قالها جايد وهو ينظر إلى مييل، فأومأت بدورها موافقة.
“ولا أنا. يبدو أنهما تحجّرا بفعل القوى المقدسة.”
“هممم… هل كانت محاولة من فيرهون لكبح قوته؟”
سأل توروي، فأجابت مييل:
“على الأغلب، حتى لو لم يعرفوا ماهية الكنزَين تحديدًا، لا بد أنهم شعروا بقوة طاقتهما النقية. ومن الطبيعي أنهم لم يرغبوا بأن تقع مثل هذه الكنوز في يد ساحر.”
“صحيح… من وجهة نظرهم، كان ذلك خطرًا.”
“وأظن أن البابا السابق هو من أمر بختم الكنزَين. حتى لو كانت كمية الطاقة التي شعروا بها قليلة، فإن طبيعة تلك الطاقة بحد ذاتها كانت كافية لتُشعرهم بالتهديد.”
“لو ظهر شيء مشابه في أوساط السحرة فجأة، لكنا شعرنا بنفس الريبة أيضًا.”
“صحيح… رد فعل طبيعي.”
أومأ جايد وتوروي في اتفاق مع مييل.
ثم نظرت حولها بهدوء، وكان المكان عند البوابة الخلفية لبرج السحر هادئًا وخاليًا بسبب الوقت المتأخر من الليل، فتنفست بارتياح وأضافت:
“بهذا، أصبح لدينا خمسة من الكنوز السبعة. لم يتبقَ سوى…”
“اثنان فقط.”
أكمل جايد بنبرة متأملة، ثم رفع بصره إلى مييل وقال:
“إذا وجدنا الكنزَين المتبقيين… هل سنتمكن أخيرًا من مقابلة الحكيم العظيم؟”
“غالبًا نعم. لذا علينا أن نعثر عليهما بأسرع وقت ممكن.”
أجابت مييل بوجه جاد، فتكلم توروي بعد صمت:
“لكن قبل أي شيء، من الأفضل أن نستريح. هذه الرحلة كانت مرهقة للجميع.”
نظر إلى مييل بنبرة قلقة، فابتسمت بخفة وأومأت برأسها.
“أجل، أظن أن هذا هو الأفضل. كانت الرحلة متعبة بالفعل.”
لم يكن ذلك مستغربًا، فهي لم تتسلل إلى دولة معادية من قبل كما فعلت هذه المرة، ناهيك عن المواجهة المباشرة التي خاضتها مع السلطة العليا في فيرهون.
ورغم أن مكانة الكنيسة لم تعد كما كانت، إلا أن ما حدث لم يكن بالأمر الهيّن.
وفجأة، خطرت فكرة لمييل فنادت:
“سمو الأمير…”
تحدثت وهي تفكر بما حصل في فيرهون، وبدت ملامحها قلقة.
ابتسم توروي لا إراديًا وهو يراها تنظر إليه بتردد.
“ما الأمر يا آنسة مييل؟”
سألها بلطف، فبدأت كلامها بحذر:
“كنت أفكر… هل تصرفي الأخير قد يُسبب ضررًا للعائلة الإمبراطورية أو للإمبراطورية؟ أعني… لا أعتقد أن ذلك سيحدث، لكنني فعلت شيئًا كبيرًا في النهاية.”
كانت تشير إلى ما فعلته مع البابا أمام الجميع.
ورغم أن ما قامت به نال تأييدًا شعبيًا، فإنها خشيت من أن تكون قد تسببت بمشاكل سياسية.
أجابها توروي بابتسامة مطمئنة، ثم ربت بلطف على كتفها الأيسر:
“لا تقلقي يا آنسة مييل. كما قلتِ، لن يتمكنوا من إيذائنا. لقد كُشف عن الوجه الحقيقي للكنيسة، وسيأخذ الأمر وقتًا طويلًا لاحتواء تلك الفوضى.”
“فهمت…”
“وحتى لو تم احتواء الأمر في نهاية المطاف، فسوف يشكروننا لكشفنا الحقيقة. وإذا قرروا تجاهل الأمر وتغاضيه، فهذا أفضل لنا وأقل إزعاجًا.”
فتحت مييل شفتيها قليلاً بدهشة، ثم ما لبثت أن ابتسمت وهزت رأسها.
“شكرًا جزيلاً يا سموّ الأمير.”
“والآن، عودي إلى غرفتك واستريحي. لقد بذلتِ جهدًا كبيرًا في البحث عن الكنز.”
تراجع توروي بلطف تاركًا لها المساحة، فانحنت مييل احترامًا.
“إلى اللقاء إذًا.”
اقترب جايد من مييل وألقى بتحية مقتضبة لتوروي الذي لم يُخفِ انزعاجه من الطريقة التي كان ينظر بها جايد إلى مييل.
وما إن ابتعد توروي وامتطى جواده متجهًا إلى خارج الصحراء حتى هدأ تعبير جايد وأرخى ملامحه.
“أحسنتِ يا مييل.”
قالها بعد أن غاب توروي عن الأنظار، وسارا معًا إلى داخل برج السحر بينما كان كوسيليكو نائمًا على كتف مييل.
“لا، الجميع بذل جهده هذه المرة، سواء سمو الأمير أو أنت أو أنا.”
ابتسمت مييل بخفة، فارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي جايد، وهز رأسه موافقًا.
كانت أجواء البرج في تلك الليلة هادئة تمامًا.
دخلا عبر البوابة الخلفية وتقدّما في الممرات.
“بالمناسبة، عندما سقطتِ في السجن تحت الكنيسة… كنت قلقًا جدًا. هل تأذيتِ؟”
قالها بصوت خافت يكاد لا يُسمع، وكأنه لا يريد لأحدٍ سواها أن يسمعه. فأجابت برأس منخفض:
“لا، لم أُصب بشيء. لا أعلم إن كانن صدفة، لكنني سقطت على كومة قش. وهناك… وجدت الكنز.”
“هذا غريب فعلًا… يبدو أن الحظ كان حليفنا.”
“بالفعل. والغريب أنني وجدت زنزانة بدت وكأن القديسة كانت تسكنها قديمًا. وكان تحت سريرها تمثال للحاكم غافيلون.”
“حقًا؟”
“نعم. وكان التمثال يمسك بعصا… وهي التي وجدناها متحجرة.”
عبست ملامح جايد قليلًا وهو يسمع ذلك.
بدت أن الفكرة غير منطقية، ومع ذلك، خطرت في باله فرضية لم يستطع تجاهلها.
“مييل… هل من الممكن أن هذا كان تدبيرًا من غافيلون؟ أعني، ربما لا، لكن…”
“ربما. من يدري؟ ربما فعل ذلك من أجل القديسة التي أحبها، ليسهّل عليّ إيجاد الكنوز.”
قالتها بابتسامة هادئة، فابتسم بدوره.
“أنا لا أؤمن بالحكماء، لكن بعد كل ما رأيته، لا يمكنني إنكار وجودهم. رغم أنهم لا يتدخلون كثيرًا في شؤون البشر.”
“وأنا كذلك. وجود حاكم كان دائمًا فكرة بعيدة، ولم أكن أملك الوقت للتفكير فيها.”
واصل الاثنان الحديث وهما يسيران في الممر، حتى وجدا نفسيهما أمام غرفة مييل.
ابتسم جايد وقال:
“خذي قسطًا من الراحة الليلة. وسنتحدث عن الكنزَين المتبقيين غدًا أو بعد غد.”
“نعم، وأنت أيضًا استرح جيدًا.”
“حسنًا… تصبحين على خير.”
انتظر حتى دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب، ثم انصرف بخطى خفيفة نحو جناحه.
أما مييل، فما إن دخلت غرفتها حتى خلعت عباءتها، فاستيقظ كوسيليكو بتثاقل.
“هممم؟ عدنا للغرفة؟”
“نعم يا كوكو، هيا إلى السرير.”
“هممم…”
طار وهو يتمايل وذهب إلى السرير، فيما توجهت مييل إلى الحمام.
وبعد أن استحمت في مكانها المألوف هذه المرة، شعرت بالارتياح، على عكس المرات السابقة التي كانت تضطر فيها للاغتسال في أماكن غريبة.
بدّلت ملابسها إلى ثياب النوم، ثم بدأت تفريغ حقيبتها.
أخرجت من الحقيبة أحد الكنزَين اللذين عثرت عليهما في فيرهون… وأمسكت السوار.
“قوة هذا الكنز هي…”
وما إن أمسكت به، حتى انطلق منه نور قوي وساطع…
——
ترجمة : سنو
الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.
بس اكتبو في سيرش التيليجرام : snowestellee
او هذا اللينك صوروه وادخلو له من عدسه قوقل: https://t.me/snowestellee
واتباد : punnychanehe
واتباد احتياطي : punnychanehep
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 116"