كانت القوة السحرية الشرسة والحادة، التي تكاد تكون عنيفة، تمزّق وتنهش أجساد الأطفال الضعيفة والرقيقة بلا رحمة.
“آآآخ!”
“آه، يؤلم! أخ، آه… مؤلم جدًا…”
“أنقذوني! آآآخ…”
تردّدت صرخاتٌ مروعة يصعب سماعها في أرجاء المكان.
في الحقيقة، كان هذا الفعل يشبه التعذيب بكلّ معنى الكلمة.
كان حفل الاستقبال يهدف إلى زيادة حساسية الأطفال للقوة السحرية بالقوة، لتكوين نواة سحرية في أجسادهم.
في الأبراج السحرية العادية، لا يُجرى هذا الحفل بهذه الطريقة أبدًا.
عادةً، يستغرق تكوين نواة سحرية لدى شخص عاديّ يمتلك موهبة السحر ما بين شهرٍ إلى نصف سنة على الأقل، حتى تستقرّ النواة بشكلٍ صحيح.
إن أخطأت القوة السحرية مسارها داخل الجسم، قد تُتلف الأعضاء الداخلية وتؤدّي إلى الموت، لذا يجب على ساحرٍ رفيع المستوى مراقبة العملية بعناية وتدريجيًا لتنمية قدرة التكيّف.
هذه هي طريقة النقل الصحيحة.
لذلك، كان هذا النقل الفوريّ للقوة السحرية في برج السحر الشماليّ أمرًا يُعتبر من المحرّمات ضمنيًا في مجتمع السحرة.
“أخ، آه…”
سقط طفلٌ كان بجانب ليريوفي، ينزف دمًا، وتشنّج ثم فقد وعيه تمامًا.
لم تكن حالة ليريوفي أفضل.
كانت القوة السحرية الهائلة، التي لا يمكن لجسدها غير الناضج تحمّلها، تتدفّق كالحديد المصهور، محرقةً أوعيتها الدموية ومدمّرةً أحشاءها.
اغرورقت بالعرق البارد من الألم الشديد الذي كاد يفقدها صوابها.
حتّى وهي تعضّ أسنانها، اختلطت أنّاتها بالبكاء في صوتٍ غريب تسرب منها.
“أخ، آه… آآآخ…”
كان رائحة الدم الكثيفة تملأ حلقها، وتومض عيناها بضوءٍ أبيض ثم تُظلما بالتناوب، كأنّ وعيها يتلاشى.
[انتبهي!]
عندما كادت ليريوفي تنهار تحت وطأة الألم، أمسك صوتٌ حادّ برقبتها المنهارة.
[إن فقدتِ وعيكِ الآن، سينتهي كلّ شيء. هل تريدين العيش كعاجزة طوال حياتكِ، موسومةً بلقب نصف ساحرة مجدّدًا؟]
رغم أنّها مرّت بهذا الألم من قبل، لم تستطع التعوّد عليه. عضّت ليريوفي لسانها لتحتفظ بوعيها بصعوبة.
[سأفتح لكِ الطريق، فركّزي! هيا، إن استسلمتِ الآن، ستعيشين حياةً تُداسين فيها حتى الموت. هل عدتِ إلى الماضي لتواجهي نهايةً كهذه؟]
كمن يتشبّث بقشّةٍ في الماء، تمسّكت بكلمات الصوت وحاولت بكلّ قوتها السيطرة على القوة السحرية الجامحة في جسدها.
“أخ، آه… آآآخ…”
بالطبع، لم يكن ذلك سهلًا.
لو كان كلّ شيء يُحلّ بسهولة، لما عاشت حياةً بائسة حتى ذلك اليوم.
مرت ذكرياتها قبل عكس الزمن أمام عينيها كومضاتٍ بعيدة.
في برج السحر، حيث لا يُعترف إلا بالأقوياء، عاشت كالكلاب، تكافح يوميًا لمجرد النجاة.
عاشت حياةً مهينة، غير مدركةً لعارها، محاولةً بيأسٍ البقاء في البرج مع أختها.
لكن، عندما أدركت عبثيّة ذلك، اختارت العيش في الظلّ لتجنّب الأنظار.
عاشت حياةً عاجزة، بلا إنجازات، بلا حماية لأيّ شيء، مليئةً بالاشمئزاز من نفسها.
وفي النهاية، خسرت الشيء الوحيد الثمين أمام عينيها.
التعليقات لهذا الفصل " 5"
اولا . شوضعهم يذبحون فيهم . ثانيا وضع غريب كيف قوه سحريه تكاد تكون موجوده . وكلام حق انها عبقرية؟😭