بنبرة ماكرة. كانت نبرته لاذعة، واضحة الحدّة لكل من يسمعها، فما كان من نويل إلا أن ضيّق عينيه في حذر.
«لقد كدت أن اموت وأنا تحمي خطيبتك، أليس كذلك؟ ألا يُعدّ تجاهلك للتحية قسوة زائدة؟»
«…أليس من الطبيعي أن يحمي الحارس سيّده؟»
أجاب نويل ببرود، متقدّمًا خطوة ليقف أمام كيربيل مباشرة.
في تلك اللحظة التي تقاطعت فيها أنظارهما، توتّرت أجواء المخزن، كأن خيطًا مشدودًا يهدّد بالانقطاع.
«أم أنك تريد مني، على وجه الخصوص، أن أمنحك مديحًا؟»
«كلا، بالطبع. ما الجدوى من مديح لا قيمة له؟ لمَ أرغب فيه أصلًا؟»
ضحك كيربيل ساخرًا، وهو يضع يده على كتف إيفيت. ثم، بنبرة خافتة ومستفزّة، تمتم وكأنه يتعمّد إثارة نويل:
«بل ربما أفضّل قبلة من امرأة تروقني.»
«…»
في اللحظة التي لامست فيها يده إيفيت، تجمّدت ملامح نويل في برود مخيف.
«أبعد يدك.»
خفض نويل صوته في تحذير واضح. لكن كيربيل، بدلاً من الامتثال، زاد في استفزازه، ووضع ذراعه حول كتفي إيفيت متعمدًا إظهار ذلك.
إيفيت، التي وجدت نفسها فجأة محاصرة بين الرجلين، ارتسمت على وجهها نظرة ذهول.
«ما الذي يحدث مع هذين الرجلين؟»
كانت تتفهّم، إلى حد ما، ردة فعل نويل، لكن تصرفات كيربيل بدت لها لغزًا محيّرًا. كبتت رغبتها في دفع كيربيل بعيدًا، وفتحت فمها بأقصى ما تستطيع من هدوء:
«…بدلاً من هذا الجدال هنا، ألا يُفضّل أن نخرج ونتحدث بهدوء؟»
كانت كلماتها محاولة يائسة لتهدئة الموقف، لكنها، للأسف، لم تصل إلى أذني نويل وكيربيل.
«قلتُ لك، أبعد يدك.»
«ولمَ يجب أن أفعل؟»
ابتسم كيربيل بمكر، وكأنه يتعمّد استفزاز نويل بكل وضوح.
«…لا أعرف ما الذي تفكر فيه، لكن من أجل سيّدتك، يُفضّل أن تتوقف عن هذه المهاترات.»
بدا أن نويل أدرك نوايا كيربيل، فلم يُظهر ردة فعل مبالغة كما في السابق، لكن نظرة الاستياء في عينيه ظلّت واضحة.
«إيفيت، لا تبقي هناك. تعالي إليّ.»
قرر نويل، على ما يبدو، تجاهل كيربيل، ونقل نظره إلى إيفيت.
عندما التقت أعينهما، شعرت إيفيت، دون إرادة منها، بقلبها يخفق بقوة.
«…مهما كان حبي لنويل، أليس هذا مبالغًا فيه؟»
ابتلعت إيفيت تنهيدة داخلية، وهي تنفض ذراع كيربيل عن كتفها.
في تلك اللحظة بالذات، ظهر سيد، يلهث بصعوبة ووجهه يعكس الإرهاق الشديد.
«هَف… هَف… يا سيّدي، كيف تذهب وحدك هكذا؟ كدتُ أضيع في الطريق بمفردي!»
ردّ نويل بلامبالاة: «ولمَ تكون هذه غلطتي؟ إنها غلطتك لأنك بطيء.»
ثم عاد بنظره إلى إيفيت، وارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة.
«خطيبتي العزيزة، يبدو أنكِ دائمًا ما تجذبين المشاكل أينما ذهبتِ.»
«…لم أقصد أن أفعل ذلك عمدًا.»
كل ما في الأمر أن هذه الحوادث تتكرر معي دائمًا، فحسب.
ابتلعت إيفيت كلماتها الأخيرة، وهي تُرخي كتفيها في استسلام. مهما فكّرت، كانت مقتنعة أن القدر يعاكسها يكرهها بشدة. وإلا، كيف يمكن أن تكون حياتها بهذا التعب؟
«على الأقل، من حسن الحظ أن لدى الكونتيسة حارسًا. لو كنتِ وحدكِ، لكنتِ خائفة جدًا…!»
قال سيد، الذي استعاد أنفاسه أخيرًا، مبتسمًا بحيوية وهو يلتفت نحو كيربيل.
«…مه؟ ماذا؟»
فجأة، وفي لحظة تقاطع الأنظار، أشار سيد بإصبعه نحو وجه كيربيل، وهو يحدّق به بدهشة.
«أنت! أنت هو!»
«…وما هذا الآن؟»
ضيّق كيربيل عينيه، وهو يحدّق بسيد الذي أشار إليه فجأة. لكن سيد، غير مبالٍ بردة فعله، صرخ بحماس:
«يا سيّدي! إنه هو!»
«…ما الذي تقصده؟»
عبس نويل، واضحًا أنه لم يفهم تصرفات سيد.
عندما رأى أن سيّده يبدي ردة فعل فاترة، أسرع سيد وسحب ورقة من جيبه، ثم نشرها أمام الجميع بفخر.
«إنه الساحر كيربيل، المرسوم في هذه الصورة! إنه هو بلا شك!»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 29"