03
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- من قال أن الجميع سعداء؟
- 03 - هل يليق أن يُطلق عليها «دُمَية»؟
مرّ ما يقارب شهرين منذ طُردتُ من المختبر.
بدأت مؤخرًا أرى أن العزل لم يكن خيارًا سيئًا تمامًا. لا أحد هنا ليلقي عليّ تعليقات لاذعة، ولا أحد يعيق عملي، مما يسمح لي بالتركيز على أبحاثي دون إزعاج.
المختبر هو مكان مخصص للبحث المستمر حول موضوع معين. لا يفترض أن تكون هناك حاجة لإجراء محادثات غير ضرورية.
لكن حين كنت هناك، كان مجرد عدم تفاعلي مع زملائي في الفريق سببًا في إطلاق الشائعات عني، وإعاقة عملي يوميًا.
قد أكون أقل براعة من غيري في الحديث، لكنني كنت أتواصل مع فريقي بالحد الأدنى المطلوب. لم يكن لهم أي حق في الشكوى أو الانتقاد. ومع ذلك، سمعت أن أفراد المختبر أطلقوا عليّ لقب “الدمية” تعبيرًا عن نفورهم مني.
بشرتي، التي نادرًا ما ترى ضوء الشمس، شاحبة على نحو غير صحي، وشعري، الذي لم أُعنَ بقصّه، امتدّ بلا انتظام حتى خصري.
والأسوأ من ذلك، أن عضلات وجهي، التي نادرًا ما تتحرك، تُضفي عليّ مظهرًا جامدًا، مما يجعلني أبدو بالفعل وكأنني دمية. لكن بالنسبة لي، هذا الوصف مهين.
أن أُقارَن بدُمية لا تتحرك، بلا عضلات، بلا تعابير، وبداخلها خواء تام، أمر يبعث فيّ قدرًا لا بأس به من الضيق.
لكنني، في الحقيقة، لا أهتم. ما يطلقه الآخرون عليّ من ألقاب لا يعنيني في شيء.
فلديّ مبدأ واحد أؤمن به في كل شيء:
“لا شيء يستحق اهتمامي سوى ما يتعلق بالبحث.”
* * *
“يجب أن أُنقذه. لهذا، لا بد أن أحصل على الدواء مهما كان الثمن.”
“لا أسمح لأحد بإعاقة بحثي. إن كان لديك حديث، فأجّله لوقت لاحق.”
“سواء كان إنسانًا منبوذًا أو زهرة دُهست تحت الأقدام، إذا كان يصلح ليكون عينة بحثية، فسأنقذه. أما إن لم يكن كذلك، فمصيره التلاشي لا أكثر.”
هل هي “دمية” حقًا؟ هل يمكن بالفعل اعتبارها “دمية”؟
تلك التي تقاوم ماضيها الذي يكبّلها، وتغرق في البحث محاولة طمس مشاعرها السلبية—هل تستحق أن تُلقّب “دُمــــــية”؟ . . .