كان داخل الكنيسة الرئيسية ناصع البياض تمامًا كشكلها الخارجي.
أخذت مييل تتأمل المكان بعينين دامعتين من الدهشة وهي تهمس بإعجاب.
كان السقف في الداخل عاليًا جدًا، والمكان يبعث شعورًا بالعراقة، إلا أن بياضه الناصع يمنحه من بعيد مظهرًا نظيفًا وأنيقًا أكثر من كونه قديمًا.
‘على الأقل، مريح أكثر للعين من القصر الإمبراطوري.’
فبعكس مباني القصر التي كانت ألوانها صارخة، لم تكن ألوان الكنيسة تجهد العين.
‘أم أن السبب يعود إلى الزخارف الموزعة في المكان؟‘
أثناء سيرها في الممر الواسع، مرّت بنظرها على عدد من التحف الفنية المعروضة.
كانت معظمها لوحات وتماثيل بألوان باهتة، ومثلما رأته خارج الكنيسة، كان جميعها يصوّر الحاكم غافيلون.
‘الحاكم غافيلون…’
تمتمت مييل في داخلها وهي تنظر إلى اللوحات. فقد رأت ألوانًا في هذه اللوحات لم تكن قد شاهدتها من قبل في فِيرهون، وإن كان ذلك يقتصر على صور الحاكم فقط، وحتى تلك الألوان كانت باهتة جدًا.
‘على الأقل الآن أعلم كيف يبدو غافيلون.’
كان رجلاً جميلاً ذا شعر ذهبي طويل يصل حتى خصره، وعينين خضراوين.
وغالبًا ما صُوّر وهو يساعد الناس مرتدي رداء أبيض بسيط.
في أغلب اللوحات، كان يؤدي دور الحاكم:
يراقب البشر من فوق الغيوم، أو ينزل إلى الأرض ليواسي الضعفاء.
وكان هناك أيضًا بعض التماثيل التي تجسّد ملامحه بدقة.
طوال سيرها خلف الكاهن ألبير، ظلت مييل تحدق بتمعن في ملامح غافيلون.
كان الحاكم الذي يُمثّل النقاء، جميلًا بشكل مبهر.
‘هل يمكن حقًا أن يكون هناك حاكم بهذا الجمال؟‘
لم يسبق لمييل أن رأت حاكماً بعينيها، لذا كان من الطبيعي أن تشك في وجوده.
‘لكن، بما أن هذا عالم سحري فيه قوى خارقة… بل وفي رواية خيالية، فقد يكون الحاكم غافيلون حقيقيًا فعلًا.’
هكذا فكّرت.
خصوصًا وأن بطلي الرواية استخدما القوة المقدّسة في الفصل الأخير.
‘لكن ذاك كان في إمبراطورية هاغوران، ولم يُذكر الأمر إلا في نهاية الرواية.’
كما أن الحاكم الذي يُعبد في فِيرهون يختلف عن الذي يتبعونه في هاغوران.
‘ثم إنني لم أكن مهتمة بالأديان أصلاً، لذا لا أعرف الكثير.’
وفي خضم هذه الأفكار، توقف الكاهن ألبير أمام باب أبيض.
فتح الباب وهو يبتسم بلطف للثلاثة.
‘هل تودّون الانتظار في الداخل؟‘
دخل الثلاثة إلى غرفة استقبال واسعة، يغلب عليها اللون الأبيض، ومملوءة بأثاث ناصع.
“يرجى الانتظار هنا قليلًا. سأحضر لكم بعض الشاي البارد والوجبات الخفيفة.”
“شكرًا لك.”
ردّ عليه توروي، ثم خرج ألبير من الغرفة، فخفّ التوتر الذي كان سائدًا بينهم قليلًا.
“هاه… ما رأيك بالمكان؟“
سأل توروي بنبرة منخفضة وهو يزفر، موجّهًا كلامه إلى جايد.
سرعان ما فهم جايد مقصده وردّ بهدوء:
“الكنيسة مشبعة بطاقة مقدسة قوية. ليس إلى درجة خطيرة كما توقعت، لكنه لا تزال طاقة غير عادية.”
“إذن، رغم أنها ليست الأسوأ، إلا أنه لا يُستهان بها.”
قالها توروي وجلس على الكرسي المقابل للطاولة.
جلس جايد بعيدًا قليلًا، بينما جلست مييل على الأريكة.
“هل الطاقة المقدسة قوية إلى هذا الحد؟“
سألت مييل بنبرة خافتة، فأومأ جايد برأسه.
“نعم. أراهن أن كوكو الآن غاضب جدًا.”
“أرى…”
ردّت مييل بهمس وهي تضع يدها على كتفها الأيسر، لتشعر بحرارة خفيفة.
لم ترَ شيئًا، لكنها شعرت بوجود كوسيليكو.
بدأت تلمسه برفق.
“تحمّل قليلًا يا كوكو.”
لم تتلقّ ردًا، لكن كوسيليكو احتكّ بها كما لو أنه فهم.
‘الغريب أن معلمي وكوسليكو تأثرا كثيرًا بالطاقة المقدسة، أما أنا، فلا أشعر بشيء تقريبًا.’
تساءلت في نفسها. هل السبب يعود لاختلاف كمية السحر في الجسد؟
‘صحيح أن المعلم قال لي ذات مرة إنني أملك سحرًا كثيرًا، لكن… ليس بمستوى معلم كبير أو مخلوق روحاني ككوسيليكو.’
وإلا، لما كانت بهذا الهدوء وسط هذه الطاقة الشديدة.
‘أليس كذلك؟‘
نظرت مييل إلى جايد.
كان يحاول أن يبدو طبيعيًا، لكن تقطيبة حاجبيه لم تخفَ عنها.
‘علينا إنهاء مهمتنا هنا بأسرع وقت والخروج… لكن الكنيسة هي المكان الأقرب لاحتمال وجود الكنز.’
وبينما كانت غارقة في تفكيرها، سُمِع طرق خافت على الباب، وصوت مألوف قال:
“أنا الكاهن ألبير. أحضرت الضيافة.”
دخل ألبير حاملًا صينية عليها شاي بارد وفواكه وبسكويت.
“إن كان هناك ما يزعجكم، فلا تترددوا في إخباره.”
قال هذا وهو يضع ما على الصينية على الطاولة. فأومأ له توروي.
“شكرًا. بالمناسبة، متى يمكننا لقاء البابا؟“
تراجع ألبير خطوة إلى الوراء وقال بهدوء:
“إنه الآن في لقاء مع بعض المؤمنين. سيأتي إليكم هنا بعد قليل.”
“مفهوم.”
“إذن، أتمنى لكم وقتًا مريحًا.”
انحنى بأدب وغادر. بعدها اقتربت مييل وجلست عند الطاولة.
بالطبع جلس توروي في المقعد الرئيسي، بينما جلس جايد ومييل بعيدًا قليلًا عن الوسط ليبدو الوضع رسميًا عند دخول البابا.
“لا بد أننا سنقف عندما يدخل البابا.”
أخذت رشفة من الشاي البارد المخصص لها.
حينها، لاحظت أن حاجبي جايد قد ازدادت تقطيبهما.
“…إنه قادم. لا بد أنه البابا.”
تمتم جايد. فاستغربت مييل من كلامه، فشرح لها بصوت خافت:
“إنه يقترب وهو يطلق طاقة مقدسة خارجة عن المألوف. لا يبدو أنه يحاول إخفاءها حتى.”
“فهمت…”
أومأت برأسها بخفة. وفجأة، انفتح باب الغرفة دون طرق، مما أثار ارتباك الثلاثة.
لكنهم سرعان ما تمالكوا أنفسهم. وقفا مييل وجايد خلف توروي مباشرة.
ودخل رجل طويل القامة، يبدو في العشرينات من عمره.
‘مهلاً، هذا الشخص…’
تسمرت مييل في مكانها.
وجهه بدا مألوفًا.
كان شابًا وسيماً ذا شعر ذهبي طويل يصل إلى خصره، وعينين خضراوين.
ابتسم بلطف وتقدّم نحو الطاولة، ثم قال بصوت هادئ ومهيب:
“يسرّني لقاؤكم أيها الضيوف الكرام. أنا البابا ليفيرو، خادم الحاكم الأعظم غافيلون.”
صُدمت مييل.
لم تتخيل قط أن يكون البابا شابًا بهذا الشكل، بينما ظنته عجوزًا بشعر أبيض.
لكن الصدمة لم تتوقف هنا، إذ تابع البابا كلامه:
“لقد مرّ على تولّي منصبي ثلاثون عامًا حتى الآن.”
وهنا… فُغر فم مييل من شدة الدهشة.
——
ترجمة : سنو
الحسابات صارت تنحذف من الواتباد ، وإذا مالقيتو حسابي لا تلوموني فهذول الكوريين يحذفونها ، فمنشان هيك تعو تيليجرام عامله جروب انشر فيه الروايات ملفات وإذا انحذف حسابي مراح ارجع له.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 101"