في اليوم الذي أُقيم فيه اللقاء المئوي لخريجي أكاديمية لوهين،
أنهت إيفيت استعداداتها مبكرًا وغادرت القصر.
كانت ترتدي بدلة أنيقة طلبتها خصيصًا من بيري: قميص أبيض، وصدرية سوداء، وسروال أسود، مزيجٌ يجمع بين الرصانة والراحة، دون أن يقيّد الحركة. زُيّنت الجيوب والأكمام والياقة بخيوط ذهبية مطرزة بعناية، كل غرزة تحمل لمسة من الإتقان والاهتمام.
“لقاء لوهين ليس له قواعد صارمة للزي، لذا لا بأس أن أرتدي ما يريحني، أليس كذلك؟”
كان عليها أن تتحرك بسرعة إذا أرادت العثور على كيربيل اليوم، وارتداء فستانٍ متدلٍّ كان سيحدّ من حركتها حتمًا.
“ومن سيجرؤ على لومي؟ أرتدي ما يروق لي، ولا أنا الوحيدة في الإمبراطورية التي تختار مثل هذا الزي.”
هزّت إيفيت كتفيها بلامبالاة، ثم عبرت حديقة ويتلي بخطى واثقة.
في مكانٍ غير بعيد، كانت عربة تنتظرها.
“ما زلتِ، كالعادة، ساحرة اليوم.”
ما إن اقتربت حتى ابتسم نويل، الذي كان متكئًا على العربة، ورفع إليها تحية رقيقة.
أومأت إيفيت برأسها، وقد اعتادت مديحه إلى حدٍّ ما.
“كل الفضل لبيري التي صنعت هذا الزي بجمالٍ يفوق الوصف.”
“هل هذا من تصميم بيري أيضًا؟”
“نعم، رأيتها ترتديه يومًا فأعجبني جدًا، فطلبت منها أن تصنع واحدًا لي. أليس رائعًا؟”
“بل رائعٌ حقًا.”
أكّد نويل بإيماءة، فابتسمت إيفيت راضيةً بردّه الذي جاء كالعادة بسلاسة.
“أننطلق الآن؟”
“بالطبع.”
ما إن استقرّا في مقعديهما حتى بدأت العربة تتحرك بصوتٍ خافت.
“لم أذهب إلى لوهين منذ تخرجي.”
تمتم نويل وهو ينظر عبر النافذة، فاتسعت عينا إيفيت دهشةً.
“ألا تعني أنك لم تحضر أي لقاء للخريجين حتى الآن؟”
“بالضبط.”
“ولمَ؟”
“لم أرَ ضرورة لذلك.”
أجاب نويل ببساطة، ثم حول عينيه إليها.
“إذن، لمَ قررت الحضور هذه المرة؟”
رمشت إيفيت بعينيها وسألت بعفوية، دون تفكير عميق.
لم يجب نويل على الفور، بل رفع زاوية فمه ببطء، ثم انساب صوته الهادئ في أرجاء العربة.
“لأنكِ قلتِ إنكِ ستذهبين.”
تجمدت إيفيت للحظة، ثم أنزلت عينيها بسرعة.
دقّ قلبها بعنف دون هوادة.
“ما هذا الجواب المثير؟”
لكن لا، ليس الجواب ما جعلها ترتبك، بل وجهه ربما.
سعلت إيفيت بخفة وهي منحنية، محاولةً إخفاء الخجل الذي تسلل إليها رغم علمها أن كلامه لم يحمل معنى عميقًا.
“ليس وكأنه حضر من أجلي حقًا.”
كان هذا اللقاء نقطة انطلاق الأحداث في القصة الأصلية، مما يعني أن نويل كان سيحضر بغض النظر عن وجودها.
“الآن تذكرت… أليس اليوم هو اليوم الذي يلتقي فيه بليليانا لأول مرة؟”
تسللت إلى ذهنها فجأة تفاصيل القصة الأصلية التي كادت تنساها.
في الأصل، تبدأ الحكاية من وجهة نظر البطل، نويل، لحظة نزوله من العربة، حيث يصطدم كتفًا بامرأة ظهرت فجأة، وتلك المرأة هي ليليانا، بطلة القصة.
“في الأصل، يقع نويل في حب ليليانا من النظرة الأولى.”
ألقت إيفيت نظرة خاطفة على نويل.
كان يتكئ بذقنه قليلاً، محدقًا خارج النافذة، وعندما كانت أشعة الشمس تلامس وجهه بين حين وآخر، بدا كلوحة فنية تتجسد أمام عينيها.
“كيف سيبدو نويل عندما يقع في الحب؟”
كانت فضولية، لكن جزءًا منها لم يرد معرفة الجواب.
أن يقع نويل في الحب يعني أنها ستصبح عائقًا.
من ذا الذي يرغب في لمس شخص آخر بينما قلبه معلق بحبيبه؟
على الأقل، نويل الذي تعرفه لم يكن من ذلك النوع.
“لكن، لا يمكنني أن أفصل بينهما فقط لأجل نفسي.”
فكرت إيفيت بمرارة.
مهما كانت الظروف، لم يكن لها الحق في التدخل بين نويل وليليانا.
ألم يُكتب في العقد أصلاً ألا يتدخل أحدهما في حياة الآخر الخاصة؟
“لا داعي للتفكير الزائد. إذا ما أزلت اللعنة، سينتهي كل شيء.”
ابتلعت إيفيت مرارتها بجهد.
كانت قد جاءت إلى اللقاء اليوم للبحث عن كيربيل.
إذا وجدته وأزالت اللعنة، فلن يكون هناك أي مشكلة حتى لو وقع نويل في حب ليليانا.
وما بعد ذلك لن يكون شأنها.
“يبدو أننا على وشك الوصول.”
في تلك اللحظة، تحدث نويل، وفي الوقت نفسه شعرت إيفيت بتباطؤ العربة تدريجيًا.
رفعت رأسها متفاجئة، ونظرت عبر النافذة لترى صفًا طويلاً من العربات تمتد أمامها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"