“تفجير؟ إذن، كنت تخطط لتدمير القصر الإمبراطوري بأكمله؟”
ضحكت إيفيت ضحكة ساخرة وهي تتأمل كلمات ليون.
“في الرواية الأصلية، حاولوا إحراقه. أما الآن، فقد قرروا تفجيره مباشرة.”
لا عجب أن يكون هذا عمل شخص مجنون.
حجم المخطط كان استثنائيًا بحق.
“ماذا سيحدث لي الآن؟”
سأل ليون بصوت ضعيف وهو مطأطئ الرأس، صوته مشبع بالاستسلام.
“حسنًا، ذلك يعتمد على ما ستفعله من الآن فصاعدًا.”
عند سماع ذلك، عض ليون شفته بقوة ثم أرخاها. ثم سأل بنبرة أكثر هدوءًا:
“ماذا عليّ أن أفعل… لأعيش؟”
منذ لحظة لقائه بإيفيت، استطاع ليون أن يتوقع مصيره إلى حد ما..
كانت تعرف من هو منذ البداية، بل وكانت على دراية بمن يأمره وبما يهدف إليه.
بمعنى آخر، الهروب لن يجدي نفعًا.
“ماذا عليك أن تفعل لتعيش؟”
نظرت إيفيت إلى ليون بدهشة.
“كيف ربوه ليقول مثل هذه الكلمات؟”
في تلك اللحظة، شعرت أن فيكونت ماغنوس ليس إلا قمامة.
“لستُ أنوي قتلك، ولن أدع أحدًا آخر يفعل.”
“…كيف لي أن أصدق ذلك؟”
قبض ليون يديه حتى ابيضت أصابعه.
راقبته إيفيت بهدوء قبل أن تضع يدها على رأسه.
“لا داعي لتصديقي. حتى إن لم تفعل، سأحميك.”
تحدثت إيفيت بجدية.
لم تكن مجرد كلمات لتهدئته.
كانت مصممة حقًا على حماية ليون.
“مشاكل الكبار يجب أن تنتهي عند الكبار.”.
الذي أجبر ليون الصغير على فعل هذا كان فيكونت ماغنوس.
لذا، يجب أن يتحمل فيكونت ماغنوس العقاب بنفسه.
“بالطبع، هذا لا يعني أنني لن أحاسبك على الإطلاق.”
واصلت إيفيت بنبرة لطيفة لكن حازمة:
“ما اقترفته يجب أن تعالجه بنفسك. لكن ذلك هو الحد الأقصى لما يُطلب منك. الباقي، سيتولاه الكبار.”
مع انتهاء كلامها، ربتت إيفيت برفق على رأس ليون.
كما فعلت مع إيدن، كانت لمستها مليئة بالحنان.
تبع ذلك صمت قصير بينهما.
“…”
شعر ليون بيدها على رأسه، وقبض يديه بصمت.
لم يكن يثق بكل كلامها.
لكن في أعماق قلبه، تمنى أن تكون كلماتها صادقة.
كانت هذه المرة الأولى التي يشعر فيها بدفء شخص آخر، وكان ذلك يعني له الكثير..
أخيرًا، اتخذ ليون قراره وفتح فمه:
“…أخبريني، ماذا عليّ أن أفعل؟”.
* * *
“…الجو حار، ماذا أفعل؟”
بعد أن غادرت إيفيت، بقيت ليليانا في مكانها كما أُمرت، لكنها عبست وهي تضيق حاجبيها.
“الحرّ شديد، ماذا أفعل؟”
بعد أن غادرت إيفيت. .
كما أمرتها، ظلّت ليليانا واقفةً في مكانها ببلاهة، فجعدت حاجبيها.
ربّما بسبب كأس النبيذ التي شربته قبل قليل.
شعرت بتأثير السّكر يتسلّل إليها متأخّرًا.
‘عادةً لا أسكر من كأس واحدة…’
يبدو أنّ النبيذ كان أقوى ممّا اعتادت عليه.
‘هل أذهب لأتنفّس بعض الهواء الطّلق قليلًا؟’
لم يكن بإمكانها أن تبقى الوحيدة التي احمرّ وجهها وسط جمع من النّبلاء.
ألقت ليليانا نظرة خاطفة نحو الاتّجاه الذي اختفت فيه إيفيت.
‘على أيّ حال، يبدو أنّ الكونتيسة بلانشيت مشغوله، لذا سأذهب وأعود بسرعة.’
تحرّكت ليليانا على الفور لتغادر قاعة الاحتفال.
كان هناك بعض النّبلاء الذين حاولوا الحديث معها أثناء مرورها، لكنّها تظاهرت بعدم السّماع.
فلم تكن تهتمّ أبدًا بأيّ شخص سوى إيفيت.
‘إلى أين أذهب لأجد مكانًا خاليًا من النّاس؟’
بعد خروجها من قاعة الاحتفال، جالت ليليانا بنظرها حولها متفحّصة المكان.
كانت هذه زيارتها الأولى للقصر الإمبراطوري، فلم تكن تعرف أين يقع شيء.
‘هل أعود إلى غرفة الاستراحة حيث يوجد السير آوين؟’
تردّدت ليليانا للحظة ثم هزّت رأسها.
كانت المسافة إلى غرفة الاستراحة بعيدة جدًا، ولم تكن متأكّدة حتّى إن كان آوين لا يزال هناك.
‘سأذهب إلى الحديقة لبعض الوقت ثمّ أعود.’
إذا طال غيابها، قد تبحث عنها إيفيت.
لذا، بدا من الأفضل ألّا تبتعد كثيرًا عن قاعة الاحتفال.
‘لكن، أيّ اتّجاه يؤدّي إلى الحديقة؟’
فكّرت ليليانا للحظة، ثمّ قرّرت أن تسير للأمام دون تخطيط.
بعد أن مشت لبعض الوقت، شعرت بحرارة غريبة في وجهها.
وفجأة، صادفت شخصًا غير متوقّع.
“كيربيل؟”
حدّقت ليليانا في الشخص بعينين متسعتين.
شعر أحمر كالياقوت وعينان بلون الدم.
وجه وسيم يناسب ذوقها تمامًا، وجسد نحيف لكنّه مشدود.
إذا لم تكن مخطئة، فإنّ الرجل أمامها هو كيربيل بلا شكّ.
لكنّ الغريب أنّه بدا أكبر بعشر سنوات ممّا تتذكّره.
“ليـ، ليليانا؟”
بدا الشخص الآخر متفاجئًا بنفس القدر، فقد فتح فمه مذهولًا وهو ينظر إليها.
كان هناك ارتباك واضح في عينيه القرمزيتين.
“لماذا أنتِ هنا، ليليانا؟”
“ليليانا؟ يجب أن تناديني بالأستاذة.”
قالت ليليانا بصوت صارم متعمّد.
يبدو أنّها لم تدرك أبدًا أنّ الشخص أمامه هو إيفيت.
“هل تمّ دعوتك أيضًا إلى الاحتفال الإمبراطوري؟”
“نعم؟ نعم، نوعًا ما…”
أومأت إيفيت برأسها بحرج.
كان لقاء غير متوقّع جعل عقلها فارغًا للحظة.
‘حتّى في القصّة الأصليّة، لم يكن هناك ذكر لمشاركة ليليانا في الاحتفال…’
توقّفت إيفيت عن التفكير للحظة.
دعوات الاحتفال بعيد ميلاد الإمبراطور كانت تُمنح للنبلاء فقط.
بمعنى آخر، وجود ليليانا، وهي من عامّة الشعب، هنا يعني أنّها تلقّت دعوة من أحد النبلاء.
‘لكن، أليست ليليانا بلا علاقات بين النبلاء؟’
لكي ترسل دعوة، يجب أن تكون العلاقة وثيقة جدًا.
لم تسمع قطّ عن وجود صديق مقرب كهذا لدى ليليانا.
‘شيء ما يبدو غير مريح…’
عضّت إيفيت شفتيها برفق ثمّ أفلتها.
ظهور ليليانا كان متغيّرًا لم تتوقّعه على الإطلاق.
ربّما لهذا السبب شعرت بانقباض غامض.
“بالمناسبة، من ذلك الطفل بجانبك؟”
عندما لم تجب إيفيت، انتقلت عينا ليليانا بشكل طبيعي إلى ليون.
شعر ليون بالضيق من اهتمامها، فاختبأ خلف ظهر إيفيت.
“إنّه طفل أعتني به مؤقّتًا.”
ربتت إيفيت بلطف على كتف ليون، ثمّ نظرت إلى ليليانا.
“إنّه خجول جدًا، فأرجو أن تتفهّمي.”
“فهمت.”
لحسن الحظ، لم تبد ليليانا اهتمامًا كبيرًا بليون.
عاد نظرها الخضراء اللامعة إلى كيربيل.
“بالمناسبة، هذا مذهل حقًا. كيف يمكن للمرء أن يكبر هكذا في وقت قصير؟”
“ههه… لقد حدث ذلك بطريقة ما.”
ضحكت إيفيت بتصنّع وهي تمرّر يدها في شعرها.
كان التظاهر بأنّها كيربيل أمام ليليانا يجعلها تتصبّب عرقًا باردًا.
“ليلي، أقصد، أستاذة، إلى أين أنتِ ذاهبة؟”
“آه، شربت بعض النبيذ قبل قليل، فخرجت لاستنشق بعض الهواء.”
ابتسمت ليليانا بوضوح وهي تفرك خدّها بظهر يدها.
“أشعر بالحرج إذا كنت الوحيدة التي احمرّ وجهها.”
“التجوّل بمفردك خطر، فلنعد معًا إلى قاعة الاحتفال.”
مدّت إيفيت ذراعها بحذر إلى ليليانا.
لم تستطع ترك ليليانا بمفردها.
فإذا حدث لها شيء، لم يكن بإمكانها توقّع كيف سيتفاعل كيربيل.
“هل تقدّم لي مرافقة؟ هذا مؤثّر!”
ضحكت ليليانا بخفّة ووضعت يدها على ذراع إيفيت.
أشارت إيفيت إلى ليون ليتبعها، ثمّ سارعت نحو قاعة الاحتفال.
شعرت أنّ عليها إخبار كيربيل بأنّ ليليانا هنا في أقرب وقت.
* * *
في هذه الأثناء، في الوقت ذاته.
توجّه كيربيل مع سكرتيره إلى غرفة الانتظار خلف المنصّة.
كان ذلك للتحضير لحفل تقديم الهدايا، وهو الحدث الأبرز في هذا الاحتفال.
في غرفة الانتظار الصغيرة، كانت الخادمات ينتظرن لتجهيز إطلالته
.
ما إن دخل كيربيل حتّى بدأن العمل على الفور.
‘لماذا يتعيّن عليّ القيام بهذا الأمر المزعج؟’
تذمّر كيربيل داخليًا لكنّه سلّم نفسه بهدوء لأيدي الخادمات.
فلو تكلّم بطريقة خاطئة هنا، قد يُكتشف أنّه ليس إيفيت الحقيقيّة.
بينما كانت الخادمات تزيّن كيربيل، بدأ السكرتير يشرح له الأمور التي يجب الانتباه إليها.
كانت معظمها تتعلّق بآداب مقابلة الإمبراطور.
لكن، بين كلّ تلك التعليمات، كان هناك شيء أكّده السكرتير بشدّة.
كان ذلك متعلّقًا بالهديّة التي سيقدّمها مباشرة إلى الإمبراطور.
“هذا الصندوق الذهبي هو قطعة نادرة لا مثيل لها في الإمبراطوريّة. لقد أمر الإمبراطور السّابق بصنعه خصيصًا للاحتفال بعيد ميلاد جلالة الإمبراطور. لذا، يجب ألّا يُصاب بأيّ خدش.”
استمرّ السكرتير في الحديث مطوّلًا عن قيمة الصندوق الذهبي.
لكنّ كيربيل لم يكن يركّز على كلامه أبدًا.
كانت أفكاره منصبّة بالكامل على ليليانا.
‘قالت إنّها تلقّت دعوة من شخص يُدعى السير آوين.’
صرّ كيربيل على أسنانه بصمت.
من بين كلّ الأسماء، لماذا “آوين” بالذّات؟
‘آوين ماغنوس، هل هو من فعل هذا؟’
لم يكن هناك أحد غيره قد يجذب ليليانا إلى مثل هذا المكان.
من المؤكّد أنّه دعاها لأنّه يعرف أنّها نقطة ضعفه.
‘لم أتوقّع أن يتذكّر حتّى هذه التفاصيل.’
بسبب إعادة الزمن مرّات عديدة، تذكّر الفيكونت ماغنوس مستقبلًا لم يحدث بعد.
يبدو أنّ تلك الذكريات تضمّنت معلومات عن ليليانا أيضًا.
‘كان يجب أن أقتله أوّلًا.’
بينما كان كيربيل يفكّر في ندم متأخّر، قاطعه السكرتير:
“هل تستمع إليّ؟”
كان السكرتير قد وضع يديه على خصره وتحدّث بنبرة صارمة.
استفاق كيربيل من أفكاره وأومأ برأسه ببرود.
“أستمع.”
تنهّد السكرتير تنهيدة خفيفة ثمّ واصل:
“أكرّر مرّة أخرى، لا تُسقط هذا الصندوق أبدًا. إنّه ثمين لدرجة لا يمكن شراؤها بالمال…”
عندما كرّر السكرتير كلامه، لم يعد كيربيل يتحمّل فقاطعه:
“حسنًا، أعطه لي بسرعة.”
بنبرة حادّة، أجبر السكرتير على تسليمه الصندوق الذهبي الصغير بتردّد.
لم تكن عبارة “لا يمكن شراؤه بالمال” مبالغة، فقد كان الصندوق مرصّعًا بالجواهر المتلألئة من كلّ جانب.
قدر كيربيل وزنه تقريبًا وأمسك الصندوق بكلتا يديه.
فجأة، سمع صوت أحد الخدم من ممرّ يؤدّي إلى المنصّة:
“حان وقت الخروج.”
تبع كيربيل إرشادات السكرتير وتوجّه إلى الممرّ.
كانت أصوات قاعة الاحتفال تتسرّب عبر الستائر التي تفصل الممرّ.
“الآن، سيبدأ حفل تقديم الهدايا.”
أعلن أحد الخدم الواقفين أسفل المنصّة بدء الحفل.
عند هذا الإشارة، تقدّم كيربيل إلى المنصّة ممسكًا بالصندوق الذهبي.
ما إن ظهر حتّى ساد الصمت في قاعة الاحتفال الصاخبة.
تجمّعت كلّ الأنظار عليه.
‘أين ليليانا؟’
بينما كان يخطو، جال بنظره بسرعة في القاعة.
في تلك اللحظة، رأى ليليانا تدخل القاعة مع إيفيت.
تساءل للحظة عن سبب وجودهما معًا، لكنّه اطمأنّ عندما رأى ليليانا بخير، فعاد للتركيز على دوره.
“لا داعي للتوتّر، كونتيسة بلانشيت. فقط تصرفي كما تدرّبت.”
عندما وقف في وسط المنصّة، رحّب به الإمبراطور لياندري وهو يبتسم.
لم يردّ كيربيل بابتسامة، بل انحنى بوجه جامد.
“إنّه شرف عظيم أن أتمكّن من تقديم هديّة إلى شمس الإمبراطوريّة العظيمة، جلالة الإمبراطور.”
نطق كيربيل بكلماته بنبرة خالية من الحياة، ثمّ جثا على ركبته أمام لياندري.
عندما كان على وشك تسليم الصندوق الذهبي إلى لياندري،
دوّى، بوم!
كأنّما كان ينتظر هذه اللحظة بالذّات، انفجار مدوٍّ هزّ المكان من كلّ الجهات.
في لحظة، تحوّلت قاعة الاحتفال الهادئة إلى فوضى عارمة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 50"