فـــــــــصـ002ــل:

جلست “لينا “ على سريرها قليلاً وهي تفكر ماذا تفعل مع عائلتها 

وبعدها أخذت نفساً عميقاً، و تسللت فكرة إلى بالها وهيَ… 

«الهروب» 

***

قال لامين وهو يصرخ: أجننتِ؟! أتملكين عقلاً أنتِ كي تقولي هذه الكلمة ببساطه؟! 

أكمل قائلاً: إلى أين ستذهبين أساسا؟ وكيف؟ 

أجابت لينا قائلة: حسناً، أتملك حلاً آخر؟ 

أنزل “لامين “ رأسه دون أن ينبس ببنس شفة

تنهدت “لينا “ بهدوء، ثم أكملت حديثها

قائلة: لا أستطيع أن أبقى ساكنة وأنا على وشك البيع لرجل عجوز من قبل عائلتي بسبب المال، لذا سأهرب إلى إمبراطورية سڪايلا هذه اللي_

قاطعها “لامين “ وهو يضع يده على جبهته 

وقال: أظن أنكِ فقدتِ عقلك، أتعلمين ما هي إمبراطورية سڪايلا؟ 

***

«إمبراطورية سڪايلا»

«إمبراطورية سڪايلا» هي الإمبراطورية المعادية «لإمبراطورية تشيتا» منذ قرون طويلة

ومنذها لم يكن هناك أي تواصل بينهما

وكانت «إمبراطورية سڪايلا» على أهبة الإستعداد للهجوم أو تصدي أي هجوم من «إمبراطورية تشيتا» 

وعلى عكس «إمبراطورية تشيتا» الضعيفة، فإن «إمبراطورية سڪايلا» قوية ولديها العديد من المعادن والثروة 

لذا دائماً ما كانت «إمبراطورية تشيتا» تتجنب «إمبراطورية سڪايلا» خوفاً من أى هجوم مفاجئ 

***

وبعد فترة طويلة من الإقناع، وافق “لامين “ على مضض

لامين: وما هي خطتك للهروب يا لينا؟ 

ردت لينا قائلة: لقد كنت أجمع المال في الخفاء الأيام الماضية، لذا سأستأجر عربة لتأخذني إلى الحدود وبعدها سأُكمل مشياً، وأُفكر في أن أُبيت في فندق

فكر “لامين “ في هذه الفكرة الغير منطقية وتنهد 

ثم قال ناهضاً من مكانه: إفعلي ما تريدين، لكن ليس لي علاقة بكل هذا، وأنا آسف لكن سأقطع علاقتي معك هنا والآن

حينها لم تستوعب “لينا “ الكلام الموجه لها من “لامين “، وكانت مصدومة، لما يريد قطع علاقته بها؟ يكفي انه لا يحبها

ولكن “لينا “ تظاهرت أن هذا لا شيء وأنه أمر غير مهم ولا يهمها

وقالت: إفعل ما تشاء، لن أقيدك 

ثم ذهب “لامين “ دون أن ينظر خلفه

شعرت “لينا “ أنه ترك بداخلها فراغ كبير جداً، واعتقدت أنه لن يملأ… أدمعت عيناه قليلاً

ولكنها قالت: الآن ليس وقت البكاء على قرار كهذا، علينا أن نركز على خطة الهروب. 

***

في الليل، كانت “لينا “ تتأكد من أغراضها وتلبس العباءة السوداء، و قبل أن تخرج تأكدت من أنها لم تترك أي أثر وراءها. 

وكان هناك حبل ملقى على الأرض، فأخذته ورمته من النافذة وثبتته جيداً ونزلت من عليه بهدوء 

وجدت بالأسفل القليل من الحلوى التي كان يعطيها لها لامين مدفونة في الأرض

نظرت إليهم بعيون مكسورة، وأخذتهم كذكرى له، ووضعتهم في حقيبتها وأكملت سيرها

ولحسن حظها لم يكن هناك أية ضيوف في القصر، لذا كان الأمن مخفف للغاية، فكان الهروب من القصر سريعاً

خرجت خارج القصر ولكنها نظرت بحيرة للطرق، لإنها لم يسبق لها الخروج من القصر أبداً 

.وقالت: همم، أين يجب عليّ الذهاب؟ 

ثم إتجهت في إحدى الطرق ووجدت قرية قريبة منها، فركضت إليها فلعلها تجد أحداً

وصلت للقرية ورأت مرأة ترتدي ملابس بسيطة وتقليدية للغاية و توحي ملامحها الخير، فذهبت لها وسألتها 

قائلة: م_مرحباً

ردت عليها المرأة وهي تلتفت لها: مرحباً! 

ثم نظرت إلى ملابسها 

وأكملت حديثها: يبدو أنكِ لستِ من هذه القرية، تعالي سآخذكِ إلى مكان تستطيعين المبات فيه

فكرت “لينا “ في الأمر

وقالت سراً: حسناً، لقد حلَّ الصباح، سأمكث هنا الليلة وغدا سأُغادر

 قالت “لينا “ للمرأة: شكراً لكِ

ردت عليها المرأة: العفو يا عزيزتي

ذهبت “لينا “ مع المرأة، فبدأت المرأة الحديث معها

قائلة: إسمي لورا، وما اسمكِ عزيزتي؟ 

ردت لينا عليها: وأنا لينا

لورا: كم عمرك يا عزيزتي؟ يبدو أنكِ لم تصلي حتى إلى سن الرشد

لينا: عمري خمسة عشر عاماً

لورا: هي بنا لقد وصلنا

دخلت “لينا “ إلى المكان وهي تنظر بطريقة غريبة وغير مفهومة 

فلاحظت لورا الأمر وقالت: ماذا بك؟ ألا تشعرين بالإرتياح؟ 

ردت لينا: لا، لا شيء

وجدت “لينا “ رجل عجوز جالس على مكتب صغير بالزاوية

وتركتها “لورا “ وهي ذاهبة

وقالت: حسناً عزيزتي “لينا “ ، إلى اللقاء

نظرت إليها “لينا “ ثم إلتفتت إلى الرجل العجوز

وسألته: أُريد حجز غرفة

 وهي ترمي أمامه بعض الأموال

أخذ الرجل العجوز ينظر إلى الأموال متعجباً من طريقتها المغرورة

وقال وهو يمد لها مفتاح: حسناً، ها هو مفتاح الغرفة ١٢

أخذت لينا المفتاح بصمت وصعدت أعلى الدرج 

ثم فجأة… 

***

{التأليف : ساتوريا}

التلي : https://t.me/gu_novel