مع بدء حديث المقدّم، بدأ المشاركون في المسابقة بالصعود إلى المنصة.
كان عدد المشاركين خمسة رجال ضخام الجسم.
لكن وسطهم، كانت تقف مييل.
وبين أولئك العمالقة، بدت مييل بجسدها الصغير أصغر مما هي عليه في الواقع.
“يا إلهي، يبدو أن فتاة صغيرة لا تعرف شيئًا قررت المشاركة.”
“فعلاً، من الواضح أنها غريبة عن المكان ولا تعرف من يكون هؤلاء الأربعة. لهذا السبب عدد المشاركين قليل. لا أحد يجرؤ على التحدي بعد أن شاع صيتهم. ما دام الفوز مستحيلاً، فلا أحد من الغرباء يشارك أصلاً.”
تناهت هذه الكلمات إلى مسامع جايد، الذي كان يراقب من بين الحشود.
بدا واضحًا أن الناس يشعرون بالشفقة تجاه مييل.
فهي صغيرة الحجم، وظنّوا أنها لا تملك شهيةً تكفي للمنافسة.
حتى جايد نفسه لم يكن رأيه مختلفًا كثيرًا.
لكن رغم ذلك، لم يعجبه أن يتحدث من لا يعرفونها بهذه الطريقة.
“لا شك أنها طمعت في الجائزة.”
“أنا نفسي أرغب بها، فكيف بها هي؟“
أي نوع من الأشخاص يظنون مييل عليه؟ يبدو أن سكان هورو يعتبرون الغرباء طماعين بطبيعتهم.
حول جايد نظره إلى الجهة اليمنى من المنصة حيث وُضعت الجائزة.
‘تُرى، ما الجائزة التي تجعل الناس يتحدثون هكذا؟‘
“والآن، جائزة الفائز لهذا العام هي نفسها كما في العام الماضي! صندوق من أجود أنواع التفاح، من نفس الفئة التي تُقدَّم للإمبراطور!”
“وااااه!!”
ما إن أُعلنت الجائزة حتى دوّى الهتاف في أرجاء الساحة.
تنهد جايد بخيبة أمل.
“كل هذا من أجل… تفاح؟“
بعدها حان وقت تقديم المشاركين لأنفسهم.
وعندما قدّم الرجال أنفسهم، دوّت هتافات الجماهير.
لكن حين تقدمت مييل وقدّمت نفسها، خيّم الصمت على المكان.
فلم يكن أحد يتوقع أن تفوز تلك الفتاة الصغيرة.
عندها عقد جايد حاجبيه.
وبدأ التحدي.
كانت قواعد المسابقة بسيطة…
من يأكل أكبر عدد ممكن من التفاح من صندوقه هو الفائز.
وما إن أُعطي إشارة البدء، حتى انقضّ الرجال على التفاح كأنهم في سباق حياة أو موت، يلتهمون بشراهة وكأنهم لم يأكلوا منذ أيام.
أما مييل، فقد بدأت بهدوء، تتذوّق كل قضمة وكأنها تستمتع بكل لحظة.
كانت تبتسم في كل مرة تأكل فيها، ويبدو أنها كانت في غاية السعادة.
‘طالما أنك تستمتعين، فهذا يكفيني.’
وقرر أن يكتفي بمشاهدتها.
بدأت بعض الأصوات الساخرة ترتفع من بين الحضور مستهزئة بها.
لكن جايد لم يشأ أن يتسبب في فوضى، فكان الأهم لديه أن تبقى مييل مستمتعة.
وفجأة…
“يا إلهي!”
“ما هذا؟!”
بدأت مييل تزيد من سرعتها! وبعد أن أنهت مرحلة التذوق، بدأت تلتهم التفاح بوتيرة مذهلة.
كانت أسرع حتى من الرجال الجالسين بجوارها، والذين بدوا مرهقين بعد بدايتهم القوية.
“مييل!”
صاح جايد وهو يقبض يده بقوة.
بدا أن الفوز أصبح ممكنًا.
ودون أن يشعر، بدأ يشجعها.
“أحسنتِ! التهمي كل شيء! هيا يا مييل!”
رفعت مييل رأسها، وكأنها عرفت ذاك الصوت جيدًا، وبدأت تبحث عنه بعينيها.
فذُعر جايد واختبأ بسرعة، وما إن فعل ذلك حتى راحت مييل تأكل بسرعة أكبر.
دُمدم، دُمدم.
واحدًا تلو الآخر، سقط الرجال أرضًا بعدما امتلأت بطونهم بالتفاح.
وكان في صناديقهم ما بين خمس إلى ست تفاحات متبقية.
أما مييل، التي بقيت وحدها على الطاولة، فلم تسقط.
بل وقفت، ورفعت صندوقها عاليًا.
لم يتبقَّ فيه تفاحة واحدة.
“لقد تحدد الفائز! الفائزة والتي لم يتوقع أحد فوزها، هي المتسابقة رقم 3، مييل!”
“وواااااه!!!”
اشتعلت الساحة فرحًا بظهور بطلة جديدة.
الفتاة التي ظن الجميع أن لا فرصة لها، صنعت معجزة.
ظل جايد صامتًا، لكنه ما إن رأى فوزها حتى قبض على يديه وهتف:
“كما توقعت… إنها تلميذتي!”
* * *
بعد انتهاء مسابقة أكل التفاح، كانت ثلاث ساعات قد مضت منذ بدأا بالتجول في أرجاء المهرجان.
عاد جايد إلى المكان الذي افترق فيه عن مييل، وجلس ينتظرها.
ثم اقتربت مييل وهي تحمل صندوق تفاح.
بادرها جايد بالكلام، متصنعًا الجهل:
“هذا الصندوق من التفاح…؟“
“آه، هذه جائزة الفوز في المسابقة.”
“أي مسابقة؟“
“مسابقة أكل التفاح. شاركتُ مع بعض الرجال وفزت عليهم. في البداية سخروا مني، لكن ما إن فزت حتى راحوا يهتفون لي.”
“صحيح… سمعتهم. كنتُ على وشك أن أفسد كل شيء بسبب سخريتهم، و…”
أغلق فمه بسرعة، لكنه كان قد قال أكثر مما ينبغي.
حاول التظاهر بأنه لم ير شيئًا من المسابقة… وفشل تمامًا.
“لا تقل لي… هل كنت تراقبني؟“
“…نعم.”
“كنت أشعر بذلك… لا أدري لماذا، لكنني ظننت أنني سمعت صوتك، مع أن الحشود كانت تهتف وتطلق الصيحات الساخرة… صوتك وحده منحني القوة. كنت تشاهدني، أليس كذلك؟“
قالت مييل بابتسامة خفيفة، وكانت صادقة في كلامها.
رغم أنه لم يكن شخصًا تحبّه كثيرًا، إلا أن سماع صوت مألوف في مكان غريب كهذا كان كفيلاً بأن يمنحها دفعة كبيرة.
“آه، أ–أجل. كنت أمر من هناك بعد أن أنهيت بعض المهام، فصادف أن رأيتك، فتابعت ما يجري.”
“حقًا؟“
“بالطبع! أنتِ تمثلين برج السحر الآن، فطبيعي أن أشجعك.”
“هاها!”
ضحكت مييل ضحكة عالية.
بدا واضحًا أن معلمها كان محرجًا.
لقد حاول التظاهر بعدم متابعته للمسابقة، ثم انكشف أمره، بل واتضح أيضًا أنه شجّعها.
لم يكن هذا من عاداته أبدًا.
لكنه تصرف بتلقائية.
ربما لأن اليوم كان يوم مهرجان؟ لو كان يومًا عاديًّا، لبدت تصرفاته تلك جنونية، لكن اليوم بدت…لطيفة.
ثم عاد الاثنان معًا إلى العربة.
وبسبب التعب، سرعان ما غطّت مييل في النوم.
غطّاها جايد بلحاف خفيف، وظل يتأملها بهدوء.
ضحكتها المشرقة التي رآها اليوم لأول مرة، جعلت قلبه ينبض بعنف.
وكان يعلم تمامًا ما تعنيه تلك الخفقة.
دخلت مييل غرفتها حاملة صندوق التفاح الفاخر.
فكرة أنها ستتمكن من أكل ما تشاء من التفاح كانت كفيلة بأن تجعلها في قمة السعادة.
لكنها لاحظت شيئًا آخر على مكتبها؟
رسالة صغيرة موضوعة بعناية.
عندها امتلأ قلبها بالفرح أكثر.
“أبي!”
كانت رسالة من والدها.
في الواقع، ما وصل لم يكن رسالة فحسب، بل كان أقرب إلى طرد كبير ضخم بما يكفي ليُعد شحنة لا رسالة.
كان الظرف مصنوعًا من ورق سميك متجعد، وقد كُتب عليه اسم مييل واسم والدها بخطّ واضح.
فتحت الظرف بسرعة.
كان يحتوي على رسالتين وكتاب سميك.
أخذت الرسالة الموجهة إليها وفتحتها على الفور.
كانت الأحرف مألوفة، والخط بسيط.
منذ زمن طويل لم تتلقّ رسالة منه، فسرت في قلبها سعادة دافئة وهي تقرأ:
[إلى ابنتي العزيزة، مييل.
مييل، كيف حالك؟ مرّ عامان منذ أن افترقنا، أليس كذلك؟
هذا الأب يفكر بك دائمًا. أينما ذهبت، ومع من كنت، لا تغيبين عن خاطري.
هل تتناولين طعامك جيدًا؟ أرجو أن تكوني بصحة تامة، بلا مرض ولا تعب.]
منذ السطور الأولى، تجلّت مشاعر الأب الحانية.
لقد كان دائمًا كذلك.
رجل لا يرى في العالم غير ابنته، يضعها أولاً في كل شيء، ويغمرها بحب لا ينضب.
ارتسمت على شفتي مييل ابتسامة ناعمة.
[هل تسير الأمور على ما يرام في برج السحر؟
أنا واثق أنك تتألقين هناك أيضًا.
لكن لا تنسي، عندما تكونين بين الناس، قد يحدث أن تتصادمي مع بعضهم.
حينها، لا تخافي من اتخاذ القرار الذي ترغبين به.
لا تدعي القيود تحدّك، بل ثقي بنفسك وامضي قُدمًا.]
كثيرًا ما قال والدها هذه الجملة “أنا أثق بك.”
كانت تسمعها منذ إن كانت صغيرة.
“مهما كان قرارك، فأنا دائمًا إلى جانبك.”
كانت هذه أكثر العبارات التي تحبها مييل.
همست بها في سرّها، وهي تعلم أنه لن يسمعها، ثم تابعت قراءة الرسالة وقد وصلت إلى الجزء الأهم.
[بالمناسبة، لقد أصبحتِ راشدة مؤخرًا، أليس كذلك؟ مبروك!
يؤسفني أنني لم أتمكن من تهنئتك بنفسي.
رغم ذلك، أنا سعيد جدًا. كنتُ أنتظر هذا اليوم منذ أن كنتِ صغيرة، لأنني…
أعددت لكِ هدية خاصة بهذه المناسبة.]
هدية؟ من أبيها؟ هل يقصد ذلك الكتاب الذي وُضع في الظرف؟
[آه، لا، ذلك الكتاب ليس الهدية.
لكنه سيساعدكِ في معرفة مكانها.
لقد أخفيتُ هداياكِ في أماكن متفرقة من العالم.
وأعلم أنك تحبين السفر، لذا ستكونين قادرة على اكتشافها بنفسك.
ولن تكون تلك الأشياء وحدها هي الهدية، بل حتى الرحلة نفسها… ستصبح جزءًا من الهدية التي أعددتها لكِ.]
هدايا مخبأة في أنحاء العالم؟ بدا الأمر وكأنه لعبة كنز عظيمة، تجوب فيها العالم بحثًا عن مفاجآت والدها.
___________
لو يسوون ذي الروايه فلم بتنافس هاري بوتر
ترجمة : سنو
فتحت جروب روايات في التيليجرام يمديكم هنيك تقرأو الروايات بدون نت🌟! هاي الروايه موجوده PDF بالجروب
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 21"