“يا انت، ما الذي حدث؟ قالوا إنّك ذهبتَ مع جايد لجلب الإمدادات، فلمَ عدتَ بفتاتين غريبتين فقط؟”
جاءت أصوات مجموعة جايد وهم يتحدّثون من بعيد.
تجاهلت ليريوفي حديث ميلينا المزعج التي كانت لا تزال بجانبها، وركّزت انتباهها على المجموعة.
“لا أعلم، نحن أيضًا حائرون. بحثنا في كلّ المنطقة حول العلامة، لكنّنا لم نجد أثرًا، ولا حتّى شعرة.”
“هل هذا منطقي؟ لم يمرّ وقتٌ طويل.”
“لكن عندما سألنا الفتاة الشقراء التي أسرناها للتو، قالت شيئًا مريبًا…”
بما أنّهم في نفس الكهف، كانت كلماتهم تصل إلى أذني ليريوفي بوضوح، حتّى مع المسافة.
صراحةً، كانوا يتحدّثون دون اكتراثٍ بما إذا كانت تسمع أم لا.
“ماذا؟ قالت الفتاة إنّها سمعت أصوات قتال؟”
“إذن، هل اقتتلوا مع مجموعة أخرى جاءت بسبب علامة الإمدادات؟”
“قد يكون الأمر كذلك. ألم نلتقي ببعض المجموعات مرتين أو ثلاثًا من قبل؟ قيل أن أحدهم قد عاش هنا ثلاث سنوات على الأقل. كنا نظن أنه يتباهى بلا معنى، لكن ربما استيقظ متأخرًا مثل جايد وأدرك قوة سحرية هائلة. لو كان هذا صحيحًا، لكان ذلك يفسر تلك الحفرة أيضًا.”
يبدو أنّ المطاردين الذين ابتلعهم الأوم لم يعرفوا ما الذي أصابهم، وبالتأكيد فإن البقية هنا ليسوا أذكى منهم.
ومع شهادة ليريوفي الكاذبة، كان من الطبيعيّ أن يسيئوا فهم سبب اختفاء رفاقهم.
“على أيّ حال، هل هذا صحيح؟ الفتاتان اللتان أُسرتا للتو جاءتا من طقس الاستقبال اليوم؟”
“إذن، يمكننا أخيرًا الخروج من هنا؟”
“اللعنة، انتظرنا طويلًا حتّى اليوم!”
“ثلاثون يومًا هذه المرّة أيضًا، أليس كذلك؟ يجب أن نجتاز الاختبار مهما حدث.”
عندما تحوّل الحديث إلى موضوعٍ آخر، تغيّرت أجواء الفتيان والفتيات.
وعلى وجوههم التي تراقب ليريوفي كان يظهر بوضوح شوقٌ عميق يكاد يلتهمهم.
في تلك اللحظة، دخل جايد الكهف، فهدأت همهمات الأطفال فجأة.
الأطفال الثلاثة بجانب ليريوفي خاصةً، تجمّدوا كالفئران أمام قطّ.
مشى جايد بغرور، وجلس على كرسيّ مصنوع من صخرةٍ مسطّحة وبطانيّة في الوسط.
ما حدث بعد ذلك كان أكثر إثارةً للدهشة.
“جايد، أهلًا! هل أنت عطشان؟ هاك ماء.”
“هذه فاكهة طازجة جمعناها للتو، هل تريد واحدة؟”
“هل تؤلمك رجلاك؟ هل أدلّكهما؟”
“سأهويك بالمروحة! أليس هذا منعشًا؟”
هرع الأطفال لخدمة جايد كأنّهم كانوا ينتظرون.
“يا أنتَ، التهوية ضعيفةٌ جدًّا. هل هذا أفضل ما لديك؟”
“لا، سأجعلها أقوى!”
“وأنتِ، ألا تملكين ذرّةً من الذكاء؟ دلّكي كتفي بدلًا من رجلي.”
“آسفة لقلّة ذكائي! سأدلّك كتفيك بقوّة!”
كلٌّ من القائد و الأتباع بدوا معتادين على هذا، كأنّهم يفعلون هذا منذ زمن.
شعرت ليريوفي بالغثيان.
‘أن أرى هذا المشهد مجدّدًا بعد عشر سنوات…’
تكلّم الصوت في رأسها بنبرةٍ منزعجة.
[يا متعاقدتي، قلتِ إنّكِ وأختكِ كنتما جزءًا من هذه المجموعة سابقًا؟ هل يعني ذلك أنّكِ فعلتِ مثل هذه الأشياء…؟ أرجوكِ قولي لا.]
‘لا، توقّف عن قول الهراء واصمت.’
قاطعت ليريوفي الصوت بنبرةٍ حادة.
“اصمتوا جميعًا! انتبهوا إليّ قليلًا.”
بعد أن استمتع جايد بجلوسه كالملوك لفترة، رفع يده ليوقف الأطفال.
وقفوا كالكلاب المدرّبة في صفٍّ واحد، مستعدّين للاستماع.
“لابدّ أنّكم سمعتم الأخبار منذ قليل؟”
نظر جايد حوله بغرور وتابع: “أخيرًا، وصل المبتدئون من طقس الاستقبال هذا العام إلى المنطقة الخارجيّة. هذا يعني أنّه لدينا فرصةٌ أخرى للهروب من هذا المكان البائس.”
كأنّ كلامه كان تأكيدًا نهائيًّا، تصاعد الحماس بين الحاضرين فجأة.
“انتظرنا طويلًا، وأكملنا كلّ التحضيرات. إذا وثقتم بي وتبعتوني حتّى النهاية، أعدكم أنّنا سنهرب جميعًا من هذا الجحيم إلى الجنّة دون أن يتخلّف أحد.”
أعلن جايد بثقة، ثم وقف وصاح بقوّة: “سننجح بالتأكيد جميعًا!”
“ووووه!”
هزّت الصيحات الحماسيّة أذنيها.
شعرت ليريوفي بنوعٍ من الهوس المرضيّ في هتافاتهم لاسم جايد.
[يا له من مشهدٍ! قد يظنّ المرء أنّه زعيم طائفةٍ غريبة وأتباعه المتعصّبون.]
بينما كان الصوت يتمتم بانزعاج، راقبت ليريوفي الأوضاع بهدوء.
‘يتحدّثون بهذا الصخب بينما لم يظهر الأوم، يبدو أنّنا خارج منطقته.’
مع ذلك، حسب الوقت والمسافة، ربما كانوا على حدود المنطقة فقط.
“هدوء، هدوء!”
لم ينتهِ تحريض جايد بعد.
“مع هذا الحدث الكبير، نحتاج إلى تقوية صفوفنا أوّلًا. الطريق طويل، وأيّ إزعاج قد يعطّل خططنا. لذا، اذهبوا وأحضروا الرقم 27 الآن.”
هرع الأطفال إلى الخارج بناءً على أمر جايد، وجرّوا شخصًا.
كان طفلًا ملفوفًا بالضمادات، يصعب تمييز جنسه أو عمره، وكان مظهره بائسًا.
كانت الجروح الظاهرة بين الضمادات السيّئة عبارة عن حروقٍ شديدة، تفوح منها رائحة التهاب بسبب سوء العلاج.
ربما لهذا كانوا يعزلونه خارجًا بعيدًا عن الآخرين.
عبس جايد وهو ينظر إلى الطفل المتراخي الذي لم يستطع حتّى فتح عينيه.
“ما هذا؟ لا أسمع أنفاسًا، هل مات بالفعل؟”
“لا، لا يزال حيًّا. راقبناه جيّدًا كما أمرت!”
“حسنًا، هل تحسّن؟”
“يبدو أنّه ميؤوس منه…”
“أنا أيضًا أرى ذلك. ضعوه هناك.”
امتثل أحد الأتباع، فاقترب جايد من الطفل الذي يبدو ميتًا تقريبًا وداس على رأسه.
ثم تكلّم بنبرةٍ شريرة: “كما تعلمون، الرقم 27 تلقّى نعمةً خاصة منّا الشهر الماضي لينضمّ إلينا. لكن، رغم عنايتنا الخاصة، حاول الهرب مرّات! وهذا ما أوصله إلى هذه الحال.”
ارتجف العبيد الثلاثة القريبون من ليريوفي خوفًا من كلامه.
“إنّ سحري موجودٌ لحمايتكم، لكنّني أتألّم لإيذاء رفيق عن غير قصد. لكن يجب معاقبة الخائن مبكرًا لتجنّب المشاكل. أليس كذلك؟”
صاح أتباع جايد بحماسٍ، مطالبين بمعاقبة الخائن.
أومأ جايد بعبوسٍ متظاهر بالأسف.
“كنت سأظهر رحمةً وأصطحب الرقم 27 إلى المنطقة الداخليّة لو أدّى دوره جيّدًا، لكن للأسف، أصبح قمامةً تتنفّس فقط. لذا، قرّرتُ تسديد ديونه اليوم بالموت.”
أشار بيده إلى الجانب.
“حسنًا، الدور التالي لكِ، ناتالي. تقدّمي.”
“شكرًا، جايد!”
تقدّمت فتاة ذات شعرٍ طويل مربوط بحبل، بوجهٍ ممتلئ بالحماس.
[ما الذي ينوون فعله؟ لحظه، هل…؟!]
ومض سلاحٌ مصنوع من شفرةٍ مكسورة مربوطة بعصا طويلة كالرمح في يدها بشكلٍ مخيف.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات