After the ending, I saved the villain with money - 54
دافني ، وهي تعقد حاجبيها بامتعاض ، حدّقت في الشخص الذي ظهر فجأة أمامها ..
“روميو ، يا إلهي ، انظر ، هل ترى القشعريرة على ذراعي؟”
“لا، لا أراها.”
“أرجوك ، توقف عن تقليد سايكي ، هل تعتقد أن هذه النبرة تناسب صوتك؟”
ظهر روميو رودريغيز من خلف الأضواء الصغيرة المتلألئة ، التي كانت تزين الحفل ، بدا وكأنه انسحب من حفل الاستقبال لبعض الوقت ، إذ كان ينضح برائحة خفيفة من النبيذ وهو يقترب من دافني ..
“تبدو ملامحكِ سيئة.”
“أفكر في بعض الأمور ..”
“هممم.”
دافني شعرت بالضيق من رائحة السجائر والنبيذ المنبعثة منه ، فكتمت أنفاسها ، بينما تشكلت تجاعيد خفيفة عند ذقنها ..
“لدي فضول ..”
“عن ماذا؟”
“من الذي قلتِ إنه عاش مرة أخرى؟”
عقدت حاجبيها وأدارت وجهها نحو البحر وكأنها لم تسمعه ..
“هل نسيت أسطورة أنك إذا متَّ هنا ، ستعيش مرة أخرى؟”
“هل تعرفين حتى أين نحن الآن؟”
“البحر الذي تحيط به الجزر الصغيرة ، إنها نفس المنطقة التي ذكرتها العمة روز ..”
قالت ذلك بعدما لاحظت جزيرة صغيرة مهجورة مغطاة بغابات خضراء ظهرت في مجال رؤيتها …
“تتفوهين بكلام فارغ ..”
كانت القصة الأسطورية التي نقلتها العمة روز قد سُردت لهما معًا ، لذلك من المستحيل أن يكون روميو قد نسيها ، حاولت دافني أن تبدو غير مهتمة بالحديث ، وبدلاً من ذلك ركزت على التحديق في الجزيرة غير المأهولة ..
لم يرد روميو بشيء آخر ، بل جلس بجانبها ووضع سيجارة في يده ، لكنه توقف عندما منعته دافني ..
“لا تدخن ..”
“لماذا؟”
“إذا دخنت هنا ، سيصل الدخان مباشرة إلى وجهي …”
“صحيح.”
“ثم ، أختك ليست في مزاج جيد جدًا اليوم ، ألا تعتقد أنه من الأفضل أن تعود إلى زوجتك؟”
نظرت دافني خلفه إلى الطريق الذي أتى منه ، متوقعة أن سايكي ربما تكون قد تبعته ، لكن لم يكن هناك أحد ، حتى نملة لم تكن مرئية ..
“هل تركتها وحدها؟”
“زوجتي ليست طفلة ..”
“لكنها تبدو كذلك في نظري ، وربما ستظل كذلك طوال حياتها ..”
“آه ، هل أنجبتِ زوجتي بنفسكِ؟”
كانت العلاقة بين دافني وروميو دائمًا في هذا المستوى من المشاحنات ، حتى أنهم يستطيعون تبادل الشتائم بلا حرج ..
علاوة على ذلك ، روميو قد خرج الآن من سوق الزواج ، وسايكي أيضًا ، قريبًا ، سينجبان طفلًا ، وبعد ذلك…
“آه ، يا له من صداع.”
لم تستطع دافني حتى تخيل مقدار الانتقادات اللاذعة التي ستتوجه إليها في المستقبل ..
بينما كانت هي تغرق في أفكارها المعقدة وتضيق حاجبيها أكثر فأكثر ، كان روميو يبتسم بهدوء وكأنه في أفضل حالاته ..
“روميو ، أنت مخمور، أليس كذلك؟”
“ربما ، إنه يوم زفافي ، أليس كذلك؟”
أخيرًا ، ابتسمت دافني وهي تهز رأسها قليلاً
“مبروك الزواج.”
“…”
“لقد بذلت جهدًا كبيرًا حتى الآن ، وستبذل المزيد في المستقبل ، عندما تصبح ملكًا ، لا تتجاهلني ، حسنًا؟”
ابن عمها ، الذي كان نصف عقله مفقودًا بالفعل ، بدا وكأنه فقد عقله تمامًا خلال السنوات القليلة الماضية بسبب وقوعه في الحب ..
لكن “ولي العهد” الذي كان عليه التصرف بما يتناسب مع مكانته ، كان دائمًا يلتزم باللباقة والبروتوكول ، لقد كان في موقع يفرض عليه إخفاء توتره وأفكاره المختلفة خلف قناع النبل والهيبة ، حتى أمام المرأة التي يحبها ..
‘إذا نظرنا إليها بإيجابية ، يُقال إنه يحافظ على اللباقة ، أما سلبيًا ، فهو مجرد شخص يبالغ في الحفاظ على مظهره …’
لذلك ، فإن رؤية هذا الجانب المتحرر منه كان شيئًا نادرًا ، وربما لم يكن يظهره إلا أمام سايكي …
دافني لم تكن تكره تمامًا رؤيته مسترخيًا ويضحك بهذه الطريقة أمامها ..
“لماذا تبدو متحررًا جدًا اليوم؟ هل حصلت على شيء جديد لتثق به؟”
ألقت دافني هذا السؤال عرضًا ، فحدق روميو فيها بصمت ..
“ما الذي تنظر إليه؟”
توقف روميو للحظة ، ثم أطلق ضحكة مكتومة بينما تجولت عيناه الذهبية
نحو البحر للحظات .
“هل يتبعكِ أخي؟”
أمال روميو رأسه بفضول ، وأعاد نظره نحو دافني ..
“ماذا تقصد؟”
“في بعض الأحيان ، تتشابه أفعالكما ، حتى في طريقة الكلام. ..”
“أوه ، نحن قريبان جدًا ، ننام معًا كل يوم.”
نظر روميو إليها بنظرة مشككة …
“اغض بصرك …”
“أوه ، أختي العزيزة تخوض علاقة حب ، على ما يبدو ..”
رفعت دافني إصبعها الأوسط بصمت ..
“إذا كنت تعرف ذلك ، لماذا تمنعنا من دخول الحفل معًا؟”
“كان ذلك خارج سلطتي ، هل هذا هو السبب الذي جعلكِ تحتجين هنا بهذه الطريقة؟ أمر غير معتاد منكِ …”
رغم أن تكهنات روميو كانت خاطئة تمامًا ، إلا أنه بدا وكأنه التقط بسرعة شعور دافني غير المستقر ..
“هذه الحفلة ، في الحقيقة…”
“في الحقيقة ماذا؟”
“فكرة أنه قد يكون حفل زفاف سيلستيان هي فكرة مروعة …”
قطعت دافني أفكارها المزعجة بسعال مفتعل ، ثم هزت رأسها وأجابت بشكل مختلف ..
“كنت أشعر بالحزن لأنني سأفقد من يلهو معي ، ألا يمكنك فهم شعور امرأة تفقد صديقها المقرب؟”
“آه ، فهمت ..”
عندما بدا أنه سيغادر ، أظهرت دافني سرورها
“أنتِ أيضًا امرأة.”
لكنه كان فقط يتحرك ليجلس بوضعية أكثر راحة ..
“هل تريدين إنهاء يوم جميل بأن تغرقي؟”
تخلت دافني عن محاولة إبعاد روميو ، وجلست واضعة ساقًا فوق الأخرى ، في تلك الأثناء ، كان روميو ينقر بعلبة معدنية صغيرة قبل أن يضعها على الطاولة ..
“هل قلتِ تهنئة من قبل؟”
“قلت ذلك قبل قليل ..”
“لم أسمعه.”
تنهدت دافني بابتسامة صغيرة ..
“هل تشير إلى انتهاء العقد؟ نعم ، قدمت الكثير من التهاني ، حتى أنني اشتريت لنفسي هدية ، وآمل أن يفي ولي العهد بكل وعوده لي …”
انتهى اليوم العقد الغريب الذي جمعها مع روميو ، والذي كان يهدف إلى شيء واحد:
‘إنقاذ دافني وسيلستيان على الأقل ..’
فكرت للحظة في أنه ربما لم يكن هناك حاجة لعقد كهذا لتحقيق ذلك ..
“هممم ، أختي تقول إن العهود وُجدت ليتم كسرها ..”
أضاف روميو ذلك بلهجة ساخرة ، فنظرت إليه دافني بنظرة مليئة بالشتائم غير المنطوقة ،
ويبدو أن هذه هي ردة الفعل التي كان ينتظرها ، إذ ارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة ..
تجاهلت دافني الرد عليه ، وعادت إلى أفكارها مرة أخرى ..
كانت تستعيد صورة سيلستيان وهو يمد يده نحو عنقها في ذلك الممر الضيق ، ربما كان على وشك خنقها بدافع الغضب ..
‘مهما كان ، لو لم تكن سايكي موجودة ، لما وصلنا إلى هنا ..’
لو كان سيلستيان ، وليس روميو الغاضب ، لربما ألقى بها طعامًا للتماسيح ..
أغمضت دافني عينيها للحظة ، وضمت يديها معًا بإحكام ، كأنها ترسل شكرًا لا نهائيًا إلى سايكي التي تابعتها حتى هذه اللحظة ..
“تمساح.”
“ماذا؟”
انتفضت دافني بشكل ملحوظ ، أشار روميو إلى أسفل الدرابزين بإيماءة من ذقنه دون أن يرد عليها ..
لم يكن شاطئًا ، ولا مكانًا ضحلًا ، لكن بضعة مخلوقات بظهور وعرة كانت تسبح بهدوء بجانب السفينة الراسية ..
“هل هي دلافين؟”
“ألا ترغبين في النزول والتحقق بنفسكِ؟ كنتِ تحبين الزواحف ، أليس كذلك؟”
“أنا أحب الثعابين فقط ، لم أرَ التماسيح من قبل وهي تخيفني ..”
“لديكِ أشياء تخافين منها؟”
“لماذا لا أخاف؟ وجهك سيكون مخيفًا في الليل ، من المدهش أن سايكي شجاعة لهذه الدرجة ، إنها تتمتع بأعصاب قوية بشكل غير متوقع.”
ضحكت دافني قليلًا وهزت رأسها ..
“آه.”
عاد تعبير روميو إلى طبيعته المعتادة ، ذلك الوجه الذي يبتسم ابتسامة غامضة ، مع حفرة عميقة في أحد خديه ، ولا يمكن قراءة ما بداخله ..
شعرت دافني بقشعريرة غريبة وتراجعت قليلًا إلى الجانب ، لكن روميو ظل في مكانه كدمية مبتسمة ..
‘هل هو مجرد وهم؟ …’
ساعدها ذلك على العودة للتفكير في مكان وجود سيلستيان وما قد يفعله الآن ..
‘هل هو في سجن تحت الأرض أو ما شابه؟ ..’
رغم أنها اطلعت على مخططات السفينة عدة مرات ، لم يكن هناك مكان كهذا ..
ولكن الشخص الذي يجلس بجانبها الآن كان دائمًا يكسر التوقعات ، شخصًا استثنائيًا وغريب الأطوار ..
شخصًا يجب أن يحصل على كل ما يجذبه ، ويتخلص مما يملّه ، أحمق بكل معنى الكلمة
‘بالطبع ، أنا لست مختلفة كثيرًا عنه ..’
حكت دافني خدها ، شاعرة بأن سب روميو أشبه بالبصق على وجهها ، عندما استدارت فجأة ، كان روميو يحدق بها بلا انقطاع ..
“ماذا الآن؟”
“كنت أفكر قليلًا يا دافني ..”
كان صوته خاليًا تقريبًا من أي انفعالات ، مما جعل قشعريرة تسري في ظهرها ..
“ربما علينا التوقف عن التفكير قليلًا.”
“العقد انتهى ، فلماذا نحتاج لذلك؟”
كان روميو يمسح شفته بإبهامه ، وعيناه
تضيقان بخبث ، لم تشأ دافني أن تسأله
‘عن ماذا؟ ..’
لأنها كانت تعرف أنه سيقول لها مباشرة:
“عن إنقاذكِ لعدو زوجتي اللدود والخائن.”
ابتسمت دافني ببرود وقفزت من مكانها فجأة ،
كان هذا المكان خاليًا من الناس ، مما جعله خطرًا ، كان مزاحه يتجاوز الحدود منذ فترة طويلة ، خلال العامين الماضيين ، كانت محمية بفضل العقد ، لكن الآن الوضع مختلف
“ولي العهد ، أتمنى لك قضاء شهر عسل ممتع.”
رفعت طرفي فستانها قليلاً لتتظاهر بالتحية الرسمية ، لكنها كانت في داخلها تتخيل بصقًا على وجهه ألف مرة وأكثر ..
“دافني بوكاتور …”
أمسكت يد باردة وكبيرة بمعصم دافني النحيف ، وبحركة واحدة ، أُديرت لتواجهه عنوة ..
نظر روميو إلى الكدمات على معصمها وكتفها لبضع لحظات قبل أن يضحك بخفوت ..
تأرجح مجال رؤيتها وفقًا لقوة روميو العنيفة.
“روميو!”
عندما استعادت وعيها ، وجدت نفسها مستندة إلى الدرابزين ، مع دفع نصف جسدها العلوي نحو الخارج ..
شعرها الأحمر اشتعل بوهج الشمس الغاربة ، بينما كانت عينا روميو الذهبية تلمعان بابتسامة مريبة ..
“ألا تتساءلين لماذا هناك تماسيح هنا؟”
ترجمة ، فتافيت …