي أثر للإصابة …
“أين كنت ؟ لم تكن في مكان مثل السجن ، أليس كذلك ؟”
“سجن ؟”
بدت الحيرة على سيليستيان قبل أن يهز رأسه
ببطء ..
” كنت في غرفته ..”
”غرفته؟ سيليستيان ، مهما كان الوضع ، روميو ولي العهد ، لا يمكنك التحدث عنه بهذه الطريقة؟”
“أنتِ أول من ناداه بذلك ..”
هزت دافني رأسها موافقة وهي تقول “آه”. عندها فقط ، رسم سیلیستیان ابتسامة صغيرة على وجهه ..
‘وسيم… لكنه غامض ..’
تذكرت فجأة كلمات العراب ، الذي كان دائما يعبر عن امتعاضه من سيليستيان ..
لم يكن مخطئا في أي شيء قاله ، لم تكن دافني تفهم مشاعر هذا الرجل الذي عاد إليها بعد كل هذا الوقت ، حاولت بوعي أن تحرك قدميها في دوائر صغيرة لتخفيف توتر كاحليها ، فكرت في الأمر طوال اليوم ، ولم أصل لأي نتيجة! ..
كانت تعتقد أنها تعرف كل شيء عن سيليستيان تيريوسا ، لكن كل ما كانت تعتقد أنها تعرفه عنه كان مجرد وهم خلقته بنفسها ، وحين انهار ذلك الوهم ، لم يبق سوى الشك والشعور بالذنب ..
نعم ، هو يحب سايكي ، هذا أمر طبيعي ، أليس كذلك؟ لم أكن أجهل ذلك ..
“دافني ..”
نظرت دافني أخيرًا في عينيه الخضراوين ، أدركت فجأة أنها لم تكن تجرؤ على النظر مباشرة إليه طوال الوقت ..
“لماذا غيرت ملابسك ؟”
”كان هناك شيء ملطخ عليها.”
عندما نظرت إليه بشكل صحيح ، كان يرتدي بدلة زرقاء بسيطة مع قفازات تناسب يديه تماما ، زين صدره بروش كهرماني وسلسلة من الأحجار الكريمة التي أضفت عليه لمسة فاخرة ، إنها الملابس الملكية ..
لمست دافني كتفه بيدها تشعر بملمس القماش المشابه لفستانها ، على الرغم من أن البدلة كانت تفتقر إلى التدرجات اللونية مثل ثوبها ، إلا أنها كانت زرقاء بالكامل ..
مع ذلك ، كان مظهرهما معًا يبدو متناسقا وكأنهما ثنائي ..
هذا الوغد روميو ..
كان روميو دائمًا يدفعها إلى حافة الخطر ويزعجها ، لكنه كان يعرف كيف يهدئها بهدية
بسيطة ..
ربما كان يعتقد أن هذا النوع من المد والجزر هو الطريقة الوحيدة للفوز بامرأة جميلة مثل سايكي ، لذلك ، بالنسبة لدافني ، كان من المفترض أن تتجاهل كل ذلك وتستمتع بالهدية المقدمة لها فقط كما كانت تفعل ..
‘ لكن في الوقت الحالي ، لا أشعر بالسعادة على الإطلاق …’
كانت أفكار دافني غير مرتبة بسبب مهارتها الضعيفة في الاستنتاج ..
‘أكره هذا الشعور أيضًا ..’
تنفست بعمق مرة واحدة ، ثم قررت أن تسأل السؤال الذي كان يشغل ذهنها ..
“سيليستيان ، لماذا عدت؟”
توقف سيليستيان للحظة ، كأنه فوجئ ..
“لم يكن عليك العودة إلى هنا ، لو اختفيت ببساطة ، لما بحثت عنك ، ربما كنت سأشعر بالذنب فقط …”
“تشعرين بالذنب على ماذا؟”
اتسعت عيناه الخضراوان بدهشة ..
“على تخريبي لكل خططك ..”
“أتعلمين ما كانت خططي أصلًا؟”
أسند سيليستيان ذقنه على يده ونظر إليها ، وفي الوقت نفسه ، ضاقت نظرة دافني قليلًا ، إذ لم تكن تريد أن تعيد سرد تفاصيل تلك القصة المؤلمة المرتبطة بخيانة ومشاعر حب من طرف واحد ..
“كان عليك أن تخبرني منذ البداية ، أشعر وكأني أنا الوحيدة الغريبة هنا ..”
“دافني ، لم تنحرف خططي عن مسارها بعد ..”
“ماذا؟”
“تسير بخطى ثابتة ، مثل هذه السفينة ..”
ابتسم سيليستيان ابتسامة خفيفة ، بينما كانت دافني تبدو أكثر حيرة ، بدا مختلفًا تمامًا عن ذلك الرجل المتوتر والمزعج الذي قابلته في الصباح ..
“أنت شخص مختلف تمامًا عن الذي قابلته
هذا الصباح …”
“همم ، ذلك لأن…”
خفض سيليستيان بصره قليلًا قبل أن يعيد النظر إليها بعينين متألقتين ..
“تخلصت من الأمور المزعجة ..”
تمتم بهذه الكلمات وكأنه يشعر بالراحة ، ثم مد يده بلطف إلى كعب حذاء دافني الأبيض وسحبه ، كان الحذاء ينزلق بسرعة ، مما جعل دافني تشعر بالارتباك وتحاول إخفاء قدمها تحت ثوبها ، لكنه منعها من ذلك بيده ..
“هل تؤلمكِ قدمكِ؟”
“هل جننت؟ دعها وشأنها.”
“هل أدركتِ هذا للتو؟”
برزت شفتاه السفليتان بخفة وهو ينظر إليها ، دون أن يقول شيئًا آخر ، بدأ يفرك كاحلها المتصلب برفق ، كانت حركته على العظام والعضلات المتشنجة مؤلمة بعض الشيء ، مما جعل دافني تتنهد بشكل ضعيف …
“سيليستيان ، أنت بالتأكيد لست عاقلًا.”
ثم صححت كلامها بسرعة ، مما جعله يميل برأسه كأنه يسأل:
“هل أبدو كذلك؟”
“الجميع هكذا ، يعيدون الأخطاء نفسها ، حتى لو عرفوا النهاية مسبقًا ..”
“صحيح ، وأنتِ دائمًا ما تطاردين رغباتكِ ، مما يجعلكِ تدفعين الثمن …”
“أوه ، إذن تريد أن تضربني بحقائق قاسية الآن؟”
هذه المرة ، نفخت دافني شفتها السفلى بانزعاج وضع سيليستيان قدمها على فخذه واستمر في تدليكها ..
‘هذا الشعور مألوف ..’
تذكرت فجأة وقتًا كانت تعيش فيه في “سيرينيد”. كانت هناك لحظة مشابهة عندما كان صبي يعتني بكاحلها المتألم ، وبدا الآن كأن ذلك الصبي كان سيليستيان ، ضاقت عينا دافني مجددًا ..
“دافني.”
“ماذا الآن؟”
بانغ!
دوّى خلفها صوت انفجار مرفق بضوء أحمر ، كأنه صاعقة ، جعل سيليستيان يسحبها نحوه بعنف ، بسبب جلوسه بوضعية القرفصاء ، انتهى بهما المطاف في وضعية مضحكة على الأرض ..
تاد!
“آه!”
اصطدمت جباهما ببعض بقوة ، وأطلقا معًا أصوات ألم ..
بدأت دافني تفرك رأسها بعصبية ، بينما بدا أن سيليستيان يتألم أيضًا وهو يعبس ..
‘يا إلهي ، وسيم جدًا بشكل لا يُصدق.’
وجدت نفسها تحبس أنفاسها للحظة ، بعد أن سعلت لتغطي ارتباكها ، سألت بتظاهر:
“هل تؤلمك؟”
كانت يده لا تزال ممسكة بذراعها بقوة ، مما جعلها تنفجر ضاحكة دون أن تتمكن من السيطرة على نفسها ..
“نعم.”
“صحيح ، هذا ليس حلمًا.”
ربتت دافني على خد سيليستيان بظهر يدها ، ثم نهضت بسرعة ومدت يدها نحوه ، أمسك يدها الرفيعة دون تردد واعتدل واقفًا ..
بينما تقلصت المسافة بينهما دون حواجز ، تراجعت دافني خطوة صغيرة للخلف ، بهدوء ، أزاحت خصلات شعرها خلف أذنها ونظرت نحو الدرابزين ..
بوم!
اهتزت كتفا دافني قليلاً بفعل الصوت المدوي ، بدا أن الألعاب النارية قد بدأت على سطح السفينة ..
”يا الهي كيف يمكن ان تكون هذه العاب نارية ، أي نوع من البارود يستخدمون بها بحيث تبدو كأنها قنبلة تنفجر؟”
امتلأت السماء التي أظلمت بالكامل بالألعاب النارية المتواصلة ، كان شعر دافني يرفرف بلطف مع نسمات الرياح ..
كان سيليستيان ينظر مباشرة إلى وجه دافني وهي تستدير نحوه ، بدا وكأن احمرارًا تحت عينيه كان يعكس مشاعره التي غمرته فجأة ..
“لماذا؟ هل تأثرت لأن حبك من طرف واحد تزوج؟ هل تريدين عناقًا؟”
“…نعم.”
‘لطيف حقًا.’
تحركت زوايا شفتي دافني وهي تفتح ذراعيها ، وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة ، أحاط سيليستيان كتفيها وخصرها بعناق سريع وقوي ..
“دافني.”
“ماذا؟”
شد سيليستيان ذراعيه حولها أكثر فأكثر ، شعرت دافني بالاختناق قليلاً ، فأخذت تلهث وهي تضغط على ظهره ثلاث مرات طلبًا للنجاة ..
“سيل ، أنا… أختنق.”
لكن سيليستيان لم يرخِ ذراعيه إلا قليلاً ، وكأنه لم يسمع ، تطاير شعره مع الرياح بينما كانت الأضواء المتلألئة للألعاب النارية تلقي عليه ظلالًا متوهجة ، تشبه الشفق الأحمر ..
“أنقذوني ، سأُسحق حتى الموت…”
تمتمت دافني بمزاح ، لكنها كانت حمراء الوجه مثل لون الألعاب النارية ..
ترجمة ، فتافيت ….