After the ending, I saved the villain with money - 53
شكرا على محبتك لي حتى الآن ..
رفع سیلستيان عينيه الخضراوين إلى السقف للحظة ، ثم أعادهما إلى وضعهما الطبيعي ، ابتسم ابتسامة ماكرة وكأنه يمزح ..
“لقد كنت دائمًا بخير ، ولم أمت قط ، لذا لا داعي للقلق ، أما دافني…”
فقدت عيناه التركيز للحظة ، لكنها سرعان ما
استعادت وضوحها ..
”لم أكن أعلم أنك شخص مليء بالمشاعر إلى هذا الحد ..”
”تيريوسا ، كلامك كثير حقا ، عش طويلاً مثلي ، وستصبح مثلي ….”
بينما كان سيلستيان ما زال يبتسم ، أرخى ربطة عنقه بیده ، أصبح تنفس أوسكار متسارعًا ، لم يكن هناك مكان يطلب فيه النجدة ، ولا ضمان للخروج حيا ..
“… لماذا قتلت الأمير؟”
“لا تسيء الفهم ، لم يكن لدي أي ضغينة شخصية تجاهه هذه المرة ، الشخص الذي قتله كان دائمًا الأميرة لاريا …”
“إنها تهمة كاذبة لا يمكن أن تفعل الأميرة ذلك
أبدًا ، أين هي الآن؟”
” في زفاف أخي …”
أجاب سيلستيان بكل برود ، ثم عبس وكأن أوسكار الذي كان يلهث أمامه لم يرق له ..
“بما أن الأميرة قالت إنها بحاجة إليك ، فسأدعك تخرج حيا على الأقل …”
حك سيلستيان وجنته ..
”يقال إنها صدمتها عربة ، أهذا من فعل جماعتكم أيضا؟”
”تحدث بوضوح ، تيريوسا”
هز سیلستيان رأسه مرتين ، ثم عض شفته السفلى الحمراء ، تراجع أوسكار ببطء ، كان يعلم أن هناك بابا خلفه بعد بضع خطوات ..
“لكن ذلك لن يلغي أخطاءك ..”
“ما الخطأ الذي ارتكبته؟”
”قلت إنك ستكسر كاحلها إذا لزم الأمر لإحضار
دافني إلى أزينتار …”
اختصر سیلستيان المسافة بخطوتين فقط ، وركل ركبة أوسكار قبل أن يتمكن الأخير من تفاديه ، سقط أوسكار على الأرضية الرخامية بطريقة غير مبهجة ..
“آه”
كانت ركلة واحدة فقط ، لكنها جعلت العظم يبدو وكأنه انحرف عن مكانه ، بدأ يتوسل ويعترف بخطئه دون تردد ، ثم حاول الزحف بعيدًا ، وعندما بالكاد تجاوز أوسكار حافة السلم ، علقت أسفل سرواله بشيء ما ، وقبل أن يتمكن من تحريره ، شعر بحذاء صلب يضغط على كاحله مرة أخرى ..
”جرب الشعور بنفسك …”
“آه! تیریوسا! آآآه!”
ضغط سيلستيان بكعبه على قدم أوسكار المثبتة على حافة السلم ..
كان الألم يسيطر على النصف السفلي من جسد أوسكار لدرجة أنه تمنى لو كسر العظم مباشرة لتخفيف المعاناة ..
”تعرف على مدى الألم الذي يصاحب كسر العظام ..”
قال ذلك سيلستيان وهو يرفع قدمه للحظة ، ثم ضرب كاحل أوسكار بقوة لتكسيره ..
طقطقة
صدر صوت أنين مختنق مليء بالألم ، كان أوسكار في حالة فقدان للوعي ، وتوقف عن التفكير في الهروب وبدأ بتقوس جسده وهو يمسك كاحله المكسور ..
انحنى سيلستيان وأمسك بكاحل أوسكار وسحبه إلى أعلى السلم ، كان أوسكار يبدو وكأنه فقد عقله لدرجة أنه ربما
أفرغ مثانته …
”يا إلهي ، هذا مزعج ..”
مسح سیاستیان یده بتعبير متضايق ، نتيجة لذلك ، سقطت ساق أوسكار على الأرض مما تسبب في إطلاق صرخة أكثر بؤسا ..
حرك سيلستيان رأسه قليلاً لفك تصلب رقبته ، ثم التقط سيفا حاد الطرف ..
“تيريوسا ، أنت لستَ في عقلك… أنت مجنون!”
“نعم ، أنا كذلك …”
بصوت مفعم باللامبالاة ، غرز سيلستيان طرف سيفه مباشرة أسفل كاحل أوسكار ، دون أي تهديد أو تحذير مسبق ..
“آآآآه!!!”
مع الإحساس باختراق السيف للقدم بدقة ، بدأ أوسكار يتلوى كسمكة معلقة على خطاف الصيد ..
راقب سيلستيان وجه أوسكار المتألم بوجه بلا تعبير ، ثم عقد حاجبيه ..
لم يُحل أي من الأسئلة التي كان يريد الإجابة عنها ..
‘من يكون؟ إذًا ، من هو؟ ..’
ليس هو ، ولا سايكي دنفر ، ولا روميو رودريغيز ، وليس هؤلاء الحمقى ، إذن…
‘من الذي حاول قتل دافني؟ ..’
❖ ❖ ❖
حفلات زفاف الآخرين مملة ..
‘كنت أنتظر هذا اليوم فقط ..’
أحد خطط دافني الكبرى تحطمت إلى لا شيء.
‘رؤية وجه سيلستيان وهو يبكي..’
بتعبير ممل ، بسطت دافني يدها لتتأكد بلا داعٍ من لمعان قفاز الحرير الأبيض ..
حتى ذلك أصبح مملاً ، فرفعت رأسها وثبتت عينيها على الثريا التي تبعث ضوءًا باهتًا ..
روميو كان جذابًا ، وسايكي كانت جميلة ، لكنها رأت ذلك كثيرًا حتى شعرت بالملل ..
إييل ، التي كانت تكره سايكي بشدة ، كانت تضم يديها وكأنها تهنئ بولادة ولية العهد الجديدة ..
ركزت دافني نظرتها على الباب ..
عندما فُتح للحظة ، ظهرت مجموعة من النساء بشعر فضي ..
“هل تلك المرأة هي الأميرة؟”
لم يكن أوسكار ولا الأمير في الجوار ، بل فقط امرأة ذات بشرة برونزية وشعر فضي مربوط للأعلى مع خادماتها المفترضات ..
اعتقدت دافني أن تلك المرأة تعرضت لموقف صعب في حفل توديع العزوبية الليلة الماضية ، فتجاهلت الأمر ببساطة ..
استمر حديث القس ، الذي كان يشبه ثغاء الأغنام ، لمدة ساعة ونصف ..
في الظروف العادية ، كانت ستشغل وقتها بتخيلات ممتعة ، لكن ما حدث قبل بضع ساعات كان يسيطر على أفكارها ..
‘في القصة الأصلية ، سيلستيان الذي ارتكب الخيانة مات بسبب سايكي ، إذن ، هل هدفه الآن ليس سايكي بل… الانتقام؟ ..’
سواء كان هذا أو ذاك ، كان الأمر يتعلق بسيلستيان في النهاية ..
“لا أحب التعقيدات ..”
مضغت دافني بشفتيها الجافتين ..
كانت عادةً تفضل مواجهة الأمور بشكل. مباش.ر وحلها ، لكن بالنسبة لما لم يحدث بعد ، كان من الأفضل تجنبه إن أمكن …
في تلك اللحظة ، وقف الجميع ، وتبادل البطل والبطلة قبلة الأبدية ..
‘يا للقرف ..’
شعرت دافني بالاشمئزاز في داخلها ..
‘هل انتهى الأمر الآن؟ ..’
كانت تعتقد أن كل شيء سينتهي بمجرد رؤية هذه اللحظة بعينيها ..
كانت تعيش وفق أحداث الرواية لمدة عامين ، لكنها أدركت أن هذه ليست رواية ..
كانت هذه هي حقيقة دافني ، لم ينتهِ شيء ، ولم تشعر بالراحة كما توقعت …
كل ما أصبح واضحًا هو حقيقة واحدة:
أن دافني بوكاتور كانت قد دمرت الحياة الثانية لسيلستيان تيريوسا ..
❖ ❖ ❖
كان غروب الشمس العميق يلون البحر باللون الأحمر ، ثم يختفي خلف الخط الأبيض ..
كان سطح السفينة الخلفي للدرجة الأولى ، حيث أُقيم حفل الاستقبال ، مزينًا بمصابيح صغيرة تشبه اللؤلؤ ، مما جعله يبدو وكأنك داخل دوامة خيالية ..
ابتعدت دافني عن ذلك المكان ..
كان هناك بعض زملاء الجامعة الذين لم ترهم منذ فترة ، لكنها لم تكن تملك الطاقة للتصرف بشكل رسمي أو التظاهر بالابتسام والحديث معهم …
“ماذا أفعل الآن؟”
جلست وحيدة على مقعد في ممر الجانب الأيسر ، مرتدية نفس الملابس التي حضرت بها الحفل ..
كانت تمضغ سيجارة بعصبية ، وكانت تلك السيجارة الخامسة التي تنفجر بداخلها ..
لم يُسمح لدافني بدخول حفل الاستقبال ، ولا بلقاء أي شخص خلال الحفل ، لكن هذا الوضع أتاح لها فرصة لا تعوض لترتيب أفكارها ..
“ماذا أفعل؟ هل أهرب؟”
نظرت إلى نهاية الممر حيث اصطف الجنود مجددًا في صفوف ، ثم أطلقت تنهيدة طويلة
“لماذا علي أن أهرب؟ ربما أقدم له مكافأة سخية ، ثم أرسله إلى تيريوسا؟”
حتى الآن ، كانت تحاول تبرير تصرفاتها لنفسها قائلة: “لقد أنقذته!”
لكنها لم تستطع منع شعور بالذنب يتسلل إلى نفسها؛ شعور بأنها لم تستطع أن تجعل الأمير السابق ينتمي إلى أي مكان في هذا العالم ..
‘ إذا كان صحيحًا أن سيلستيان قد عاد بالزمن ، فهذا يعني أنه كان يعرف كل شيء عن مستقبله..’
براعة سيلستيان في استخدام السيف رغم افتقاره للندوب على يديه قد تفسر إذا كان قد عاش مرة أخرى بالفعل ..
‘مهما فكرت ، يبدو أنه عاد بالزمن ..’
ماذا لو لم تتدخل هي؟ لو لم تتصرف وكأنها تعرف كل شيء وتُبلغ عمها ، لكان كل شيء قد سار وفق خططه ..
‘لو لم أكن موجودة ، ربما كان سيلستيان الآن إلى جانب سايكي ..’
مجرد التفكير بهذا جعل دافني تشعر بالاشمئزاز ، ألقت السيجارة غير المشتعلة في المنفضة ، ثم وضعت يديها على جانبي رأسها وهي تضغط على صدغيها ..
“لقد دمرت كل شيء ، لابد أنه يعتقد أنني أسوأ شخص على الإطلاق …”
بخطة ساذجة ، رهنت مستقبله وحولته إلى لا شيء ..
لكن كل شيء لن يعود كما كان ، لم يكن بالإمكان الجزم بأن حياة سيلستيان ستتطابق تمامًا مع أحداث الرواية التي قرأتها دافني ..
“أنتِ في هذا العالم…”
ما الذي كان سيقوله بعد ذلك؟
الطبيعة المتهورة التي قاطعت كلماته اليائسة تسببت لها بالندم لاحقًا ..
‘لكن كيف عرف سيلستيان أنني سأموت؟ في الرواية ، كان من المفترض أن يُسحق سيلستيان تحت الأنقاض ويموت ، وأن تموت دافني في الأحداث الجانبية ..’
هل كان سيلستيان في الرواية التي قرأتها هو نفس الشخص الذي يقف أمامها الآن؟
‘هل هو مختلف؟ هل هناك فرق؟ ..’
بدأت تساؤلاتها ، التي نشأت من تناقض صغير ، تتصاعد فجأة ، ومن ثم ، تمتمت دافني دون وعي:
“لكن حتى بعد العيش مرة أخرى ، لماذا لم يستسلم؟ لماذا لا يعيش مثلي ، يجلس على كومة من المال ويعيش في راحة؟”
كانت تشعر بالضيق بسبب تساؤلها:
“لماذا يتحمل أولئك الذين يعودون بالزمن كل هذه المشقة؟”
في تلك اللحظة ، سمعت صوتًا مألوفًا خلفها يقول فجأة:
“من الذي عاش مرة أخرى؟”
استدارت دافني على الفور ، والتقت عيناها بعيني صاحب الصوت ..
شعرت قشعريرة تسري في جسدها بأكمله ..
ترجمة ، فتافيت …