بسبب الإرهاق أو لسبب آخر ، بدأت قنوات المانا الضعيفة التي كانت هزيلة مؤخرًا تنبض بقوة.

مدّ فيليكس يده دون وعي.

في اللحظة التي كان على وشك معانقة فريجيا ،

“آه! ما هذا؟!”

طق—!

صفعة حادة ضربت يد فيليكس بعيدًا.

نظر فيليكس بدهشة إلى فريجيا التي كانت تحدق به بغضب.

ما هذا؟ هل دفعتني للتو؟

“إذا لم تكن جاهزًا لدفع التعويض ، فلا تتحدث إليّ. ما هذا فجأة؟ مقزز …”

تمتمت فريجيا و كأنها شعرت باشمئزاز من لمس حشرة ، ثم استدارت بسرعة و ابتعدت.

ظل فيليكس متجمدًا في مكانه ، مصدومًا ، في الوضعية التي دفعته فيها فريجيا.

“فيليكس …؟”

شعر بنظرات أصدقائه المذهولة موجهة نحوه.

“ما الذي حدث للتو؟ هل دفعتك فريجيا؟”

“ألم تكن فريجيا متمسكة بك؟”

سمع همهمات أصدقائه.

لقد تعرض للإهانة أمام الجميع.

و من بين كل الناس ، من فريجيا!

احمر وجه فيليكس من الغضب.

“كح ، كح. حسنًا، نزوة صغيرة. إنها تبدو … جديدة و نوعًا ما لطيفة”

“…”

“…”

حاول التملص ، لكن النظرات المحرجة من أصدقائه لم تختفِ.

بينما كان يحاول الحفاظ على تعبير هادئ ، صرّ فيليكس على أسنانه داخليًا.

كيف تجرؤين على معاملتي هكذا …؟

كان فيليكس يعرف جيدًا الوضع الذي كانت عليه فريجيا حاليًا.

بعد أن سلبها عمها عائلتها ، و فقدانها مكانة سيدة عائلة روهايم ، لم يكن لديها مكان تذهب إليه.

سكرتيرة سيد البرج؟ هه. هل تعتقدين أن سيد البرج سيستمر في قبولكِ بعد أن أصبحتِ أقل من عامية بلا عائلة؟

صرّ على أسنانه.

* * *

[آه! مجنون! يكمن في الشارع و يهجم فجأة! سيدتي المنقذة ، كاد أن يسرق ماناكِ مرة أخرى دون أن تعرفي!]

“بالضبط ، هذا ما أقوله! من كان يظن أنه سيفعل هذا في شارع مزدحم؟”

يا له من مجنون حقًا.

تذكرت وجه فيليكس الشاحب ، مثل زومبي جائع لشهر ، و هو يمد يده نحوي ، فشعرت بالقشعريرة مرة أخرى.

أن أكون قد اعتقدت يومًا أن هذا الوجه وسيم ، لقد كنت مجنونة حقًا.

“لكنني تصرفت بسرعة ، أليس كذلك؟”

[نعم! تفاديتِ بسرعة البرق! تتحسنين يومًا بعد يوم ، لدرجة أنني قلق من أنكِ لن تحتاجي إلى بيبي قريبًا!]

“هه، لن يأتي ذلك اليوم. لولا صراخك لإخباري بالتفادي ، لكنت تأخرت لحظة”

[أنا سعيد لأنني كنت مفيدًا!]

تبادلتُ المديح مع بيبي و سرت بسرعة نحو وجهتي الأصلية.

على عكس الماضي عندما كنت غافلة ، لم أنسَ أبدًا مراقبة محيطي.

الآن بعد أن عرفت أن فيليكس قد يسرق ماناي من خلال الاتصال ، لا يمكنني حتى أن أترك شعرة واحدة تلامسه.

وصلت قريبًا إلى مبنى وزارة الداخلية.

في مبنى مزدحم بعدد معتدل من الناس ، تقدمت بثقة نحو مكتب الاستقبال في الواجهة.

“أين مكتب التسجيل لعملية الحب الكبرى للشباب النابضين؟”

تجمعت العديد من النظرات عليّ.

* * *

كانت سيرا بنوود ، الموظفة المسؤولة عن تعزيز السكان ، تمسك رأسها أمام مكتب فارغ.

“هل هذه كل الطلبات التي وصلت اليوم …؟”

كان برنامج اللقاء الجماعي الذي ترعاه الحكومة ، و الذي كانت مسؤولة عنه ، في خطر عدم تحقيق الحد الأدنى من عدد المشاركين.

على الرغم من أنهم وعدوا بدعم مالي كبير لمن يتزوجون من خلال هذا البرنامج ، إلا أنه لم يحظَ بأي اهتمام.

“بصراحة ، حتى أنا لن أتقدم له …”

التوفيق الذي ترعاه الدولة؟ يبدو أنه سيجذب فقط أولئك الذين لا يستطيعون إيجاد شريك بمفردهم.

لكن ماذا يمكنها أن تفعل؟ هذا المشروع كان فكرة الإمبراطورة نفسها.

عندما رأت اللافتة عند المدخل [أنتِ ، هيا بنا! عملية الحب الكبرى للشباب النابضين] ، تجهم وجه سيرا مرة أخرى.

يا لها من تسمية مبتذلة!

لكن حتى هذا الاسم كان فكرة الإمبراطورة.

تمنت سيرا لو كانت الإمبراطورة مثل الإمبراطورات الأشرار في الروايات ، لا تتدخل في الشؤون الداخلية و تنغمس فقط في البذخ.

“يقولون إن رئيسًا مجتهدًا لكنه غير كفء هو أسوأ كارثة …”

كانت الإمبراطورة الشابة جادة في عملها ، لكنها تفتقر إلى الحس بشكل محزن.

لكن ماذا يمكنها أن تفعل؟ إذا أُمرت ، فعليها الامتثال.

كانت تأمل في إنجاح هذا المشروع المبتذل بأي شكل من الأشكال من أجل الترقية ، لكن …

كما توقعت ، كان المكان خاليًا إلا من الذباب.

ربما بسبب اسم المشروع ، كلما زادت الدعاية ، قل عدد المتقدمين.

إذا استمر الأمر هكذا ، قد تضطر سيرا نفسها للمشاركة في اللقاء لتجنب فشل الحد الأدنى للعدد.

و من بين المتقدمين القلائل الذين ظهروا …

“إذا تقدمتُ لهذا ، هل ستزوجني الدولة حقًا؟ هل يمكنني اختيار الشريك من الصور؟ أنا أهتم كثيرًا بالمظهر …”

“هل يمكنني الذهاب مع أمي؟”

كانت هذه المستويات تثير التنهدات فقط.

و اليوم كان الموعد النهائي للتسجيل.

كما هو متوقع ، لم تصل أي طلبات جديدة اليوم أيضًا.

“هاا ، لقد فاتتني هذه الترقية أيضًا …”

في اللحظة التي انهارت فيها سيرا على المكتب ،  

“سيدة الموظفة ، لقد تم تسجيل طلب جديد للتو!”

يا إلهي؟

كان أول متقدم اليوم.

تحركت سيرا بسرعة لتتفقد الطلب.

أول ما لفت انتباهها كان قسم المهنة.

“المهنة … واو ، سكرتيرة سيد البرج؟”

مواصفات عالية جدًا؟

إذا شارك شخص مثل هذا ، قد يثير بعض الضجة؟

فحصت سيرا الطلب بقلب ينبض بالترقب.

لكن عندما رأت صورة المتقدمة ، ذبلت توقعاتها.

“شعر أشعث بالكاد يُرى منه العينان ، و نظارات قبيحة جدًا …”

آه ، حسنًا ، كما توقعت.

لم يكن من المفترض أن يشارك رجال و نساء جذابون في برنامج مبتذل كهذا.

“لكن على الأقل تقدمتِ. شكرًا ، شكرًا … أنتِ محسنتي اليوم”

تمتمت سيرا و هي تختم طلب فريزيا.

دون أن تدرك العاصفة التي ستجلبها هذه المشاركة إلى المشروع.

* * *

كانت أخبارًا صادمة.

هرع آرون إلى مكتب كايين و هو في حالة ذهول ، و طرق الباب.

“سيدي ، سيدي!”

فتح الباب المفتوح و دخل ، لكنه تجمد مصدومًا.

أمام النافذة الكبيرة التي تتدفق منها أشعة الشمس ، كان كايين جالسًا بهدوء على كرسيه ، مغمض العينين.

كانت رموشه الطويلة الجميلة تلقي بظلال طويلة تحت ضوء الشمس ، و شفتاه المغلقتان تحت أنفه البارز كانت مثالية كالتمثال.

توقف آرون عن التنفس أمام هذا المشهد الذي يشبه لوحة فنية قديمة.

سيدي يأخذ قيلولة؟!

كان هذا مشهدًا لم يره من قبل.

كانت قوة كايين السحرية المذهلة تزوده باستمرار بكميات هائلة من المعلومات دون توقف.

كان ذلك سبب صداعه المزمن.

و علاوة على ذلك ، مع الإرهاق الزائد ، كان من الطبيعي أن يعاني كايين من الأرق الشديد.

في تلك اللحظة ، فتح كايين عينيه ببطء.

“آه! أنا ، أنا آسف!”

شعر آرون بالذنب لإيقاظه من نوم نادر ، و تجهم وجهه.

مرر كايين يده على وجهه مرة واحدة.

كان من الصعب تصديق أنه استيقظ للتو ، فوجهه لم يكن متعبًا على الإطلاق.

أشار بيده و قال: “آه ، كنت سأستدعيك على أي حال. هذه نتائج محاكاة توزيع المانا للبرج هذا العام. خذها”

حدق آرون في الأوراق التي أشار إليها كايين بعيون متسعة.

“ماذا؟ هل أكملتَ هذا؟ في ليلة واحدة؟!”

كان العمل الذي يستغرق عادة ثلاث ليالٍ على الأقل ، أو حتى أسبوعًا ، عندما يساعده ساحر آخر.

لم يكن من المستغرب أن لا أحد تطوع للعمل الليلي.

“كانت سرعة الحساب للوافدة الجديدة مفيدة جدًا”

على عكس نبرته غير المبالية ، كانت هناك ابتسامة خفيفة على شفتيه.

أراد آرون فرك عينيه.

هل ابتسم سيدي للتو …؟

أم أنها مجرد تشنج في شفتيه …؟

تفقد آرون الأوراق مرة أخرى بعيون لا تصدق.

كيف أكمل هذا كله في ليلة واحدة …؟

حتى لو كان كايين وحشًا ، فإن قدرة الوافدة الجديدة كانت تفوق التخيل.

أن تكون على وشك الرسوب في امتحان الأكاديمية بمثل هذا العقل؟ لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا.