كان هناك الفتى ذو الشعر الأحمر الذي يهدّدها بالسكّين، وخلفه فتى ذو شعرٍ بنيّ مختبئ.
شعرت بلحظةٍ من الارتباك الذهنيّ.
‘ما هذا؟ ما الذي يحدث؟ لماذا أنا هنا…؟’
“ألا تتذكّرين كيف أغمي عليكِ بعد خروجكِ من بطن الدودة؟”
كأنّه قرأ الشكّ على وجهها، أوضح الفتى:
“أنا أيضًا فقدتُ الوعي للحظة بعد خروجي، لكن عندما استيقظت، وجدتكِ ملقاةً على الأرض في وضعٍ خطير. كان بإمكاني ترككِ، لكنّني أخذتكِ إلى هنا، فكوني شاكرة.”
مع كلماته، بدأت ذكرياتها الضبابيّة تتّضح فجأة.
تذكّرت سلسلة الأحداث النحل، ثم الأوم، وجايد الذي ضربته على رأسه مرارًا و تكرارًا وسقط جثةً هامدة، ثم الفتى ذو الشعر الفضيّ الذي ظهر بعده…
تحت ضغط قوتها، تلعثم الفتى ذو الشعر الأحمر وهو يجيب.
“حـ-حسنًا، لم يمر وقتٌ طويل. لا أملك ساعة، لكن أظنّ أنّه أقل من ساعة…”
تحرّكت ليريوفي بسرعة.
“مهلًا، إلى أين؟”
“أختي محتجزة. يجب أن أذهب لإنقاذها الآن.”
“ماذا، ألا ترين حالكِ…؟ انتظري، أختكِ محتجزة؟ هل تقصدين أولئك الأوغاد؟”
لم تصل أيّ كلمةٍ إلى أذني ليريوفي، فقد كانت منشغلةً تمامًا بأفكارها.
كانت تخطّط للتخلّص من جايد ورفاقه ثم العودة فورًا، لكن الوقت مرّ دون قصد.
كانت قلقةً على أختها الوحيدة، وقلقةً أيضًا من الفتى ذو الشعر الفضيّ الذي حاول قتلها ثم تركها حيّةً لسببٍ مجهول.
في هذه الأثناء، بدا الفتى ذو الشعر الأحمر منزعجًا من تجاهل ليريوفي له.
“مهلًا، توقّفي هناك. يجب أن نحسم أمرنا أوّلًا، أليس كذلك؟”
أصبح طرف السكّين الحادّ أكثر تهديدًا وهو يستهدف جسد ليريوفي.
كما لو كان يثبت أنّ الأمر ليس مزحة، بدا السكّين وكأنّه سيجرح جلدها ويخترق لحمها إذا تحرّكت خطوةً خاطئة.
“لقد نقضتِ الوعد بسهولة. ألم نتّفق على أنّه إذا حدث شيءٌ لأحدنا، يعتني الآخر بالباقي؟ لكنّكِ أخذتِ أختكِ وتركتي دينو في الكهف!”
“صحيح! اتّفقتِ مع الزعيم على ذلك ثمّ خنتِ الوعد! اعتذري الآن!”
أومأ الفتى ذو الشعر البنيّ خلف الفتى ذو الشعر الأحمر بنشاط، مندّدًا بليريوفي.
آخر مرّة رأته فيها كان فاقدًا للوعي، لكنّه الآن، رغم مظهره المرهق، بدا بحالةٍ جيّدة نسبيًا.
“وعلاوةً على ذلك، عندما كان المطاردون على وشك الإمساك بنا، أنتِ من رمى الأفعى عليّ، أليس كذلك؟ بسبب ذلك، دخلتُ بطن تلك الدودة العملاقة… يا إلهي، مجرّد التفكير في ذلك يجعلني أشعر بالغثيان. أوغ.”
“قائد، لا تتقيّأ هنا! رائحتكَ كريهةٌ بما فيه الكفاية، وإذا تقيّأت، لن أتحمّل! أوغ.”
وبينما كان الاثنان يتمايلان بامتعاض، بدأت ليريوفي هي الأخرى تشعر بالدوار.
“على أيّ حال، كنتُ مرةً سأصبح تجربةً لساحرٍ منحرف، و مرةً كدتُ أُباع إلى منجمٍ وأموت مختنقًا بالغاز. لكن، يا إلهي، أن أموت كفضلات حشرة؟ هذا كثير، أليس كذلك؟”
يبدو أنّ الفتى ذو الشعر الأحمر عانى كثيرًا قبل أن يأتي للبرج و قد سبب أكله من دودة صدمةً أضافية.
كانت ليريوفي، التي مرّت بنفس التجربة، تتفهّم شعوره إلى حدٍّ ما.
ضغط السكّين في يد الفتى على ذراعها بتهديد، كما لو كان يحمل ضغينةً تجاهها.
نظرت ليريوفي إلى السكّين بنظرةٍ خاطفة ثمّ فتحت فمها:
“…ظننتُ أنّكَ دقيقٌ في الحسابات.”
السكّين القديم الذي أسقطه جايد، ثمّ التقطته ليريوفي، وطعنت به قدم الفتى ذي الشعر الفضيّ، والآن في يد الفتى ذي الشعر الأحمر.
“إذا كنتَ تعرف كيف تحسب بدقّة، أليس من الأفضل أن تزيل هذا من أمام عينيّ الآن؟”
عند كلماتها، ضيّق الفتى ذو الشعر الأحمر عينيه قليلاً.
كما لو كانا في معركةٍ صامتة، تدفّقت أجواءٌ حادّة غير مرئيّة بين ليريوفي والفتى.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات