“في يوم المقابلة ، ألم تقل الآنسة فيوليت إنها تريد أن تكون مثل شخصية سموك الموقرة أو شيء من هذا القبيل؟ بصراحة ، سيدي المعروف بلقب “الكلب المجنون” و “الشيطان”، هذا كلام لا يصدق! من الواضح أنه عذر”

“الكلب المجنون؟ الشيطان؟”

أصبح صوت كايين مشؤومًا.

في العادة ، كان آرون سيهرب خائفًا منذ زمن ، لكنه كان منغمسًا جدًا في تخميناته لدرجة أنه لم يلاحظ ذلك.

“لكن من الحقيقة أن سيدنا يتفوق على أي شخص في هذه القارة من حيث المظهر و الذكاء! ربما وقعت الآنسة فيوليت في غرامه بسبب ذلك؟ لكنها لم تستطع قول ذلك صراحة ، فاختارت عذرًا مثل احترام شخصية سموك!”

“…”

بقي كايين صامتًا.

“وقعت في حبي؟ أنا؟”

“لأنك ، سيدي ، نموذجي المثالي!”

<نعم ، أريد بالتأكيد أن أصبح شخصًا يتمتع بشخصية و أخلاق عظيمة مثل سموك! هذا هو طموحي الجديد!>

تذكر كايين وجه الوافدة الجديدة و هي تصرخ بهذه الكلمات في يوم المقابلة.

عيناها المتلألئتان بمودة خالصة ، خالية من أي خوف أو اشمئزاز.

كان كايين حساسًا بشكل فائق للسحر منذ ولادته. هذه الحساسية مكنته من استشعار مشاعر الآخرين المحمولة عبر المانا بشكل غامض.

كان هناك العديد من المتزلفين الذين اقتربوا منه مدعين احترامهم له ، لكن جميعهم كانوا يخفون رغبات مظلمة—إما الرغبة في الاقتراب من السلطة ، أو استغلاله ، أو مجرد خوفهم منه.

لكن هذه المودة الخالصة … كانت لأنها وقعت في حبي؟

أن تصبح سكرتيرتي ، تريد أن تكون معي كل يوم.

“…”

كان الأمر غريبًا.

عندما تذكر عيني الوافدة الجديدة الخضراوتين المتلألئتين ، شعر بضيق غريب في صدره.

“آه ، آه!”

استعاد آرون رشده أخيرًا من حماس تخميناته و أصيب بالذعر.

“لقد تكلمت بوقاحة عن سيدي ، أنا حقًا المجنون هنا! اقتلني من فضلك!”

ركع آرون على ركبتيه.

لوح كايين بيده بضجر.

“كفى. مزعج”

“نعم …؟”

“أريد الهدوء ، فأغلق فمك و اخرج”

فتح آرون فمه بدهشة.

سيدنا يصدر أمر طرد بهذه اللطافة؟!

في العادة ، كان سيُركل في مؤخرته الآن!

قبل أن يغير كايين رأيه ، هرب آرون بسرعة.

في المكتب الهادئ ، استلقى كايين ببطء في كرسيه.

لم يكن يعرف بعد بالضبط ما هي النوايا التي دفعت الوافدة الجديدة للتقدم لوظيفة سكرتيرته.

لكن ما كان مؤكدًا هو:  

<الشخص الذي أعجبني أكثر هو سمو الدوق!> 

<إذا تمكنت من التعلم و العمل إلى جانب سموك ، فلن يكون هناك شرف أعظم من ذلك!>

في تلك اللحظة التي صرخت بها ، كانت عيناها تلمعان بمودة صادقة تجاهه.

ارتشف كايين الشاي ببطء.

لسبب ما ، كان طعم الشاي حلوًا بشكل غريب اليوم.

* * *

مع غروب الشمس ، حان وقت الخروج من العمل.

غادرتُ برج السحر ، ممسكة بقبضتي بقوة و هتفت بهدوء: “حسنًا!”

لقد حصلتُ على سلفة. هورا!

كان ظرف الراتب الثقيل في حضني يعلن عن وجوده.

قبل الخروج مباشرة ، طلبت سلفة بحذر من آرون ، الذي وافق بسهولة.

كان هناك حادث صغير عندما كدتُ أمزق الظرف بسبب قوة آرون المفاجئة عند تسليمه ، لكن …

<سيدي؟ هل يمكنك إفلات الظرف؟>

<… أنتِ لن تأخذي هذا و تختفي من الغد ، أليس كذلك؟>

<ماذا؟ بالطبع لا!>

<بصراحة ، لا يهمني ما هي طموحاتكِ ، طالما أنكِ تعملين بهذا الشكل …>

كان يتمتم بكلام غريب.

كان مخيفًا بعض الشيء مع دوائر سوداء تحت عينيه و هو يتمتم بكلام غريب.

“لكنه شخص جيد. بالتأكيد!”

لقد وافق على السلفة بسهولة ، أليس كذلك؟

رئيس رائع! شخص رائع!

مشيت في الشارع بخطوات خفيفة كأنني أطير. كان صوت العملات المعدنية في حضني ممتعًا للغاية.

هذا سيغطي تكاليف الطعام لفترة. يمكنني أيضًا شراء بضع بدلات للعمل!

و كان هناك مكان يجب أن تذهب إليه الأموال أولاً.

رفعت رأسي لأنظر إلى لافتة المتجر الذي وصلت إليه.

[مكتب لويد القانوني]

* * *

“فريجيا!”

بمجرد دخولي المنزل ، رحّب بي عمي بابتسامة مشرقة.

ارتجفتُ من ابتسامته المشرقة كالشمس.

ما هذا؟

كنت أعتقد أنه سيكون غاضبًا جدًا لأنني أمسكت بابنته من فمها و هززتها ، لكن …

تم حل اللغز في اللحظة التالية.

“لقد وصلت رسالة من السيدة ماركيزة روهايم”

ابتسم عمي برضا و كأنه تخلص من همّ.

“قالت إنها لا تنوي أبدًا قبول عروس من عامة الشعب بدلاً منكِ ، و أنكِ يجب ألا تشعري بالأذى كثيرًا بسبب خطأ واحد ارتكبه رجل عظيم. أليس من الرائع أنها كتبت رسالة بنفسها؟”

رائع؟ بالكاد أبدت أي اهتمام بزيارتي شخصيًا.

<أنتِ محظوظة حقًا لأن فيليكس لديه ذوق منخفض و متساهل عاطفيًا. هل يبدو من المناسب أن تقف فتاة هزيلة و باهتة و غبية مثلكِ بجانب فيليكس؟>

كانت السيدة الماركيزة دائمًا تبدو متلهفة لإبعادي عن فيليكس ، لذا كان مفاجئًا أن ترسل مثل هذه الرسالة.

“دعتكِ السيدة إلى غداء غدًا. لذا ، رتبي شعركِ المتسخ هذا ، و اشتري هدية لائقة و—”

“لن أذهب”

“ماذا؟”

“لقد انفصلتُ عن فيليكس. لماذا يجب أن أذهب لإرضاء امرأة أصبحت الآن غريبة بالنسبة لي؟”

“ماذا؟! هذه المجنونة لا تزال تتحدث عن فسخ الخطوبة و هذا الهراء!”

“ما لم يكن الأمر يتعلق بمطالبة التعويض ، فلن أدخل قصر الماركيز مرة أخرى. سأصعد الآن”

استدرت و صعدت السلالم.

“فريجيا! أنا أتحدث إليكِ! كيف تجرؤين على عدم العودة!”

صرخ عمي بغضب لكنه لم يتبعني ليمسكني.

يبدو أنه متردد في التعامل معي بقسوة كما في السابق بعد سماع أنباء علاقتي بالدوق كرويتز.

أغلقت الباب و تنهدت بعمق.

“هووو”

للتو ، تحدثت بثبات دون ارتعاش ، أليس كذلك؟

لو رأى بيبي ذلك ، لكان قد أثنى عليّ لأنني فعلت ذلك جيدًا بمفردي.

للأسف ، لم يكن هناك فرخ يركض لاستقبالي ، ربما لأن شحنه لم يكتمل بعد.

بانغ—! كلانغ—!

سمعت صوت عمي و هو يكسر الأغراض بغضب من الأسفل.

“يا له من منزل فوضوي حقًا”

الآن بعد أن حصلت على السلفة ، كنت أرغب في استئجار غرفة صغيرة ولو لم أعد إلى هذا المنزل.

لكن في مكتب المحاماة الذي زرته بعد العمل ، أوصوني بحزم: “مهما حدث ، لا تغادري المنزل أبدًا. يجب أن تحافظي على حالة الإقامة!”

نظر إليّ المحامي بعيون مندهشة ، كما لو كان يرى مخلوقًا بحريًا يتحدث ، عندما سمع أنني سلمتُ عائلتي لعَمي بيدي.

حسنًا ، حتى أنا أعتقد أنني كنت مجنونة ، فكيف يراني الآخرون؟

خلال العشر سنوات الماضية ، كنت أنا نفسي أجد نفسي غريبة لعدم امتلاكي أي هوية ذاتية.

كان رأسي دائمًا مملوءًا بضباب كثيف. حتى تعرضتُ للخيانة من فيليكس و لورينا و استعدتُ وعيي.

حتى لو كنت شخصية مترددة و ضعيفة عاطفيًا ، لم أكن عبثًا متفانية إلى هذا الحد لعَمي و فيليكس …

“ربما كنت تحت تأثير سحر أسود؟”

مثل تلك القصص المرعبة التي تتحدث عن تحويل الناس إلى دمى بلا إرادة يتم التحكم بها …

بالطبع ، لم يكن لدى عمي ، الذي دمر العائلة بسرعة بعد وفاة والديّ ، المال أو العلاقات لتوظيف ساحر أسود.

أعني فقط أنني كنت مثيرة للشفقة و غير مفهومة لدرجة أنني اشتبهت في سحر أسود.

في تلك اللحظة ، سمعتُ صوتًا مرحبًا.

[منقذتي! هاء]

خرج بيبي يزحف من تحت الأغطية.

[متى وصلتِ؟ كيف كان يومكِ؟ لقد كنتُ نائمًا طوال اليوم و لم أتمكن من مساعدتكِ. هاء.]

فرك بيبي عينيه بأجنحته القصيرة السمينة ، و كأن النوم لم يزل يغلبه ، لكنه خرج لاستقبالي.

شعرت فجأة بدغدغة في صدري.

هذا هو الشعور—أن يكون هناك من يرحب بكِ عند عودتكِ إلى المنزل.

“كان يومًا جيدًا. أعتقد أنني قمت بالعمل بشكل جيد ، و حصلت على سلفة ، و زرت مكتب المحاماة في طريقي إلى هنا”

[يا! هذا رائع! هل يمكنكِ مشاركة تفاصيل ما قاله المحامي مع بيبي؟ سأقارن كلامه مع القوانين لأرى إذا كان صادقًا أم مجرد محتال طامع!]

“حسنًا ، قال …”