سابقًا، بعد زيارة سمو ولي العهد، أصدر شولاين أمرًا بأن يتم إبلاغه فورًا إذا زار أحد من القصر الإمبراطوري.
وفي أثناء انشغاله بالعمل في المختبر، اندهش شولاين بشدة من كلام دوور.
“ماذا؟ تقول إن سمو الأميرة جاءت بنفسها؟!”
“نعم! رأيت العربة بختم العائلة الإمبراطورية بعينيّ. كيف أصبحت مييل مقرّبة إلى هذا الحد من أفراد العائلة المالكة؟ إنه لأمر عجيب حقًا!”
كان دووريتمتم بكلامه، لكن شولاين كان غارقًا في أفكاره وحده.
لا شك أن مييل أصبحت المرشحة القادمة لتكون زوجة ولي العهد! وإلا، ما الذي يدعو الأميرة إلى زيارتها شخصيًا؟!
ابتسم شولاين برضا، ثم غادر المختبر على الفور، وانطلق مهرول ليبلغ سيد البرج بهذه الأنباء السارة.
* * *
‘أين يمكن أن يكون الكنز.’
كان جايد غارقًا في أحلام يقظة سعيدة.
وبينما يوقّع على الوثائق، كانت مخيلته تجوب حدائق من الزهور.
مروج مترامية الأطراف تظهر بعد اجتياز الغابة العميقة، وبحرٌ أزرق يلوح بعد عبور التلال.
جبال وعرة، ووحوش سحرية تظهر من حين لآخر…
كان جايد متحمسًا كطفل يستعد لنزهة طال انتظارها.
“سيد البرج!”
كان يدندن بلحنٍ خافت حين فُتح الباب فجأة واقتحمه شولاين.
‘ما الذي حدث الآن ليثير كل هذه الجلبة؟‘
فكر جايد دون أن يرفع نظره عن الأوراق، وقال ببرود:
“ما الأمر؟“
وكان يقصد بذلك أن يبلغ ويغادر بسرعة، لكن شولاين لم يكن ينوي الاختصار. إذ دخل مسرعًا وقال بانفعال:
“هل تعلم من جاء إلى البرج الآن؟!”
“مَن هذه المرة؟ هل جاء ذلك الأمير المزعج من جديد؟“
تجهم جبين جايد فور تذكّره شخصًا معينًا.
أخيرًا، أزاح يده عن الأوراق.
ولو كان ولي العهد هو من أتى، لذهب فورًا لإفساد زيارته.
لكن كلمات شولاين التالية لم تكن عن ولي العهد.
“سمو الأميرة قد جاءت. وجاءت خصيصًا لتقابل مييل!”
تذكّر شولاين كيف أن جايد لم يُبدِ أي ردة فعل تُذكر حين زارهم ولي العهد في المرة السابقة.
وبما أن الزائرة هذه المرة لم تكن ولي العهد بل الأميرة، افترض أن رد فعله لن يكون مختلفًا.
لذا واصل ثرثرته:
“يبدو أن مييل حقًا مرشحة لتكون زوجة ولي العهد. ما الذي قد يدفع سمو الأميرة إلى زيارتها لولا ذلك؟! بل ولم تأتِ حتى بطلب رسمي، بل فقط لتقابلها بشكل شخصي!”
“… حقًا؟“
تجعد جبين جايد، لكن هذه المرة لم يلحظ شولاين تعبيره المتغير.
واستمرت في حديثها بحماسة:
“لو أن سمو الأميرة تزور أحدًا بشكل خاص، فلا بد أن العلاقة قد أصبحت رسميّة! من كان يتخيل أن زوجة ولي العهد ستخرج من البرج!”
“شولاين.”
ناداه جايد بصوت منخفض حين بدأ يتمادى.
عندها فقط أدرك التوتر في الجو وصمت على الفور.
‘لكن… لمَ تغيرت ملامحه فجأة؟ بدا طبيعيًا حين جاء ولي العهد!’
انحنى شولاين سريعًا وانسحب من الغرفة تارك جايد وحيدًا يمرر يده على وجهه بتعب.
كان يتذكر أن الأميرة قد طلبت زيارة البرج في لقائه الأخير بالقصر.
ولم يكن هناك سبب لرفض طلبها، لذا وافق.
وقد فكر إن على الأرجح، كان الأمر مجرد مجاملة لا أكثر.
فرحت مييل كثيرًا حين أخبرها بذلك، لكنها لم تتوقع أن الأميرة ستأتي فعلًا.
رغم أنها استعادت بعضًا من عافيتها بفضل الدواء الذي حصلت عليه من خلال المُهمة، إلا أنها كانت ضعيفة البنية أساسًا.
ونادرًا ما كانت تغادر القصر الإمبراطوري.
لكنها مع ذلك، خرجت هذه المرة وجاءت إلى البرج فقط لرؤية مييل.
والبرج ليس قريبًا من العاصمة، بل يقع على أطراف الإمبراطورية.
حتى باستخدام العربة، تبقى المسافة طويلة ومرهقة على جسدٍ ضعيف كجسد الأميرة.
كان من الممكن أن تنهار في الطريق.
ومع ذلك، فقد تحمّلت كل تلك المخاطر لتصل إلى هنا.
‘كل ذلك… فقط لتقابل مييل؟‘
شعر جايد بقلق مفاجئ.
ربما ما قاله شولاين لم يكن مجرد ثرثرة.
فلو لم يكن هناك أمر جدي، لما غادرت الأميرة القصر من أجل لقاء واحد.
مجرد لقاء لا يبرر كل هذا العناء والخطر.
أم تراها أُعجبت بمييل إلى درجة جعلتها مستعدة لتحمّل كل شيء من أجل رؤيتها؟
راحت الأسئلة تدور في رأسه حتى بدأ يشعر بصداع خفيف.
نهض جايد من مكانه فجأة.
لا بد أن يعرف الحقيقة بنفسه—
هل أصبحت مييل فعلًا مرشحة رسمية لولي العهد؟
أم أن ما يجمعها بالأميرة مجرد صداقة؟
لا بد من التحقق.
ارتدى على الفور عباءة التخفي الخاصة به.
* * *
“هذا هو المطعم(قاعة الطعام)! الذي حدثتك عنه سابقًا، حيث يعمل طاهٍ مذهل!”
ومييل التي أرادت أن ترحب بروبينا في زيارتها الأولى، كانت بنفسها المرشدة لهذه الجولة.
من الردهة الرئيسية إلى المختبرات المتنوعة، ثم مكتبة البرج، ومخزن الأدوات السحرية، وغيرها من الأقسام…
كانت روبينا متحمسة كطفلة ترى هذا العالم للمرة الأولى.
ولم تكن مييل أقل منها سعادة.
رؤية الأميرة وهي تبتسم ببراءة كـ لولو ولالا جعلت الجو كله يزدهر بالسعادة.
“سمو الأميرة، أما آن الأوان لأن نُنعش أنفسنا بشيء من الطعام؟“
“بكل سرور! أتوق لتذوّق مهارات طاهي البرج.”
جلست مييل وروبينا بشكل طبيعي في قاعة الطعام.
سألت مييل عن الأطعمة التي تفضلها الأميرة، ثم انطلقت مسرعة نحو فووك لتبلغه.
وبعد أن طلبت وجبتهن الخاصة، عادت إلى الطاولة تحمل عصير تفاح بارد ومنعش.
“بالمناسبة… هل أنتِ بخير؟ سمعت أن صحتكِ ضعيفة، فخشيت أن تكون زيارتكِ للبرج قد أرهقتكِ.”
سألت مييل بقلق.
فلطالما عُرفت الأميرة بندرة خروجها من القصر، لذلك راودها القلق.
لكن روبينا أومأت برفق وابتسمت بلطف.
“لا داعي للقلق. منذ أن بدأت أتناول الدواء المُحضّر من المكونات التي حصلتُ عليها بفضلك، أصبحت حالتي أفضل بكثير. ولهذا أصبحت أخرج من القصر كثيرًا في الآونة الأخيرة.”
“هذا حقًا يبعث على الارتياح!”
“شكرًا على اهتمامك يا مييل.”
ابتسمت روبينا برقة ثم رفعت الكوب الذي يحتوي على عصير التفاح.
ورغم أنها لم تذقه بعد، فقد انتشر عبير التفاح الحلو في الأرجاء.
وما إن تذوقت أول رشفة، حتى امتزج الطعم الحلو والمنعش في فمها.
“يا إلهي… هذا العصير لذيذ للغاية!”
“أليس كذلك؟ هذه التفاحات من أفخر الأنواع، جلبتُها من هورو! حصلتُ عليها بعدما شاركتُ في مسابقة، ولم أُشاركها مع أحد… لكن بما أن سموكِ حضرتِ…”
“مسابقة؟ أي نوع من المسابقات؟“
“مسابقة أكل التفاح!”
قالتها بفخر، لكن وجهها احمرّ خجلًا وشعرت بإحراج لا تدري له سببًا.
‘يا لها من فضيحة… أن أعترف أمام أميرة الإمبراطورية أنني فزت في مسابقة أكل التفاح…! من المؤكد أن العائلة الإمبراطورية لا تعبأ بمثل هذه الأمور.’
لكن روبينا انفجرت ضاحكة.
“حقًا؟! فزتِ فيها فعلًا؟!”
“نعم.”
“واو، مييل مذهلة! كيف فزتِ بجسدكِ الصغير هذا؟! هذا لا يُصدق!”
لم تخفِ روبينا دهشتها وإعجابها.
لم تكن هذه الفتاة اللطيفة كما تخيلتها.
حتى حين سمعت عنها للمرة الأولى، لم تصدق أن فتاة بهذا الضعف الظاهري يمكن أن تكون ساحرة تهزم الوحوش المرعبة.
لكن ها هي تنجز المهام الصعبة، وتساعد على تحسين صحة الآخرين، بل وتفوز في مسابقات غريبة أيضًا.
كانت مييل استثنائية بكل المقاييس.
ولهذا أعجبت بها كثيرًا.
“سمو الأميرة، طعامك جاهز.”
بينما كانت الفتاتان تتبادلان أطراف الحديث بودّ، اقترب فووك حاملاً الأطباق التي أعدها.
“شكرًا لك أيها الطاهي.”
قالتها روبينا بابتسامة ناعمة.
وعلى الفور، احمرّ وجه فووك من الخجل، وكانت اللحظة كلها باعثة على الابتسام.
نظرت إليه مييل وهي تبتسم بدورها.
بدا واضحًا أن زيارة الأميرة المفاجئة قد أربكته، لكنه في نفس الوقت كان في قمة سعادته.
لم يكن يتخيل في حياته أن يلتقي أحد أفراد العائلة الإمبراطورية.
وبفضل مييل، ها هو يطبخ اليوم للأميرة، رابع شخص في ترتيب الخلافة على العرش.
لم يكن يشعر سوى بالامتنان.
“ممم… هذا لذيذ جدًا!”
“ش…شكرًا جزيلًا!”
امتلأ قلب فووك بالامتنان على مدح الأميرة الصادق.
رؤيتها تستمتع بطبق المعكرونة، والحساء، والخبز، والعصير… كان يعني له الكثير.
حتى إن الدموع ترقرقت في عينيه.
وأخيرًا، لم يستطع السيطرة على مشاعره، فعاد إلى المطبخ.
“سعيدة لأنه نال رضاكِ.”
“بل أكثر من ذلك، إنه شهي للغاية! طاه البرج لا يقل كفاءة عن طاهي القصر الإمبراطوري.”
“هاها، لو سمعكِ فووك لطار من الفرح.”
“إذن، لا تنسي أن تخبريه بهذا.”
واصلت الاثنتان الضحك وتناولتَا طعامهما في جو مفعم بالألفة والمرح.
وفي حين كانت مييل وروبينا منشغلتين ببعضهما، ظهرت ظلٌّ عند مدخل قاعة الطعام.
كان جايد، يرتدي عباءة الإخفاء التي لا يمكن لأحد تمييزه من خلالها.
__________
ترجمة : سنو
فتحت جروب روايات في التيليجرام يمديكم هنيك تقرأو الروايات بدون نت🌟! هاي الروايه موجوده PDF بالجروب
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 24"