‘درجاتها في الأكاديميّة … ما هذا؟’

كانت درجات تخرّجها من الأكاديميّة بائسة حرفيًا.

معدّل D تقريبًا ، درجة مذهلة!

بهذا المستوى ، التخرّج نفسه معجزة ، بل من المحتمل أنّ الأساتذة أرادوا التخلّص منها فسمحوا لها بالتخرّج.

نظر كايين إلى التفاصيل بعبوس.

ثم قال كلمة واحدة: “غبيّة”

“لكن ، لقد اجتازت امتحان القبول في الأكاديميّة كالأوّل!”

أشار آرون بسرعة إلى إنجاز فريجيا الوحيد اللامع.

لكن سيّده ظلّ لاذعًا.

“يجب أن يكون العكس ليكون ذا معنى ، أليس كذلك؟ لو كانت غبيّة عند الدخول لكنها تطوّرت أثناء الدراسة ، لكان ذلك منطقيًا. لكن هذه؟ لقد تراجعت أكثر فأكثر”

“إذن … هل لن تجري المقابلة معها؟”

ظنّ أنّه سيحصل أخيرًا على خليفة ، لكن هل سينتهي الأمر هكذا بلا جدوى؟

‘مرحبًا ، أيّها السلف. لقد عانيتَ كثيرًا وحدك ، أليس كذلك؟ لا تقلق الآن ، أنا هنا’ ، قبل ثوانٍ ، كان يتخيّل فريجيا ، الخليفة ، ترسل له ابتسامة موثوقة.

بينما كان آرون يودّع خليفته المتخيّلة بدموع ، قال كايين: “لا. على أيّ حال ، من الصحيح أنّها اجتازت الامتحان. يجب أن أرى وجهها”

“سأحضرها فورًا!”

صرخ آرون بارتياح.

* * *

ضممتُ يديّ المرتجفتين بشدّة لأهدّئهما.

أمام عينيّ الآن يجلس دوق كرويتز.

بسبب الإضاءة الخلفيّة ، لم أرَ بوضوح ، لكن خطوط جسده تشبه التماثيل ، حتّى ظلّه وحده كان يثير الإعجاب.

لكن السبب في خفقان قلبي المجنون لم يكن الإثارة ، بل الخوف.

‘لمَ ظلّه وحده مخيف إلى هذا الحدّ؟!’

قبل قليل ، حصلتُ للتوّ على فرصة المقابلة و دخلتُ مكتب الدوق.

يبدو أنّ نتيجة الامتحان كانت جيّدة.

عندما سمعتُ أنّني سأخضع للمقابلة ، كنتُ سعيدة جدًا. لكن الآن ، 

دددد—

‘لمَ يبدو كاريزميًا إلى هذا الحدّ و هو فقط يضع ذقنه على يده؟!’

كان حقًا تجسيدًا للشرير الأسود.

حتّى لو تعلّمتُ بجانبه ، أشكّ أنّني سأتمكّن من تقليده.

لا ، لا تكوني ضعيفة. تذكّري الغرض من قدومكِ إلى هنا.

يجب أن أمتصّ هذه الكاريزما مهما كان!

‘بيلي ، هل تتعلّم جيّدًا؟ هذه الوضعيّة ، زاوية الساق ، هكذا. تبدو شريرة جدًا ، أليس كذلك؟’

[بيانات غير مناسبة! وفقًا لتحليلي ، حتّى لو اتّخذتِ الوضعيّة ذاتها ، فإنّ بنيتكِ الجسديّة لن تمنحكِ الانطباع المطلوب!]

… صحيح أنّ الوضعيّة تبدو جيّدة فقط مع أرجل طويلة. 

كتكوت منطقي ولاذع كالعادة.

أنا لستُ قصيرة ، لكن الدوق يبدو و كأنّه عارض أزياء.

غيّر الدوق وضعيّة ساقيه المنحوتتين و افتتح الحديث: “فريجيا فيوليت؟”

“نعم!”

أجبتُ بحماس شديد.

‘واو ، حتّى صوته يبدو شريرًا’

كان صوته المنخفض ، الذي يخدش الأذنين ، يثير القشعريرة.

كان صوتًا جميلًا بلا شكّ ، لكن من المدهش كيف يبدو مخيفًا إلى هذا الحدّ.

“وريثة عائلة فيوليت الوحيدة … كنتِ ستصبحين البارونة ، لكنّكِ سلّمتِ العائلة لعمّكِ بيديكِ. درجاتكِ معدّلها D تقريبًا”

آه ، آه.

الحقائق المؤلمة جعلتني أشعر بالدوار.

“طوال فترة دراستكِ في الأكاديميّة ، كنتِ تكتبين أنّ طموحكِ هو أن تكوني زوجة مثاليّة. لمَ تريدين الآن العمل كسكرتيرتي؟”

“لأنّكَ ، سيدي الدوق ، قدوة بالنسبة لي!”

تدفّق الجواب الذي فكّرتُ فيه مسبقًا بسلاسة.

رأيتُ الشاب الذي سلّمني ورقة الامتحان ينظر إليّ بدهشة.

عبس الدوق.

“… أنا؟”

“نعم! أريد بالتأكيد أن أصبح شخصًا يملك شخصيّة و طباعًا رائعة مثلكَ ، سيدي الدوق! هذا طموحي الجديد!”

“… شخصيّتي و طباعي؟”

كح ، كح!

أصدر الشاب صوت اختناق و نظر إليّ بعيون مذهولة.

كنتُ محرجة قليلاً ، لكن لم أقل شيئًا غير صحيح.

عندما رأيتُ الدوق من بعيد يسحق شخصًا بقدمه ، شعرتُ بالخوف ، لكنّني أيضًا اندهشتُ.

لم أتخيّل أنّ هناك من يعيش بهذه الجرأة.

كان مظهره اللامبالي يبدو حرًا و جذّابًا لدرجة لا أستطيع معها رفع عينيّ عنه.

‘يومًا ما ، سأسحق فيليكس بقدميّ مثل الدوق الشيطاني!’

مجرد التفكير بهذا جعلني أشعر بالسعادة.

لمعت عيناي تلقائيًا.

“نعم! أنتَ الشخص الذي أحترمه أكثر! سيكون شرفًا عظيمًا أن أتعلّم و أعمل إلى جانبكَ ، سيدي الدوق!”

شعرتُ بجوّ غريب يهتزّ في المكتب بعد إجابتي الحماسيّة.

لم يكن الشاب فقط ، بل حتّى الفرسان الذين كانوا يقفون بصمت نظروا إليّ كأنّني مجنونة.

كأنّني قلتُ شيئًا لا يجب قوله.

هل بدا كلامي مبالغًا في التملّق؟

‘لكنه كان صادقًا مئة بالمئة!’

كسر الدوق الصمت الغريب: “همم ، حسنًا”

غطّى الدوق فمه بيده الكبيرة.

‘مهلاً؟’

هل عيناي تخدعانني؟

بدا و كأنّ شفتيه ، الظاهرتين من بين أصابعه ، انحنيا قليلاً للأعلى.

و كأنّ أذنيه ، الظاهرتين بين شعره الأسود ، احمرّتا قليلاً …

للتأكّد أكثر ، ضيّقتُ عينيّ ، لكن الدوق تكلّم: “إجابة فريدة”

عاد إلى تعبير بارد كالجليد.

ربّما كنتُ مخطئة.

“لكن ، حسنًا ، مقبول. سؤال أخير”

“نعم!”

وجه الدوق سؤالًا مباشرًا لي و أنا في حالة تأهّب: “ما تأثير تقلب نقطة الصفر للمانا عندما يكون عتبة الإيثير صفرًا؟”

“بسبب فرق جهد المانا ، يحدث انفصال أبعاد ، ممّا يؤدّي إلى إعادة تأسيس جذريّ لنظام السحر”

“ما السبب الرئيسي لظاهرة إلغاء الرنين الروني؟”

“التصادم غير المتزامن لموجات القوّة السحريّة المختلفة.”

“ما هي L·R/V؟”

“معادلة كفاءة المانا”

“نجحتِ”

رأيتُ آرون يفتح فمه بدهشة.

تنفّستُ الصعداء ، محرّرة نفسًا كنتُ أحبسه.

* * *

عندما غادرتُ برج السحر ، هدأ قلبي الذي كان يكاد ينفجر من التوتّر.

[منقذتي! أنتِ رائعة! لم تستعملي مساعدتي إطلاقًا!]

بدأ بيلي يثرثر بصخب في رأسي.

[بل إنّ بعض الأجزاء كانت أسرع من حسابات بيلي! منقذتي مذهلة!]

“هاها ، هذا لا شيء”

تظاهرتُ بالهدوء ، لكن قلبي كان ينتفخ بالفخر.

‘يبدو أنّ السهر لمئات الليالي لمساعدة فيليكس ، ذلك الوغد ، بكتابة ملاحظات الأخطاء و تلخيص المواد لم يذهب سدى’

كانت هذه المرّة الأولى. الأولى التي أحقّق فيها شيئًا بقوّتي.

بالأحرى ، الأولى التي أفعل فيها شيئًا من أجل نفسي ، و ليس من أجل فيليكس أو أيّ شخص آخر.

“هووو”

نظرتُ إلى القلادة التي تتيح لي دخول برج السحر و ابتسمتُ بارتياح.

بعد أن هدأتُ ، تذكّرتُ سؤالًا كان يجب أن أطرحه منذ البداية.

“بالمناسبة ، بيلي ، من أين أتيتَ؟”

لقد طار إلى الساحة عندما انفجر المبنى الشرقي للأكاديميّة.

[لا أتذكّر شيئًا قبل أن تنقذيني ، منقذتي]

نظر إليّ بيلي بحذر ، كأنّه أُحبط فجأة.

“حقًا …؟”

قال إنّه ذكاء اصطناعي سحري.

‘ربّما كان شيئًا كانوا يجرون عليه أبحاثًا في الأكاديميّة’

إذن ، ألا يجب أن أعيده إلى الأكاديميّة؟

[بما أنّكِ أنقذتِني ، فأنا الآن بيلي الخاص بكِ. لقد أعطيتني اسمًا بالفعل!]

تحدّث بيلي بيأس ، كأنّه قرأ أفكاري.

كانت أجنحته ترتجف بشكل غريب ، ممّا جعلني أشعر باليقين.

‘قوله إنّه لا يتذكّر شيئًا كذبة’

لكن من الواضح أنّه لا يريد العودة إلى المكان الذي كان فيه.

فكّرتُ للحظة ثم قلتُ: “بيلي ليس اسمك”

[ماذا …؟]

“قلتُ بيلي مؤقّتًا لأنّكَ تشبه الكتكوت. لكن الاستمرار في مناداتك بيلي يبدو غريبًا …”

تذكّرتُ فجأة الكلب الذي ربّيته عندما كان والداي على قيد الحياة. توفّي بعد وفاتهما بقليل.

“هل يمكنني مناداتك بيبي؟”

[نعم!]

طار بيلي ، لا ، بيبي ، حولي بحماس.

[أنا الآن بيبي الخاص بمنقذتي!]

كان سعيدًا جدًا فقط لأنّني أعطيته اسمًا.

‘يبدو و كأنّ كلبي بيبي عاد حقًا …’

كبحتُ شعوري المؤثّر بسرعة.

على أيّ حال ، كانت الأمور تسير بشكل جيّد ، فشعرتُ بسعادة كبيرة.

على الرغم من تأخّري ، شعرتُ و كأنّني أبدأ بداية جديدة.

* * *

و في اليوم التالي ،

“سيّدتي! الآنسة فريجيا!”

سمعتُ خبرًا غير سارّ بينما كنتُ أستيقظ بهدوء.

“السيّد فيليكس في غرفة الاستقبال الآن!”