ارتعد ليون من هذا الإحساس المرعب، وتراجع إلى الخلف في ذعر.
سرعان ما خيّم صمت ثقيل على غرفته.
كان ليون يحدق في الفراغ بنظرة شاردة، ثم اقترب من الصندوق مجددًا كمن سحره شيء ما.
مد يده المرتجفة ببطء، وضم الصندوق إلى صدره.
“لا أريد… أن أموت.”
كانت حياته سلسلة من التحديات الشاقة التي عاشها بصعوبة.
والآن، بعد أن أُتيحت له أخيرًا فرصة لعيش حياة جديدة،
لم يكن بإمكانه أن يضيع هذه الفرصة بهذه الطريقة.
أخذ ليون نفسًا عميقًا وأغمض عينيه.
وعندما فتحهما مجددًا، كانت عيناه الذهبيتان تلتمعان ببريقٍ بلا تركيز.
—
بعد انتهاء استجواب البارون لاريسي،
عادت إيفيت إلى غرفة نومها واتجهت مباشرة إلى السرير.
ربما بسبب التوتر الذي عاشته طوال اليوم،
شعرت بموجة من الإرهاق تغمرها فجأة.
استلقت إيفيت على السرير، وضغطت بظهر يدها على عينيها بقوة.
وحيدة الآن، شعرت بثقلٍ يجثم على قلبها.
“تبقى يومان فقط حتى الاحتفال بعيد ميلاد الإمبراطور، أليس كذلك؟”
كم كانت تأمل أن تجد ليون قبل موعد الاحتفال.
لكن الوقت الضيق جعل الأمر يبدو شبه مستحيل.
“ربما يكون العثور عليه يوم الاحتفال هو الخيار الأسرع.”
الفيكونت ماغنوس سيحاول بالتأكيد استخدام ابنه ليون كقربان.
وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد أن يكون ليون بالقرب من قاعة الاحتفال.
“لو تحرك ليون وفقًا لما حدث في القصة الأصلية، سيكون ذلك مثاليًا.”
في القصة الأصلية، قام ليون بتثبيت أدوات سحرية مصنوعة خصيصًا في أرجاء القصر الإمبراطوري لإشعال حريق.
وكانت إيفيت تعرف بدقة مواقع تلك الأدوات.
“لكن من الصعب أن أتحقق من كل تلك المواقع بمفردي…”
نظرت إيفيت إلى السقف بتأمل.
“هل أطلب مساعدة السيد كيربل؟”
باعتباره دوقًا، لن يتمكن نويل من التحرك بحرية يوم الاحتفال.
لكن كيربل مختلف.
كان بإمكانه البحث عن ليون دون أن يلاحظه أحد.
“الآن وقد فكرت في الأمر، يبدو السيد كيربل هادئًا بشكل غريب مؤخرًا.”
لأسباب مجهولة، شعرت أنه أصبح أكثر هدوءًا من المعتاد.
“هل من الممكن أن يكون قد غيّر رأيه الآن؟”
عبست إيفيت قليلاً.
لكن هذا القلق لم يدم طويلاً.
هزت رأسها نافية الفكرة.
“مستحيل. حياة ليليانا على المحك، لا يمكن أن يكون قد تخلى عنها.”
كيربل كان الشخص الذي سيضحي بحياته من أجل حماية ليليانا.
لم يكن منطقيًا أن يغير رأيه الآن.
“بالتأكيد لديه خططه الخاصة.”
طردت إيفيت شكوكها بجهد، ثم نهضت فجأة من مكانها.
“بما أنني فكرت في الأمر، سأذهب للتحدث معه الآن.”
في اللحظة التي فتحت فيها الباب،
“يبدو أن قلوبنا متصلة.”
كانت إيفيت على وشك التقدم دون تفكير، لكنها اصطدمت بصدر عريض.
رفعت رأسها لترى نويل ينظر إليها مبتسمًا.
“نويل؟”
نظرت إليه إيفيت بعينين متسعتين.
“ألم تقل إنك ذاهب للعمل؟”
بعد انتهاء استجواب البارون لاريسي، قال نويل إنه عليه التعامل مع بعض الأمور وغادر مبكرًا.
“لم يمر ساعة حتى الآن، هل أنهيت عملك بالفعل؟”
بينما كانت تفكر بدهشة،
فتح نويل فمه بهدوء:
“جئت لأنني اشتقت إليك.”
ثم انحنى ببطء،
ووضع قبلة رقيقة على جبين إيفيت قبل أن يبتعد.
“أليس من الغش أن تقول شيئًا كهذا فجأة؟”
تمتمت إيفيت وهي تفرك جبينها بيدها.
شعرت بحرارة في المكان الذي لامست فيه شفتاه.
“أنا فقط أعبر عن مشاعري بصدق، ما المشكلة في ذلك؟”
ضحك نويل بخفة، وأمسك يدها التي تفرك جبينها،
ثم قبل أطراف أصابعها برفق كما فعل مع جبينها.
“ألم تشتاقي إليّ؟”
تمتم بنبرة متظاهرة بالحزن، فنظرت إليه إيفيت وعضت شفتيها برفق.
يا له من رجل يعرف كيف يستخدم وسامته!
“حتى الطريقة التي تتحدث بها بهذا الوجه هي غش!”
تمتمت إيفيت بصوت خافت، ثم أدخلته إلى الغرفة،
حذرة من أي أعين قد تكون تترصدها.
“ما المشكلة بوجهي؟”
سأل نويل ضاحكًا، فنظرته إيفيت بنظرةٍ ليست جادة.
“أنت تعرف ماذا سأقول، فلماذا تسأل؟”
“لأنني أريد أن أسمعها من فمك مباشرة.”
أجاب نويل بوقاحة ساحرة.
هزت إيفيت رأسها كمن لا يستطيع مقاومته، لكنها ابتسمت.
“انتظر لحظة، سأطلب من فيليا إحضار الشاي…”
بينما كانت تتحرك لتغادر،
“لا داعي للشاي.”
أمسك نويل ذراعها برفق ليوقفها،
ثم جذبها نحوه بحركة خفيفة.
مالت إيفيت إلى حضنه، واحمر وجهها قليلاً.
“ما الذي تفعله؟”
“لنقل إنه لتغيير المزاج.”
نظر إليها نويل بابتسامة خفيفة.
“يبدو أن اليوم لم يكن ممتعًا بالنسبة لك.”
رمشت إيفيت ببطء.
“هل جاء لأنه قلق عليّ؟”
كانت تعتقد أنها أخفت مشاعرها جيدًا،
لكن يبدو أن نويل لاحظ ما يدور في قلبها.
“كيف عرفت أن مزاجي ليس جيدًا؟”
“ألم أقل لك من قبل؟ أنا دائمًا ما اتاملك”
قال نويل، وضغط برفق على رأسها لتستند إليه.
ترددت إيفيت للحظة، ثم مدت يديها وضمته من خصره بقوة.
“الآن وأنا هكذا، أشعر فعلاً بتحسن.”
أغمضت إيفيت عينيها وفركت جبينها بصدر نويل برفق.
في البداية شعرت ببعض الخجل،
لكن جسده الذي يدعمها كان أكثر صلابة مما توقعت، فشعرت بالراحة.
بينما كانت تفرك وجهها كقطة، بدأت عينا نويل تضيقان تدريجيًا.
اتجهت نظرته بشكل طبيعي إلى عنق إيفيت.
على الرغم من أن الملابس تغطيه، كان يعلم أن هناك زهرة تركها مزهرة تحته.
عندما تذكر ذلك، شعر بجفاف في حلقه.
“يبدو أن الغشاش الحقيقي هو أنتِ، ولست أنا.”
“أنا؟ متى؟”
رفعت إيفيت رأسها بوجهٍ مرتبك، فضحك نويل كمن نفد منه الهواء.
ثم مد يده ليرتب شعرها الأمامي.
“لا شيء، لا شيء.”
كبح نويل رغباته بمهارة، وأفلت إيفيت من حضنه.
كان يرغب في البقاء معها أكثر،
لكنه جاء في منتصف تقرير، فلم يستطع البقاء طويلاً.
“يجب أن أعود الآن.”
عندما تراجع خطوة، ظهرت لمحة من الأسى على وجه إيفيت.
لم يفوت نويل تلك النظرة، وشعر برغبة قوية في إغلاق الباب والتوقف.
لكن الرغبة يجب أن تبقى مجرد رغبة لافعلا.
“إذًا، استريحي جيدًا.”
مع تحية قصيرة، استدار نويل.
لكنه توقف بعد خطوة واحدة.
اقتربت إيفيت فجأة وقبلته.
في لحظة لامست فيها شفتاها الناعمتان شفتيه، تجمدت أفكاره.
“هذه… تعبير عن الشكر.”
تمتمت إيفيت بصوت خافت، وخفضت رأسها خجلاً، ثم دفعته نحو الباب.
“إذًا، عد بحذر! وأكمل عملك جيدًا!”
بام!
أغلق الباب أمام عينيه، فضحك نويل متأخرًا.
“مجنون… مجنون تمامًا.”
همس وهو يمسح وجهه بيده.
—
“إذًا، تقولين إن هذا الخادم قد يكون في القصر الإمبراطوري؟”
“الاحتمال ليس مستبعدًا. بالنسبة للفيكونت ماغنوس، تزوير هوية خادم ليس بالأمر الصعب.”
أجابت إيفيت بجدية.
بعد مغادرة نويل…
أخذت نفسًا عميقًا لتهدئة قلبها النابض بعنف، ثم اتجهت مباشرة نحو غرفة كيربيل.
كانت تخشى ألا تجده في مكانه، لكن لحسن الحظ، ما إن طرقت الباب حتى فتحه كيربيل بعد لحظات قليلة.
“ألا يُعتبر وجود حليف واحد على الأقل داخل القصر الإمبراطوري ميزة كبيرة، حتى بالنسبة لفيكونت ماغنوس؟”
“حسنًا… ليس كلامًا خاطئًا تمامًا.”
تمتم كيربيل وهو يجلس متكئًا على كرسيه بطريقة مائلة.
“الآن وقد فكرت في الأمر، يبدو أن ذلك الرجل استخدم حيلة مشابهة من قبل.”
“حقًا؟ وما نوع تلك الحيلة؟”
“في ذلك الوقت، كما قلتِ، أرسل خادمًا ليتسلل إلى القصر، ثم استغله لمحاولة إحراقه.”
“يبدو مشابهًا للرواية الأصلية.”
أومأت إيفيت برأسها بهدوء، لكنها توقفت فجأة.
“الآن وقد تذكرت… ربما يعرف كيربيل شيئًا عن ليون أيضًا.”
كان كيربيل قد أخبرها من قبل أنه استخدم قطعة أثرية لإعادة الزمن عشرات المرات. ألم يكن من الممكن أن يكون قد التقى بليون في إحدى تلك المستقبلات العديدة؟
“أخبرني، سيد كيربيل، هل كان هناك بين المستقبلات التي اختبرتها واحدٌ التقيت فيه بذلك الخادم مباشرة؟”
عند سؤال إيفيت، ارتسمت على وجه كيربيل تعبير غامض.
“لماذا تهتمين هكذا بخادم لا تعرفين حتى هويته؟”
رد بسؤال جعل إيفيت تنتفض دون قصد.
“يا لها من حدة ملاحظة لا داعي لها!”
حاولت السيطرة على تعابير وجهها وفتحت فمها لتجيب:
“حسنًا… أليس من الممكن أن يكون ذلك الخادم مفتاحًا للقبض على فيكونت ماغنوس؟”
“قد يكون، لكن ذلك ليس مؤكدًا، أليس كذلك؟”
تمتم كيربيل وقد عدّل من جلسته.
“منذ زمن وأنا أفكر أن هناك شيئًا مريبًا فيكِ.”
تفحصت عيناه الحمراوان وجه إيفيت بنظرة ثاقبة.
“منذ البداية، كنتِ تعرفين اسمي الحقيقي. وعلى الرغم من أنكِ لستِ ساحرة، فإنكِ تملكين معرفة بأسرار برج السحر…”
بدأ يسرد النقاط التي أثارت شكوكه، محدقًا بعيني إيفيت.
“مهما فكرتُ في الأمر، هذه ليست معلومات يمكن لابنة نبيلة عادية أن تعرفها.”
“لا أفهم عما تتحدث.”
أجابت إيفيت متظاهرة بالبراءة، مبتعدة عن نظراته.
تسارعت دقات قلبها وهي ترى المحادثة تنحرف إلى مسار غير متوقع.
“هل يمكن أن يكون قد اكتشف أنني لست إيفيت بلانشيت الحقيقية؟”
كانت تخشى مثل هذا الموقف، لذا تجنبت الحديث عن ليون بحرص.
يبدو أن كيربيل كان أكثر حدسًا مما توقعت.
“أعتقد أن الوقت الحالي يجب أن يُركز على فيكونت ماغنوس، لا عليّ.”
قالت إيفيت بحزم وقد استعادت رباطة جأشها.
عندها، نظر إليها كيربيل مليًا ثم هز كتفيه.
خفت حدة نظرته الحمراء التي كادت تخترقها.
“حسنًا، هذا صحيح.”
استسلم كيربيل بسهولة، فتنفست إيفيت الصعداء في داخلها.
حتى لو اكتشف سرها يومًا ما، فالآن ليس الوقت المناسب لكشفه.
“على أي حال، أجب على سؤالي. ألم تلتقِ بذلك الخادم ولو مرة واحدة؟”
“لم أتحدث إليه مباشرة، لكنني رأيته من بعيد عدة مرات.”
“إذن، أنت تعرف شكله؟”
“للأسف، لا أحتفظ بصور الوجوه التي أراها في ذاكرتي. أنا من النوع الذي يتذكر فقط ما هو مهم.”
تنهدت إيفيت بخفة عند سماع إجابته.
“أنت دائمًا غير مفيد في مثل هذه اللحظات.”
تمتمت بصوت خافت، فنظر إليها كيربيل بعينين متقلصتين.
“قلت إنني لا أتذكر وجهه، لكنني لم أقل إنني لا أعرف شيئًا عنه.”
“ماذا؟ إذن، ماذا تعرف؟”
نظرت إليه إيفيت بعينين متلألئتين، كأنها لم تتنهد منذ لحظات.
ضحك كيربيل ضحكة خافتة وهو يرى تحولها المفاجئ.
“وجهكِ هذا يجعلني أتردد في إخبارك.”
“لا تمزح! الوضع الآن لا يحتمل التأخير.”
ضغطت عليه إيفيت، ففتح كيربيل فمه على مضض، بوجه يظهر عدم رغبته.
“إذا كانت ذاكرتي صحيحة، فذلك الخادم كان ابنًا غير شرعي لفيكونت ماغنوس، رباه سرًا بعيدًا عن أعين برج السحر.”
“هذا ما أعرفه بالفعل.”
أومأت إيفيت برأسها بخفة.
“وماذا بعد؟”
“أتذكر أنه تعلم بعض الحيل من والده. في آخر مستقبل رأيته، استخدم تلك الحيل ليتسلل إلى القصر كخادم.”
كانت هذه أيضًا معلومات تعرفها إيفيت بالفعل.
“لا جديد إذن.”
ابتلعت إيفيت خيبتها وأومأت برأسها.
“إذن، من المؤكد تقريبًا أنه في القصر.”
“بالضبط.”
اتكأ كيربيل على ذراع الكرسي، محدقًا بإيفيت بنظرة عميقة.
“إذن، كيف تنوين العثور على ذلك الخادوم؟”
“أسهل طريقة هي إصدار أمر تفتيش في القصر، لكن…”
توقفت إيفيت عن الكلام.
لإصدار أمر تفتيش، يجب إقناع الإمبراطور أولاً. وهذا يتطلب شرح وجود ليون وكيف حصلت على هذه المعلومات.
“من نواحٍ عديدة، سيكون من الصعب تفسير ذلك.”
لا يمكنها القول إنها قرأت ذلك في الرواية الأصلية، ولا يمكنها استخدام كيربيل كذريعة.
“لكن، البحث في القصر دون إذن الإمبراطور لن يكون سهلاً…”
مع اقتراب موعد الحفل، كان القصر في حالة تأهب أمني مشددة.
التجول بلا هدف قد يثير الشكوك دون داعٍ.
“لو أجد ليون قبل الحفل…”
لكن اقتحام القصر دون دعوة كان مستحيلاً.
“هل أطلب من نويل؟”
نويل بلا شك يمكنه ترتيب لقاء مع الإمبراطور.
“لكن بأي حجة أطلب منه ذلك؟”
فكرت إيفيت للحظات ثم هزت رأسها.
مهما فكرت، بدا طلب المساعدة من نويل فكرة سيئة.
“حتى لو التقيت بالإمبراطور، لن أتمكن من التجول في القصر بحرية.”
بينما كانت تفكر في خيارات أخرى، انفتح الباب قليلاً، وظهر رأس ذو شعر أحمر ناري.
“إيدن؟”
تعرفت إيفيت عليه فورًا واتسعت عيناها.
عندما نادت اسمه، توقف إيدن عن الدخول وتجمد في مكانه.
“ما الذي حدث الآن؟”
سأل كيربيل بفتور بعد أن لاحظ إيدن متأخرًا.
انكمش إيدن أكثر، وهو بالكاد يتحرك.
“أنا… كنت فقط… أشعر بالملل…”
تمتم إيدن بصوت خافت وهو يخفض رأسه، بوضوح في حالة إحباط.
“لا بأس، تعال إلى هنا، إيدن.”
لم تستطع إيفيت تحمل رؤيته هكذا، فمدت يدها إليه.
منذ الحادث الذي كاد يصيبها، لم ترَ إيدن لفترة. كانت مشغولة، لكن الأهم أن إيدن هو من تجنبها.
“هل يمكنني البقاء معكما؟”
تردد إيدن، ثم رفع رأسه ببطء عندما مدّت إيفيت يدها.
“بالطبع.”
ابتسمت إيفيت له كما في السابق.
عندما اكتشفت أنه من المتحولين، شعرت بالحيرة قليلاً، لكن ذلك لم يجعلها تكرهه أو تنفر منه.
“بل على العكس، أعتقد أنه لطيف.”
تخيلت إيدن في هيئة ثعلب، فارتسمت ابتسامة على شفتيها.
“إيفيت…!”
عندما رأى إيدن ابتسامتها الودودة، اندفع إليها بعناق دافئ، وكأنه تخلص من ثقل أيام من القلق الخفي.
“حتى وإن كنت ثعلبًا، ألا تكرهينني؟”
سأل إيدن بصوت مكتوم وهو متشبث بها.
ربتت إيفيت برفق على رأسه.
“كان يجب أن أذهب إليه بنفسي.”
شعرت بالأسف وهي ترى عينيه تتجنبان النظر إليها.
“لا، لا أكرهك أبدًا.”
“حقًا؟ لا أبدو مقززًا أو مخيفًا؟”
“أبدًا.”
عندها، بدا إيدن مطمئنًا أخيرًا، ونظر إليها بابتسامة مشرقة.
التعليقات لهذا الفصل " 46"