“ألا ترى أن الوقت قد حان لطلب المساعدة من برج السحرة؟”
“أنت تعلم جيدًا، يا نويل، أن هؤلاء القوم لن يقدموا يد العون بسهولة، مهما توسلنا إليهم.”
أطلق لياندرو تنهيدة عميقة كأن الأرض تنهار تحت قدميه، وهو يعبث بشعره في إحباط.
“بالتأكيد سيطالبون بشروطٍ سخيفة، وسيحاولون انتزاع المزيد من أحجار المانا.”
“إن لم نتمكن من إيقاف الفيكونت ماغنوس، فلن تكون خسارة أحجار المانا هي النهاية.”
“هذا صحيح، ولكن…”
نقر لياندرو لسانه بنزق، ثم نظر إلى نويل وقال:
“ما رأيك أن نطلب تعاون الساحر الذي في منزلك؟ أليس هو أيضًا يطارد الفيكونت ماغنوس؟”
“كيربيل فيتوراس، في الوقت الحالي، يعاني من تهتك نواة المانا لديه.”
“…ماذا؟ ألا يعني ذلك أنه لا يستطيع استخدام السحر؟”
“ليس إلى تلك الدرجة بعد، لكنه يقول إن حالته تزداد سوءًا كلما استخدم السحر.”
طرق نويل على الطاولة بأطراف أصابعه وهو يكمل حديثه:
“بحلول الآن، ربما يكون قد أدرك بعض جوانب الموقف. تحدث معه، على الأقل ابدأ النقاش. لن يتأخر التفاوض على الشروط حتى تلك اللحظة.”
“…حسنًا، سأحاول على الأقل.”
أومأ لياندرو برأسه بنظرة مترددة، لا تخلو من الامتعاض.
بعد ذلك، تبادل نويل ولياندرو حديثًا قصيرًا عن الاحتفال المنتظر. وبما أن خطط الفيكونت ماغنوس للوصول إلى القصر الإمبراطوري لا تزال غامضة، فقد تقرر فرض رقابة صارمة على دخول الغرباء مؤقتًا.
بعد انتهاء الاجتماع القصير، غادر نويل القصر على الفور. عرض عليه لياندرو تناول الشاي، لكنه رفض بصرامة بحجة أن لديه أمورًا عاجلة.
“ربما قد تكون استيقظت الآن.”
في العربة التي كانت تقلّه إلى قصر الدوق، حدّق نويل من النافذة إلى الناس المارين في الشوارع بنظرة ساهمة. كان فكره معلقًا بفكرة واحدة فقط:
“…أريد الذهاب لرؤيتها بسرعة.”
—
في مقهى مكتظ بالناس، سألت إحدى الفتيات بحماس:
“آني، سمعت أنك حصلت مؤخرًا على عمل في قصر دوق أبيرون. هل هناك أي أخبار مثيرة؟”
ترددت الفتاة المسماة آني قليلًا قبل أن تجيب:
“حسنًا، عندما تم توظيفي، وقّعت على تعهد بالحفاظ على سرية كل ما يحدث في القصر…”
هزت رأسها بخجل، فألحت عليها صديقة أخرى بنبرة مشاكسة:
“إذا أبقينا أفواهنا مغلقة ولم نخبر أحدًا، فلن يعرف أحد! هيا، أخبرينا!”
استسلمت آني أخيرًا لإلحاح صديقاتها، وبدأت تتحدث بحذر:
“في الآونة الأخيرة، يقيم ضيف الدوق في الجناح المنفصل.”
“ضيف؟ أي نوع من الضيوف؟”
“أتعرفون ذلك الشخص…”
نظرت آني حولها بحذر، ثم خفضت صوتها حتى لا يسمعها سوى صديقاتها:
“إنهل الكونتيسة بلانشيت.”
“آه، تقصدين خطيبته؟”
“يبدو أن الإشاعات عن زواجهما قريبًا صحيحة، طالما أنها تقيم في الجناح المنفصل.”
بينما كانوا يتحدثون بحماس عن زواج نويل وإيفيت، أضافت آني بهدوء:
“وأحضرت معها حارسًا وسيمًا بشكل لا يصدق.”
“…حارس؟ إلى أي درجة وسيم؟”
“آني، أنتِ عادةً ما تكونين صعبة الإرضاء. إذا قلتِ إنه وسيم، فلا بد أنه وسيم حقًا!”
بدأت الصديقات يبدين فضولًا متزايدًا، فواصلت آني حديثها بنبرة أكثر حماسًا:
“شعره وعيناه بلون الياقوت الأحمر، جميلان جدًا. وهو طويل القامة مثل دوق أبيرون… ونظراته، كيف أصفها؟ عميقة جدًا.”
بدت آني مسرورة وهي تتخيل الأمر، واحمرّت وجنتاها قليلًا.
“في الآونة الأخيرة، لم يخرج كثيرًا بسبب وعكة صحية، لكن كلما رأيته، شعرت أن عيني تتأمل تحفة فنية.”
“يا لكِ من محظوظة! تعملين وترين رجلين وسيمين في الوقت ذاته. أتمنى لو أعمل في مكان كهذا.”
بينما كانت الصديقات يعبرن عن حسدهن، اقترب رجل من خلف آني وقال:
“أعتذر عن مقاطعة حديثكم، لكن هل يمكنكِ منحي بعضًا من وقتكِ؟”
كان الرجل يرتدي قلنسوة تخفي وجهه، ولم يكن واضحًا سوى قناع يغطي نصف وجهه.
“…مَن أنت؟”
نظرت آني إليه بذعر وخوف. عندما التقت عيناهما، رفع الرجل زاوية فمه وابتسم بلطف.
وبعد لحظات قليلة، أومأت آني برأسها كمن سُحر، وقالت:
“إذا كان للحظة فقط، فلا بأس.”
“هذا جيد. إذن، دعي بقية السيدات يواصلن حديثهن.”
ابتعد الرجل بنفس الهدوء الذي اقترب به. نهضت آني من مقعدها لتتبعه، فصاحت صديقاتها مذعورات وحاولن منعها:
“ماذا تفعلين، آني؟ كيف تتبعين شخصًا لا تعرفينه؟”
“صحيح، يبدو شخصًا مريبًا. لا تعرضي نفسك للخطر!”
“سأعود بسرعة، لا تقلقوا.”
لكن آني تجاهلت توسلاتهن وتبعت الرجل بخطوات ثابتة.
بقيت الصديقات المتبقيات يتبادلن النظرات المرتبكة في حيرة من أمرهن.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 35"