“…….”
“…….”
بعد أن سمع الاثنان عزمي، عم الصمت لبرهة.
وبعد مرور وقت طويل، فتحت أمي فمها بصعوبة وأجابت:
“أ-أجل. ابنتي، أنت رائعة حقًّا…….”
***
من ذلك اليوم، بدأ تدريبي على المبارزة.
“سأكون مسؤولًا عن التدريب الأساسي للآنسة سيليسيا. من الآن فصاعدًا، حتى انتهاء التدريب، ستطلقين عليّ لقب ‘المعلم’. هل فهمتِ؟”
“نعم، أيها المعلم!”
“سأجعلكِ تكررينها مرة أخرى! بماذا تنادينني؟”
“أيها المعلم!”
“مرة أخرى!”
“أيها المعلم!!!”
كان معلمي الأول هو لورانس، نائب قائد فرقة “إيمبليم” ومساعد أمي.
وراء لورانس، وقف فرسان “إيمبليم” يضعون قبضاتهم على أفواههم ويحاولون كبح دموعهم.
سمعتُ لاحقًا أن لورانس هزم الجميع في قتال ليحصل على منصب معلمي.
“لن أتساهل في تدريبكِ لمجرد أن الآنسة سيليسيا لطيفة ومرحة وجميلة! بقدر حبي لكِ، سأكون قاسيًا! وسأدفعكِ إلى أقصى الحدود!”
“نعم، أيها المعلم!”
أطلقتُ نظرةً حازمة.
بمجرد اتخاذي قرار الخضوع للتدريب، كنتُ مستعدةً لتحمل ما هو أصعب من تدريبات الجحيم القاسية.
وكأنه رأى ذلك العزم في عينيّ، ابتسم لورانس ابتسامة عريضة.
“هل أنتِ مستعدة للمعاناة؟”
“نعم!”
“إذن سنتجه إلى ساحة التدريب الآن!”
“حسنًا!”
قفزتُ إلى الأمام واندفعتُ بسرعة نحو ساحة التدريب.
جسدي الذي لم يعتد على الحركة أصدر صرخات ألم بعد وقت قصير، لكن إرادتي كانت صلبة كإرادة محقق مخضرم يطارد هاربًا.
– أليس من الأفضل أن نثبت ببساطة أنكِ بلا موهبة في المبارزة، ثم تعيشين الحياة المريحة التي تريدنها؟
مجرد تذكُّر صوت إينوك المتعجرف جعل جسدي يتوتر تلقائيًّا.
“آآآآه! سأحطمه!!”
“أحسنتِ، آنستي سيليسيا! حطمي كل شيء!”
“إينوك غرااااييي!”
“حطميه!!!”
كنا أنا ولورانس متوافقين بشكل ممتاز.
ركض معي في ساحة التدريب وشجعني.
ارتسمت ابتسامة على شفتيّ.
شعرتُ وكأنني وجدت معلمًا رائعًا.
“…….”
“…….”
من بعيد، كانت أمي وجدي يراقبانني.
استمريتُ في الجري حول الساحة وألوح لهما بيدي.
“آنستي سيليسيا! ركّزي!”
“نعم!”
بالطبع، لقد وبخني لورانس على الفور.
لكن أمي كانت تنظر إليّ بقلق، بينما نظر جدي بفخر.
بعد فترة من الجري، كان جسدي غارقًا في العرق، وأصبحت أنفاسي متقطعة.
شعرتُ بطعم معدنيٍّ يعلو من حنجرتي.
سقطتُ على الأرض مستلقيةً، أحاول التقاط أنفاسي.
“هاه.. هاه.. هاه..”
“لقد أديتِ بشكل ممتاز منذ البداية. هذا يكفي لليوم…”
“إينوك.. إينوك غراي!”
“نعم؟”
“كم دورة ركض إينوك غراي اليوم في ساحة التدريب؟”
توسعت عينا لورانس عند سؤال سيليسيا.
عقد ذراعيه وطرق على ساعده بإصبعه، ثم ابتسم وقال:
“10 دورات.”
“وأنا؟”
“9 دورات.”
“آآه!”
صككتُ أسنافي وقمتُ بجهد.
ثم بدأت أركض مرة أخرى، وأنا أضرب ساقيّ المتعبتين بقبضتيّ.
ركض لورانس خلفي بخطوات خفيفة وقال:
“9 دورات في اليوم الأول إنجاز رائع. لا تبالغي في إرهاق نفسك، آنسة سيليسيا.”
“لن أهزم! لن أسمح حتى بأدنى تفوق لذلك الوغد إينوك!”
في كلماتي المشبعة بالعزم، ابتسم لورانس بهدوء.
ثم أشار بإبهامه نحو جدي وأمي اللذين كانا يتابعاننا.
“رائعة حقًّا! إنها سيليسيا إيمبليم بحق! هاهاهاهاها!”
انطلق ضحك جدي المرح في أرجاء ساحة التدريب.
بينما كنتُ أستمع إلى ذلك، بذلتُ جهدًا أكبر مما تتحمله ساقيّ.
‘في أيامي الذهبية، 10 دورات فقط؟ كنتُ أركض حتى 20 دورة!’
كانت نقطة المقارنة ليّ هي نفسي في حياتي السابقة كمحققة.
كان لديّ بالفعل خبرة تجاوز الحدود الجسدية لجسد أنثوي.
ما استطعتُ فعله من قبل، يمكنني فعله الآن.
“سأفوز!”
بينما كنتُ أجتاز الدورة العاشرة نحو الحادية عشرة، أحرقتُ إرادتي.
كنتُ واثقةً أنني سأفعل أكثر من إينوك، وسأكون أفضل منه.
***
في كل مكان، كانت الأماكن التي يعيش فيها الناس متشابهة.
غارقون جميعًا في روتين مملٍّ كالدوران في حلقة مفرغة، ويتلهفون دائمًا لأي قصة جديدة.
شعب ونبلاء إمبراطورية “روتيناس” لم يكونوا استثناءً.
“هاه، أشعر بالملل.”
“هل من أخبار مثيرة هذه الأيام؟”
نفدت القيل والقال، وكانت الإمبراطورية في سلام.
بينما كان الجميع يتلوون من الملل،
في الصباح الباكر، اندهش رجلٌ كان يقرأ إحدى الصحف التي اشتراها من بائع الصحف المتجول.
بعد أن قرأها بتعجب، أخذ يهزها في الهواء وهرع نحو أصدقائه.
“يا رفاق! إيمبليم وغراي خاضوا معركة!”
“ماذا؟”
“هل هذا حقيقي؟”
اجتمع الجميع حوله، وهم يتنهدون من الملل، ورفعوا رؤوسهم فجأة.
“دعني أرى!”
بدأت الرؤوس تتجمع حول الصحيفة الوحيدة.
“لا أستطيع الرؤية! ابتعد!”
“أنت من يجب أن يبتعد! دعني أرى أولًا!”
“ليقرأها أحدٌ بصوت عالٍ!”
بدأ الجميع يتدافعون ليقرأوا أولًا، مما تسبب في فوضى.
شخصٌ سريع البديهة أخرج عملاتٍ من جيبه وركض خلف بائع الصحف الذي لم يبتعد كثيرًا.
كانت ملامح الجميع تعكس حماسهم لأول خبر مثير منذ فترة.
“أعطني، سأقرأه لكم.”
تطوع أحدهم، وقف على كرسي وهو يحمل الصحيفة.
توجهت كل الأنظار إلى فمه.
“لقد تحدثنا لسنوات عن صداقة ‘ميليسيا إيمبليم’ و ‘ديانا غراي’ التي توصف بالمعجزة، بل وعن زواجهما الموعود لطفليهما. كما أن منافسة ‘سيفيلد إيمبليم’ و ‘جايد غراي’ في التفاخر بحفيديهما كانت مشهدًا مثيرًا. لكن أعزائي مواطني إمبراطورية روتيناس، هل هذا يكفيكم حقًّا؟ هل أنتم راضون؟ للأسف، أنا لست كذلك! إيمبليم وغراي في أفضل حالاتهما عندما يتشاجران!”
ارتفع صوت الرجل المتحمس.
وتلألأت عيون المستمعين بالتشوق.
قبض الجميع على أيديهم وحدقوا في المتحدث.
“لقد بدأتْ منافسة طويلة بين ‘سيليسيا إيمبليم’ و ‘إينوك غراي’ ليصبحا سيف الإمبراطور القادم! أخيرًا، أمسكت سيليسيا إيمبليم بالسيف لتنافس إينوك غراي. هذه معلومات دقيقة من مصدر موثوق يتنقل بين منازل عائلتي إيمبليم وغراي: الاثنان يتنافسان في كل شيء، حتى أصغر التفاصيل. بالأمس، ركضت سيليسيا إيمبليم 11 دورة حول ساحة التدريب، فردّ إينوك غراي اليوم بـ 12 دورة!
وهل ستتركه سيليسيا إيمبليم بلا رد؟ لقد قامت بـ 60 ضربة علوية بينما قام إينوك بـ50 فقط!”
كان صوت الراوي مشبعًا بالابتهاج.
أخيرًا، بدأ التقليد العريق للإمبراطورية، والمهرجان الذي ينتظره الجميع: منافسة إيمبليم وغراي.
“أوهوهو!”
“أخيرًا!”
“إنه المهرجان!”
عاد المهرجان الذي ظن الجميع أنه انتهى بصداقة ميليسيا إيمبليم وديانا غراي.
ليس فقط مواطنو روتيناس، بل كل من سمع بتاريخ العائلتين في القارة، اهتموا بهذا الخبر.
انتقلت الإثارة من العامة إلى النبلاء، ثم إلى القصر الإمبراطوري.
“همم، إذن سيليسيا إيمبليم أمسكت بالسيف أخيرًا…”
حاكم إمبراطورية روتيناس،
الإمبراطور ‘ماركيان ليوبولد روتيناس’ قرأ الصحيفة وهو يومئ برأسه.
توهجت عيناه الذهبيتان وشعره الذهبي كأشعة الشمس.
“أخيرًا، حصل شعبي وأنا على شيء نستمتع به معًا.”
ارتفعت زاوية فمه في ابتسامة راضية.
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"