هل هذا مزيف؟ كيف يمكن لها ، بتلك الدرجات ، أن …؟

 

كانت وظيفة سكرتيرة سيد البرج واحدة من أكثر الوظائف نجاحًا بين خريجي دفعتهم.

 

فريجيا ، التي كانت طوال أيام دراستها بمثابة “أنا أفضل منها” لتعزيز ثقة الجميع بنفسهم ، لا يمكن أن تكون قد تفوقت عليهم.

 

لم يستطع أحد قبول ذلك بسهولة.

اتسعت عينا لورينا بدهشة.

 

فريجيا أصبحت سكرتيرة الدوق كرويتز؟ مستحيل!

مع تلك الدرجات ، من المستحيل أن تكون قد حصلت مباشرة على وظيفة نخبوية كهذه.

 

كانت مبالغة مفرطة.

 

حتى لو كانت تشعر بالخجل من قول الحقيقة ، و هي أنها “عاطلة عن العمل بعد تخرجها من الأكاديمية” ، كيف يمكنها أن تكذب بهذا الشكل؟

 

بعد لحظة من الارتباك بسبب مهنة فريجيا ، كشف الرجل الذي كان يتحدث إليها عن مواصفاته.

 

[“يبدو أن لديكِ وظيفة جيدة جدًا …؟ كح ، كح. أنا هذا النوع من الأشخاص. إهم”]

 

“يملك ثلاث سفن تجارية و منجمي زمرد؟ واو ، يبدو أنه غني جدًا”

 

“حسنًا ، فريجيا لا تستطيع تسلق شجرة كهذه. أليس هذا الرجل بمثابة يانصيب بالنسبة لها؟”

 

شجع الجميع على ارتباط فريجيا بهذا الرجل الأصلع.

 

إذن ، هل ستذهب فريجيا إلى حفل التخرج ممسكة بيد هذا الرجل؟

 

تخيلت لورينا نفسها ، مزينة بأناقة إلى جانب فيليكس ، بينما تقف فريجيا ممسكة بيد هذا الرجل الأصلع ذو البطن المنتفخ.

 

عندما تخيلت هذا المشهد ، شعرت لورينا بشعور من الحزن العميق.

 

في طفولتك ، كنتِ بارعة في السحر ، و كنتِ فتاة مشرقة و متألقة.

لكن ، بطريقة ما ، تبدلت أوضاعنا إلى هذا الحد.

 

… حسنًا ، هذا رائع.

شعرت بقشعريرة ممتعة تنتشر في جسدها و هي تفكر في أنها قلب الأوضاع تمامًا.

 

شعرت و كأن بطنها المسطح يتحرك قليلاً.

ربما كان الطفل يتفاعل مع سعادة أمه.

 

[“آه! من أنت؟”]

 

فجأة ، اندلعت ضجة في الكرة البصرية ، التي كانت تعرض مشاهد مملة من اللقاءات.

 

[“لا يُسمح لك بالدخول إلى هنا!”]

 

ألقت لورينا ، التي كانت تنظر دون تفكير ، نظرة متسعة.

 

“…ما هذا؟”

دخل رجل إلى المشهد.

 

أطراف طويلة ، و أكتاف عريضة و قوية ، و جمال يجعل جودة الكرة البصرية الضعيفة تبدو ظالمة.

 

كان رجلاً مختلفًا تمامًا عن المشاركين الآخرين.

فتحت لورينا فمها دون وعي.

 

من هذا ، بحق …؟

هل يوجد شخص كهذا في هذا البلد؟

 

لم تكن لورينا الوحيدة التي فكرت بهذا الشكل.

 

“من هذا الرجل؟”

 

“واو ، انظروا إلى طول ساقيه …”

 

“لماذا جودة الكرة البصرية سيئة هكذا؟ إنها محبطة!”

 

كان هناك من اقتربوا من الكرة البصرية لدرجة أن أنوفهم كادت تلمسها.

 

“جماله يخترق جودة الصورة الرديئة. هل لم يجد شريكًا بعد؟”

 

“مستحيل. يبدو أنه يستطيع ملء مئة زوجة بمجرد إشارة!”

 

“لكن من هو؟ هل يعرف أحد اسمه؟”

 

“إذا لم يعرفه أحد ، أليس مجرد عامي؟”

 

“حتى لو كان عاميًا ، لا يهم. مع هذا الوجه ، سأعتني به!”

 

اتسعت عينا دوتي.

 

“مهلاً … الدوق؟”

 

“ماذا؟”

 

في هذا البلد ، هناك عائلة دوقية واحدة فقط.

عائلة كرويتز الدوقية.

 

بعد لحظة من الدهشة ، سخر الحاضرون.

 

“ما هذا الهراء؟ لماذا يذهب الدوق كرويتز إلى مكان كهذا؟”

 

“أقسم أنني رأيته من بعيد مرة. أعتقد أنه الدوق!”

 

“ألم تخطئي بشخص آخر؟”

 

“كيف يمكنني أن أخطئ بوجه كهذا؟”

 

“هذا صحيح …”

أومأ الجميع موافقين على كلام دوتي.

 

خلال ذلك ، اقترب الرجل الذي أثار الجدل في الكرة البصرية بخطوات واثقة و جلس أمام شخص ما.

 

ليس سوى فريجيا فيوليت.

 

“ما هذا؟”

 

“لماذا يجلس الدوق أمام فريجيا … آه! هل تم القبض عليها بسبب ادعائها أنها سكرتيرة سيد البرج؟”

 

بدت فريجيا مصدومة أيضًا ، حيث اتسعت عيناها خلف نظارتها.

 

بدأ الحديث بينهما.

 

“ما الذي يحدث؟”

 

“ما الذي يتحدثان عنه؟ لا يبدو جوًا عدائيًا”

 

أصغى الجميع بانتباه، مركزين على الكرة البصرية.

 

زززت—!

لكن في تلك اللحظة بالذات ، بدأت ضوضاء تنبعث من الكرة البصرية.

 

“ما هذا؟ فجأة!”

 

“لا يمكنني سماع شيء!”

 

ضج الجميع ، متلهفين لمعرفة حوار الرجل و المرأة في الكرة البصرية.

 

وسط هذا الضجيج ، حدقت لورينا بوجه شاحب في الكرة البصرية.

 

مستحيل. لماذا يتواجد الدوق كرويتز في مكان منخفض المستوى كهذا …؟

 

و علاوة على ذلك ، لماذا يتحدث لفترة طويلة مع فريجيا من بين كل النساء؟

 

… لا يمكن أن يكون شيئًا كبيرًا. مجرد حدث عابر.

لا يمكن أن تكون فريجيا ، من بين كل الناس ، متورطة مع شخصية كبيرة كهذه.

 

على الرغم من تفكيرها هكذا ، لم تستطع عينا لورينا مغادرة الكرة البصرية.

 

ضغطت يدها بقوة على بطنها المسطح.

 

* * *

 

هذا الرجل فاشل تمامًا.

كان وقت الحديث مع الرجل الأول يشبه التعذيب تقريبًا.

 

استمعت إلى ثرثرته التي لا تنتهي بعيون بلا روح ، مثل سمكة متعفنة.

 

“وظيفتكِ سكرتيرة سيد البرج ، إذن لقد نجحتِ نوعًا ما”

 

“آه ، نعم …”

نظر إليّ من الأعلى إلى الأسفل.

 

“لكن ، تسك تسك. يبدو أنكِ ركزتِ على مسيرتك المهنية و أهملتِ مظهرك تمامًا”

 

“آه ، نعم …”

 

“حسنًا ، أنا أهتم بالجوهر أكثر من المظهر ، لذا لا بأس. إذا كنتِ سكرتيرة سيد البرج ، يمكنكِ تعليم أطفالنا السحر جيدًا. ستوفرين تكاليف المعلم الخصوصي … همم ، هذه النقطة ناجحة”

 

تمتم الرجل و هو يكتب شيئًا على ورقة. ربما كان يقيمني.

 

كان واضحًا أن هذا الرجل لم يأتِ فقط من أجل الدعم المالي ، بل كان يبحث بجدية عن عروس.

 

لكن من طريقة حديثه ، يبدو أنه لن يجد واحدة حتى لو شارك في مئة جولة.

 

أغلقت عينيّ بقوة و تنهدت.

 

الوقت ، مر بسرعة …

 

[هذا الأصلع اللعين! يجرؤ على تقييم سيدتي بنظرات وقحة! سيدتي، يبدو أنه لا يعرف شخصيتنا بعد؟ هل نريهم مدى قلة أدبنا؟]

 

اهدأ ، بيبي. من الباكر جدًا إثارة الفوضى.

ما زلت متمسكة بخيط الأمل.

 

من الباكر جدًا الاستسلام. لا يزال هناك الكثير من الرجال المتبقين ، أليس كذلك؟

 

مر الوقت ، و حان دور الشخص التالي.

 

نهض الرجل الأصلع من مقعده و قال: “كح ، الآنسة فريجيا؟ لقد نجحتِ في الجولة الأولية. سألقي نظرة على النساء الأخريات ، لذا لا تفقدي الأمل و انتظري”

 

“آه ، نعم …”

هاه! أخيرًا تحررت من الرجل الأول.

 

الرجل التالي سيكون أفضل ، أليس كذلك؟ يجب أن يكون …

لا يمكن أن يكونوا جميعًا مثل ذلك الرجل … لا ، لا تفكري بشكل سلبي.

 

أغلقت عينيّ لأستجمع طاقتي ، لكنني شعرت فجأة بشخص يجلس أمامي.

 

في تلك اللحظة ، عبرت رائحة منعشة تشبه عطر الغابة أنفي.

منعشة ، و مألوفة بطريقة ما …

 

فتحت عينيّ دون تفكير و تجمدت.

 

“مرحبًا ، الوافدة الجديدة”

 

هل أحلم؟

لماذا هو هنا؟

 

“سيـ—سيدي الدوق”

 

“هل تريدين الزواج؟”

 

رجل طويل القامة يجلس على الكرسي بطريقة متمردة.

على الرغم من سلوكه الوقح و المتهور ، كان حتى هذا المظهر الشبيه بالبلطجي يبدو مثاليًا كلوحة.

 

كان كايين كرويتز يجلس أمامي.

 

ما هذا؟ ما الذي يحدث؟

كان ظهور رئيسي المفاجئ محيرًا بما فيه الكفاية ، لكن مزاجه بدا سيئًا أيضًا.

 

شعرت بالعرق البارد يتدفق على ظهري.

 

هل نسيت تقديم طلب إجازة؟ لا ، أنا متأكدة أنني قدمته!

 

“إذن ، نعم. جئتُ للزواج …”

نظرت إليّ عيناه الذهبيتان الجميلتان بشكل غير واقعي و أنا أتلعثم كحمقاء.

 

“حقًا؟ لكن ماذا أفعل؟”

ابتسم بسخرية.

 

“يجب أن تظل سكرتيرتي عازبة مدى الحياة”

 

“ماذا؟”

 

“ألم تري ذلك عند توقيعك على عقد العمل؟ يُمنع أي علاقة شخصية تؤثر على العمل”

 

هل كان ذلك يعني أن الزواج ممنوع أيضًا؟

 

قلت بنبرة مشوشة: “لم أفكر أن هذا البند يمكن أن يُفسر بهذا الشكل …”

 

“لا تتزوجي”

 

“ماذا؟”

 

“يقولون إنه لا يمنح الحرية و يمنعك من التركيز على العمل”

روّج كايين للعزوبية بتعبير بارد.

 

هل يُسمح بقول هذا في برنامج مصمم لزيادة معدل الزواج؟

 

لا ، في المقام الأول ، لماذا هو موجود هنا؟

 

لم أفهم شيئًا ، و كنت على وشك فقدان عقلي.