كان يلتصق بي كأنه لا يعرف ماذا يفعل من كثرة حبه لي. يحتضنني، يداعبني، يمسك يدي، يقبلني. أحيانًا يقبل جبهتي، وإذا اقترب وقت النوم يأتي ليتمنى لي ليلة سعيدة.
وفي الأيام التي لا يستطيع فيها تحيتي، يقترب مني وأنا نائمة، يداعب شعري مرة ثم يغادر. عندها أقع في حبه. أدفن الحقيقة في أعماقي وأحبه بجنون.
«آه، نعم، صحيح… كنتُ أريد أن أراك بهذا الثوب.» «ماذا؟»
«إحدى اللوحات في قصر دويو… كنتِ ترتدين فستانًا بهذا الطراز. »
ثم يطيل الحديث عن تلك الصورة، وعندما أرى أنه يحاول إعادة تمثيل مشهد من صورة لا أتذكرها حتى، تنكسر مشاعري تجاهه كقطعة زجاج.
بينما أستعيد تلك المشاعر، نهض إدموند فجأة
وضع يده على جبهتي بذلك الوجه اللطيف المربك نفسه. يده التي تغطي جبهتي… كان يتحقق من الحرارة، لكنه لم يصبر فطبع قبلة خفيفة
حاولتُ جاهدة طرد مشاعر ذلك اليوم، ففرت أصابعي لأتفقدها. أصابع بيضاء شفافة لعدم رؤيتها الشمس منذ زمن، لكنها على الأقل سليمة أكثر مما توقعتُ
لقد كنتُ أظن أنني سأموت من الألم. «أفضل مما كنتُ أتوقع.» «لم تكوني بخير أبدًا.»
يوري. في الحقيقة، جزء مني كان يثق به لذلك تصرفتُ بتهور. يوري الذي حذّرني مرات عديدة ألا أستخدم السحر
«أين يوريشيون الآن؟»
«سيأتي قريبًا.»
كان تعبير إدموند غامضًا جدًا. يبدو أنه لا يستطيع كرهه بصراحة لأسباب كثيرة. بينما كنتُ أتبادل معه الكلام، سمعتُ طرقًا على الباب.
نهض إدموند ليعدّل الغطاء، لكن الباب انفتح فجأة قبل أن يأذن. دخل رجل أسود الشعر بخطوات واسعة.
اقترب مني بسرعة بوجه يوحي بأنه قادر على قتل إنسان. تراجعتُ لا إراديًا من خطواته المهددة، فحجب إدموند طريقه فورًا.
«ما هذا؟» «لقد استيقظت توًّا، أرجو أن تتذكر ذلك.» «ها؟» ميل يوري رأسه بنظرة تقول «غير مضحك».
عيناه الزرقاوان تلمعان ببرودة مخيفة بشكل خاص.
«إدموند دير، أليس من الأفضل أن تذهب وترتاح الآن؟»
«أعرف جسدي بنفسي.»
«وفيفيان سومرز، ألم أحذركِ بوضوح ألا تستخدمي السحر؟»
ارتجفتُ لا إراديًا من صوته البارد كالثلج. انتبه إدموند لذلك فحجبني عنه تمامًا.
«كفى، يا سينباي.»
«سينباي؟ نعم، إدموند… ألم تكن أنت أيضًا غاضبًا طوال الوقت قبل أن تستيقظ؟»
«…هذا حديث يمكن تأجيله.»
«إذن أجّله أنت.»
الجو مرعب. ابتلعتُ ريقي. كلاهما يفوح منهما هالة مخيفة. يوري يظهر غضبه بالقوة السحرية، وإدموند يقول ما يريد غير مبالٍ.
لم يبدُ إدموند أنه سيرحل.
«أنا من أنقذها وهي تحتضر.»
تجمد وجه إدموند فجأة. عيناه المتوحشتان وحدهما تكشفان أنه يكبت غضبًا هائلاً.
«فيفيان سومرز، لدينا حديث.» «…»
نظرتُ إلى يوري الواقف خلف إدموند. كان الغضب يملأ وجهه، فأشار برأسه لإدموند أن يخرج.
«إدي، إذا أردت سأطلب منه أن يعود لاحقًا.» «…………»
من الطبيعي أن يغضب يوري. لقد جاء من مئات السنين في المستقبل ليعود إلى الماضي ويحمي عائلته.
كان ينتظر قدومي هنا فقط، فكيف سيكون شعوره عندما كدتُ أموت؟ «لا بأس.»
لكنني لم أستطع تجاهل إدموند الذي كان يبكي وهو يعانقني، لذلك قلتُ ذلك عمدًا. تنهد إدموند بعمق وقال: «حسنًا».
«على أي حال، صاحب السمو ولي العهد استدعاني.» «نعم.» «إذا حدث شيء نادني.»
ابتسم إدموند كأن كل شيء على ما يرام، ثم خرج من الغرفة بخفة. بعد أن غادر إدموند، تنهد يوري كأن الأمر مزعج، ثم عاد الصمت.
وقف بجانبي ينظر إليّ من فوق دون كلام. كان نظره لاذعًا، فحاولتُ الابتسام، ثم أشحتُ بنظري، وبدأتُ أصرخ داخليًا: «إدي، تعال وخذني من هنا بسرعة!» … حتى فتح يوري أخيرًا فمه: «كيف حال جسمك؟» «ممتاز.» «أكيد.»
وضع سبابته ووسطاه على جبهتي بهدوء، فحص جسدي بالقوة السحرية مرة واحدة، ثم جذب كرسيًا بتعبير مزعوج وجلس أمامي. «فيفيان.» «نعم.» «لن ألف وأدور.»
هو أصلاً لا يبتسم كثيرًا، فتبدو حوله ريح باردة حتى لو لم يكن هناك شيء. والآن هو غاضب بالتأكيد، فمن الطبيعي أن يكون أكثر رعبًا. لكن تعبيره الحازم بدا أقرب إلى التحذير من الغضب.
«فيفي، ما عاد يحلو لك العيش طويلاً؟»
【ملاحظة】 اسم البطلة الحقيقي هو فيفان
أما بيبي فهو اسم دلع خاص جدا يستخدمه إدموند لفيفان هو يناديها به عندما يكون عاطفيًا أو قلقًا عليها بشكل خاص
═══∘°❈°∘═══
ترجمة: مابل
حسابي على انستا: ma0.bel
ولا تنسى ذكر الله ودعاء لأهلنا في غزة و سودان ومسلمين أجمعين
التعليقات لهذا الفصل " 41"