كانت القديسة الصغيرة محبوسة في زنزانة تحت الأرض، لا يُقدّم لها سوى الخبز اليابس والماء، ومع ذلك، حين يحتاجون إليها، كانوا يزينونها بالحلي الفاخرة والملابس الجميلة.
وكان عليها أن تبتسم دومًا أمام المؤمنين، وإذا لم تفعل، كانت تتعرض لتوبيخ الكهنة.
‘أن يُعامَل طفل هكذا… هذا تعذيب!’
لم تستطع مييل إخفاء صدمتها وهي تتابع تلك الذكريات.
الكهنو في الكنيسة الكبرى جلبوا الطفلة بذريعة أنها إرادة الحاكم، ثم عاملُوها معاملة قاسية.
واستمر هذا الحال حتى بعد أن كبرت.
كانت تتعرض للعنف طوال مراحل نموّها.
وبينما كانت تُضرب كل يوم، كان عليها أن تبتسم وتستخدم قواها متى طُلب منها ذلك.
‘هل هذه هي القوة المقدسة التي تمتلكها؟’
لقد كانت قوة القديسة أعمق وأنقى من تلك التي لدى البابا.
هذه القوة شفت العديد من الناس، وجعلت الكثيرين يؤمنون.
وكانت هذه الطفلة هي القديسة مارينا.
لكن ورغم كل ذلك، لم تحسِّن الكنيسة من معاملتها لها، حتى بعدما بدأت تفقد قواها.
‘وما زاد الطين بلّة أن الأمر لم يقتصر على بعض الكهنة فقط، بل حتى البابا نفسه كان مشتركًا معهم…’
حتى البابا الحالي كان واحدًا من أولئك.
ربما لم يُشارك مباشرة في الإساءة، لكنه تغاضى عنها، بل وأحيانًا نظر إليها بازدراء.
‘كيف يمكن لمن يدّعي الإيمان أن يكون بهذا القبح؟’
راحت مييل تعض شفتيها وتتابع الذكريات.
ثم بدأت تفهم السبب.
لقد كانوا يحسدون الطفلة التي وُلدت وهي تحمل بركة الحاكم.
‘لأنهم لم يُختاروا منذ الولادة، شعروا بالنقص والغيرة… ولهذا أساؤوا إليها.’
كل الأذى الذي تعرّضت له القديسة كان نابعًا من مشاعر الحسد والدونية.
‘ثم… حدثت النهاية.’
وصل اليوم الذي فقدت فيه القديسة جميع قواها، ومعه، انقطعت نبوءات الحاكم غافيلون تمامًا.
التعليقات لهذا الفصل " 113"