▬▭الفصل 6▭▬
┊ ┊ ┊ ┊
◍ ◍ ◍ ✦
┊ ┊ ┊
◍ ◍ ⸎
┊ ┊
┊ ✦
⸎
“أطلب المغفرة وأقدم اعتذاري، ولكن حتى لو لم تستطيعي مسامحتي، حتى لو كرهتِني، فسأتفهم ذلك.”
بالطبع، لا تزال هناك أيام كثيرة قبل أن تصبح ليليا قوية بما يكفي لحمايتي، ولكن مع ذلك، كلماتها هذه جعلتني أشعر بالطمأنينة.
مجرد وجود شخص لا يكرهني في هذا المكان، مجرد علمي بوجود من يفكر فيّ، كان كافيًا ليبعث في نفسي بعض العزاء.
“مع ذلك، أريد أن أحاول أن أكون جديرة بالمغفرة يومًا ما.”
نطقت ليليا بهذه الكلمات التي لا يمكن إلا أن تُحب، ثم نظرت إليّ وكأنها تطلب الإذن.
في أعماقي، أردت أن أشكرها على كلماتها، وأردت أن أعتذر لها لأنني قابلتها بجفاء حين استقبلتني بحرارة فور وصولي، لكنني كنت بينيلوب لويد.
وهي ليليا الفتاة التي كنت أضايقها وأجعل حياتها جحيمًا.
ابنة البارون الفقيرة التي لم تستطع حتى شراء فستان لحضور الحفل، ربما تكون معتادة على هذه الحياة، ولكنني لست كذلك.
حتى أثناء الهروب، لم أترك فرصة إلا وانتهزتها لإزعاج ليليا والتشاجر معها.
“لا تتسكعي أمامي!”
حتى أثناء تسلق الجبل، عرضتها للخطر أكثر من مرة. لكن ليليا لم تكن من النوع الذي يتحمل الإهانة بصمت.
“صحيح أن عائلتنا ليست غنية، لكن هذا لا يعني أنني معتادة على هذه الحياة. أنا فقط أتحمل الوضع، لأني لا أريد أن أكون عبئًا على الآخرين كما تفعلين أنتِ.”
“آنستي، لا تدفعيني، إنه خطير. وإذا أردتِ، يمكنكِ أن تسبقي كما ترغبين.”
لم تكن بينيلوب تتحمل رؤية ليليا وهي ترد عليها بثقة، مما جعلها تزيد من مضايقتها لها، حتى أصبحتا أشبه بعدوين لدودين في وقت قصير.
لذلك، كنت أعتقد أن ليليا تكرهني أيضًا…
لكنها الآن تقلق عليّ بصدق، بل وسبقتني في الاعتذار.
كيف يمكنني أن أكره مثل هذه الفتاة؟
“حسنًا، إذن، لديّ طلب واحد منكِ. إذا وافقتِ عليه، فسأسامحكِ.”
تعمدت أن أضع شرطًا.
“…ما هو طلبكِ؟”
نظرت ليليا إليّ بوجه مرتبك، وكأنها تتوقع أن أطلب شيئًا غير معقول.
…وكان بالفعل طلبًا غير معقول.
لكن لإنقاذ ذلك العبقري، صديق ولي العهد، الذي يقضي الليل الآن فوق شجرة يراقب تحركات الزومبي، كان هذا الطلب ضروريًا. ولم يكن هناك سوى ليليا أو أوفين لتنفيذه.
لكن أوفين لم يكن سوى طفل في التاسعة من عمره، بجسد صغير وأطراف نحيلة، ولم يكن بوسعي أن أطلب منه ذلك.
لذلك، كانت ليليا أملي الأخير.
“أحتاج إلى دمكِ، وبكمية ليست قليلة.”
ولي العهد لا يمكنه التبرع بدمه لأنه سيغادر، والدوق، الذي سيكون القوة العسكرية الوحيدة المتبقية هنا، لا يمكنه ذلك أيضًا، لأن رائحة دمه ستجذب الزومبي.
لم يبقَ سوى من يعيش الداخل، أي ليليا وأوفين.
أما أنا، رغم بقائي هنا، فلم يكن دمي ذا فائدة، لأنني كنت بالفعل زومبي.
“…دمي؟”
“سمعتُ أن صاحب السمو سيغادر غدًا. الزومبي ينجذبون إلى دماء البشر، وإذا استخدمنا ذلك…”
“ينجذبون إلى الدماء؟”
بدت ليليا مصدومة من هذه الحقيقة التي لم يكن الأبطال قد اكتشفوها بعد.
“نعم، لذا إذا تبرعتِ ببعض الدم، فسيكون بإمكان صاحب السمو العودة بأمان.”
“…صاحب السمو سيغادر القلعة؟”
(ملاحظة : راح اغير كلمة القصر إلى قلعة لأنو وجدتو هو الامثل في السياق وكمان الترجمة والوصف+راح ارجع عدل الفصول اللي قبل بس اجد فرصة)
بدت ليليا متفاجئة من هذه المعلومة، ثم دخلت في حالة من التفكير العميق تطرف عيناها ببطء.
“إذن، تريدين دمي من أجل صاحب السمو؟”
“…نعم، هذا صحيح.”
ترددت للحظة، وكأن سؤالها يحمل معنى خفيًا، لكنني لم أجد خيارًا سوى الإيماء بالموافقة.
“حسنًا، سأفعل ذلك.”
أومأت ليليا برأسها، وقد بدا عليها القبول.
“لكن، أرجوكِ، لا تخبري أحدًا أنني طلبتُ منكِ هذا.”
مرة أخرى، أومأت ليليا بصمت.
إذا علم الدوق أو ولي العهد بذلك، فسوف يطلبان مني أن أتبرع بدمي بدلاً من ليليا.
وبما أنني لا أشعر بالألم، فلن يكون ذلك مشكلة، ولكن كما ذكرتُ سابقًا، دمي لا فائدة منه.
“في المطبخ، توجد زجاجات صغيرة. هل يكفي ملء واحدة منها؟ أم أننا بحاجة إلى ثلاث لضمان سلامة الرحلة؟”
“…واحدة فقط ستكون كافية.”
حاولت ليليا تذكر حجم الزجاجات وهي تشير بيديها، ويبدو أنها كانت تريد المساعدة بأي طريقة ممكنة من أجل إيدوريان.
“شكرًا لكِ.”
توقفت يدها في الهواء، وقد بدت متفاجئة من امتناني المفاجئ.
لو كانت بينيلوب الحقيقية، لما شعرت بهذه المشاعر أبدًا، لكنها كانت كلمات كان يجب أن أقولها.
أن تجرح نفسها لجمع كمية كافية من الدم لم يكن أمرًا سهلًا، خاصة بالنسبة لفتاة نبيلة مثل ليليا.
ومع ذلك، قبلت طلبي دون تردد، بل وكانت أول من مدّ يد العون لي رغم أنها لن تتلقى أي شكر من أحد.
“…آنستي؟”
“لا شيء، مجرد ملاحظة.”
دفعت ليليا برفق خارج الغرفة، ووضعت في يدها الضمادات التي حصلت عليها من إيدوريان.
“أنا متعبة وأريد الراحة.”
“وماذا عن الدم؟”
“إذا تجلط فلن يكون له فائدة، لذا غدًا صباحًا.”
“إذن، هل أُحضره إليكِ صباحًا؟”
بدت ليليا سعيدة بشكل غريب، فحدقت بها للحظة قبل أن أومئ برأسي.
“آه، ولا تنسي شرب الشاي، سيساعدكِ على الشعور بالتحسن.”
مدّت يدها نحوي بإلحاح.
“حسنًا.”
“لكن، لم تأكلي شيئًا منذ أيام. هل ستكتفين بذلك الحساء الخفيف فقط؟ يمكنني إعداد شيء لكِ.”
“أنا بخير.”
“إذا شعرتِ بأي ألم أو احتجتِ إلى شيء، تعالي إليّ.”
وأشارت إلى باب غرفتها.
“إنها هناك.”
نظرتُ إلى حيث كانت تشير، قبل أن أومئ برأسي.
“سآتي إليكِ إذا احتجتُ شيئًا.”
“لكن هذا لا يعني أنني أتمنى لكِ المرض!”
أسرعت في التوضيح وهي تلوّح بيديها.
“أعلم، ليليا.”
بدت مرتاحة أخيرًا، لكنها استمرت في التحديق بي وكأنها تنتظر شيئًا آخر.
“هل غرفتكِ مريحة؟”
أخيرًا وجدت سؤالًا جديدًا، ولم أتمالك نفسي من الضحك.
“شكرًا لاهتمامكِ، لكنني بخير، وأريد فقط أن أرتاح.”
“أوه، صحيح.”
وأخيرًا، عندما أغلقت الباب، سمعتها تقول:
“أراكِ غدًا
، آنستي.”
لسبب ما، شعرتُ أنني اتخذت القرار الصحيح بالمجيء إلى هذه القلعة.
يتبع…
┊ ┊ ┊ ┊
◍ ◍ ◍ ✦
┊ ┊ ┊
◍ ◍ ⸎
┊ ┊
┊ ✦
⸎
التعليقات على الفصل " 6"