“اصمت وابقَ مكانكَ. قبل أن أجرّب فعلًا ما إذا كانت النار ستشتعل جيدًا.”
“مـ، من أنتم لتفعلوا بي هذا؟ على الأقل قولوا من أنتم أيها الجبناء!”
“من المدهش أن تخرج كلمة جبانٍ من فمكَ.”
“أ، أنتِ تعرفينني؟”
“يؤلمني أنكَ لم تتعرّف على صوتي.”
رفعت إليسا قدمها المنتعلة بالكعب العالي وسحقت ركبة غارون بلا رحمة.
“آآآخ!”
لمجرد أن دُهست فخذه، سقط غارون هايسن وهو مقيّدٌ وراح يتدحرج على الأرض. بينمت نظرت إليه إليسا من الأعلى بوجهٍ خالٍ من أي تعبير.
“أراهن بخمسمئة غولد أن ابنة العاهرة ستقبل طلب أدريان للرقص. نظرتها إليه لم تكن طبيعيةً منذ البداية. أنا أعرف ذلك جيدًا.”
“ألم تخسر خمسمئة غولد في مضمار السباق الشهر الماضي؟”
“ولهذا أراهن بخمسمئة غولد. ابنة العاهرة ستسدّد ديون قمار وريث عائلة هايسن المستقبلي. سيكون ذلك شرفًا عظيمًا لها أيضًا.”
تذكّرت إليسا ضحكات غارون هايسن العالية وهو يطلق تلك الكلمات ساخرًا.
لكن….هل هذا القدر فقط هو المؤلم؟
“أ، أنا مخطئ. أرجوكِ، أرجوكِ أطلقي سراحي هكذا فقط. إن أطلقتِني الآن فلن أجعل عائلتي تثير أي مشكلة، حسنًا؟ إذاً يكفي هذا واتركيني أذهب.”
ذاك الرجل نفسه كان الآن يتدحرج عند قدمي إليسا متوسلًا.
وهو يصرخ من شدة الألم ويتقلب على الأرض، اصطدم فجأةً بساق إليسا. فركلته إليسا مجددًا بقدمها في ظهره بلا تردد.
“كـ، كغغخ.”
أصدر صوتًا مثيرًا للسخرية وهو يتدحرج، ثم انكمش جسده بالكامل.
“إن لم تكن المقبلات تليق، فلا بد على الأقل من شرابٍ جيد.”
هزّت إليسا زجاجة الويسكي التي كانت بيدها.
“هذا شرابٌ باهظ الثمن. إنه عزيزٌ على نيكسون، فلو تحملتَ قليلًا سينتهي.”
“حقًا؟”
هزّ نيكسون، الذي كان يقف إلى جانب إينوك، رأسه بعينين متوسلتين.
كان قد حصل عليه بشق الأنفس من أحد القدامى الشهر الماضي بعد تملّقٍ طويل. ظن أنه خبأه جيدًا، ولم يتوقع أن يُكشف بهذه السهولة.
عندما هُزّت الزجاجة، تماوج السائل القرمزي داخلها ببريقٍ آسر. وسرعان ما انساب ذلك السائل القرمزي فوق شفتي إليسا.
بعد أن أفرغت ثلث الزجاجة في لحظات، مسحت إليسا شفتيها الحمراوين بظهر يدها.
“يستحق أن يُحافَظ عليه. هل تريد كأسًا؟”
رفعت إليسا الزجاجة باتجاه إينوك. ولأنه لم يستطع مقاومة نظرات نيكسون المتوسلة، هزّ إينوك رأسه.
“لا، أنا بخير.”
“إذاً، نيكسون.”
“نعم! سيادة الأدميرال!”
أجاب المجند الجديد بحزم، لكن عينيه المرتجفتين، اللتين لا تفارقان زجاجة الويسكي في يد إليسا، فضحتا توتره.
“عندما نصل إلى الميناء سأشتري لكَ واحدةً من إنتاج سنة 68. وبدلًا من ذلك، دعنا نعتبر أنني سأستخدم هذا الشراب كله اليوم. ما رأيكَ؟”
أضاء وجه نيكسون عند سماعه كلام إليسا. فشراب سنة 68 كان أغلى بثلاثة أضعافٍ من تلك الزجاجة التي حصل عليها بشق الأنفس!
“هذا وعد! استخدميه كما تشائين!”
ارتفعت زاوية فم إليسا بابتسامةٍ واسعة بعد أن حصلت حتى على موافقة نيكسون.
ومع تحسّن مزاجها، رنّ صوت كعب حذائها على الأرضية الخشبية بنغمة مرحة. وكلما اقترب ذلك الصوت، ارتجف جسد غارون كأوراق الحور.
“أ، أرجوكِ أنقذيني. أرجوكِ. ماذا تنوين أن تفعلي بي؟ إن كان الأمر بسبب المال….سيدفع والدي مبلغًا كبيرًا فديةً لي. فـ، فأرجوكِ، اتركي لي حياتي فقط.”
وحين لم يعد اسم عائلة هايسن يجدي نفعًا، تحوّل صوته الواثق الذي كان يصرخ متباهيًا بسؤالهم إن كانوا يعرفون من يكون، إلى نبرة تذللٍ واحترامٍ مهين.
كان تغيّر موقفه مثيرًا للسخرية حقًا.
“الكونت هايسن، هل تظن حقًا أنه سيفعل ذلك؟ أليست حقيقة أن الابن البكر للكونت هايسن قد سقط من عينه معروفةً للجميع؟”
“….…”
“عائلةٌ شغلت مناصب عليا في فرسان الشمال جيلًا بعد جيل، لكن الابن الأكبر، الذي كان الوريث، طُرد حتى من الأكاديمية العسكرية. وبسبب ذلك بات حتى موقع الكونت هايسن نفسه مهددًا، أليس كذلك؟ فهل تظن حقًا أن الكونت هايسن سيأتي لإنقاذكَ؟”
“أ، أبي.…”
“أنتَ الآن بلا أي فائدة.”
عند تلك الكلمات، تشكّلت بقعةٌ قبيحة على القماش الأسود الذي كان يغطي عيني غارون. وانهمرت الدموع على خديه قطرةً بعد قطرة.
“أ، أرجوكِ أنقذيني. سأفعل أي شيء.…”
“أي شيء؟ يبدو أنكَ لم تقلع عن القمار بعد.”
“كـ، كيف عرفتِ ذلك.…!”
حين أدرك غارون أن خاطفته تعرف عنه أكثر مما توقع، استولى عليه الرعب، وراح يزحف على الأرض محاولًا الابتعاد عنها بأي طريقة. لكن حركته وهو مقيّد الأطراف لم تكن تختلفً عن دودة.
راقبته إليسا بهدوء، ثم أمسكت وجه غارون بيدٍ واحدة بقوة، كما يفعل الصقر حين ينقض على فريسته.
“غـبـب!”
رفعت إليسا زجاجة الويسكي عاليًا وصبّت محتواها مباشرةً في فم غارون. فاندفع السائل الذهبي المتلألئ كالشلال.
“أنتَ من قلتَ لي هذا، أليس كذلك؟”
“كخ، كغغخ.”
“إن كانت ابنة عاهرة، فعليها أن تتصرف كابنة عاهرة.”
“هـغ، آآآآخ!”
“الآن أجبني أنتَ. كيف طعم الشراب الذي تسكبه ابنة العاهرة؟”
كان نصف زجاجة الويسكي قد فرغ بالفعل. وفي النهاية، صار ما ينساب على الأرض أكثر مما يدخل فم غارون.
ألقت إليسا غارون على الأرض كما لو كانت ترمي شيئًا بلا قيمة، ثم نهضت ونفضت قطرات الويسكي التي سالت على يدها.
وهي تنظر إلى غارون الذي كان لا يزال يلهث ويتقيأ، أفرغت إليسا ما تبقى من الشراب في فمها دفعةً واحدة.
اجتاحها إحساسٌ كأن النار تشتعل في حلقها. هذا هو طعم الشراب حقًا.
و لم تمضِ سوى ثوانٍ حتى اخترق سكون المكان صوتٌ يفسد لذة الشراب.
“ا، ابنة العاهرة. أأنتِ، أنتِ حقًا إليسا شوتر؟”
“إجابةٌ صحيحة.”
“لـ، لماذا تفعلين بي هذا أصلًا؟”
“فكّر. ما السبب برأيكَ.”
“أتجرؤين على فعل هذا بي!”
“يبدو أنكَ لم تفق بعد.”
عند كلمات إليسا المنخفضة، ارتجف جسد غارون الذي تعلّم الخوف حتى النخاع.
ومع ذلك، وكأنه يحاول مقاومةً أخيرة، بدأ يصرخ مستنجدًا بذكر جلالة الملكة.
“أنتِ! هل تظنين أن جلالة الملكة ستسمح لكِ بأن تفعلي هذا؟”
كاد إينوك ينفجر ضاحكًا عند كلام غارون، لكنه تماسك بصعوبة.
رفعت إليسا إصبعها السبابة نحو إينوك وهمست “شش”، ثم نظرت إلى غارون بتعبيرٍ يقول: لنسمع إلى أين ستصل.
لكن غارون، وقد كانت عيناه لا تزالان معصوبتين بالقماش الأسود، لم يرَ وجه إليسا للأسف. وبظنه أنها عاجزةٌ عن الرد، انتفخ صدره وبدأ يصرخ بأعلى صوته.
“جرأةٌ منكِ، أنتِ ذات المكانة الوضيعة، أن تتمردي على نبيلٍ مركزي رفيعٍ مثلي! جلالة الملكة لن تتغاضى عن هذا أبدًا. نعم، بالتأكيد.”
“….…”
“حين أخرج من هنا وأبلّغ بكل ما جرى، أي عقابٍ تظنين أن جلالة الملكة ستنزله بكِ؟ ها؟ أجيبي!”
“لن يحدث شيء.”
_______________________
يع يفشلللل شلون ربوه اهله ذاه
اهم شي اليسا شوي شوي لا تسكرين بعيد عن ادريان غش
وشسمه مايكفي تكب عليه العصير مفروض تكسر القزازه براسه بعدين تمسح به الارض بعد تلوم الجدار احمر مع دموعه
التعليقات لهذا الفصل " 23"