منذ لقائهما من جديد، التصق الصوت في أذنيها كشبحٍ لزج، وأصبح كالطين الذي يطفو على سطح الماء بعد رمي حجر، يأخذ لونًا أكثر وضوحًا.
-“لكن، بالنسبةِ لشخصٍ يطلب، فنبرتكِ وقحةٌ جدًا. أنا غاضب، وسأضرب إحداكما الآن. هل أضربُ أختكِ الصغرى، ضربةً واحدة، أو أضربكِ أنتِ، ثلاث مرات. ما رأيكِ؟ اختاري أنتِ.”
آه يا ليريوفي الغبيّة.
كان يجب أن تقتليه فورًا آنذاك، بدلاً من البكاء الخائف البائس.
لو نسيت كلّ شيء، لكان الأمر أسهل، لكن ليريوفي لا تزال تتذكّر تضحيات كاليونا وتفانيها في تلك الأيّام التي كانت فيها لا تزالُ أختًا حنونةً لها.
-“هاها! أنتِ تتحمّلين أفضل ممّا توقّعت؟ لو كنتُ مكانكِ، لكنتُ تركتُ أختي تتلقّى بعض الضربات. اليوم، كان بإمكانكِ الاكتفاء بخمس ضربات فقط، لكنّكِ تلقّيتِ عشرًا.”
على الرغم من أنّها أصبحت فيما بعد أقسى من الجميع وجرحت ليريوفي بلا رحمة…
مع ذلك، لم تستطع ليريوفي محو ما أعطته كاليونا لها في الماضي كأنّه لم يكن موجودًا.
لذا، حتّى بعد نشوء كراهيتها لكاليونا، لم تستطع التخلّي عن أختها أوّلًا.
لقد وصلت إلى حدِّ الرغبة في رؤيتها مرّةً أخيرة، حتّى لو ماتت بيد أختها.
لكن الآن، لم تعد ليريوفي تفكّر بهذه الأفكار الضعيفة.
بدلاً من ذلك، في هذه اللحظة التي تلطّخت يداها بالدم لأوّل مرّة وقتلت الوحش الذي عذّبها و أختها لفترةٍ طويلة، شعرت بحريّة غريبة لم تشعر بها من قبل.
ليس جايد فقط، بل العالم مليء بالأوغاد الذين يستحقّون الموت لإيذائهما.
إذن، ماذا لو بحثت عن كلّ حبّة رمل في الشاطئ وبيدها تخلّصت منهم جميعًا؟ (قصدها وش بيصير لو بحثت عن كل حد أساء لهم و قتلته؟ كذا حتحس بالحرية زيادة)
غرقت ليريوفي في إثارة غريبة مشابهة لتلك التي شعرت بها بعد طقس الاستقبال، وزفرت ببطء.
عندما رفعت رأسها، رأت عبر الغبار الذي لم يهدأ بعد، خطوطًا بيضاء منتفخة ككتلّة مستديرة.
كانت فقاعاتٌ بيضاء كالرغوة تخرج من الفم المفتوح ككهف.
كان سمّ الثمرة الحمراء قاتلاً حتّى لهذا الكائن الضخم. (للتذكير ليري و فينيس كان على جسمهم عصارة الثمرة)
على أيّ حال، مع مرور الوقت، كان جايد سيستعيد ماناه ويهرب من بطن الأوم، لكن ليريوفي لم تكن تريد ذلك.
كان هدفها الأساسيّ قتل جايد، والنتيجة ناجحة.
ستنهار المجموعة بدون زعيمها وتتفكّك سريعًا.
أمسكت ليريوفي بحجرٍ ينزلق مرارًا، وتوجّهت نحو الأصوات المنادية لجايد.
[لحظة…! يا متعاقدتي، توقّفي!]
رنّ صوتٌ حادّ كالكسر في رأسها في تلك اللحظة.
شعرت ليريوفي أيضًا بتغيّر تدفّق الهواء حولها، فتوقّفت فورًا.
-هووو!
شعرت بتحرّك مانا قويّ هائل فوق رأسها.
كعين الإعصار، جذب كلّ شيء حوله وقذف قوّةً غير مرئيّة هائلة، فارتجفت الرياح على خدّها والأرض تحت قدميها.
نشأ توتّرٌ غريزيّ، جعل جسدها يرتجف تلقائيًّا.
كالحيوانات التي تشعر بالكارثة وتهرب، دُفعت ليريوفي للهروب في أيّ اتّجاه.
لكن، كأنّها تمشي على آلاف الشفرات حافية، فلم تستطع التحرّك بتهوّر.
لذا، قبل أن تخطو ليريوفي خطوتها الأولى، سيطر صاحب القوة تلك على الجو، ونزل إلى الأرض.
“وجدتُكِ.”
كانت المانا السوداء النقيّة جدًا التي تلتفّ حول جسد الفتى كجزءٍ منه، تجعله يبدو كتجسيدٍ للشرّ.
“شقراء، عيونٌ بنفسجيّة. أنتِ هي ظالتي.”
عندما اخترق الصوت عديم اللون، و الخالي من الدفء والعواطف، أذنيها، تقشعرّ شعر عنقها، وخفق قلبها بعنف.
“شعرتُ بحركة مانا قريبة هنا مؤخرًا. هل أنتِ من فعل ذلك؟”
كانت ليريوفي قد شعرت بهذا الإحساس المرعب سابقًا.
كان هذا الضغط الغريب المخيف ينبعث فقط من سيد برج السحر الشمالي والسحرة الخاصّين الذين ورثوا المانا منه مباشرةً.
في المستقبل، شعرت به من أختها أيضًا…
كان يبدو كأنّه شيئٌ غامضٌ يرتدي قشرةً بشريّة، يكشف عن تناقض وجوده وغربته دون قصد.
نشأ خوفٌ غريزيّ منه، جعل ساقيها ترتجفان.
‘لِمَ؟’
لكن السبب الذي هزّ ليريوفي الآن كان شيئًا آخر.
عباءةٌ زرقاء داكنة مع أربعة أجنحة ذهبيّة ترفرف بحريّة في الهواء.
شعر الفتى الأبيض يتطاير مع الريح، يلمع ببريقٍ بارد.
بينهما، عيونٌ حمراء باردة كالدم المجمّد.
كانت ليريوفي تعرف شخصًا واحدًا في برج السحر الشماليّ بهذا المظهر.
شكّت في عينيها أوّلًا، لكن الفتى أمامها ينبعث منه حضورٌ قويّ جدًا، يثبت أنّه حقيقيّ.
تجمّدت ليريوفي مذهولةً، وشحب وجهها.
‘لِمَ هو هنا الآن؟’
توقّعت لقاء بعض الوجوه من الماضي في المنطقة الخارجيّة، لكن ليس هذا الفتى.
لم يكن لديه سببٌ ليكون هنا الآن.
إيفانجيلين بيليغوت.
الفتى المختار الذي ورث مانا سيد برج السحر الشماليّ مباشرة وابنه بالتبنّي، وساحرٌ واعد أُدرج اسمه ذات مرّة كمرشّح لسيد البرج التالي.
بالإضافة إلى ذلك، هو الوغد الذي داس ليريوفي بعناد حتّى طُردت من برج السحر الشماليّ.
وبالرغم من أنّها لا تريد الاعتراف بذلك حتّى الموت…
كان هو حبيب كاليونا السابق اللعين قبل عودتها بالزمن.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
شكرا عالترجمه😭💞 . صوره توضيحيه تجنن . ياخي خرا يتخذ اشكال ناس