“آه ، أنا جائع”

“ما هي قائمة الطعام اليوم؟”

في معهد التدريب على الفرسان في أكاديمية الإمبراطورية ، توجه طلاب الفرسان الذين أكملوا تدريبهم الصباحي إلى غرفة الطعام في مجموعة.

نظر فيليكس باستياء إلى حشد الرجال المتعرقين.

حتى وقت قريب ، لم يكن عليه أبدًا أن يختلط بهذا الحشد للذهاب إلى غرفة الطعام.

كان هناك دائمًا شخص يأتي كل صباح بصندوق غداء مكون من خمس طبقات.

“آه ، اللعنة. ما هذا! إنها تمطر”

“هيا نركض!”

مع المطر الخفيف المفاجئ ، ركض الطلاب في مجموعة.

شعر فيليكس بالانزعاج من البلل وصعق لسانه.

حتى الآن ، لم يكن عليه أبدًا أن يتبلل تحت المطر.

في اللحظة التي تبدأ فيها قطرات المطر بالسقوط ، كان هناك دائمًا شخص يظهر كالأشباح مع مظلة.

كانت مريحة.

دون وعي ، تذوق فيليكس شفتيه.

بعد الانتهاء من غداء بسيط وسط حشد من الرجال المزعجين ،

“يا ، فيليكس. لنهضم الطعام بمبارزة”

صاح زميله ريو بحماس و هو يحمل سيفًا خشبيًا.

على الرغم من تخرجهم من الأكاديمية ، كانت هذه الفترة حاسمة لطلاب الفرسان.

مستقبلهم كفرسان سيتحدد بناءً على ما إذا كانوا سيجتازون اختبار القبول في أحد فرق الفرسان الأربعة الكبرى.

مع اقتراب اختبار القبول في العائلات الأربع الكبرى ، كان الطلاب يتدربون يوميًا في المبارزات و التدريبات.

كان فيليكس ، على وجه الخصوص ، الخصم الأكثر شعبية في المبارزات.

بفضل مهاراته في السيف و كمية المانا الهائلة التي يمتلكها ، كان محط حسد و إعجاب الجميع.

“ستحاول مرة أخرى؟ هذه المرة لن أتساهل”

سخر فيليكس و هو يرفع سيفه الخشبي بسهولة.

نظر إلى ريو ، الطالب الذي يواجهه ، و ضحك بخفة.

ربما بسبب المطر ، لم يكن في مزاج جيد.

سأنهيها في خمس جولات.

بهذه الطريقة ، سيشعر بتحسن عندما يرى وجه ريو مشوهًا بالخزي.

معظم الطلاب لم يتمكنوا من تحمل كمية المانا الهائلة في سيفه و سقطوا في أقل من عشر جولات.

مع هذه الفكرة ، وضع فيليكس كل ماناه في السيف و اشتبك.

كواش—!

في اللحظة التي اصطدم فيها السيفان ، و تطايرت شرارات زرقاء ،

“آه!”

سقط فيليكس على مؤخرته.

“…”

“؟”

عم صمت للحظة.

لم يشعر فيليكس بالألم و فقد صوابه في ذهول.

ما الذي حدث للتو؟

“ريـ — ريو فاز!”

صاح الطالب الذي يحكم المباراة بتعبير مشوش. لكن لم يرد أحد.

“…”

“…”

نظر الجميع إلى فيليكس ، الذي سقط في جولة واحدة ، بعيون متفاجئة.

قال ريو ، الذي واجه فيليكس ، بتعبير محرج: “هل أنت بخير؟ يبدو أنك لست في حالة جيدة اليوم”

“بالفعل. يحدث هذا أحيانًا ، أليس كذلك؟”

لم يشك أحد في مهارات فيليكس. لقد افترضوا فقط أنها مسألة حالة سيئة.

نهض فيليكس ، متظاهرًا بالهدوء.

“آه ، يبدو أن الغداء تسبب في مشكلة”

“هذا ما ظننته. لم يكن هناك مانا تقريبًا في سيفك. استرح قليلاً”

أومأ ريو كما لو كان يعرف ذلك و طبطب على كتف فيليكس.

ما هذا؟

دارت أفكار فيليكس بسرعة.

كان كذبًا أن الغداء تسبب في مشكلة. لقد هضم طعامه بالفعل.

لكن ماناه لم تُظهر حتى نصف قوتها المعتادة.

هل هذا بسبب إرهاقي من التعامل مع هيستيريا لورينا مؤخرًا؟

كانت لورينا ، التي تحمل طفله ، تزداد مطالبها مؤخرًا.

<ابقَ معي ، قل مرحبًا للطفل ، متى سنتزوج …>

كانت تشتكي بشدة ، خاصة بشأن الموضوع الأخير.

تحدثت عن حجز قاعة الزفاف ، و تسجيل الزواج.

كانت مشكلة محيرة. كان فيليكس يريد أيضًا الزواج من لورينا في أقرب وقت ممكن.

لورينا ، الجميلة ، اللطيفة ، و المتفوقة أكاديميًا ، كانت حلم كل طالب في الأكاديمية. كم سيشعر الجميع بالغيرة إذا أصبحت زوجته؟

لكنني لم أكن أعلم أن والدتي ستعارض بهذا الشكل.

عندما أخبرها أنه فسخ خطوبته مع فريجيا ، غضبت بشدة.

كان ذلك على عكس شكواها المستمرة من أن فريجيا كانت عروسًا ناقصة.

هل هذا بسبب تلك التعويذة؟

هل لا تزال تعتقد أنني لا أستطيع العيش بدون تلك المانا التافهة؟

إذا كانت والدته تفكر حقًا بهذه الطريقة ، فهذه إهانة له.

صحيح أنه استفاد قليلاً من مانا فريجيا بسبب عدم حساسيته للمانا في الماضي.

لكن بعد أن فُتحت قنوات ماناه ، لم يعد بحاجة إلى مساعدة فريجيا.

حسنًا ، كان يشعر أحيانًا بالضعف ، و عندما يتلامس مع فريجيا ، يشعر بالنشاط مجددًا.

لكن هذا كان مجرد مساعدة طفيفة. كان فيليكس مقتنعًا تمامًا أن المانا التي كانت تابعة لفريجيا أصبحت الآن ملكه بالكامل.

<فريجيا من عائلة عريقة. كيف يمكنك التخلي عن فتاة مثلها و إحضار عروس من عامة الناس؟ إذا لم تستطع التخلي عن تلك الفتاة ، اجعلها عشيقتك!>

فريجيا الزوجة الرسمية ، و لورينا العشيقة …

تخيل نفسه مع زوجة رسمية و عشيقة على جانبيه ، فارتفعت زاوية فمه قليلاً. شعر و كأنه نموذج لرجل قادر.

حسنًا ، إذا كانت فريجيا ، فحتى لو كانت عشيقة ، ستأتي إليّ راكضة إذا ناديتها.

في آخر مرة رآها ، بدت كقطة تُظهر مخالبها المخفية و هي تغضب بشراسة.

لكن ، بما أنها كانت مغرمة به بشدة ، لم يكن من المستغرب أن تغضب عندما سمعت أنه سيتزوج امرأة أخرى.

عندما تذكر وجهها الغاضب ، شعر بالاستياء و لكن أيضًا بشعور غريب.

كانت دائمًا مطيعة ، لذا بدت مختلفة بعض الشيء هكذا …

في تلك الظهيرة ، تجول فيليكس مع أصدقائه في المدينة لتخفيف التوتر من ضغوط والدته و لورينا.

“هل هذه الطفيلية؟”

“ماذا تفعل هناك؟ يا ، فيليكس ، هل جاءت تبحث عنك؟ مقزز”

كان “الطفيلية” هو اللقب الذي أطلقه أصدقاء فيليكس على فريجيا.

رفع رأسه دون وعي و تفاجأ.

“هل؟”

كان هناك رأس أشعث مألوف يسير بسرعة إلى مكان ما.

كان أسلوب الشعر الفوضوي و النظارات السميكة بالتأكيد فريجيا التي يعرفها ، لكن …

مع الزي الرسمي الذي يناسب خطوط جسدها ، بدت و كأنها شخص مختلف تمامًا.

ما هذه الملابس؟ هل حصلت حقًا على وظيفة في برج السحر؟

كان يعتقد أنها كانت تتباهى ، لكن هل كان ذلك صحيحًا؟

إذا كان برج السحر ، فإن الراتب سيكون كبيرًا …

بدأ عقل فيليكس يدور بسرعة.

على الرغم من أن تقدم النساء في المجتمع لم يعد نادرًا كما كان من قبل ، إلا أن معظم النبيلات لا يزلن يركزن على واجباتهن المنزلية.

على عكس السيدات النبيلات الأخريات اللواتي يجلسن في المنزل ، يطرزن ، أو ينفقن المال على الأنشطة الاجتماعية ، فإن زوجة رسمية تخرج و تكسب المال …

شعر أن هذا جديد و جذاب للغاية.

لماذا أنا هكذا؟ هل أشعر بالأسف لأنني تخليت عنها؟

يا لي من رجل.

أنا حقًا نموذج للرجل السيء.

ضحك فيليكس بخفة و خطا خطوات واسعة.

“يا.”

مع إحدى يديه في جيبه ، رفع الأخرى و اقترب.

استدارت فريجيا بوجه يشكك في أذنيها ، و عندما رأت فيليكس ، اتسعت عيناها مثل أرنب.

ابتسم فيليكس بثقة و نظر إليها من الأعلى إلى الأسفل.

“يبدو أنكِ حصلتِ على وظيفة حقًا؟”

“ها …”

تمتمت فريجيا كما لو كانت عاجزة عن الكلام.

كان من الطبيعي أن تتفاجأ.

على الرغم من الفوضى التي تسببت فيها في آخر لقاء ، لم تكن تتوقع أنه سيتحدث إليها بلطف مرة أخرى.

في الحقيقة ، كان قد أقسم ألا يسامحها أبدًا على تصرفاتها في ذلك اليوم ، لكن عندما رأى مظهرها المتغير ، لم يستطع إلا أن يشعر بالفضول.

“كيف حصلتِ على وظيفة في برج السحر بدرجاتكِ؟ أنا فضولي”

واصل فيليكس الاقتراب من فريجيا ، التي كانت متجمدة كالجليد.

في اللحظة التي اقترب فيها بما يكفي ليلمسها إذا مد يده ،

“!….”

توقف فيليكس عن التنفس.

شعر بتشنج في معدته و جوع قوي.

كان شعورًا كمن كان محبوسًا في مكان ضيق لفترة طويلة و استنشق أخيرًا نسمة من الهواء النقي.