يبدو أنّه يعرف جيّدًا كيف يجعل الأطفال يوجهون سهام الكراهية لبعضهم، فيتقاتلون فيما بينهم بحماس.
من الأجواء المتوتّرة فجأة، بدا أنّ خطته فعّالة جدًا.
بعد أن غادر جايد بابتسامةٍ ملتوية، بدأت ميلينا، وهي تشهق، تجمع حبات الفاصولياء من الصينيّة الخشبيّة.
“ماذا أفعل…؟ إذا لم أزد الإنتاج كما يتوقّع جايد، سيشعر بخيبة أمل…”
حفرت ميلينا التربة قليلاً، وزرعت الحبّة، وضغطت عليها بإصبعها، فحدث شيءٌ مذهل.
من مكان الزرع، نبت برعمٌ صغير، وبدأت كرمةٌ تنمو تدريجيًّا.
[ما هذا؟ هذه الفتاة تستطيع استخدام السحر أيضًا؟]
“تسك، كلّ ما تستطيعه هو إنتاج كميّة ضئيلة.”
نظر كارم إلى ميلينا بحدّة وهو يعض أظافره بعصبيّة.
“صحيح، مقارنةً بجايد، سحري تافه…”
توقّفت الكرمة عن النمو بعد حوالي شبرٍ واحد. وبمجرّد قطف بضع حبات، ذبلت فورًا كأنّها استنفدت حياتها.
كرّرت ميلينا الأمر ثلاث مرّات، ثم اتّكأت على الحائط بتعبٍ واضح كأنّ المانا خاصتها نفدت.
كان عدد الحبات المجموعة على الصينيّة حوالي عشرة فقط.
[لحظة، موهبتها ليست سيئة، فلِمَ النتيجة بهذا السوء؟ اللعنة على بيليغوت، إنّهم يفسدون أطفالًا أبرياء و موهوبين!]
رنّ صوتٌ غاضب في رأسها، مستاءً من الوضع.
كان هذا هو سبب تجاهل مجموعة جايد لميلينا، رغم قدراتها النادرة في إنتاج الطعام.
“الرقم 14! ألم نقل إنّكِ يجب أن تنظّفي هذه القذارة فورًا؟ إنّها تفوح وتجذب الحشرات!”
“آسفة! سأنظّفها الآن.”
ما إن اتّكأت ميلينا على الحائط حتّى وبّختها مجموعة جايد، فنهضت بسرعة مرتبكة.
بدلاً من مساعدتها، سخر كارم منها بنظرةٍ شامتة.
“يا للإزعاج! يا رقم 28 و29! قال جايد إنّكما قذرتان، اغتسلا جيّدًا. مدّي يديكِ.”
اقترب أحد أفراد مجموعة جايد من ليريوفي ومدّ يده.
“في صندوق الإمدادات الأخير، كان هناك عددٌ قليل من أحجار التنقية، ونحن نحتفظ بها، لكن بما أنّكِ تبدين قذرة جدًا، سنستخدم واحدة ثمينة عليكِ. كوني شاكرة!”
ما إن لمس الحجر الصغير جسدها، شعرت بانتعاشٍ يعمّها.
اختفى الدم والرمل والأوساخ العالقة بها من رأسها إلى أخمص قدميها في لحظة.
في اللحظة التالية، فغر الفتى من مجموعة جايد فمه وهو ينظر إلى ليريوفي.
“ماذا؟ عندما كنتِ قذرة، لم ألاحظ، لكن مظهركِ…”
بدت عليه الحيرة وهو ينظر إليها.
“أنتِ… لا تبكين بحثًا عن أمّكِ كلّ ليلة، أليس كذلك؟ سترين أشياء قاسية هنا. هل تستطيعين حتّى صيد صرصور بمفردكِ؟”
نظرت ليريوفي إليه بلا تعبير، ثم أشاحت بنظرها عن هرائه، فازداد ارتباكه.
“لا، أنا لستُ أخًا سيئًا! لا تبكي، حسنًا؟”
من يبكي بحق السماء؟ كان هراءً مبتكرًا.
لكن، حتّى من وجهة نظرِ ليريوفي، كان مظهرها يبدو بائسًا بعض الشيء.
‘ربما بسبب حواجبي وعينيّ المتدليتين؟’
لم تعجبها ملامحها التي تجعلها تبدو ضعيفة ومثيرة للشفقة بسهولة.
لكن، في الحقيقة، مظهر ليريوفي لم يكن بائسًا بقدر ما كان يبدو رقيقًا ومثيرًا للشفقة.
كما لو أنّ رؤية عصفورٍ صغيرٍ تحت المطر تجعلك تريد حمايته، أو سنجابٍ لطيف على وشك أن يُؤكل من ثعبان فيجعلك هذا تريد طرد الثعبان.
مثل هذا، كانت ملامح ليريوفي تحمل سحرًا يثير التعاطف البشريّ غريزيًّا.
خاصةً عندما تخفض عينيها، كانت رموشها الكثيفة تغطي بريق عينيها، فتبدو كأنّها تكبح الدموع بحزن.
“لا تستطيع صيد صرصور؟ هذه الفتاة عضّت يدي للتو!”
تمتم كارم بدهشة، لكن لم يسمعه أحد.
“مذهل، الشقراء هي الأخت الصغرى، والسوداء هي الأخت الكبرى؟ و الصغرى ليست عاديّة! لم أرَ فتياتٍ بهذا المظهر الجميل من قبل.”
تجمّع الأطفال تدريجيًّا، ينظرون إلى ليريوفي وكاليونا كأنّهما معروضات، ويتحدّثون بهمس.
“هل أنتما حقًا أيتام شوارع مثلنا؟”
“كان يجب أن تذهبا إلى دار أيتام وتتبنّاكما عائلةٌ ثريّة، لِمَ أتيتما إلى هنا؟”
“يا غبي هل تعتقد أنّ العالم مليء بالأثرياء طيبي القلب؟ إن لم تُباعا إلى دار دعارة، فهذا حظٌّ جيد!”
لم ترحّب ليريوفي بهذا الاهتمام المفرط، فخفضت رأسها لإخفاء وجهها.
لكن، كأنّ ذلك أُسيء فهمه، ارتجف الفتى الأوّل، الذي كان لا يزال مرتبكًا، كأنّه لُسع.
“آه! بالمناسبة، لم نُرِ الوافدين الجدد الدوائر السحريّة بعد! انتظري لحظة!”
هرع فجأة، وعاد بحقيبة تحمل أشياء، وأخرج شيئًا.
“هاكِ! جايد سمح بإعارته للوافدين. بحلول الصباح، احفظي واحدةً على الأقل من هذه. فهمتِ؟”
أعطاها بضع ورقاتٍ مطويّة ومجعّدة.
كانت تحمل دوائر سحريّة معقّدة مرسومة عليها.
“ماذا تفعل فجأة؟”
“ماذا؟ أليس هذا ما نفعله عادةً للوافدين؟”
تجاهل الفتى النظرات المذهولة من رفاقه، وتحدّث إلى ليريوفي بنبرةٍ ألطف:
“همم، حسنًا، ربما رأيتِ أمورًا قاسية منذ اليوم الأوّل. لكنّنا لسنا قساةً لهذه الدرجة.”
“…”
“قد لا تعرفين بعد، لكن المنطقة الخارجيّة شاسعة ومليئة بالمخاطر. هذه المنطقة، التي لا تحتوي إلا على الحشرات، هي الأفضل نسبيًّا، لكن لا أحد يريد البقاء هنا إلى الأبد، أليس كذلك؟ من الأفضل محاولة الهروب معنا.”
“…”
“لكن، إذا لم ترغبي بأن تُعاملي كالآخرين، يجب أن تثبتي قيمتكِ. إذا أتقنتِ إحدى هذه التعاويذ، لن يستخدمكِ جايد كطعم. احفظي دائرة سحريّة وتدرّبي عليها. هل فهمتِ كلام الأخ الأكبر؟”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات