الفصل 1 :

هاه… حقًّا…  

حياة الشوارع هذه.  

[يا لهم من أوغاد!]  

لا يمكنني أن أرتاح ولو للحظةٍ واحدة.  

كانت روزي تسير بثقةٍ فوق جدارٍ مغطَّى بالثلج، ثم توقَّفت فجأة، وانخفضت لتستعد للقفز.  

لقد رأت أعداءً يطمعون بطبق طعامها.  

[تسكَ! إلى أين تنظرون؟ هذا لي!]  

لم يكن هناك وقتٌ للتردُّد. توقُّفٌ للحظة قد يعني فقدان الطعام الثمين.  

[آه، أقول لكم، ابتعدوا!]  

قبل أن تستخدم جسدها، أطلقت روزي تحذيرًا لطيفًا على طريقتها، ثم قفزت برشاقةٍ في الهواء.  

في اللحظة ذاتها، التفتت أنظار الأعداء إليها.  

هه، يا لهم من حمقى. يحدّقون مذهولين. ألستُ رائعةً حتى في عيونكم؟  

شاهِدوا جيدًا وتعلَّموا. هذه هي ركلة روزي، التي سيطرت على هذه المنطقة في شهرٍ واحد!  

سخرت روزي من أعدائها، ثم لوَت خصرها في الهواء بأناقةٍ ومدَّت قدمها اليمنى باستقامة.  

أصابت ركلتها رأس أكبر قطٍّ أسود بدقة، فسقط على الأرض بطريقةٍ مُبهرة.  

[آه!]  

[اهربوا!]  

عند رؤية ذلك، هرب حتى القطط التي لم تمسها ركلة روزي مذعورةً.  

[ألم أقل لكم من البداية أن تبتعدوا؟ كيف تجرؤون على الطمع بالسمكة التي حجزتها؟]  

وقفت روزي أمام السمكة التي دافعت عنها ببسالة، منتفخة الصدر، تضحك بانتصار.  

[واو… تغلبتِ على النمر! مذهلة!]  

[كان ذلك القطُّ سفّاحًا.]  

[كيف تتقاتلين بهذه المهارة؟]  

بينما كانت تستمتع بفرحة النصر وسط إشادات القطط، سُمع صوتٌ:  

“من أين تأتي هذه القطط الصغيرة المزعجة؟ آه، هذا القطُّ مرةً أخرى…! اخرج من هنا! أوف، انظر إلى تلك العيون. مقززة حقًّا.”  

اضطرت روزي إلى الفرار، ممسكةً بالسمكة التي دافعت عنها بفمها، هربًا من امرأةٍ تطاردها بمكنسةٍ طويلة.  

لماذا كانت روزي تُقاتل بشراسةٍ من أجل سمكةٍ وتهرب ممسكةً بها بفمها؟  

“هل هذا القط الذي يظهر كثيرًا حول المنزل مؤخرًا؟”  

“نعم، ظهر فجأة من مكانٍ ما، وفي كل مرة يتقاتل مع القطط الأخرى.”  

لأن روزي كانت قطة.  

الرجل اليمنى التي أصابت رقبة العدو بدقةٍ كانت في الحقيقة ‘رجلها الخلفية اليمنى’، والتحذير الشرس الذي أطلقته كان في الواقع ‘مواء’…  

[تركضين بسرعةٍ مذهلة!]  

[رائعة جدًّا!]  

وكانت الإشادات تأتي من القطط أيضًا.  

‘هاه… لا أعرف من أين أبدأ في الشرح.’  

* * *  

“أراكِ غدًا.”  

“تعبتِ اليوم، يا جيهي.”  

كان ذلك يومًا عاديًّا دون أحداثٍ مميزة.  

باستثناء أنه كان يوم الأربعاء، حيث فشلت في تسجيل المواد الدراسية واضطررت لحضور دروسٍ من التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً.  

لم يكن هناك وقتٌ لتناول الطعام، فملأت معدتها بساندويتش مثلث بسرعةٍ أثناء عودتها من عملها المؤقت.  

“قطة؟”  

في شارعٍ واسعٍ خالٍ من المارة، صادفت قطةً بيضاء.  

كانت قطة ‘راغدول’ ذات فراءٍ أبيض طويل مع نقاطٍ بنية حول الأذنين وطرف الذيل.  

‘مع خبرتي كمربية قطط عبر الإنترنت، تحديد السلالة أمرٌ سهل.’  

على أي حال، كانت القطة تبدو كدمية، وفراؤها لامعٌ من شدة العناية.  

“هل هربتِ من منزلك؟”  

لم تكن تبدو كقطةٍ ضالة؛ كانت تبدو فاخرة. ربما سيظهر مالكها يبحث عنها قريبًا.  

لكن فجأة، قفزت القطة إلى الطريق.  

“يا! هذا خطر!”  

وهناك… فعلت روزي شيئًا غبيًّا جدًّا.  

‘لو لم يكن يوم الأربعاء.’

كان هناك سببٌ لتذكُّرها أن ذلك اليوم كان الأربعاء بعد وقوع الحادث.  

لو لم تكن مرهقةً ودماغها مشلولًا، هل كانت لتفعل ذلك؟  

لإنقاذ القطة، قفزت روزي إلى طريقٍ…  

بانغ.  

اصطدمت بحافلةٍ متجهةٍ إلى محطةٍ قريبة.  

مهما فكَّرت في الأمر، لم يكن تصرفًا عقلانيًّا.  

“موووو. هس!”  

“هس! غرررر.”  

هاها، عشتِ بصعوبةٍ لتموتي بغباءٍ هكذا.  

بينما كانت تضحك من سخرية الموقف، سمعت فجأة صوت قططٍ تتقاتل قريبًا.  

”هاه، يا أطفال، حتى لو كان الأمر كذلك، القتال بجانب شخصٍ يموت أمرٌ غير لائق، أليس كذلك؟”

بينما كانت تضحك بحزن، فتحت عينيها.  

‘ماذا؟’

فجأة، تغيَّر المشهد من حولها.  

أرضيةٌ حجريةٌ باردة، مبانٍ من الطوب، وأناسٌ يمرّون بألوان شعرٍ وعيونٍ متنوعة.  

صرخ غريزة قارئة الروايات الإلكترونية في قلب روزي: هذا ما يُسمَّى انتقال ألى الرواية!  

الآن، في الوقت الذي بدأت أعيش فيه بشكلٍ جيد؟ مع ذلك…  

‘سألتقي ببطلٍ وسيم وأغيّر حياتي!’

بل إنها صرخت فرحًا…  

“أختي، هناك قطةٌ منهارة هنا.”  

“قطة؟ أوه، صحيح!”  

“اسمها روزي. يبدو أن هناك قلادة، ربما كانت تُربَّى من قِبل أحدهم.”  

كانت روزي قطة. بل قطةً ضالة فقدت مالكها وتُركت وحيدةً في الشوارع.  

‘نعم، حياتي لا يمكن أن تكون ناجحةً بهذه السهولة.’

حاولت قبول الوضع وهي تتأوه، لكن…  

‘حتى لو كان الأمر كذلك! حتى لو لم أصبح سيدة نبيلة بعد الانتقال، ألا يمكنني أن أكون خادمةً على الأقل مع فرصة للارتباط بشخصٍ لائق؟ لكن قطة! أنا قطة!’ 

مهما حاولت، لم تستطع كبح الغضب المتصاعد من أعماقها.  

‘يا له من حياةٍ بائسة. كيف تكون بائسةً حتى بعد الانتقال!’ 

استلقت روزي على الأرض، تلوّح بأرجلها الأربعة، وتفرغ غضبها.  

‘قطة؟ حسنًا، لا بأس. لكن ألا يمكنني على الأقل أن أنتقل إلى قطةٍ محبوبة في منزلٍ نبيل!’

لم تتذكَّر طفولتها، فقد توفي والداها في حادث سيارة.  

جدُّها الوحيد، قريبها الوحيد، توفي أيضًا خلال استعدادها لامتحانات القبول في السنة الثالثة بالثانوية…  

حقًّا، لم يكن هناك شيءٌ لم تفعله روزي للبقاء على قيد الحياة، باستثناء الأفعال السيئة.  

أخيرًا، التحقت بالجامعة، وحصلت على بعض الدعم، وعملت في وظائف مؤقتة، وبدأت الحياة تصبح قابلةً للعيش.  

‘قطة! بل قطةٌ ضالة!’ 

أن تموت وتنتقل لتصبح قطةً ضالة!  

غارقةً في الغضب، تدحرجت على الأرض لفترة، ثم استلقت على جانبها، تحدّق في الفراغ بعيونٍ شاردة.  

‘متى كانت الحياة سهلة؟’

كأن الحظ السيئ محفورٌ في روحها، فما الذي يمكنها فعله إذا كانت بلا حظ؟  

بعد أن نجحت في تغيير تفكيرها، وقفت روزي بثباتٍ على أرجلها الأربع.  

‘إذا كان الوضع سيئًا، فماذا يعني ذلك؟’

الصمود. ربما كان من حسن الحظ أنها تعلَّمت شيئًا من هذه الحياة.  

عقلية العيش رغم الانكسار، الجرأة للصمود. كانت معتادةً على حماية نفسها.  

‘ربما هذهِ القطة هاربة أيضًا.’

على أي حال، كانت ترتدي قلادة، لذا ربما سيظهر مالكه قريبًا.  

عاقدةً العزم على البقاء في هذه الحياة أيضًا، أمسكت روزي قبضتها… لا، مخلبها بقوة.  

عند الفحص الدقيق، بدت هذه القطة معتنى بها جيدًا. حتى القلادة بدت ذهبية، مما يعني أنها ليست قطةً عاديةً محبوبة في منزلٍ نبيل.  

وهكذا، آمنت روزي بقوةٍ أن الصمود سيجعل صاحبًا ثريًّا يأتي للبحث عنها.  

* * *  

لكن ذلك المالك لم يظهر أبدًا.  

[التالي!]  

كان هذا هو النهاية.  

في زقاقٍ ضيقٍ في حيٍّ تجاريٍّ مجهول، كانت روزي جالسةً على صندوقٍ خشبيٍّ مكدَّسٍ على شكل هرم، تنظر إلى القطط المتجمّعة أمامها.  

كانت مستلقيةً بهدوء، تنظر إلى الأسفل كأنها ملكة…  

لا، لم تكن تبدو كذلك فحسب، بل كانت بالفعل كذلك بالنسبة لهذه القطط.  

كانت القطط تقدّم الطعام لروزي طواعية.  

[يا! لا تقاطعوا الصف! اصطفوا بشكلٍ صحيح!]  

[لم أقاطع! أنا وصلت أولًا.]  

[همم، حقًّا؟]  

لم تكن روزي بحاجةٍ لقول ذلك بنفسها.  

‘التوكسيدو’، ثاني القطط في هذه المجموعة، كان ينظّم الوضع بنفسه من مرتبةٍ أدنى منها.  

‘لم أكن أنوي هذا…’

أين تجد السمك الطازج؟ أين المكان المشمس المناسب للقيلولة؟  

تأقلمت مع حياتها الجديدة بشكلٍ مذهل، واستقرَّت في الحي التجاري، وسيطرت على قطط الحي في غضون شهرٍ واحد.